أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناهد بدوي - أبونا باولو ومشاعرنا الطائفية وبوسطن














المزيد.....

أبونا باولو ومشاعرنا الطائفية وبوسطن


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 00:58
المحور: كتابات ساخرة
    


يتكرر المشهد ذاته في كل لقاء مع الأب السوري باولو، هو يقول يجب أن نعترف أنا هناك مناخا طائفيا وخوفا من حرب طائفية في سوريا.. فيخرج له في القاعة أكثر من معترض من السوريين ليقول له بكل حرقة وغضب نحن في سورية لا نعرف الطائفية. وأعتقد أن هذا المشهد سيستمر طالما استمر الأسد في الحكم وطالما استمر شلال الدم يتدفق في البلاد. هذا التكرار وهذا الاستمرار في النقاش الساخن بين طرفين سوريين يقطر قلب كل منهما دما وحزنا على دماء السوريين يمكن أن يشير إلى وجاهة الرأيين معا .. ولكن كيف؟
التناقض بين الرأيين سببه سكونية تناول الموضوع عند كل من الطرفين. المشاعر الطائفية في طبيعتها متغيرة تغيرا شديدا وتتغير على نحو حاد مع التغير الحاد للظروف المحيطة.. ولا يوجد تناقض بين الرأيين إذا أخذنا الظاهرة في حركيتها وخصوصيتها. نعم السوريون لا يعرفون الطائفية.. ولكنهم الآن منقسمون طائفيا..كيف؟ الوصول إلى الجواب المنطقي هنا هو بادراك الفارق بين مشاعر سائدة في حالة السلم والتي لا يمكن أن تشبه حالة الحرب، الحرب التي أعلنها النظام على الثورة باستخدام سلاح التدمير الشامل المسمى الطائفية.
الطائفية في زمن الحرب تنتمي إلى ساحة الغرائز لأنها تصبح مرتبطة بمشاعر الخوف (مشاعر البراميسيوم) تحديدا لذلك من السهل اثارتها وعندما تستثار لا ينفع معها النقاش العقلي لأنها تنتمي الى ساحة اللاوعي واللاعقل..وتساهم في تشكلها ردود الفعل الأولية للخلايا الخائفة.. وفي الحقيقة انها استثيرت في سورية على نحو لم يسبق له مثيل.. لأن وظيفتها كانت تحطيم ثورة لم يسبق لها مثيل أيضا...ثم أن من يلعب بالمياه الآسنة للمستنقع ويهددك بأنه سوف يدع تشرب منها، قد لا ينجح باجبارك على ابتلاعها، ولكنه بالتأكيد سوف ينجح بأن يجبرك على استنشاق الغازات والروائح الكريهة التي تنبعث نتيجة العبث بمياه المستنقع وتحريك المياه الآسنة. هل نستطيع انكار أننا نكاد نشعر بالاختناق من هذه الروائح الكريهة للطائفية في سوريا الآن؟
سأسوق مثالا على حركية المشاعر، ولكن لن أسوق أمثلة من مجتمعنا السوري، سأتكلم عن بوسطن!! اذا كررت في بوسطن الآن، كلمة شيشاني ثلاث مرات أمام الانسان المتوسط الامريكي هناك سوف يفقد الوعي من الكراهية.. قبل التفجيرات الأخيرة التي نفذت بأيدي شيشانية .. لم يكن هناك مشكلة .. صحيح أن الأمريكي الأبيض ربما لا يحب الأمريكي من أصل شيشاني ولكنه لا يكرهه واذا كرهه لا يعتقد أنه لا يستحق العيش .. ربما كان ينظر بعين الريبة الى عاداته وسلوكه الاجتماعي ربما.. ولكنه الآن يكرهه.. طبعا نستبعد هنا من اعتاد على التفكير المستقل كالعلماء والمثقفين والمفكرين والمناضلين والمسيسين. نرى أن الانسان المتوسط الأمريكي نشأت عنده مشاعر جديدة اتجاه الشيشان مستمدة من مشاعر الخوف "مشاعر البراميسيوم".
إن طرح الحلول المستند على تأبيد اللحظة سوف تكون نتائجها كارثية تشبه نتائج كل محاولات التأبيد عبر التاريخ البشري.. نعم ينبغي أن نراجع مشاعرنا الطائفية في حالات السلم والحرب وفي الماضي والراهن والمستقبل، ولكننا ينبغي أن نبني دولتنا الديمقراطية الحرة بعيدا عن الروائح الطائفية الكريهة. وقوة هذه الدولة عندما تكون لكل مواطنيها، سوف تكون كالرياح القوية التي ستنظف الجو من التلوث والقرف والروائح والغازات السامة بمختلف أنواعها.
يشبه طرح أبونا باولو للفيدرالية الطائفية في سورية، أن يصدر مثلا قانون في بوسطن خاص بهجرة الشيشان نتيجة مشاعر الخوف والكراهية عند سكان بوسطن حاليا. وعلى أن المواطنين الشيشان الحاليين يجب أن يعيشوا في منعزلات مراقبة جيدا ....الخ. يعني تأبيد اللحظة الراهنة عبر قانون جديد.
أختلف معك أبونا حول الفيدرالية.. لأنها تأبيد للحظة الراهنة. وتأقلم مع السموم بدلا من طردها. ولكن هذا لا يمنعني بأن أحييك ياابن بلدي على كل ماقدمته لثورتك، وأعتذر عن بعض السوريين الذين من المحتمل أنهم جرحوك أكثر من مرة بتذكيرك بأنك من أصل غير سوري.. الكثير من هؤلاء ياأبونا لم يعيشوا في سوريا أصلا كما عشت أنت. .. ويتهمون الدول الاوربية بالعنصرية اذا رفضوا اعطاءهم الجنسية بعد خمس سنوات من اقامتهم فيها.. والكثير من هؤلاء ياأبونا لم نشعر أنهم كانوا معنا في شارع ثورتنا كما كنت..وأوكد لك أنه لم ينجح سوري غيرك بأن يجعل قلبي يبكي تأثرا بكلمتك عندما قلت: لقد رحل جزء كبير من أنفسنا وأرواحنا إلى هناك، وبقي بجانب من فقدناهم.. بجانب باسل شحادة وعمر عزيز ومظهر طيارة وأيهم غزول.. والقائمة طويلة وحزينة.
مازلت أردد صرختي منذ أن ضيعت الطريق الى دير مارموسى في منتصف التسعينات ووقفت على قمة جبل وناديت باولوووووووووووووووو.. ورددت جبال النبك والقلمون صدى اسمك.. باولووووووووووو ربما أختلف معك في الرأي.. ولكن هذا الدير المحبب من قبل كل طوائف سورية بفضلك، و تلك الجبال والآماد اللانهائية هناك مازالت تردد اسم ابنها باولو.
.



