أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميسون البياتي - موسوليني الفاشي















المزيد.....



موسوليني الفاشي


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 08:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كلمة فاشي والتي إشتقت منها الفاشيه تعني : الحزمه . وفي التاريخ الإيطالي تشير الكلمة الى حزمة العصي التي كانت تستعملها الإمبراطوريه الرومانيه للدلاله على القوة والحزم في إحلالها للعداله .
موسوليني وحزبه أيضاً إستعملوا حزمة العصي التي تحيط بفأس واحد شعاراً للحزب الفاشي .

تبدأ المأساة الإيطالية منذ العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر حين إنبثقت إيطاليا كقوة إستعمارية جديدة في العالم بعد أن وضعت تحت حكمها كل من الصومال وأرتيريا ثم ليبيا وحوالي 160 جزيرة يونانية صغيرة في بحر إيجة تعرف بإسم جزر الدوديكانز . وجزيرة رودس , ومقاطعة تيانجين الصينية

أما خلال الحرب العالمية الأولى فقد بقيت إيطاليا بلداَ محايدا َ حتى توقيع معاهدة لندن عام 1915 فدخلت الحرب الى جانب الحلفاء على أمل أن تتلقى بعد الحرب غنيمة حكم أجزاء من الإمبراطورية النمساوية المجرية التي كانت تعرف بإسم ( دلمسيا ) إضافة الى أجزاء واسعة من الإمبراطورية العثمانية . إنهار الإقتصاد الإيطالي نتيجة هذه الحرب , إضافة الى خسارة ما يزيد على نصف مليون جندي ماتوا على جبهات القتال .. لكن إيطاليا المنتصرة في الحرب لم تُمنح ربع ما وُعدت به في معاهدة لندن التي دخلت الحرب بموجبها

الأوضاع الصعبة التي خلفتها الحرب العالمية الأولى داخل إيطاليا , إضافة الى خوف ملك إيطاليا من تفشي المفاهيم البلشفية في إيطاليا قادمة من روسيا مما يؤدي للأطاحة به , أدى الى الإلتفاف حول ( الحزب الوطني الفاشي ) الذي يتزعمه ( بينيتو موسوليني ) وكان موسوليني قد أسس الحزب الفاشي عام 1917 تحت إشراف المخابرات البريطانية التي كانت تدفع له مقابل تأسيس الحزب راتبا َ شهرياَ مقداره 100 جنيه إسترليني .. والحزب الفاشي يتبنى المفاهيم الإشتراكية لكنه يعادي البلشفية , محاولة من بريطانيا لمنع إنتشار البلشفية في أوربا مما سيلحق الضرر بمصالحها

سبب مهم من أسباب نجاح الحزب الفاشي في إيطاليا هو معارضته لنظام التمييز الإجتماعي على أساس الطبقات , وكل أنواع الصراع الطبقي .. حيث إستعاض الفاشيون عوضاَ عن نظام الطبقات بالنظرية القومية التي تراعي مبدأ الوحدة الوطنية التي تخلق مجتمعاَ قوياَ بغض النظر عن الفئة التي ينتمي إليها الفرد . وكان الحزب يهدف من وراء ذلك الى إعادة إيطاليا الى أيام مجد الإمبراطورية الرومانية

موسوليني كان معجباَ بفلسفة أفلاطون وبالتحديد بكتاب الجمهورية الذي يتحدث عن المدينة الفاضلة التي تبني الفرد بطريقة صارمة في طاعة النظام وتعزيز الطابع العسكري للدولة , والإنتاج الدائم للمحاربين والحكام المستقبليين , ومطالبة المواطنين المدنيين بأداء واجباتهم بما يحمي مصلحة الدولة

وفي حين أن جمهورية أفلاطون هي ليست أكثر من ( يوتوبيا ) أو فرضية خيالية تركز على العدالة والأخلاق ولا يمكن تحقيقها على أرض الواقع .. فإن الفاشست تمكنوا تحقيق بناء واقعي يركز على تحقيق أهداف سياسية

عام 1922 قام الحزب الوطني الفاشي بمحاولة إنقلاب ضد الملك ( إيمانويل الثالث ) لكن بريطانيا راعية الطرفين تدخلت لحل الخلاف بينهما , مما أدى الى تحالف الملك مع موسوليني ومنحه منصب رئيس وزراء إيطاليا

تحت إدارة موسوليني للبلد أصبحت إيطاليا من جديد قوة إستعمارية تفرض إنتشارها في العالم وبإحتلالها الخاطف لأثيوبيا عام 1935 تم طردها من ( عصبة الأمم ) التي أسسها البريطانيون بعد الحرب العالمية الأولى , لذلك لم يجد الحزب الفاشي بداَ من التحالف مع ألمانيا النازية في معاهدتي 1936 و 1938

قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية بحوالي 6 أشهر قامت إيطاليا بإحتلال ألبانيا التي تفرض عليها سيطرة غير مباشرة منذ عقود من السنين . وحين إندلعت الحرب العالمية في 1 أيلول 1939 دخلت إيطاليا الى الحرب بعد 13 شهراَ من بدايتها وذلك بغزوها لليونان عبر اراضي ألبانيا في أكتوبر 1940

