أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - كمال هماش - الحمدالله......أستغفر الله لنا ولكم















المزيد.....

الحمدالله......أستغفر الله لنا ولكم


كمال هماش

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 19:12
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


الحمدالله ........أستغفر الله لنا ولكم
بقلم : كمال هماش

يكاد المجتمع السياسي الفلسطيني بمؤسساته وفصائله الوطنية والاسلامية ، يكاد أن يصبح جزءا من الماضي ، فبعد ان فشل الربيع العربي في فلسطين مكتفيا باقتطاع غزة عام 2007 ، قررت الحرة ان تأكل بثدييها ولا تجوع، فباعت حماس فرجها لقطر ، وباعت سلطة الضفة اثدائها للمانحين دولا ومؤسسات ، وتحولت استراتيجية القيادة الى ضمان الرواتب ، بينما اصبح التكتيك استخدام الموقف السياسي لضمان تدفق المال.
وطوال العقد الاخير دأبت الولايات المتحدة وحلفائها على التشكيك في قدرة منظمة التحرير على انتاج قيادة حكومية للسلطة ، مستخدمة الادعاء بالفساد لاستبعاد القيادة السياسية والفصائل عن ادارة الحكومة ،حيث جلبت مرحلة د. سلام فياض باعتباره يملك الوصفة السحرية لحل المشاكل الاقتصادية في تهميش كامل لمسؤولية الاحتلال عن الفقر والتراجع الاقتصادي عبر تحميل المسؤولية للفساد الفلسطيني،
وقد انساقت القيادات الفلسطينية الصالح منها والفاسد لخطاب مكافحة الفساد ولمرجعيات مختلفة من الاسباب ، وصولا الى الاطروحة الاميركية باهمية حكم التكنوقراط القادم من المنظمات الدولية والمنظمات الاهلية كملائكة خلاص لشعبنا من فساد المنظمة وفصائلها ،والذي لا يقارن بجانب فساد تلك المنظمات وخبث استراتيجياتها النيوليبرالية المعادية لمصالح الشعوب .
ولا شك بان المسار الذي تساق فيه القيادة السياسية الفلسطينية اميركيا لن يفضي لغير تحرير السلطة وتكريس احتلال الوطن ، والمقصود بتحرر السلطة هو انسلاخها الكلي عن مرجعية منظمة التحرير الهزيلة بواقعها من جهة ، وتحررها من التزامات العدالة الاجتماعية عبر سياسات النيوليبرالية الاقتصادية التي زادت الفقراء فقرا وانجبت حيتان الثروة الجدد بجانب تسمين الاخرين .
وفي شق الربيع الفلسطيني غزة فان استبدال رجال اعمال حماس للاحتكارات التقليدية باحتكارات الانفاق والتجارة غير المشروعة من جهة ،واحباط الروح الوطنية الاصيلة لدى جماهير غزة لصالح ثقافة الجهاد القرضاوية لتبرير استمرار انسلاخ القطاع وتكميمه بعمامة اسلاموية من جهة اخرى ، يتضافر تماما بنتا-جه مع نتا-ج ما يجري في الضفة الغربية .
وخلال هذه الفترة الماضية طرأت تحولات جذرية على البنى القيادية للفصائل الوطنية والاسلامية ، لتستحضر الصفوف الوسطى فيها الى الصف الاول في حالة بحث عن الذات مكاسبا ومناصبا دونما اعتبار كبير للموضوع الفكري والسياسي باعتباره شأن القائد العبقري الملهم الذي يقرر للجميع وفي جميع القضايا منتظرا التصفيق من القيادة التابعة التي لن تخذله،بحساب مصالهحا او بحسابات الطاعة لولي الأمر وأميره.
ومع استمرار الانقسام وتضاعف قوة بنيته التحتية رعم جولات المصالحة الكاذبة ومبادرات الوساطة ، الا ان الجماهير لم تستطع فهم التناقض الفاضح بين اعلانات حكام الضفة وغزة وبين سلوكهم التناحري على الأرض، هذا التناحر الذي لا يؤدي الى حسم او انقلاب جزئي جديد وانما الى استقطاب سياسي يقوده اقتصاديون طفيليون سيلتقون ويتحالفون عندما تقتضي مصالح الشراكة الاقتصادية وتقاسم نهب المجتمع والسلطة ذلك.
وبموازاة ذلك فان الاحتجاجات التي واكبت حكومة فياض وضايقتها بمبرر سياساتها الاقتصادية غير الشعبية، لم تكن تعلن عن خباياها المتمثلة في التنافس على المكتسبات السلطوية التي تمكن فياض من بلورة كتلة سياسية ثالثة ، لا تختلف في فلسفتها الاقتصادية عن فلسفة جماس او رؤية سلطة الضفة،والتي تسعى لبلورة قوى اقتصادية سياسية في حضن الولايات المتحدة وحلفائها ما بين قطر واسرائيل.
