أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد علي - (الذكرى التسعين للمجازر الأرمنية ( 2















المزيد.....

(الذكرى التسعين للمجازر الأرمنية ( 2


احمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 08:39
المحور: حقوق الانسان
    


ترجمة: احـــمـــد عـــلـــي من بقي حيا ترك عاريا إلى اليوم تخفي تركيا إبادة الأرمن من قبل 90 عاما ًتلك الإبادة التي أتت على أكثر من مليون أرمني
كذلك ألمانيا تحبذ الصمت بخصوص إبادة الشعوب
الكاتب كريستيان شميت ـ هويا
الحلقة رقم : 2
.بعض منظمي الجريمة أصبحوا فيما بعد مسؤولين في الحكومة

كلما اقتربت تركيا من قلب أوربا، يزداد الشقاق والبعد عن الذاكرة الضائعة للبلاد، كما البعد عن الذاكرة الثقافية للجيران الغربيين . لم يظهر قبل الآن بهذه القوة، حاجة أوربا الماسة إلى التخلي عن القراءات الخاطئة للتاريخ، لكي تستطيع الدفاع عن قيمها، كما في هذه السنة الأخيرة.( يشير الكاتب هنا إلى موضوع إقرار دستور الاتحاد الأوربي) .
لإعادة إنتاج هذه القيم، وإنقاذها، تملك تركيا الكثير من المساهمات التي لا تنسى .
عندما طرد الأسبان الكاثوليك، اليهود، في 1492 احتضنتهم السلطنة العثمانية. ودخل الكثير من البوسنين، الذين لاحقتهم الكنيسة الكاثوليكية، بشكل دموي إلى الإسلام، حيث وفرت لهم السلطة العثمانية الأمان والطمأنينة . البعض من أحفاد هؤلاء ، كانوا ضحايا أحدث مذبحة بشرية في ساربرتتسا في أوربا، على يد "المسيحيين" الصرب .
عن حــق كتب فولتير : يحكم الشعب التركي الكبير، اكثر من عشرين قومية، بديانات مختلفة بشكل سلمي . ويمكن للمسيحيين أن يتعلموا منهم، كيف يكون المنتصر سمحا وشهما .
وعندما وقفت تركيا على الحياد في الحرب العالمية الثانية، استطاع الكثير من المهاجرين الألمان، أن يجدوا هناك الحماية والأمان .
كيف حصل أنه في العام 1915 تم تخريب هذا التراث ؟!.
بادئ ذي بدء، لم يكن الإسلام هو الذي دفع إلى المذابح الأرمنية، الكثير من المسلمين أخفوا جيرانهم المسيحيين عندهم . لقد وجد الجنرال العثماني محمود جميل نفسه مجبراً، أن يصدر أمراً بتعليق كل مسلم أمام بيته، فيما لو أنه أنقذ أرمنياً .
الطبقة التركية العليا كانت خائفة من انهيار السلطنة العثمانية، والقوى الكبرى كانت تتربص للحصول على تركة الرجل المريض . تفسير أنقرة الرسمي للتراجيديا، يعيد الأحداث إلى ظروف الحرب على جبهة القوقاز، لكنها تنسى أن القضاء العسكري التركي قد أجاب على هذا السؤال بتجريم الجناة .
في 3 آذار 1919 ، أسس السلطان أول محكمة في التاريخ ، لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية . محكمة استنبول هذه، والتي أتت تحت ضغط القوى الكبرى، فرنسا وإنكلترا آنذاك ، وبالعكس من محاكمات نيرنينبورغ، تــم الحكم فيها وفــق القانون العثماني .
الاتهام رفض كل المبررات التي تقول: بأن وضع الحرب على الجبهة الشرقية كان سبباً لهجير الأرمن من مدن غرب تركيا . وأثبتت المحكمة، بأن لا الضرورات العسكرية، ولا الأحوال الاستثنائية ، كانت تستدعي هذا التهجير و الطرد .