خسارة معركة العلمين جعل القوات الإيطالية تضطر الى الإنسحاب الى قواعدها في تونس وهذا ما سمح لقوات الحلفاء ملاحقة الألمان حتى صقلية . سقوط صقلية بيد الحلفاء , وشحة الفحم والنفط أدى الى تذمر شعبي واسع في إيطاليا , ثم قيام الحلفاء بقصف روما لأول مرة في تاريخ الحرب جعل الملك الإيطالي الذي يحاول حماية عرشه من السقوط يقوم بعزل موسوليني عن منصبه كرئيس للوزراء ويأمر بإلقاء القبض عليه , وبعد يومين من ذلك وقّع الملك على إتفاقية الهدنة بين إيطاليا ودول الحلفاء

من شروط الهدنة كان حل الحزب الفاشي وتسليم موسوليني الى الحلفاء كمجرم حرب وإعلان الحرب على ألمانيا , اذاك سارعت قوة ألمانية خاصة بالوصول الى المعسكر المجهول الذي يحتجز فيه موسوليني وأنقذته من أسره ولاحق الألمان كل من : الملك , ولي العهد , ورئيس الوزراء الجديد للإطاحة بهم , لكن هؤلاء هربوا الى الجنوب الإيطالي

حين إلتقى موسوليني بهتلر كان عليه أن يقرر بين خيارين : أما أن يقوم هتلر بالدخول الى ميلانو وجنوة وتورينو لمواجهة الحلفاء فيها , وإما أن يقوم موسوليني بتشكيل دولة في شمال إيطاليا تقوم بصد الحلفاء عن الوصول الى ألمانيا . إختار موسوليني الخيار الثاني وقام بتأسيس ( جمهورية إيطاليا الإشتراكية ) والتي تعرف رسمياَ بإسم ( جمهورية سالو ) لأن موسوليني كان يباشر الحكم فيها من مدينة سالو

عام 1943 دخلت قوات الحلفاء الى إيطاليا من الجنوب , فأصبحت إيطاليا بأجمعها ساحة للقتال بين الحلفاء وقوات المحور التي تتمركز في الشمال , وحين تم إسقاط موسوليني في نهاية العام , إستسلمت إيطاليا في الحرب , بخسارة حوالي نصف مليون إيطالي قتلوا خلال مدة لا تتجاوز عشرة أشهر . وتشكل من الإيطاليين حوالي ربع مليون مقاتل من مقاومي الإحتلال تمت إبادة حوالي سبعين ألف منهم , أما الإيطاليين الذين أخذوا أسرى الى معسكرات الإعتقال الروسية فقد مات منهم ما يقارب الخمسين ألفاَ

عام 1946 وضعت الحرب أوزارها وكان ينبغي تقسيم غنائمها , ولأن الملك الإيطالي كان يريد أن يحمي عرش بلاده من الكوارث التي وقعت في عهده , لذلك تنحى عن العرش .. وسلم حكم البلاد الى إبنه ولي عهده الذي أصبح يعرف بإسم ( الملك أمبرتو الثاني ) الذي لم يحكم غير شهر واحد .. فقد تم إجباره كملك على دولة محتلة على القبول بإستفتاء شعبي حول تفضيل المواطن الإيطالي لنوع نظام الحكم المقبل هل هو ملكي أم جمهوري ؟
ولتسقيط الملكية , وفي مثل أي دولة محتلة .. تم في الحال نشر إشاعات في عموم إيطاليا وهي مجتمع مسيحي كاثوليكي محافظ عن الشذوذ الجنسي للملك , فقد قيل وقتها إن موسوليني كان يحتفظ بألبوم صور للملك بوضعيات مختلفة يهدده بها دوماًَ.. وهو كلام كاذب طبعاَ لأنه مما يرافق الإنتخابات والإستفتاءات الشعبية

كما تم حرمان وصول المواطنين الى صناديق الإستفتاء بطرق مختلفة .. إضافة الى التزوير في نتائج الإستفتاء , ورغم كل هذا فقد ظهرت نتيجة الإستفتاء تريد تغيير نظام الحكم الى الجمهوري بنسبة 54% فقط .. عندها أعلنت إيطاليا جمهورية , وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بالإستيلاء على مستعمراتها .. فحلت محلها منذ ذلك الحين في إستعمار تونس وليبيا وأثيوبيا وأرتيريا , جزر الدوديكانز أعيدت الى اليونان , ألبانيا منحت الى الإتحاد السوفييتي كدولة إشتراكية . مذابح الصومال لحد اليوم تبدأ من الصومال التي كانت إيطالية , الملك أمبرتو الثاني عاش منفياَ في البرتغال 37 عاما َومات فيها عام 1983 .

بعد هذه النبذة الموجزه عن تاريخ إيطاليا الحديث نتعرف على موسوليني ودوره في صناعة هذا التاريخ لإيطاليا وبالتفصيل . ولد بنيتو موسوليني في قريه ( دوفيه ) في شمال إيطاليا عام 1883 والده كان حداداً , أما والدته فكانت معلمة مدرسه . تسكن العائله في غرفتين تقعان في الطابق العلوي من المدرسه ولم تكن العائله غنيه لكنها أفضل حالاً من بقية القرويين

