أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف أسرار - شمس الديمقراطية















المزيد.....

شمس الديمقراطية


عبداللطيف أسرار

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 03:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوطن الذي تغيب فيه شمس الديمقراطية ,لا يتنفس اهلها إلا الاستبداد ولو كان مستنيرا , ويعاني أهلها الخلل الحقيقي في فك رموز الحيف الذي يعانون منه ومن الغبن السياسي , والبؤس والحرمان ,بل من الآليات السلطوية ما يوطد مشروعية الحيف والاستبداد في ثوب الاستنارة والتستر , في اشكال ايديولوجية ذات النمط المدجن للعقليات , والتي تبلي البلاء الحسن من اجل اخراج الواقع في صورة "ممكيجة" تجعل الواقع البئيس واقعا مشرقا هامسا في آذان الجوعى والبائسين, بعهود القطيعة، بوصال الماضي التعيس، ببرامج اطفائية لا ترقى الى مستوى تطلعات بناء المجتمع الديمقراطي .
حيث تساق العقليات بإرادتها إلى تدعيم مشروعية الاستبداد عن ولاء مطلق مكرسة لنجاح ديمقراطية الاستبداد , ديمقراطية 99 % يتقوى من خلالها الاستبداد ,مستبدا بالرؤية الواضحة للمشروع السياسي الذي يرتئيه المجتمع ,في عملية خفية في صناعة العقول المؤيدة للمشاريع والمصفقة -عن وعي او عدمه- لإنجازات الحاكم ,الباحث عن الشرعية في ظل التابث والمتحول ,بالحديد والنار تارة وبالاستبداد المستنير أحيانا أخرى ,وأمجاد الماضي البطولي المترسخ في وعي المجتمع عبر أنابيب مختبرات التاريخ والدين ,ورجالات في خدمة الإيديولوجية الأحادية ضدا عن كل البدائل الآتية من خارج الإطار الذي ترسمه عقلية المستبد ,حيث الانتقائية في استقاء المحددات المتحكمة في المواطن الذي يريده لنجاح الاستمرارية ومعه الشخصية الملهمة التي تحل محل الجميع في الاختيارات والبرامج والسياسات , ,ولعل اكبر همومه اضافة الى الاستمرارية السياسية , استمرارية الطاعة والولاء ,التي يسهر ضامنا على وفاء الأقربين اليه ,في مسك خيوط العملية الاستبدادية وكذا قنوات تصريف الاستبداد السياسي النفسي الممارس بشكل يومي على المحكومين من إعلام سياسي ينفث سموم الاستبداد بشتى أصنافه ,ممارسا الارهاب الاعلامي التنويمي ,من خلال جعل الفضاءات التعليمية المتلفزة بكل رموزها الدينية الحديثة منها والتقليدية منابر أخطبوطية يعول عليها في فك طلاسيم العديد مما يثور من التأويلات . وحيث ان الاستبداد مشروع قبل ان يكون ملازما للظروف التاريخية وللتكوين الذهني والاجتماعي له ,كمساهمة للواقع في إفرازه,حيث نجاح المشروع الاستبدادي يتوقف على الذكاء السياسي للمستبد , إلا أن الأخطر من ذلك عندما يصبح الاستبداد متجاوزا لعقلية المتحكم فيه ,متسربا الى صناعة" مجتمع مستبد "ذو ميكانيزمات استبدادية, تحمل في وجدانها مشروع مقاومة التغيير بل الكره الأبدي لأي فصيلة تحمل في ثناياها ما رسخه الحاكم في النفوس من الحل الوحيد والأوحد , ولا مراء أن "الفكرة الدينية " هي أكبر الآليات الإيديولوجية وأقرب إلى قلوب العوام , في سبيل تغليف الرسائل السياسية في طابع ديني محض ,و شرعنة الاستبداد ولو لم تكن نفسه تدين لا بالملة ولا الدين .
ولا مناص اذ ذاك ان النظام الاستبدادي له مؤيدين أكثر مما له معارضين خارجين عن طاعة الحاكم ضد مجرى أهوائه , اللعنة السياسية حليف هؤلاء جميعا في قواعد اللعبة . ,وهي دعائم أساسية في خدمة أي مشروع قائم على الدين المنتقى والتاريخ المؤرخ لملحمة الحاكم البطولية العنترية ..