أيضا ادعاءات أنقرة اليوم، بأن أرشيف الحكومة آنذاك، لا يحتوي على أية أوامر بالقتل والإبادة ،لا بل انه كان يتضمن توجيهات للإدارات العثمانية ، بتأمين الحماية والإمدادات للمهاجرين ، قد فندتها المحكمة آنذاك . بان منظم التهجير، وزير الداخلية طلعت باشا، ولإخفاء المسؤولية عن ذلك، كان يستخدم دفتراً للأوامر السرية لهذه الغاية . في الأوامر الرسمية، كان يوصي بحماية ورعاية المهجرين، وبعقوبات قاسية للذين يتعرضون لهم بالأذى . ولكن الأوامر الحقيقية، كانت تأتى من المبعوثين الخاصين، الذين أوفدهم إلى المناطق، للقيام بهذه المهمة .
في 1919 لم يكن قد ظهر بعد، مصطلح الإبادة الجماعية أو الجينوسيد , لكن الاتهام أستخدم تعبيراً رديفاً لذلك آنذاك " قتل الشعب بالكامل " . وبسبب ذلك، وفي ثلاث قضايا في محكمة استنبول تم إصدار 17 حكماً بالإعدام ثلاثة منها بشكل قطعي. بحق هؤلاء الذين يعدون اليوم أبطالاً .
القيادة التركية الفتية، والتي حكم عليها غيابياً بهذه الأحكام ، وزير الداخلية طلعت باشا ،ووزير الحربية أنور باشا، هربوا في تشرين الثاني 1918 في عنبر سفينة ألمانية إلى الخارج . طلعت قتل في برلين، في 1921 على يـد طالب كان قد فقد كل عائلته في مسيرة الموت تلك , وانور قتل في أب 1922 في أواسط آسيا في اشتباك مع أحد الفرق البلشفية .
هكذا قضت القيادة التركية الفتية ، والتي كانت تنتمي إلى مدرسة متراصة متشددة، استمرت لقرن كامل . هذه المدرسة التي أرادت تحديث السلطنة القديمة، وفق الأفكار الأوربية الحديثة , منظمتهم " جمعية الاتحاد والترقي، كانت تبحث لدى المفكرين البارزين أمثال غوستاف لوبن والداروينية، عن مشروعية حكمها، لكي تصقل السلطنة العثمانية في مجتمع ودولة تركية متجانسة ، اسمته " وطن " .
رسالتها، هي ما تسميه توران، وتعني توحيد جميع الشعوب، ذات اللغة التركية في أواسط أسيا. هذا الهدف هو الذي جر تركيا للوقوف إلى جانب ألمانيا والنمسا في الحرب العالمية الإولى .
إفناء أو استئصال الأرمن ــ كما وصفتها محكمة استنبول ــ كانت عبارة عن تنظيف السلطنة من الأثنيات القومية ، لجعل إمكانية قيام دولة تركية حديثة، إمكانية واقعية , لكن لم يسمح للقضاء التركي البحث عن الحقيقة آنذاك مطولاً . حيث بدأت بالفعل ،عملية تحويل السلطنة إلى دولة حديثة ، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة،و بأيدٍ حديدية، ولكن ليس بنفس الدرجة من العنف والقتل. لذلك يعتبر كمال مصطفى ، والذي تم تكريمه بتسميته أتاتورك " أبو الأتراك "، عن حق في كتب التاريخ، بمؤسس ومبدع تركيا الحديثة.
ولكن الذي لا يعلمه الجيل الحالي في تركيا، انه في 24 نيسان 1923 وبعد يوم واحد من تأسيس أول برلمان لتركيا الحديثة ، أدان كمال أتاتورك إبادة الأرمن ، واعتبره عملاً مخزياً ولو أنه أردفه بأنه عمل مخـزٍ من الماضي .
.بعد ذلك بقليل، أحتل العديد من مدبري المجازر مواقع قيادية في حركته القومية، وحكومته الجديدة .