كان ولداً مشاكسا ً حاد الطباع كثير العراك ولهذا كان والده غالبا ً ما يضربه بالحزام لكن الولد كان يتحول الى شراسة وعناد أكبر بعد كل عقاب . بعمر 9 سنوات أدخل بينيتو الى مدرسة داخليه كاثوليكيه على أمل أن يغير ذلك من طباعه . كان يكره تزمت المدرسه مثلما يكره الطلبة الأغنياء الذين يجلسون منفصلين عن بقية الطلبه ويمنحون معاملة خاصه , وفي إحدى عركاته معهم إستل سكينه المطواة وطعن أحدهم فطردته المدرسه

حين ألحقه أبواه بمدرسة أخرى طعن طالباً آخر بنفس الطريقه , لكن ناظر المدرسه لم يطرده بل عامله معاملة حسنه ساعدته قليلاً على تحسين طباعه . حين أصبح في 18 من العمر إجتاز آخر إمتحاناته وحصل على دبلوم في التعليم , وأصبح معلماً مثل والدته لكنه طرد من الخدمة بعد 4 أشهر فقط حين إشتكى أولياء الطلبة من سكره ولعبه القمار وعلاقاته النسائية الكثيره مع نساء متزوجات

بعد طرده سافر الى سويسرا للهرب من الخدمة العسكريه , الأشهر الأولى من حياته في سويسرا كانت صعبه , كان ينام في الطرقات ويستجدي من الماره من أجل شراء الأكل , وحين حصل على عمل كان أجره متدنيا ً جداً , لكن أوضاعه تحسنت فيما بعد حين عثر لنفسه على وظيفة كاتب مقالات في صحيفه إشتراكيه

كان يقرأ ويكتب ويناقش ويسمي نفسه ( شيوعيا ً مستبداً ) يؤمن أن الملكيه يجب أن تكون بيد الشعب وأن الدولة بحاجة الى حاكم قوي لإنتزاع ثروات الأغنياء , وآرائه المنشورة هذه دفعت الحكومه السويسريه الى أمره بمغادرة البلاد , عندها بقي يدور في الدول المحيطه بإيطاليا مدة عام واحد مارس فيها أعمالاً مختلفه غريبة عليه وكان يقرأ ويكتب الشعر والمقالات السياسيه حتى حان عام 1904 عندما أعفت الحكومة الإيطاليه جميع الهاربين من الخدمة العسكرية من العقوبه بشرط إلتحاقهم بها الآن , عندها عاد موسوليني الى إيطاليا وإلتحق بالجيش

أنهى الخدمة العسكريه عام 1906 وتسلم وظيفة معلم في شمال إيطاليا في المنطقه الحدوديه المحاذيه للإمبراطوريه النمساويه الهنغاريه ( دلمسيا ) وكانت طباعه سيئة كالمعتاد حتى ظنه التلاميذ مجنوناً , أما أولياء الأمور فكانوا ينتقدون السكر والقمار والعلاقات مع المتزوجات , وبنهاية العام لم تجدد المدرسه عقد عمله

إجتاز إمتحاناً أهّـله لتدريس اللغة الفرنسيه لطلبة الدراسة المتوسطه وفي نفس الوقت حصل على وظيفة محرر في إحدى الصحف الإشتراكيه فإنهمك في إدارة خصومة حاده بين بعض أصحاب المزارع ومجموعه من العمال الذي يعملون في مزارعهم , وكانت نتيجة ذلك حصول موسوليني على عقوبة السجن

بعد خروجه من السجن حصل على وظيفة محرر في صحيفه إشتراكيه تصدر في ترنتينو المقاطعه الإيطاليه الشماليه التي كانت جزءاً من الإمبراطوريه النمساويه الهنغاريه لكن طبعه الحاد وكتاباته الناريه جعلت السلطات تضطر الى سجنه وإغلاق صحيفته عدة مرات وبعد 7 أشهر أمرته بمغادرة المقاطعه . خلال فترة تواجده في ترنتينو كان قد خطب ( راشيل غيدي ) وتزوجها ورزقا بعد ذلك ب 5 أبناء

من أجل إعالة أسرته المتناميه حصل موسوليني على عمل إضافي في مدينة ( فورلي ) كمحرر في صحيفة إشتراكيه . رؤيته المناهضه للدين والمناهضه للحرب ولتسلط الجيش على الدوله في زمن السلم , وتسلط بعض الأفراد على الحكومه والثقافه , إعتقدها الكثيرون رؤية متطرفه . في تلك الفتره قررت الحكومه الإيطاليه إحتلال ليبيا وكان موسوليني معارضا لذلك بشده , عمت الفوضى في مدينة فورلي بسبب قرار الحكومه أما مقالات موسوليني بهذا الخصوص فقد جعلت منه بطلاً قوميا ً لكنها في نفس الوقت رمته في السجن لعدة أشهر , وهو داخل السجن وصلته دعوه من ميلانو لتحرير صحيفة ( أفانتي ) وتعني : تقدم . وهي أكثر الصحف الإشتراكية أهمية في إيطاليا
بعمله في الصحيفه تضاعفت مبيعاتها , كانت مقالاته تهاجم الحكومه وأصحاب المال , لكن طباعه كانت أكثر هدوءاً عما كان عليه سابقا ً

عام 1914 وقعت الحرب العالمية الأولى وكانت فيها إيطاليا بلداً محايداً , بعد شهرين من إندلاعها بدأ موسوليني يكتب بأن على إيطاليا أن لاتقبل البقاء بعيدة عن مثل هذا الصراع المهم , بعدها إستقال من صحيفة أفانتي وأسس صحيفة ( البوبلو دي ايطاليا ) ومعناها : الشعب الإيطالي . وهي صحيفه مؤيده للحرب ومؤيده للإشتراكيه

