أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى مجدى الدماطى - سارق الخبز فى كورنيانى














المزيد.....

سارق الخبز فى كورنيانى


مصطفى مجدى الدماطى

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


كان الجو مشمس حار اليوم وانا اهرول للمحكمه لحضور اول محاكمه لجريمه سرقه هنا فى كورنيانى منذ اربع سنوات كنا بالامس فى حكم فلورينزو هذا الشاب الاشتراكى ومع حكمه الشمولى هذا الذى قيد كورنيانى وجعلها تسبح فى نهر الركود ولكننا لم نسمع مره عن جريمه سرقه هنا فى كورنيانى والان ومع نهر الاموال التى تتدفق هنا ومنذ تولى الشريف كوليانى امر بلادنا اصبحنا ننعم الان بالرفاهيه كوليانى حررنا من تلك القيود التى فرضها علينا فلورينزو استطاع اقتصادنا ان ينطلق بفضل اداره مؤسسات كوليانى الناجحه وشراءه لاغلب ممتلكات الدوله وتوفيره لمصدر دخل عالى للطبقات المتعلمه اصبح كوليانى ابا روحيا لنا جميعا والان وصلت للمحكمه وبحثت عن مقعد خالى فلم اجد الا مقعد بجانب سانتيانو هذا الشاب المنضم حديثا للكنيسه والتى تشارك مؤسسات كوليانى هنا وبعد حديث طويل دار بيننا عن تلك الجريمه والتى عبر فيها سانتيانو عن سخطه على هذا الرجل السارق و عرفت ان هذا السارق سرق رغيف خبز من مخبز كوليانى ثم دخلت هيئه القضاه الى المحكمه ودخل المتهم وصعقت عندما رايته كان رجل عجوز يدعى براندينى متهالك البنيه لم تبدو عليه هيئه الحزن غير مكترث للمصير الذى سيواجهه استطيع القول انى لم افهم هذا الرجل لا اعرف ماذا ساكتبه هل سادينه ام ساتعاطف معه ثم قطع القاضى تفكيرى بصوته الجهور و بتوجيه الاتهامات ل براندينى ثم تكلم سيدى البابا موجها النصح والارشاد ل براندينى ومشددا على عقوبه السارق فى الحياه الاخيره وكل هذا الحديث وانا اراقب براندينى وهو لا يعيرهم اهتماما ولا ينصت لهم تشعر بانه فى عالم اخر وكل تلك اصابع الاتهام ونظرات تكاد تخترقه وهو لا يهتم الى ان طلب القاضى منه ان يدافع عن نفسه فلم يحضر محاميا للدفاع عن هذا المسكين وهنا تكلم براندينى كلمات هى التى ايقظت قلوبنا قال براندينى وبنبره انكسار شديده : سيدى القاضى لقد كنت منذ اربع سنين مع فلورينزو اجد طعامى كنت لا اشعر بالجوع كنت اشعر بالامان وانى ساجد رزقى لم اسرق لكى اشبع جوعى انتم هنا ستوفرون لى الماكل والمشرب فانا رجل فوق السبعين لن اكترث كثيرا بالحريه يكفينى ان اشعر بالامان سيدى القاضى ارجوك ان تحكم على بالسجن مدى الحياه وهنا قاطعه القاضى بالحكم عليه بالسجن ل 5 سنوات كنت انتظر من القاضى ان يكون رحيما اكثر من ذلك ولكنه لم يكن ماذا فعل كوليانى بنا لماذا تحولنا الى الات تدور لتزيد ثورته ويرمى هو لنا بالفتات هل براندينى هو الجانب القبيح والسيئ فى نظام كوليانى ولهذا يريد ان يقضى عليه سلسله من المحاكمات ستجرى قريبا لكل براندينى فى البلده الان فهمت ماذا يفعل كوليانى فى تلك الطبقات الجائعه والتى سينهى مصيرها هذا الوحش فى السجن ثم ينقض علينا نحن فكرت فى الحل كثيرا ووجدت انه لامفر لا بد ان يموت هذا الوحش لابد ان اقتله من اجل براندينى من اجل تلك الطبقات الكادحه من اجل الانسانيه والعدل ولكن سبقونى هؤلاء الجياع خارج المحكمه كانت تقوم ثورة جياع تطالب بالحريه لبراندينى و براس كوليانى ثورة ستحرق الجميع هنا استطاع 5000 رجل عجوز ان يحرقو مؤسسات كوليانى وان يضرمو النار فى بيته لتاكله ليبقى كوليانى فى ذكرانا جميعا رمزا للتوحش والاستغلال ولكن عندما فرغت كورنيانى من كوليانى لم تجد من يقود دفتها احتار هؤلاء الجياع فيمن سيحكمهم ويتولى امرهم وعندها حتى يضيفو لثورتهم قدسيه ذهبو للكنيسه لترشح لهم قائدا لثورتهم رشحت الكنيسه سانتيانو ليتولى امر كورنيانى كمبعوث من الكنيسه واكتسح سانتيانو الانتخابات فهؤلاء الجياع لم يرشحو من سيخلصهم من جوعهم ولكن اختارو ما سيرضى الكنيسه والرب ومع ان كوليانى فرق بيننا جميعا كاغنياء وفقراء الا ان الكنيسه لم تفعل ذلك فهى جعلتنا جميعا فقراء وفرقت بيننا بين مبارك وملعون مؤمن وكافر دمرت الكنيسه مجتمعنا ولكن اهلكتنا الثورة لم نعد نستطيع ان نثور ثانيه كيف سنثور على الرب كيف سنثور على ابونا ماتت ثورة كورنيانى انتهت كل احلامنا ومطالبنا وانا الان وقد بلغت السبعين من عمرى وانا اكتب تاريخ كورنيانى قررت ان امنح كورنيانى الخلاص ان امنحهم فرصه اخيره لكى ينتبه هؤلاء الجياع الى ماذا فعلو بانفسهم والحل بسيط قامت ثورة على كوليانى بفضل رغيف خبز والان سننهى كل هذا الجحيم برصاصه فى راس البابا استطيع التنبؤ بمصيرى سيعذبوننى اولا هؤلاء الجياع سينبذوننى سيكتب التاريخ انى قتلت اطهر ما فيهم وسيلعننى ولكن دائما ما تكون الثورة اتهام مستعد الان لتلفى مصيرى بصدر رحب من اجل كورنيانى
فى نهايه القصه القصيره تلك والتى ستكون نواه للروايه القادمه ان شاء الله فى تلك القصه ستجد نهايه كل ثورة وكل صراع اجتماعى دائما تفشل الطبقه الكادحه والفقيره ان تجد ما يعبر عنها بصدق وتدور فى متاهات الدين والمال ولطالما حلمت ان اقدم كتاب راس المال لماركس فى صورة قريبه من الواقع



#مصطفى_مجدى_الدماطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتهوفن فى الجنه


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى مجدى الدماطى - سارق الخبز فى كورنيانى