من وسط حالة اليأس والضياع، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية منذ العام 1973

هكذا يبين المؤرخ التركي أكجام، أن شكري كايا وزير الداخلية، فيما بين الأعوام1927-1938، كان يحتل دوراً مركزيا في قيادة عملية تهجير الأرمن .
مصطفى عبد الخالق، قائد منطقة حلب، والذي عمل بدون رحمة في إبادة الأرمن، كما قال القنصل الألماني فالتر روسلا، اصبح بالتتالي ، وزيراً للمالية، فالتربية،ثم وزيراً للدفاع . توفيق روشتو، الذي أوصل الإبادة إلى ذرى عالية، بقي من 1925الى1938 وزيراً للخارجية . هذه الأمثلة وغيرها، توضح لماذا كان ومازال العسكريون في مقدمة حماة الكمالية . ولماذا كان مؤسسي ومدافعي تركيا الحديثة، يرفضون دائما دراسة وبحث وقائع الماضي القريب . ولكن كانت هناك أيضا،ً أوربا، تلك التي غضت الطرف عن ذكر المذبحة في العام 1923 في معاهدة لوزان مع الحكومة التركية القومية الحديثة ، ولم يتم ذكر اية كلمة عن الأرمن. حيث استحالت تركيا إلى جبهة أمامية ضد القوة المتنامية للاتحاد السوفيتي. بعد عقدين من الزمن، أرست الحرب الباردة تركيا، عضواً لا يستغنى عنه في حلف الناتو. هكذا غطت الدبلوماسية على الابادة الجماعية للأرمن.
من حالة الضياع واليأس، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية، منذ العام 1973 . والتي حاولت بقتلها الدبلوماسيين الأتراك، حتى الثمانينيات ، أن توصل قضيتها وتجعل من نفسها ممثلة لها . لكن الوضع العالمي كان محبطاً، وأدت هذه العمليات إلى تقوية الجانب التركي ، ولذلك لم تجد هذه المجموعات ، دعماً قوياً من الدياسبورا الأرمنية في الخارج.
ما كان محبطاً حقا،ً وغير محسوب بالنسبة لأحفاد الناجين، هو أن إسرائيل لم تعترف بأول إبادة جماعية في القرن العشرين كعملية جينوسيد . وذلك عائد للعلاقات العسكرية الوطيدة بينها وبين تركيا من جهة ومن جهة أخرى يجب إبقاء الهلوكوست مثالاً وحيداً في العالم .
حتى بالنسبة للمؤرخين الذين اختصوا بدراسة هذا العصر ، بقي الموضوع الأرمني جانبيا،ً لا بل تحول في الواقع إلى تــابــو. كما كتبـت المؤرخة رايا كوهين في إحدى المجلات الفرنسية .
لم يكن الأمر دائما هكذا , مع صعود النازية في ألمانية، أصبحت المذابح الأرمنية محوراً مركزياً لدى اليهود حيث كانت بالنسبة لهم، وخاصة ال"أربعون يوماً في جبل موسى" ، صورة ما ينتظرهم في المستقبل. تلك القصة الدراماتيكية للقرى الأرمنية الستة التي هربت، وتحصنت في جبل موسى، مبدية مقاومة يائسة . والتي قارنها فرانس فرفل بما ورد في نصوص التوراة .
لم يقرأ كتاب أخر في الغيتو ، كما قرأ كتاب" أربعون يوماً في جبل موسى " ــ جبل موس يقع غرب تركيا بالقرب من البحر
المتوسط ـ . الشبان كانوا في مقدمة من قرروا أن يقاوموا، مثل أبطال الرواية ، وبالسلاح حتى اللحظة الأخيرة . لقد كتب في محضر اجتماع للحركة الشبابية درور هالتس في غيتو بياليستوك في شباط 1943 . لم يبق لنا إلا أن نقاوم ، وبأي ثمن ، لنحيل الغيتو إلى جبل موسى آخر . يـــتــبـع



#احمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى التسعين للمجازر الأرمنية.
- هذا الصمت المريب!!!
- نظرية أم عمار
- الاندروفر
- محكمة أمن الدولة السورية تعترف بدولة كــردية
- *نكتة سورية جديدة او حزب البعث يحظر الأحزاب المحظورة اصلا


المزيد.....




- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد علي - (الذكرى التسعين للمجازر الأرمنية ( 2