حين دخلت إيطاليا الحرب عام 1915 تطوع موسوليني للقتال في الجيش وكانت وحدته على الجبهه النمساويه الهنغاريه . حياة الخنادق كانت تعيسة ومرعبه , لكن معنويات موسوليني كانت أفضل من معنويات كثير من الجنود ولهذا حصل على ترقيتين : رتبة عريف ثم رتبة رئيس عرفاء . عام 1917 كان يجرب مدفعاً جديداً ونتيجة سوء الإستعمال إنفجر فقتل 5 من رفاقه أما موسوليني فقد حصل على 40 شظيه أدخلته المستشفى لعدة أسابيع , وحين عاد الى صحيفته كان يكتب للناس عن معاناته الشديده في الحرب من أجل سلامة إيطاليا , وبقي لفترة طويلة جداً يمشي على عكازات رغم أنه لم يكن يحتاج ذلك

حين إنتهت الحرب كانت ايطاليا قد خسرت فيها نصف مليون قتيل إضافة للخسارة المالية الفادحه , وحين عقد مؤتمر فرساي لم يمنح إيطاليا ولا حتى ربع ما وُعِدت به قبل دخولها الحرب , عندها سارع موسوليني الى وضع اللوم على خصومه التقليديين : الحكومه وأصحاب المال . كتب في صحيفته عام 1918 : إيطاليا تحتاج الى حاكم قوي , رجل بلا رحمه ويمتلك من الطاقه ما يؤهله لكنس إيطاليا كنساً نظيفاً

حين إنتهت الحرب تصرفت الحكومه بلا رحمه وكنست البلاد كنساً نظيفاً , فهي لم تمنح الجنود العائدين الأرض التي وعدتهم بتسلمها عند عودتهم , ولم توفر لهم أعمالاً أو وظائف , ولم تقدم العلاج لجرحاهم , ولم تدفع تعويضا ً لأهالي القتلى منهم .
أما بريطانيا وفرنسا اللتان حرمتا إيطاليا من الحصول على أية مقاطعة ألمانيه كغنيمة حرب إثناء مؤتمر فرساي فقد جعلتا الوضع في ايطاليا وكأن البلاد قاتلت وقُتلت في الحرب دون مقابل

في ظل هذه الأوضاع شكل الجنود الإيطاليون الخارجون من الحرب أنفسهم في مجاميع منظمه قاد موسوليني إحداها في ميلانو . آذار 1919 شكّل موسوليني جماعته الفاشيه من 200 رجل كانوا يلبسون القمصان السوداء وصمموا لأنفسهم تحية خاصه , سلاحهم المفضل هو الخنجر والهراوه الطويله , أما موسوليني فقد أصبح لقبه ( الدوتشي ) وتعني : القائد . كان يكره الطبقات المتنفذه والمصالح الكبرى والسياسيين القدماء والكنيسه , وبسبب الدعم الذي كانت تسلمه له بريطانيا وهو مبلغ 100 جنيه إسترليني شهريا لكي يتمكن الدوتشي من تشكيل تنظيمه فقد بدأ هذه المره بكراهية الإشتراكيه أيضاً

عام 1920 إندلعت في إيطاليا حرب عصابات شوارع بين الفاشست والإشتراكيين , كان الفاشست يضربون الإشتراكيين بالهراوات ويجبرونهم على شرب كميات من زيت الخروع تؤدي الى إصابتهم بالقيء والإسهال , وتعرية الرجال وربطهم بالأشجار , وحلاقة شعر النساء بالموس , وقتل الكثيرين بالخناجر , ولآن عمل الفاشست كان بعلم الحكومه وموفقتها , لهذا كانت تغض الطرف عن أغلب ما يقع , وحتى حين يرفع حكومي صوته بالإعتراض فإن الفاشست يقومون برشوته أو أخافته ليسكت

بوصولنا الى عام 1921 حوّل الفاشست أنفسهم الى حزب سياسي , وحين حل موعد الإنتخابات شكلت الأحزاب جبهة لمنع صعود الحزب الفاشي فقام الفاشست بشن قتال ضد الأحزاب راح ضحيته أكثر من 100 حزبي مناهض للفاشيه , وعند ظهور نتائج الإنتخابات حصل الحزب الفاشي على 35 مقعد في البرلمان

القروي الفض الشرس الذي منذ طفولته كان يطعن الناس بالسكاكين والآن أصبح يطعنهم بالخناجر , لكي يجعل الناس تقبله كعضو في البرلمان أخذ ينظف نفسه ويعتني بهندامه ويحلق وجهه يوميا ً ويرتدي القبعه , ولم يعد يهاجم الملك أو أصحاب المال كما كانت صحفه تفعل في السابق , وأصبح يثني على البابا بعدما كان يجاهر بعداوة الدين

في هذه الأثناء كان الفاشست يثيرون المتاعب ففي شهر مايس 1922 قامت قوات فاشيه بإحتلال مدينة فيرارا , ولأن الأمر بعلم الحكومه فهي لم تصدر أي رد فعل , لكن الإشتراكيين حين دعوا الى العصيان العام في فيرارا لاحقهم الفاشيون وأطاحوا بهم , عندها أصبح ينظر الى الفاشست بإعتبارهم الحزب الأكثر قوة في البلاد , عندها بدأ موسوليني يفكر بالإستحواذ على السلطه ( بأن تمنحها لهم الحكومه طوعاً أو من خلال مسيراتهم المطالبه بالسلطه في شوارع روما ) هكذا صرح موسوليني في تشرين الثاني 1922
https://www.youtube.com/watch?v=E_y42_7u_5k

