أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كمال هماش - ربيع عربي.....شتاء حمضي..














المزيد.....

ربيع عربي.....شتاء حمضي..


كمال هماش

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 22:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


...ربيع عربي..شتاء حمضي..
بقلم: كمال هماش
دأب المستنسخون عربا وعجما مقروئين ومسموعين ومرئيين استخدام كلمة الربيع كمقدمة للتعبير عن رياح التغيير التي تعصف بهذا القطر او ذاك، فهناك ربيع مصري واخر تونسي وليبي وسوري ويمني، بينما اقطار صحراء العروبة لا تكتفي بجفاف فصولها وجمود انظمتها ، بل تكرس المال النفطي واعلام واقلام للغناء لربيع في غير بلادهم.
ان القراءة العابرة لماحدث في مصر متوجا بسيطرة العسكر على السلطة ،ومبهرجا بمواقف تترجمها امالنا بعيدا عن جوهر حكم عسكري لمؤسسة عسكرية تعلمت وتدربت وتهيكلت برعاية مبارك وفي الحضن الاميركي، باعتباره تغير في السياسات الداخلية والخارجية ،ليس اكثر من قفز عن الوقائع والسياحة في عالم الاحلام بمصر جديدة.
وذينطبق ذلك على النموذج التونسي السابق لمصر والذي تنحى فيه رأس النظام ،لصالح مؤسسة أمنية تخرج كادرها من ذات المدرسة التي جاء منها زين العابدين بن علي.
وفي كلا البلدين لا نزال نرى قنابل الغاز المسيل للدموع ،والرصاص يطلق على المتظاهرين الذين يدركون ان ما تم ليس اكثر من سرقة لثورتهم واحتيال على احلامهم وشعاراتهم.
لقد هلل الكثيرون لتنحية الرئيس السادات عن منصة الحكم بالرصاص باعتبار ذلك عملا ثوريا سيؤدي بمصر الى قيادة العمل القومي وينهي سياسات الانفتاح التي زادت الفقراء فقرا وحولت منظومة الحكم الى عصبة حيتان مالية، كما هلل الكثيرون لانقلاب بن علي على سلفه بورقيبة ،بانتظار بشائر الاصلاح ومحاربة الفساد .
وقد اوضحت الايام خيبة الامل في دور قومي ايجابي لمصر،او القضاء على طغمة المال الحاكمة،كما خابت امال التونسيين في حياة ديمقراطية نقية من الفساد ،لعقود من الزمن .
ولم تكن خيبة الامل لتكون لو تمت قراءة المتغيرات من عناوينها الطبقية والمؤسساتية التي افرزت حكم مبارك او زين العابدين بن علي ، والتي تتماهى بشكل مطلق مع ما جاء به الربيعين في المرحلة التي تسمى انتقالية .
ولعل استشراف المرحلة ما بعد الانتقالية يمثل المهمة الاصعب والتي تحمل في ثناياها كافة الاحتمالات والسيناريوهات الضعيفة والقوية الاحتمال ،ففي حين يقر الجميع بنتائج انتخابات مجلس الشعب المصري سلفا بانها محسومة لصالح الاخوان المسلمين ومن يتحالف معهم .
وبالمقابل فان حركة النهضة التونسية تصعد من وسائل فرض منهجها الاجتماعي فس شوارع الفقر والازمة في تونس من جهة بينما يتلحف الاغنياء والراسماليين بشعارت دينية تلائم المرحلة الجديدة وتتيح لهم بناء تحالف المال والدين مع الغنوشي.
ان السيناريو الرئيس في هذه التحولات هو هيمنة الجماعات الدينية وتحالفاتها مع اصحاب راس المال والمؤسسة الامنية، على النظام القادم بغض النظر عن معايير النزاهة للانتخابات، التي لن تختلف عن استفتاء الدستور في مصر ، والذي حسمت نتيجته المنابر التي ترسل كل من يخالفها للنار وتكافئ الفقراء بتفاح الجنة .
