أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الدليمي - لساكن المتحرك... المتحرك الساكن قراءة نقدية في اعمال الفنان الدكتور نصيف جاسم محمد














المزيد.....

لساكن المتحرك... المتحرك الساكن قراءة نقدية في اعمال الفنان الدكتور نصيف جاسم محمد


حسين الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


الساكن المتحرك... المتحرك الساكن
قراءة نقدية في اعمال الفنان الدكتور نصيف جاسم محمد


حسين الدليمي
باحث متخصص في التصميم الجرافيكي


دائماً ماتسعى النصوص البصرية التي يطرحها الفنان المصمم (د. نصيف جاسم) بأشكالها المتنوعة الى صياغة حوار ثنائي الاوجه, الاول (حواره الخاص) أي حوار الفنان مع ذاته ,والأخر الذي يريد ان يُسمعه ويوصله لنا والذي يبدو للوهلة الاولى انه حوار واحد, انه غير معني بإقامة تكوينات كرافيكية تعتمد الصورة في بنائها الرقمي(الحاسوبي),بل ان جل اهتمامه يتركز في ثنائية الساكن المتحرك التي تشغل مساحة واسعة في اعماله, وكأنه يحاول الانعتاق من شيء يمسك به ويقيده ولكنه في نفس الوقت يتمسك به ويحوم حوله وكأن مايريد قوله (انا اتحرك ... انا حر) حتى لو كانت هذه الحركة حركة (بصرية وهمية) انعتاق من ثنائية البعد الى ثلاثيته ورباعيته مستعيناً بتكرار الشيء المولد للحركة, وهنا تكمن المفارقة المزدوجة فالتكرار يوهم بالحركة ولكن كينونته تعتمد الشكل الساكن نفسه وهو مايعد مقاربة مخيالية بالانسان الباحث والرحال ولكن دون ان يبرح مكانه. ويبدو ان هذا كله سيشكل تحدياً محفزاً للفنان وهو يتنقل في معالجاته التصميمية من شكل لاخر في اعماله المتنوعة المحكومة مسبقاً بالحركة الساكنة. فالتكرار عنده هو محاولة ايجاد فجوة ينفذ منها من سجن البعدين المحدود ليثب لعالم اكثر رحابة وسعة كما يثب الطيف عبر حقب وأزمنة ليتجلى بومضات بصرية نحاول امساكها لتجميدها وتسكينها(سجنها) ببعدي اللوحة. انها محاولة اشبه بالمستحيلة فيزيائياً في الحياة الواقعية بأن تتداخل الحركة بالسكون والسكون بالحركة في زمن واحد ومكان واحد, الا انها ممكنة في المخيال الفني على الاقل.
ولو تعمقنا اكثر لوجدنا ان ثنائية الساكن المتحرك تخفي اشياء أُخر منها الماضي الحاضر فبعض الاعمال ماهي الا خطاب بصري مستمد من جذور رافدينية عميقة ضاربة القدم, معتمدة اسلوب (الافريز) بطريقة عصرية تعتمد التحول والامتداد الحر المرتبط بجذور راسخة تمنعه من الانفلات وهي اشبه بحبل الترامبولين المستخدم في رياضة القفز من المرتفعات التي تعطي شعوراً بلذة الحرية والانطلاق المؤقت التي سرعان ماستنتهي بقوة ربط الحبل بالقافز.
وهذا لايعني ان الجذور تحولت لقيود بقدر ماهي محددات للانفلات والفوضى. وعلى هذا الاساس تبرز لنا اعمال الفنان جملة من الحقائق تعتمد جلها (مبدأ الثنائية) منها:(ثبات-حركة,ماضي-حاضر, سكون –رحيل,مكان-زمان,نحت افريزي- تقنية رقمية,تحفظ-جرأة…الخ) , ولعل الثيمة الابرز التي فرزتها هذه الاعمال هي ان الحركة البصرية ليست بمعنى الانتقال والمرور, بل هي مديات تتسع لتتلاشى كدوامات الماء,بمعنى زمن يتمدد ضمن مكان ثابت ,وهو بالمحصلة النهائية محاولة الفنان اشراكنا في مساحة صغيرة في الواقع المادي, كبيرة وغير متناهية في الخيال الذهني.






الاستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد/ استاذ فن التصميم كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد / فنان تشكيلي ومصمم طباعي له مؤلفات عديدة في مجال التصميم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوده من المنفى
- حكايات من ذاكرة الريف .. الحبيبان
- مرجعيون وكتاب فى ان واحد
- منكم..صارت شرائع الغاب تستمد وحشيتها
- من نهب اثار العراق
- سلطة التكلنوجيا
- الى متى


المزيد.....




- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الدليمي - لساكن المتحرك... المتحرك الساكن قراءة نقدية في اعمال الفنان الدكتور نصيف جاسم محمد