قامت 4 كتائب فاشيه بالتقدم نحو روما , فأدرك رئيس الوزراء ( لويجي فاكتا ) أنهم يشكلون خطرا ً على الحكومه وأراد إستخدام الجيش لصدهم لكن الملك وبوساطة بريطانيه رفض ذلك وحلّ الحكومه ودعى موسوليني الى تشكيل حكومة جديده في 29 تشرين الثاني 1922


حالما شكل موسوليني الحكومه إنتقل للعيش في فندق فاخر في روما يصحبه حمايته من ذوي القمصان السود , وبدأ يتحدث الى الصحافه قال لهم في إحدى المقابلات : ليس هناك صحيح أو خطأ في السياسه .. فقط عندما تمتلك القوه يصبح أي شيء صحيحاً . وقد لاحظ الصحفيون أن موسوليني يضع صورته وحدها في الغرفه أما صورة الملك بجانبها فهي غير موجوده

حين شكّل موسوليني الحكومه كانت تحظى بمعارضه واسعه من مختلف الأحزاب . من أجل إسكاتهم ضم موسوليني بعض أعضاء الأحزاب الى حكومته فإن لم يسكت الحزب المعارض بعد ذلك فإن عصابات الفاشست كانت تتكفلل الإسكات بطريقتها الخاصه

خلال هذه الفتره قلل موسوليني ساعات عمل العمال , وخفض الضرائب على أصحاب الصناعات , وجعل الدروس الدينيه إجبارية في المدارس , بوصولنا الى عام 1923 كانت المعارك بين الفاشست والإشتراكيين قد قاربت نهايتها . عام 1923 قتل إيطالي في جزيرة كورفو اليونانيه فأجبر موسوليني الحكومة اليونانيه على دفع تعويض عن ذلك , كما طالب الحكومة اليوغسلافيه بالتنازل لإيطاليا عن المدينه المتنازع عليها : فيومي


قررالمجلس الفاشي الأعلى بأن الحزب يحتاج الى 25% من أصوات الناخبين في الإنتخابات المقبله لكي يحصل على 66 % من مقاعد البرلمان , وقد تمكن الحزب من الحصول على هذه النسبه لأن الفاشست المسلحين كانوا يدققون أوراق الناخبين قبل وضعها في الصندوق , وبهذه الطريقه حقق الفاشست أغلبية كبيره في انتخابات 1924

خلال هذه الفتره عمل موسوليني بجهد لدرجة أنه كان ينسى حلاقة وجهه في بعض المناسبات المهمه , وعاد الى عادته القديمه في إرتداء ملابس مهمله , زوجته وأبناؤه لم يأتوا الى روما خلال 5 سنوات الأولى من وجوده في الوزاره , زوجته كانت مهتمة بالأولاد ولم تعر أهمية لمصاحبة زوجها الذي كان محاطاً بالعشيقات

بعد أسابيع من ظهور نتائج إنتخابات عام 1924 قام عضو البرلمان عن الحزب الإشتراكي ( جياكوم ماتيوتي ) بإلقاء خطبة غاضبه في البرلمان اتهم فيها موسوليني بتزوير الإنتخابات . بعد اسبوع أختفى ماتيوتي .. وبعد 3 أشهر عثر على جثته في غابة قريبة من روما . حامت الشبهات حول موسوليني وتضاءلت شعبيته وكانت هناك إحتمالية لتقديم حكومته إستقالتها , فلا أحد يمكن أن يبقى في الحكم تحيط به جثث قتلاه

خوفاً على مستقبل الحزب صارح المجلس الفاشي الأعلى موسوليني بضرورة أن أن يقبض على مقدرات البلاد بقوه أو أنهم سيختارون قائداً غيره للقيام بالمهمه , عندها ألقى موسوليني خطابا ً في البرلمان 3 كانون الثاني 1925 قال فيه : لكي نمنح إيطاليا السلام والهدوء علينا العمل بمنتهى الحزم .. مع الحب إن أمكن .. وبالقوه اذا لزم الأمر
https://www.youtube.com/watch?v=GLfZ-RD4ZSY


قام بعد ذلك بإنهاء حرية الصحافه , غيّر السياسيين الذي يحتلون مناصب حكوميه بآخرين من الفاشست , ومن خلال البرلمان قلل من صلاحيات الملك للتدخل في شؤون الحكومه , حلّ نقابات العمال , وفي العام 1927 أسس جهاز الشرطه السياسيه لملاحقة الأحزاب والسياسيين , وفي العام 1929 وقّع معاهدة لاتيران مع البابا فإرتفعت شعبية موسوليني
https://www.youtube.com/watch?v=7kHGl9rILCQ

بين عامي 26 _ 1927 كانت شوارع إيطاليا مليئه بصور موسوليني , ولافتات تقول : موسوليني دائماً على حق . وكان هو يشجع على مثل هذه الممارسات ويمضي الساعات في فحص اللوحات التي تحمل صوره والتي ستعرض الى الجمهور في الشارع , وكان يمتدح نفسه في الصحف ويدعي انه يعمل الساعات الطوال من أجل بلده ... وليوهم الناس انه يعمل حتى أثناء الليل كانت مصابيح مكتبه تترك مضاءة حتى الصباح


