أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - الله الذي لا تعرفونه














المزيد.....

الله الذي لا تعرفونه


محمد أبو زيد

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكي الكاتب اللبناني إياد أبو شقرا أن صديقاً له باكستاني الجنسية تخرج في جامعة كمبريدج، وغدا محامياً لامعاً في لندن قال له ذات يوم خلال دردشة: "هل تعرف يا سيدي لماذا تتمحور السياسة عندنا في باكستان حول الله عزوجل؟. فأجاب إياد بعفوية: "طبعاً، باكستان بلد إسلامي، وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
لكن كان رد المحامي الباكستاني هكذا: "لا.. لا.. لا تذهب بعيداً، السبب هو أنه وحده القادر على حل مشاكلنا العويصة".
لماذا أحكي هذه الحكاية؟ لأنه يبدو أن مصر ليست أفضل حالاً من باكستان، فهي دولة مسلمة أيضاً، بل صار الدين فيها يلعب دوراً محورياً، بل امتزج الدين والسياسة حتى لا تكاد تعرف الفرق بينهما، وتعاني من مشاكل عويصة الله وحده القادر على حلها.
لكن المشكلة الحقيقية التي لا يدركها المصريون أن الله لم يترك متحدثاً باسمه في أرض مصر، وعاشت مصر عقوداً طويلة تعبد الله دون أن يكون ذلك سبباً في القتل والتدمير، ورغم ذلك فكل فصيل سياسي في مصر الآن يزعم أنه المتحدث الرسمي باسم الله، وباسم الإسلام، وأن ما يدعو إليه هو الدين الحق، وما دونه هو الباطل والضلال.
الحديث باسم الله هو السبب فيما يحدث الآن في مصر، هو السبب الذي يجعل جماعة الإخوان المسلمين ترفع شعار "الإسلام هو الحل"، وهو السبب الذي يجعل السلفيين يرفضون قرض صندوق النقد الدولي "لأنه ربا"، وليس لأنه يضر بمستقبل البلاد، وهو السبب الذي يجعل القوى المدنية ترى الإخوان يتاجرون بالدين، وهو السبب في أحداث الكاتدرائية والخصوص وإمبابة والعامرية وكنيسة القديسين، وهو السبب في ظهور الجماعات الجهادية في سيناء، وهو السبب في وصول محمد مرسي إلى الحكم، لأنه "راجل عارف ربنا"، هو السبب في العلاقات المتوترة مع إيران لأنها ستنشر "التشيع"، هو السبب في أن تحولنا بعد 14 قرناً من دخول الإسلام مصر إلى مسلمين وكفار، ومن معي فهو مسلم ومن ضدي فهو كافر، وهو السبب في اغتيال أنور السادات لأن هناك من كفروه وأحلوا دمه، هو السبب في الاقتتال الداخلي في مصر طوال عقدي الثمانينات والتسعينيات بين الحكم والجماعة الإسلامية، رغم أن الله لم يأمر بكل هذا.
منذ قررنا أن نقسم الإسلام إلى أديان عدة بحسب توجهاتنا الأيديولوجية، والاقتتال لم يتوقف، كل شخص يرى نفسه آخر الأنبياء، وإن لم يكن كذلك فهو يتبع آخر الأنبياء، سواء كان هذا النبي اسمه حسن البنا أو حازم أبو إسماعيل أو محمد البرادعي أو حمدين صباحي.
لم ينته عصر الأصنام مع فتح مكة، فالأصنام ليست مجرد تماثيل من الحجرة، بل هي أفكار، تطورت التماثيل لتصبح أشخاصاً يعبدها من يحكمون الدين في حياتهم، فأصبح هناك "عبد المرشد"، و"عبد البرادعي"، وتوارى الوطن بعيداً عن هؤلاء، فلاشيء اسمه الوطن، عادينا بعضنا البعض لأن كل شخص يملك مفتاح الجنة، ويملك صك الحقيقة، ويملك الحكم على الآخرين بالكفر.
هل عرفتم لماذا أصبحنا مثل باكستان، ولماذا أصبح الله وحده القادر على حل مشاكلنا، رغم أن الإسلام يقول "الدين المعاملة"، والمسيحية تقول "الله محبة".



#محمد_أبو_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلد بشريطة سودا
- الشاعر والروائي
- مصر تدخل الحلزونة
- هكذا تعلب سحر عبد الله بالألوان
- خريف الثقافة في ربيع الإخوان
- هل أصبح المصريون يكرهون غزة؟
- .. وما أدراك ما عبد الناصر
- كيف تصنع إلها؟
- الخروج إلى النهار
- لمن ستصوت والدة الشهيد مينا دانيال في انتخابات الإعادة؟
- 10 نصائح قبل اختيارك الرئيس القادم
- الصحافة المصرية بعد الثورة.. -أعطني حريتي أطلق يديا-
- برامج التوك شو .. -من يصرخ أعلى-
- سينما باراديسو
- الأول من أيار ..... عيد العمال العالمي
- ناصية باتا..لعبة اسمها الحياة
- رئيس لكل مواطن
- منصور حسن..رئيس في الوقت بدل الضائع
- رشح نفسك للرئاسة .. واكسب بالونة هدية
- رمانة ميزانة الليبراليين أمام تحالف الإسلاميين


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو زيد - الله الذي لا تعرفونه