|
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 16:10
المحور:
الادب والفن
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
بَيْنَ نَهْدَيكِ يَا سُلْطَانَةَ القُلُوبْ، تُفْصِحُ الذَاتُ عَنْ ذَاتِهَا، تُلْقِي الرُّوحُ اَثقَالَهَا، وَتَرْتَاحُ العَينُ التَعُوبْ، بَينَ نَهْدَيكِ تُصَلِّي المَلَائِكَة، تُكْتَبُ قَصَائِدُ الحُبِّ بِحُرُوفٍ مِنْ نُورٍ، وَتَحْيَا القُلُوبُ الهَالِكَة، تُرْوَى حِكَايَاتُ الرُّهْبَانْ، تُرْوَى أَسَاطِيرُ الرُّجُولَةِ، وَأَسَاطِيرُ الشُّجْعَانْ، بَينَ نَهْدَيكِ.. تَنْفَصِلُ الرّوُحُ عَنْ الزَّمَانْ،
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ، وَأَعْظَمُ مُقَدَسَاتِ اليَهُودِ وَالعَرَبْ، وَلِأَجْلِهِمَا مَجَازِرُ العُهْرِ تُرْتَكَبْ، وَمَجَازِرُ الطُّهْرِ تُرْتَكَبْ، وَجَرَائِمُ الشَّرَفِ، وَمَذَابِحُ التَّرَفِ، وَكُلُّ وَقَاحَةِ البَشَرِ، عَلَى نَهْدَيكِ تُحْتَسَبْ، نَهْدَيكِ لِلجَحِيمِ.. نَارٌ وَوَقُودٌ وَحَطَبْ،
بَيْنَ نَهْدَيكِ أَيَتُهَا السَّمْرَاءُ الَّلَعُوبْ، تَنْقَضُ الشَّفَتَين عَلَى النَّارِ إِقْدَامَاً لِتُطْفِئَهَا، فَتَشْتَعِلُ فِيمَا بِينَهُمَا الحُرُوبْ، وَتَنْفَجِرُ بَرَاكِينُ ثَأْرٍ بِينَهُمَا، لِيَحْتَرِقَا بِلَهِيبِ حُلْمَتَيْكِ، فَلاَ مَفَرَّ هُنَا مِنَ الشَّهَادَةِ، وَلاَ عَودَةً، وَلاَ هُرُوبْ، بَيْنَ نَهْدَيكِ.. ذُنُوبٌ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ تُسَمَّى ذُنُوبْ، بِينَهُمَا تَسْقُطُ العَمَامَاتْ.. تَسْقُطُ الدِكْتَاتُورِيَّاتْ، تَسْقُطُ الزَّعَامَاتْ، تَنْحَنِي رُؤّوسُ الطُّغَاة، كَمَا لِلْمَاءِ رُؤّوسُ النَعَامِ تَنْحَنِي، بَيْنَ نَهْدَيكِ.. تَحْصُلُ المُعْجِزَاتْ،
لِحُلْمَتَيكِ حُمْرَةٌ كَحُمْرَةِ الرُّمَانِ، كَحُمْرَةِ النَبِيذِ فِي حَدَائِقِ الشَّيْطَانِ، كَخَدِّ العَرُوسِ، كَوَرْدَةٍ جُورِيَةٍ، كَحِمَمِ البُرْكَانِ، كَشُرُوقِ الشَّمْسِ فِي صَبَاحٍ صَيْفِيٍ، كَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ.. لَهُمَا طَعْمٌ كَطَعْمِ النَبِيذِ، كَطَعْمِ الفُودْكَةِ، كَطَعْمِ القَهْوَةِ بِالكُونْيَاكِ، وَالسِيجَارَ الَّلَذِيذِ، كَطَعْمِ الحُرِّيَةِ، بَينَ نَهْدَيكِ.. تَنْحَنِي أَكْبَرُ الرُؤوسْ،
نَهْدَيكِ شَمْسٌ وَقَمَرْ، وَأَهَازِيجُ أَهْلِ الشَامِ وَالغَجَرْ، وَلِأَجْلِهِمَا سَوفَ يَعُودُ المَهْدِي المُنْتَظَرْ، وَالمَسِيحُ المُنْتَظَرْ، وَالزَّعِيمُ المُنْتَظَرْ، وَالمُعْتَصِمْ، وَصَلاَحُ الدِيّنْ، وَكُلُّ مَنْ بِهِ الذّنُوبُ تُغْتَفَرْ، نَهْدَيكِ سَفَاحٌ.. يَعْشَقُ دِمَاءَ البَشَرْ، نَهْدَيكِ شِرِّيرٌ، نَهْدَيكِ دِكْتَاتُورٌ مُتَعَجْرِفٌ، نَهْدَيكِ إِلَهٌ.. بِالمُفِيدِ المُخْتَصَرْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو
...
-
تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري
...
-
وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب
...
-
“أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m
...
-
فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
-
الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش
...
-
أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا
...
-
الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود
...
-
“نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|