ماذا كان موسوليني يفعل حقاً من أجل إيطاليا ؟ كان يعالج مشاكلها الإقتصاديه واحدة بعد الأخرى في ( حملات ) ويرفض النظر الى الواقع العام بشكل كلي ولهذا كان يعتقد أن حملاته ناجحه في الوقت الذي تكون الحملة عادة فاشله

حملته من أجل القمح لزيادة الناتج الإيطالي وتقليل شراء القمح الأجنبي مثلاً عادت بنتيجه أن الإنتاج تحسن فعلاً , لكن تكلفة الحنطة الإيطاليه كانت أعلى من كلفة الحنطة المستورده وفي الوقت الذي عدت الحملة ناجحه فهي كانت تكلف الميزانية المزيد من المال

حملته لتحسين الأوضاع المعيشيه في جنوب إيطاليا بدأت ببناء قرية حديثه في صقليه وتمت تسميتها على إسم موسوليني : موسولينيا , لكنها سرعان ما توقف العمل بها ثم نسيت

الحمله من أجل زيادة الإنجاب لزيادة عدد السكان بتخفيض الضريبه على العوائل الكبيره ومنح الأوسمه للأمهات اللواتي ينجبن 7 أطفال أو أكثر , ومع هذا بقيت الولادات متدنيه خلال فترة حكم موسوليني

الحمله من أجل الأرض والتي كانت تهدف الى زيادة مساحة الأرض المزروعه بإستصلاح الأرض وتجفيف المستنقعات وقطع أشجار الغابات لكن الحمله لم تنجز غير مساحة محدوده قرب روما وأهملت باقي البلاد

كان موسوليني يمتلك نظرة تقليدية جداً للنساء وكان يؤكد دوماً على الدور المختلف في الحياة بين النساء والرجال بقوله : الحرب للرجال , والإنجاب للنساء . وكان يطمح الى تغيير مواطنيه ليصبح الرجال على شاكلته والنساء على شاكلة زوجته . أغلقت المدارس المختلطه وصدر قانون يمنع النساء من إرتداء البنطلون

بعد 5 سنوات من عمل موسوليني في روما إلتحقت به زوجته وأطفالهما الخمسه , قبل ذلك كان هو يقوم بزيارتهم 3 أو 4 مرات في السنه , قالت عنه زوجته أنه كان زوجاً صالحاً ولم تكن تدري أنه يمضي الكثير من الوقت مع عشيقاته أمثال مارغاريتا سرفاتي , و كلارا بيتاشي
https://www.youtube.com/watch?v=RhF8dlaQdBE
https://www.youtube.com/watch?v=K3ggSB1l7OU

حرص موسوليني دائماً على إظهار نفسه بمظهر المعافى القوي وفي الحقيقه كانت صحته غير جيده . كان يعاني من قرحة المعده منذ أن عاش في سويسرا بداية حياته وأخذت القرحة تتفاقم بتقدمه في السن . وعلى الرغم من إقلاعه عن التدخين والكحول وإعتماده في تغذيته على الحليب وعصير الفاكهه إلا أن نوبات ألم شديده كانت تصيبه لفترات طويله , لكن ذلك لم يكم معروفاً لدى أحد مثلما أخفى موسوليني عن الناس إرتداؤه للنظارات الطبية عند القراءه , أما عمره فقد كان من المحرم الإشارة اليه , ووفاة شقيقه أورنالدو عام 1932 أساءت كثيرا ً الى صحته

إعتقد موسوليني أن ألمانيا وإيطاليا قد أسيء إليهما من قبل عصبة الأمم أثناء وضع معاهدة فرساي رغم أن إيطاليا شاركت بريطانيا وفرنسا في حربهما ضد ألمانيا وضد تهديدها للنمسا عام 1934 , ومشاركته هو مؤتمر معادي للألمان في مدينة ستريسا في نيسان 1935

الولايات المتحده الأمريكيه كانت تحوم حول قناة السويس منذ إحتلت بريطانيا مصر عام 1880 . بوصولنا الى عام 1935 كانت بريطانيا تريد منع الأمريكان من الوصول الى الحبشه وساحلها الطويل على البحر الأحمر الذي يمتد من جنوب السودان وحتى جيبوتي ( قبل فصل أرتيريا عن الحبشه ) فقامت بريطانيا وعن طريق السفاره الإيطاليه في لندن بدفع موسوليني الى إحتلال الحبشة بحجة الثأر للقوات الإيطاليه من الأحباش بسبب ما لحق بهم عام 1896 في ( معركة أدوا )
https://www.youtube.com/watch?v=id_3pzPjTd0

إستمر هجوم موسوليني على الحبشه 8 أشهر , كان الإيطاليون يستعملون أحدث الأسلحه والطائرات بينما الأحباش كانوا يقاتلون بالسيوف والرماح . إبن موسوليني الأكبر ( فيتوريو ) الذي كان طيارا ً في هذه المعركه كتب يقول : كانت الحرب رياضة رائعه ومتعه إستثنائيه لأن الأحباش كانوا أول أمة تعرف الغازات السامه حين قصفناها بها
https://www.youtube.com/watch?v=hthgEdtHgHA