ولعل اخفاق فياض في تحقيق كامل رؤيته وتردد حكومته في اجراء الجراحة الاقتصادية اللازمة في السياسات المالية والضريبية ، نتيجة المعارضة المزدوجة سياسيا والمتعددة المنطلقات ، أودى بهذه الحكومة الى التعديل الاسترضائي للسياسة الاسراميركية لضمان استقرار المنح والدعم، بطريقة لا يرى فيها عاقل ان هذه الحكومة تستطيع تقديم جديد متميز عن سابقتها.
وتكمن الخلفية الحقيقية لحسم قرار التكليف للسيد رامي الحمدالله في المجريات والمناقشات التي تضمنتها الجلسات الثنائية والثلاثيى في المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الاوسط الذي عقد مؤخرا على شاطئ البحر الميت،حيث برز دور المجموعات والعائلات المالية ولا نقول( الاقتصادية) في صياغة مبادرات اقتصادية لا صلة لها بالتنمية المستديمة بالقدر الذيتفتقر فيه للبعد الاجتماعي .
وبحيث تضمن هذه المبادرات شراكات استراتيجية تكرس الهيمنة الصهيونية الاسرائيلية على السياسة والاقتصاد في فلسطين وتضمن تذويب الحركات السياسية التحررية او اقصاءها عن القرار السياسي الفلسطيني وبما يحول الثوابت الوطنية الى متفرقات في جدول اعمال اجتماعات القيادات الصاعدة في المستقبل المنظور .
وفيسياق تحول المنظمة وفصائلها الى جواري وسراري ومحظيات في سرير السلطة فان الباب يصبح مفتوحا امام العائلات المالية التي توقفت عن اللعب في ملعب السياسة بابنائها وتحولت الى اللعب على رقعة الشطرنج ببيادق الطامحين من صبيانهم ، وتقديمهم كقيادة تكنوقراطية مؤتمنة على استقرار الشراكة الاقتصادية بجهل وتجاهل للوطني لصالح طغم المال وربما الدين لاحقا.
ان الغرائبية التي لا يستطيع تفكيكها علم السيميائيات هي ما تقوم به الفصائل الوطنية عن سوء نية او ارتجال مع استبعاد لاحتمالات التخطيط، من تساوق وانجرار للخطاب السياسي الفارغ من تأييد ورفض ودونما مساس بالاقانيم المقدسة لرأسالمال المعولم والمؤسرل بوجوه فلسطينية ،تقدم نفسها كمستثمرين في السياحة والاتصال وخدمات المال،وهم في حقيقة الامر وسطاء للهيمنة الغربية الاسرائيلية اقتصادية وبالضرورة سياسيا.
ان الخطورة لا تكمن في شخص الحمدالله او حكومته ،كما لم تكن في شخصية فياض سابقا ، وانما في اصرار استراتيجيات القيادة على التمترس وراء مطالب الدعم المالي وشعارات ----الاستيطان والاسرى وغيرها ،والتي على اهميتها لا يمكن وضعها قبل اولوية اجتثاث الاحتلال ،الذي تليه تصفية المستوطنات وتحرير الاسرى ، مما يشكل اضاعة للوقت الثمين على صعيد التغييرات على ارض الواقع وفرض الخرائط، بينما تجهد القيادة نفسها في اثبات انها شريك مؤهل للتفاوض فحسب من جهة وقادر على ادارة المنح والهبات وصرف الرواتب .
ان واقع الحركة الوطنية بما وصل اليه من عجز افقدها سمة الحركة التحررية، يضعنا امام الحاجة الطارئة لحركة تحريرية ، تحرر الحركة الوطنية من الشرك الذي اوقعت نفسها فيه سياسيا وتنظيميا وفكريا بالاساس ،مما حولها الى احزاب مدنية في سلطة مدجنة ومدججة بأدوات التنازل عن الحق في الحرية لصالح الرفاه لقيادتها فحسب.
واذا لم تتم وقف المراجعة لدى مجمل مكونات الحركة الوطنية ،فاننا ذهبون الى سلطة اشبه ما تكون بادارة مدرسة في التعديلات القادمة التي ستضيف المزيد من القيادات الحكومية التي ليس لها صلة بالعمل السياسي وانما تسير وفق منهج الطاعة للمعلم والمدير ، هذا المدير الذي تحكمه توجهات البنك الدولي وزبائنه الكبار في فلسطين



#كمال_هماش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث المصالحة والاستخفاف بالعقول
- ربيع عربي.....شتاء حمضي..
- انتخابات..وتضامن..وانقسام
- فلسطين بين الضم والكسر .. ومعامل التوحيد
- التعاونيات بوابة للتشغيل ومدخل للتنمية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - كمال هماش - الحمدالله......أستغفر الله لنا ولكم