وليس الحاكم دائما مستبدا في صورة الطاغي "الحامل للسيف" ,بل يظهر في صورة الحاكم الرحيم ,والحاكم الأب والحنون ,(حنونا سياسيا) , المتعاطف مع شعبه ورعيته .الذي يغدق أمواله بسخاء ,عائدا المرضى ,ومنصتا الى آلام شعبه , ,وهو المتحكم في مسرح ضبط هذا الدور ,لصالحه ,لأنها تمثل الشرعية الشعبية والدينية له ,وهي استمرارية لإنتاج عقلية القطيع سواء في ثوبها المستبد الكالح او الحنون المستنير , فكيف لا ينبهر الشعب للحاكم المعطاء , للفقير والمحروم ,وهو المساق خلف ايديولوجياته ,والداعم للحاكم في قراراته ,بإرادة او غيرها.
و ما يجعل اقتلاع الاستبداد من جذوره أمرا عسيرا على الأنظمة التي تتغذى على قيمه وتعاليمه ,وحتى الجهر به، أمر مرتبط بالبنية التي تتشكل منها العقليات المستبدة , فالفساد كائن في نفسية السياسي المستبد يجري مجرى الدم في العروق ,وهو امتداد طبيعي للجغرافية السياسية والدينية والثقافة المجتمعية ,حيث يعد العقل الاستبدادي احد اهم محركاته .
ان عقلية "القطيع" احد اهم المعيقات التي تقف وراء الانتقال من مرحلة سياسية الى اخرى في مواجهة براثن الاستبداد الذي ينخر النسق المجتمعي ,والسياسي ,مما يجعل البحث عن البدائل في نفس البيئة والمناخ مرتكزا على إعادة صياغة الأنساق دون تفكيكها كبنية جذرية في المجتمع السياسي ,فالترابط بين عقلية المستبد وعقلية القطيع، حيث الاولى صانعة للثانية، وخضوعها لها كآلة طيعة في يد الحاكم في مشهد حالك لا تنفك طلاسمه, مما يجعل الذوذ عن حصون الاستبداد وقلاعه امرا اوتوماتيكيا لتلازم العقليات ,وبالتالي تبقى الحلقات المفرغة مصير اي محاولة لإعادة الشخوص الى الخشبة السياسية ,وفي محاولة توزيع جديد للأدوار القديمة ,في قالب فني سياسي تمويهي ,تصفق له الجماهير .
كل هذا يجعل المجتمع في التيه السياسي ,بعد افراغ محتوى التعاقدات من مضامينها الاجتماعية والسياسية ,وتصبح الدولة دولة الشعارات , والمواطنة محل المساومات والمواطن مجرد رقم في معادلات سياسية ,وبرامج انتظارية ولدت ومعها اسباب موتها .
فلا مراء ان ذهنية المستبد وعقليته تحكمية بامتياز تسعى للدولة التسلطية ,وللزعامة القيادية ,ضدا على اي ارادة ,وتحت اي مسمى كان ,بالإجماع او التوافق ,وحول الدين والشرعية , في اطار مأسسة الاستبداد واحتضان "التوابين السياسيين" واحتوائهم ,في منظومة عسيرة على التشخيص وعسيرة على وضع الاصبع في مكامن الداء ,مما يستحيل معه تقديم الجرعات اللازمة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، ببساطة , لأن ما أفسدته السنين لا تصلحه لا الأيام ولا الشهور.
ودولة الاستبداد مبنية على اسس التفكك ,اذا فقدت آليات محركها الرئيسي ,انفكت ,واذا استمر التصفيق لها ,تستمر العملية في التوارث ,حقبا من الزمن ,في بناء لا يمكن ان يوصف الا بالتعقيد ,ذو سلاسل يتغدى بعضها من بعض ,على اساس التعايش والاستمرارية ,ولا يمكن لذلك ان يتحقق حتى تنفرط المتلازمتان , في صيغ تحفظ معاني النبل السياسي ,والجرأة السياسية ,حتى لا يستبد الماضي بالحاضر ,ويستبد الحاكم بالمحكوم في دوائر تشمل في كل هذه التشكيلات استبداد الجهل بالعلم , في ظلمات نتظر فيها بزوغ شمس الديمقراطية .



#عبداللطيف_أسرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى ثقافة الاحتجاج


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف أسرار - شمس الديمقراطية