إشتكى إمبراطور الحبشه لدى عصبة الأمم فقامت بريطانيا ولذر الرماد في العيون بإقرار عقوبة الحصار الإقتصادي على إيطاليا , لكن العقوبة لم تكن غير حبر على ورق ولم تتضمن حرمان ايطاليا من استيراد أشياء مهمة كالنفط مثلا ً . احتلال الحبشه زاد من شعبية موسوليني وحين إندلعت الحرب الأهليه الأسبانيه أرسل موسوليني قواته لمناصرة الجنرال فرانكو وحزبه الفاشي على أمل نشر الفاشية في قارة أوربا

العلاقات الإيطاليه الألمانيه لم تكن جيده قبل عام 1935 حين وصل هتلر وحزبه النازي الى السلطه عام 1933 كان موسوليني قلقا ً من تطلع الألمان نحو النمسا , وكان إنطباع موسوليني عن هتلر سيئاً قال يوماً : لا يعجبني النظر الى وجهه . وحين التقى بهتلر عام 1934 قال عنه : مهرج غبي ومجنون كليا ً
https://www.youtube.com/watch?v=auCoZq13VL8


لكن إحتلال موسوليني للحبشه جعل الأمريكان يتقربون منه بواسطة هتلر حيث أعلن نهاية عام 1936 عن : محور روما برلين , وبعد شهر واحد قال هتلر لوزير الخارجية الإيطالي ونسيب موسوليني ( كونت شيانو ) : قيادة الدوتشي لإيطاليا قيادة مميزة عالمياً ولا يمكن مقارنة أي قائد في العالم بموسوليني

عندها زار موسوليني ألمانيا عام 1937 تم إستقباله بحفاوة مبالغ فيها , وحين حل موعد مغادرته ألمانيا خطب في تجمع يفوق تعداده مليون شخص في برلين كانوا يستمعون ويهتفون لموسوليني
https://www.youtube.com/watch?v=8J11NZayWa4

حين عاد موسوليني الى إيطاليا حاول جعلها نسخة عن ألمانيا , فقام أولاً بتغيير نظام الجيش وجعله مطابقا ً لنظام الجيش الألماني , وتبنى سياسة معاداة اليهود , وحتى حين إحتل هتلر النمسا في آذار 1938 فإن موسوليني لم يقل أو يفعل شيئاً , ورغم شعور موسوليني بأن تحالفه مع هتلر قد يدخل أوربا كلها في حرب فهو لم يكن يبالي بل يجدها فرصه لإثبات انه فاشي حقيقي وأن الحرب قد تكون فرصة للمزيد من المكاسب

حين هددت ألمانيا جيكوسلوفاكيا في أيلول 1938 , تم عقد مؤتمر في ميونخ وقف فيه موسوليني يحث بريطانيا وفرنسا على عدم الدخول في حرب مع المانيا بسبب ذلك , وحين عاد موسوليني الى ايطاليا إستقبلته جماهير غفيره وهي تهف له كبطل إيطالي و ( قديس سلام ) فأجابهم غاضبا ً : لكنني مغرم بالقتال
حين إحتل هتلر جيكوسلوفاكيا بداية عام 1939 قام موسوليني على الفور بمداهمة ألبانيا وإحتلالها
في مايس 1939 وعد الألمان بدعم موسوليني في هجومه على يوغسلافيا واليونان وتم التوقيع بينهما على ( ميثاق ستيل ) لكن موسوليني وبعد أيام من التوقيع أبلغ الألمان بأنه غير مهيأ للحرب إلا بعد 4 سنوات
https://www.youtube.com/watch?v=qhCriFc2u8Y

لم يهتم الألمان لما قال موسوليني وقاموا في ايلول 1939 بمهاجمة بولندا , وحين طالبوا موسوليني بالتدخل لصالحهم أخبرهم بأنه لا يستطيع ذلك وأنه بحاجه الى حمولة 17 ألف عربة قطار من التجهيزات ليتمكن من دخول الحرب . وحين أخبرته قيادة الجيش الإيطالي بأنها لا تملك ملابس للجنود أو سلاح كافي لهم قال : كل ما أحتاجه هو عدة آلاف من القتلى لكي اتمكن من الجلوس على مائدة المفاوضات بين المنتصرين
في 10 حزيران 1940 أعلن موسوليني الحرب على فرنسا وبريطانيا وكان ذلك أكبر أخطاء حياته , فقد أدخل ايطاليا الحرب من دون حتى إستشارة المقربين منه
https://www.youtube.com/watch?v=0Vf_gUvPVUU

رفض موسوليني مناقشة خططه العسكريه مع الألمان أو كبار مستشاريه , وكان يسعى الى طرد بريطانيا من حوض البحر الأبيض المتوسط , خطوته الأولى كانت إحتلال مالطه أو يوغسلافيا أو مصر .. لم يكن يدري من أين يبدأ وكانت حساباته العسكريه غائبة عن ذهنه تماماً . أخيرا ً هاجم البريطانيين المتواجدين في مصر من مستعمرته ليبيا فقامت قوة بريطانيه صغيره بصد الهجوم وأسر آلاف الإيطاليين
https://www.youtube.com/watch?v=vCTAHjS9Hlc

هاجمت القوات الإيطاليه اليونان قادمة من ألبانيا بدون خطة جيده ولا خرائط مضبوطه وسرعان ما خسرت المعركة أمام اليونانيين
https://www.youtube.com/watch?v=Av6jAbPOh94

