أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبداللطيف أسرار - الفقيه الموظف















المزيد.....

الفقيه الموظف


عبداللطيف أسرار

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الفقيه الموظف


"ليس بالخبز وحده يحيا الانسان "


يعيش المرء في وطنه مهزوما مكلوما ,حاملا لأوهام الماضي وانتظارات المستقبل عله يصيب منهما حلما من أحلام تتحقق أو لا تتحقق,ليغدو ادميا يعيش من أجل أن يتحرر من العبودية وقيود الاستغلال ,ليعيش كريما غير مهان وفق شروط المواطنة التي تجعل الإنسان إنسانا ينتمي الى عمق الدولة ومحركها, لا حبا ولا إيمانا خواء من اجل الولاء الذي يتبجح به سادتنا الفقهاء في دولة المخزن العريقة ,متناسيين ان حب المخزن هو المقصود ,حين يصرخون بملء حناجرهم مدافعين ومنافحين على أن حب الأوطان من الإيمان ,ومتى كان حب الوطن شعبة من شعب الإيمان ,ولم يكن كف الظالم يداه على المظلوم شعبة من شعب الإيمان ,ولو شاورتهم في الأمر لخاب الظن ,وقصدت المقاصد مهب الريح ,حيث الفقيه موظف مرسم ذو مهمة , تسري عليه أحكام البشر وأهوائه ,لم يعد الفقيه يستطيع قول الحق والنهي عن المنكر لا بلسانه ولا بقلبه فبالاحرى بيده عملا بالحكمة القائلة إذا لم تستطع مقاومة التيار فسر معه ,ولماذا نلوم الفقيه الذي يؤم الناس الصلوات الخمس ,ويحثهم على العمل الصالح ,إذا لم يكن ممارسا للسياسة,؟ يكفي القول انه وقود لها ,فكم من معركة حسمها المخزن بفضل الفقهاء الموظفون ,من داخل بيوت رفعت ليذكر فيها اسم الله ,لا أسماء التمجيد والتعظيم لبني البشر الى سرد صفحات التاريخ البطولي للحاكم ,وفقه طاعة أولياء الأمر ,وكذا الملاحم التي تحول الانتكاسات الى انتصارات وتحول الباطل إلى الحق والظالم إلى مظلوم ,فكم هي الأحداث التي ترسخت في عقول العوام من الناس حينما يبدأ الفقيه منبريته دينية يغلف به الاتي من الخطابات السياسية كحلبة لعرض وجهة نظر سياسية مسلمة لا علاقة لها بالوعظ والارشاد لا من قريب ولا من بعيد الا ارشاد الناس الى الصناديق واطاعة الحاكم تحت ذريعة الواجب الديني والوطني,منها ليتقمص الفقيه دور الشاهد على العصر شهادة الزور والبهتان,ويفرق صكوك الغفران ويغفر لهذا ويدخل ذاك الى النا ر وبئس مثوى الظالمين, وهو الفقيه العالم بأمور الدين ,فلا غرابة أن يقع المحظور ودولة المخزن أقحمت أقرب مؤسسة وجدانية الى قلوب الناس في ترسيخ المشروع الوحدوي المخزني ,إذ ينتفض الناس منافحين عن دولة الإسلام المخزنية ,بادراك أو غير إدراك ,معتقدين أن الحقيقة واحدة في الحين ان الحقائق متعددة والبدائل متنوعة. .
قد نكون مدركين للصراع الذي جعل دولة المخزن تعلن الإسلام دينا للدولة وهو من باب المشروعيات ,وقد نقول هو افراز التاريخ منذ ردح من الزمن أيام الاقتتال للدخول في دين الله أفواج ,ورب مستفسر يستفسر ,ماذا لو كان الفصل بين الأوراق ليتضح الطريق ونقول علمانية (بفتح العين) .ونريح ونستريح ,أليس الفصل أهم من استمرارية خلط الأوراق بين الديني والسياسي ؟ كيف لا ودولة المخزن تدرك أيما إدراك أن قطار الفصل ما هو إلا سحب البساط من تحت الأقدام التي تقبل بفضل الولاء العمياء وأين يتغذى الاخطبوط المخزني غدا إذا لم يكن من الأوراق المختلطة ؟ ذلك ما يجعل التساؤل مشروعا هل يخدم الفصل استمرارية مشروع دولة المخزن المخزن ؟
بالكاد لن يجني المخزن من وراء الفصل ما يجنيه من سياسة الضباب والالتواءات وألاعيبه المخزنية والمواقف الحربائية التي تتسم بنظام المرونة فتكون علمانية تارة ودينية أخرى وإسلامية أحايين كثيرة ,في الوقت الذي يُتوهم فيه ان الواقع المغربي علماني منطلقين من الممارسة ومسقطين المفهوم عموديا على الواقع ,دون الانتباه إلى أن السياسة المخزنية لا تعي ذلك الواقع ظاهريا ,بل أخطأت في اختيار النموذج الأصلح لدولتها بين إعلانها إسلامية دينية او علمانية ,وبون شاسع بين المفاهيم الثلاث وحمولتهما السياسية والإيديولوجية ,ناهيك عن سؤال الإفراز الموضوعي لهاته الاختيارات ,وارتباطها بالبناء الديمقراطي وصيغ التداول على الحكم.