وحيث ان المؤسسة الامنية والمالية مرتبطة عضويا بالولايات المتحدة من كافة الجوانب ومتشابكة المصالح مع عملاء ووكلاء اميركا في الخليج العربي والشرق الاوسط عموما،يساعدهما في ذلك الرعاية السعودية للحركات الدينية .
الامر الذي يضع الاخيرة في مثلث التحالف وبناء منظومة جديدة استبدل فيها الحاكم ، بفتوى القرضاوي او الغنوشي ، مما يعني اننا على ابواب بناء الدولة التسلطية المستبدة باسم الدين، وبوسائل انتخاب ديمقراطي يضمن نتائجها، خطيب المسجد، وتضمن بدورها مصالح اميركا وحماية دويلات النفط وممالك الشرعية الدينية.
ان هذا الاستخلاص يمكن استجلاءه من لحظة تبني فضائيات تدعمها أنظمة قبائل النفط،لثورات اجتماعية تنادي بالديمقراطية وحقوق الانسان،بينما تعتاش هذه الانظمة على قمع شعوبها وتوارثهم كممتلكات لقبائلهم وتحالفاتها ،فتمنعهم من قيادة السيارة،او تشكيل نقابة،او تحرمهم من جنسيتهم ،ليصبحوا مهاجرين أو بدون.
مضافا لذلك تكريس الفضائيتين المذكورتين لبثهما لدعم الثورات ومحاربة الفساد،وفتح منابرهما لشيوخ مأفونين يفتون بالقتل والدم والفتنة الطائفية الى جانب ثوريين ينظرون لتغيير انظمة عميلة ومحاربة فسادها من وسط قاعدة عسكرية اميركية وعلى قناة يقودها (خنفر ويكيليكس)،لم يجعلهم اكثر من اراجوزات بدائية تعمل على الكاز.
قد تكون حاجة الشعوب العربية للثورة والتغيير حاجة موضوعية ملحة وصلت الى مرحلة الانعطاف في منحنى المفاضلة بين القائم من الانظمة وامكانية التغيير ،ولكن ضعف الحركة الثورية العربية والتقاط عملاء امريكا لهذه الثورات وتغذيتها من البداية بالمال والاعلام ،اوصلت الامور الى ما وصلت اليه، من تحول في الصراع ضد النظام الى مدخل الصراع الطائفي في مصر تحديدا، كضرورة لتسنم القادمين الجدد مقاليد حكم مستبد.
ولعل الحال في ليبيا وسوريا واليمن ...والتي هي جزء من محور المقاومة كما اعتبرتها فضائيات النفط قبل عام على الاكثر، وذلك في سياق هجمتها على القيادة الفلسطينية ،وصولا الى ربيع فلسطيني حدث في غزة عام 2007 برعاية قطرية كاملة، وانتهى الى ما انتهت اليه امور الشعب الفلسطيني من انقلاب وانقسام وحصار .
ان نموذج (الثورة ) الليبية تحديدا والذي برز فيه استخدام السلاح في اليوم التالي لمظاهرات بنغازي، ينبئ بالتحضيرات السابقة اقليميا والتي تعززت بتدخل الناتو دوليا لتحقيق الديمقراطية بيد القوى الاستعمارية التي لا زالت ترفض منح الفلسطيني حق الدولة وتقرير المصير ،بينما التناقض الفاضح لمثقف ثوري يدعم التوجه في ليبيا ،ويرفضه في البحرين، ويتناسى ان ثورات كهذه ليس لها اجندات وطنية او قومية على مستوى قيادتها.
ان الربيع العربي المزعوم لم ينبت بمطر الرحمة السماوي وانما بامطار التلوث النفطي الحمضية ،والتي لن تنجب سوى نبت شيطاني ستنسج منه الولايات المتحدة حاضنة شرق اوسط جديد ،بديهيته الاولى حماية امن اسرائيل ،و مدعوم بمظلة حكم الهي غير مباشر عبر من يدعون امتلاك الحقيقة...



#كمال_هماش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات..وتضامن..وانقسام
- فلسطين بين الضم والكسر .. ومعامل التوحيد
- التعاونيات بوابة للتشغيل ومدخل للتنمية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كمال هماش - ربيع عربي.....شتاء حمضي..