في بداية عام 1941 هُـزمت البحرية الإيطاليه هزيمة ساحقه في اليونان , وقامت بريطانيا بإحتلال الحبشه حيث هرب الجيش الايطالي , ونتيجة للحرب بدأ الدوتشي ينتقد هتلر والألمان الذين قاموا بغزو روسيا عام 1941 , عند نهاية العام قامت غواصه ايطاليه بضرب سفينة بريطانيه عند سواحل الإسكندريه في مصر , فشعر موسوليني بشيء من النصر , وذهب في 1942 الى مستعمرة ليبيا وقرر تشديد القتال على البريطانيين الموجودين في مصر متأملا ً دخول القاهره لكن هجومه فشل فعاد الى ايطاليا
https://www.youtube.com/watch?v=yNmZBOp6aC8

ساءت صحة موسوليني كثيرا ً أثناء الحرب خصوصا ً بعد وفاة إبنه ( برونو ) في حادث تحطم طائرته , وآلمته القرحة كثيرا ً خلال معارك شمال افريقيا حتى أنه لم يكن يستطيع مغادرة السرير وبسبب الخسائر العسكريه الفادحه كان موسوليني يلوم الجميع ما عدا نفسه , في تموز 1943 وصل الأمريكان والبريطانيون الى صقليه عندها طلب موسولني عقد إجتماع للمجلس الفاشي الأعلى الذي سلّم موسوليني القيادة العامة للقوات المسلحه , لكن الملك أمر بإعتقال موسوليني ووضعه تحت الإقمة الجبريه في مكان مجهول , وما هي غير فترة قصيره حتى قدمت طائرة ألمانيه يقودها الطيار ( أوتو سكورزني ) ويقوم بتهريب السجين
https://www.youtube.com/watch?v=Gu1lXFvq31U

خلال فترة وجود موسوليني في السجن قام الملك وحكومته الجديده بالتفاوض مع الأمريكان والبريطانيين للإنسحاب من الحرب , لكن الأمريكان لم يكونوا يرغبون في ذلك لأن سقوط ايطاليا في الحرب وتوقيعها للأمريكان على معاهدة إستسلام معناه أن تضع الولايات المتحدة الأمريكيه يدها على الضفة الغربيه لبحر الأدرياتيك , لهذا قام هتلر بمهاجمة إيطاليا وإحتلال شمالها ووسطها وإعلانها بإسم ( جمهورية سالو الإشتراكيه ) ووضع موسوليني رئيسا ً عليها
https://www.youtube.com/watch?v=9bbpaBlQKCs

قام موسوليني بتعقب كل من صوّت ضده أمام الملك وقتل الكثيرين بضمنهم وزير خارجيته ( كون شيانو ) وهو نسيبه زوج إبنته ( آيدا ) التي لم تغفر لوالدها ذلك حتى موته . زوجة موسوليني كانت غاضبة جداً لأنها أكتشفت علاقة زوجها منذ عشر سنوات مع كارلا بيتاشي التي قام الألمان بتهريبها الى جمهورية سالو لتكون قريبة من موسوليني

حين إندلع القتال أصبحت ايطاليا كلها ساحة له .. من الجنوب قوات الملك ومليشيا المتطوعين ومعهم الأمريكان والبريطانيين , ومن الشمال هتلر وموسوليني , بداية 1945 إنضم موسوليني الى قوات ألمانية فارة من ايطاليا عبر جبال الألب فعثر عليه رجال من مليشيا المتطوعين مختبي داخل سياره لوري , تم إعدامه في اليوم التالي مع عشيقته كارلا بيتاشي التي رفضت مفارقته , ثم نقلت جثتيها الى ميلانو وتم تعليقهما من أقدامهما في احدى الساحات العامه
https://www.youtube.com/watch?v=Z9AAnXo0F5c

لمدة 20 عاما ً كانت كلمة بينيتو موسوليني تعد قانوناً في ايطاليا , ولكن عند سقوطه وموته لم يكن هناك ايطالي يملك كلمة طيبة ليقولها بحقه , كان هو أول من دعى في صحيفته الى دخول الحرب بعد أن كانت ايطاليا بلداً محايداً , وبموته وقّـعت بلاده على معاهدة إستسلام في الحرب لا تقل مهانة عن معاهدة إستسلام اليابان يتم التلاعب بموجبها بمقدرات البلاد حتى يومنا هذا



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتلر النازي
- إليزابيث الثانيه ملكة بريطانيا العظمى
- باوديكا الملكه المحاربه
- المخرج النيوزيلندي : لي تماهوري
- المخرج النيوزيلندي : بيتر جاكسون
- المخرجه النيوزيلنديه : جين كامبيون
- المخرج النيوزيلندي : لين ليا
- المخرج النيوزيلندي : رودول هيوارد
- إيفان الرهيب
- الشيوعيه في الكونغو
- الملك البلجيكي ليوبولد الثاني وإستعمارالكونغو
- رئيس وزراء ... عاشق
- صور من مذابح الإحتلال الأمريكي للعراق
- الإمبراطور المغولي قوبلاي خان
- هنري بورسيل
- شوبرت
- باخ
- بيتهوفن
- موزارت
- مسلمو ويهود فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانيه


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميسون البياتي - موسوليني الفاشي