قد نسلم مع اي كان(إلا الجاحد) أن الواقع المغربي مليء بالتناقضات ,في علاقة الديني بالسياسي ,وقد نقول للعلمانيين ان المغرب علماني ونقول للاسلاميين انه اسلامي ولأنصار الشريعة انه كذلك ,ونجده كما هو معلن ,اذ الاختلاف الوحيد يكمن في التصور المخزني له من علمانية الدولة الى اسلاميتها ..الى تصورات الأطراف المتصارعة سياسيا حول هذه المشاريع .
أكيد ان البدائل التي تعود الدولة الى صياغتها هي بدائل مضادة للمشاريع التي تطرح مشروع جديد لدولة جديدة ,تجعلها كمدخلات لبلورة التصورات في ايجاد للحلول كرد فعل سياسي على البدائل الاخرى ,الا ان ما يقع هو سؤال .
بأي تمثلاث يمكن أن تتحقق هذه الاختيارات بين من يرفض الاسلام المخزني ويعرض الاسلام البديل ,وبأي معنى يريدها أنصار التطبيق الفوري للشريعة ,وغيرها مما يفتح علينا وابلا من الاسئلة التي لا تنتهي الا ببداية أخرى ..اذ تختلف بنية التنظيمات السياسية من المرجعيات المعتمدة في اعتماد الاختيار الفكري الى الاتجاه العنيف في تقديم البديل او ما يسمى في الادبيات الاشتراكية بالاختيار الثوري ,او تقديمهما معا اذا استعصى الحل السلمي .
حيث النقاش ذو العلاقة المرجعية في تصورات الدولة ليس بالنقاش الذي يحسم في الصالونات وفي الابراج العاجية ,بما هو نقاش التجليات وامتداده في صفوف الشعب وعموم الجماهير ,لا زال ,ولم يحسم بعد .
إن أي بناء لا بد له أن ينطلق من التشخيص ,اذ نحن أخطأنا في عملية تشخيص الجسم المخزني المريض ,أكيد أننا لن نستطيع فهم أمراضه وبالتالي القضاء عليه واستئصاله ,وإذا عدنا إلى الفقيه الموظف لن نعود إليه إلا كإفراز موضوعي ونتاج الضبابية وعلاقة الاختيار بين الدين والسياسة , وبين ما هو عليه الواقع ,بعد أن كان دور الفقيه محصورا في التعليم "والامامة الصغرى" ,ليجعله الورش المخزني يلهث نحو الاغراءات والعقارات لا لشيء إلا ليكون تابعا ,بعد أن كان مجتهدا ومحقا للحق وناصرا للمظلوم محتجا على الظالم آمرا للخروج عليه أيام كانت كلمات الفقهاء كالرصاص في وجه الحاكم الظالم ,وكان الفقيه ثوريا متمردا, وسيد نفسه له الدين كما يشاء وله الدنيا كما يشاء كمواطن . ان سياسة الفقيه الموظف ليست اعتباطية ولا عبثا لا طائل من ورائه ,بل هي حيل المخزن العتيقة ,بعد ان كانت الزوايا كمؤسسة دينية من أشد المعارضين شراسة وفراسة بالاطاحة بالسياسات المخزنية ,فطن المخزن الى الأمر قبل ان يحتوي الجميع في جبة مصطلح "الحقل الديني واعادة هيكلته "بعد أحداث وتطورات احكمت الالة المخزنية قبضتها على المشروع الديني كتابث لا يمكن زعزعته وله عرابه ,بل هو حقيقة مطلقة .
ان الفقيه مواطن قبل أن يكون فقيها يسعى الى الكرمة كما يسعى الى الحرية , وسط منظومة تحتم عليه أن يكون منخرطا في توزيع الأدوار ,اذ يؤثر ويتأثر ,فالفقيه ليس معزولا عن الواقع له اراءه كما له تصوراته ,يساهم من باب الديمقراطية في عدم خلط الاوراق اذا هو تبين ,يتمرد ,ويحتج ليسا طلبا للخبز بل طلبا للحرية ,لان ببساطة ليس بالخبز وحده يحيا الانسان في الحين الذي يعمل الفقيه الموظف بتلميع الصورة الدينية للاسلام المخزني ,جريا وراء ملذات تجود بها اياد المخزن الناعمة ,وجريا وراء الترقيات من موظف ملازم لمسجد الحي الى موظف يحضر انشطة البلاطات والليالي الدينية للصلوات ,والمأدوبات الفاخرة والسيارات الفارهة ليحكي لنا انما الحياة الدنيا لعب ولهو ,كل ذلك كان وما زال لنقول وبصدق انها كذلك الى ان يتبين الخيط الابيض من الاسود ويتبين الواقع من الزيف والظالم من المظلوم ,يوم تعض الدولة المخزنية على يدها انذاك تنجلي الحقيقة وتتجلى ارادة الشعوب في تحديد التصورات الواضحة لمشروع المستقبل .



#عبداللطيف_أسرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في النظام السياسي القطري
- بدائل التعبير في زمن التغيير
- المشهد السياسي المغربي بين البؤس السياسي والجمود التاريخي
- شمس الديمقراطية
- في الحاجة إلى ثقافة الاحتجاج


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبداللطيف أسرار - الفقيه الموظف