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعر البرامسيوم
- الثورة السورية: مقابلة من الداخل
- لماذا الفلسفة النسوية الآن؟
- الشرعية المؤقتة، وبوصلة الثورة السورية
- لم يكن موتك مواتيا لنا
- الجولة الثالثة من الاندماج الوطني في سورية
- ناهد بدوية في حوار مفتوح حول: المرأة السورية مثلها مثل الرجل ...
- سوريا والتصحر السياسي
- نحو تجاوز فترة الثمانينات البغيضة في سورية
- وعي و جيتار ودموع شفيفة أسلحة الثورة الجديدة
- نحن مصدر الشرعية، وهذا الجيش لنا
- مظاهرة احتجاجية لرجال الدين الإسلامي
- الفكر النسوي يسائل المنظومات الفكرية السائدة
- نجاح الجيدين ولكن بدون أي برنامج! قراءة في نتائج الانتخابات ...
- عقل الدولة الضائع
- النسوية الثالثة التعددية والاختلاف وتغيير العالم
- لماذا نحن ممنوعات من السفر؟!
- لو كان سيفي اكبر من وردتي كيف أكون؟
- ابتسامة عدنان محفوض
- إسراء وفداء وهمزة الحرية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناهد بدوي - أبونا باولو ومشاعرنا الطائفية وبوسطن