أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشير صقر - مساهمة أخرى فى الحوار حول أسباب عزلة اليسار المصرى وانقسامه















المزيد.....



مساهمة أخرى فى الحوار حول أسباب عزلة اليسار المصرى وانقسامه


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 13:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تنويه :
تمنيت أن يستجيب موقع الحوار المتمدن لتقديرى ولو بشكل استثنائي بشأن تشكيل لجنة لإدارة الحوار مع الأستاذ إبراهيم فتحى على صفحات الموقع وتوجيه الدعوة لعدد من الكتاب والسياسيين للمشاركة فى النقاش.
ولأن ما تخوفت منه قد حدث وذلك ما يتفق مع رغبات من لا يرحبون بمثل هذا الحوار أو بألا يصل إلى نتيجة إيجابية أو بألا ينتهى فى هدوء.. وهو ما لا يرضى أى منصف يريد لمصر وشعبها التقدم.
ولأن القضية المثارة ليست مجرد قضية فكرية أو سياسية محدودة الأهمية وجدت أن أنقل للقراء والمتحاورين أجزاء من مقالين- لم ينشرا - كتبتهما فى يوليو 2006 وإبريل 2011 يتعلقان بنفس موضوع الحوار الدائر.
الأول بعنوان ( مساهمة فى بناء جسر التقارب بين اليساريين المصريين ) وتتصل بحوار كان دائرا بين أعضاء لجنة التضامن الفلاحى وليس بين عموم اليساريين وذلك إبان محاولة تاسيس إتحاد اليسار فى مصر منذ 7 سنوات .
والثانى مقتطفات من رسالة موجهة لأحد الأصدقاء فى أحد الأحزاب اليسارية الوليدة بعد ثورة يناير 2011 وتتعلق بعدد من المحاذير بشأن عملية بناء حزب يسارى.
ويهمنى الإشارة إلى أن المقال الأخير ربما لا يبدو مترابطا فى بعض أجزائه لاستبعادى فقرات كثيرة من النص الأصلى رأيت حذفها لأنها تتعلق بتفاصيل لا تهم عموم المتحاورين.
هذا ولا يفوتنى أن أناشد المتحاورين أن يناقشوا لب الموضوع محاولين قدر الطاقة الابتعاد عن أية تجاوزات يرونها فى حديث الآخرين فهدف الحوار أسمى من أى شخص.

___________________________________

أولا

مساهمة فى بناء جسر التقارب بين اليساريين المصريين.
( إتحاد اليسار)

لأول مرة يتفق الجميع على الهدف ويختلفون على الوسيلة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن للمحاولة الراهنة الرامية لبناء جسر التقارب بين اليساريين المصريين فيما أسمى باتحاد اليسار.. تمهيداً لبدء حركة شعبية يسارية مناهضة لإبقاء الشعب المصري في مقاعد المتفرجين على الأحداث الجارية محليا وإقليميا،لا يمكن لتلك المحاولة أن تتقدم دون تحديد الأسباب التي أدت لوضع اليسار الراهن ..على الأقل في إيجاز شديد. فالرغبات الحميمة أو المحمومة- الآملة في ذلك الوضع الذي ينشده اليساريون- لن تسفر وحدها عن نتائج إيجابية دون خلق الشروط العملية لتأسيس ذلك الوضع.

- عن الأسباب الموضوعية والذاتية:

ففي أوقات سابقة كان هناك من يُرْجِعون التصدعات والانهيارات المتتالية في التنظيمات اليسارية للأسباب الموضوعية دون أسبابها الذاتية. وعدّدوا الأسباب الموضوعية فى مجموعة عوامل منها انهيار المعسكر الاشتراكي، حصار القوى الرأسمالية العالمية للأحزاب اليسارية، ترسانة القوانين المعادية للحريات الديمقراطية وإجراءات القمع التي تمارسها الأنظمة الحاكمة...إلخ.
لم يكتف هؤلاء بذلك بل إنهم وصموا التفسيرات- التى تعطى وزنا أكبر مما أعطوه للشروط الذاتية التى سببت ذلك الإنهيار والتصدع- بالمثالية الإرادية.. وقد أدى ذلك التفسير الذى يبالغ فى وزن الشروط الموضوعية بأصحابه إلى حالة من الارتياح وتبرئة النفس من مغبة تقديراتهم ومسئولية ممارساتهم فى تصدع تنظيماتهم والتى نقر بأنها ليست كل الأسباب التى أفضت للتصدع.

- الصلة العضوية بالفقراء؛ والانحرافات السياسية والتنظيمية والجماهيرية؛ ونضال الاحتفالات:

هذا وكان المنطق الذى تم ترسيخه عبر عقود متصلة لدى قطاعات واسعة من اليساريين من قبل تلك التنظيمات هوأحد العناصر الأبرز فى ترهلها وتصدعها وانهيارها، ذلك المنطق الذى تمثل فى اعتبار العمل السياسى مقتصرا على الاجتماعات والمؤتمرات وإصدار البيانات فضلا عن الروح الخطابية والمظهرية التى طبعت كثيرا من الممارسات بعيدا عن الإمساك العملى بقضايا ومشاكل الطبقات الكادحة والسعى للنضال من أجلها... إلخ يضاف إلى ذلك عدد من الخطايا مثل الانحرافات التى شابت الوجهة السياسية والمعايير التنظيمية مما أدى لاختراق تلك التنظيمات من جانب البوليس السياسى.. عمقها انحراف آخر فى سياسات ومعايير الكفاح الجاهيرى التى أفضت للعزلة عن الطبقات الجماهيرية الكادحة صاحبة المصلحة فى التغيير، وذلك بخلاف ما تصورته تلك التنظيمات من أن البرامج السياسية يمكن تدبيجها من خلال القراءة - والنقل أحيانا- من الأدبيات الاشتراكية فى الحجرات المغلقة بعيدا عن الممارسة العملية والكفاح المباشر، ويؤطر كل ما عرضناه ويفاقمه تلك الأسوار الحديدية التى تفصل تلك التنظيمات عن بعضها والمبطنة بروح حلقية عصبوية مقيته وفهم قاصر ليس لقضية الوحدة بينها فحسب بل ولقضية التنسيق فى العمل الجماهيرى.
وقد تمثلت تلك الحلقية العصبوية فى تصور كل تنظيم أنه الحزب المنشود وما على الآخرين إلا الانضمام إليه فرادى وأن التطابق فى التصورات والخطوط السياسية هو شرط توحدها تنظيميا.
وبفشل تلك التصورات والرؤى كان رد الفعل الطبيعى فى زمن تال هو الارتداد للضفة الأخرى لتلك التصورات ولذلك الفهم.. فكانت الوحدة الشكلية التى أدت للانفراط والتشرذم واهتزاز الثقة بالنفس.
وبانفراط تلك التنظيمات أو تآكلها من الداخل قضى أفرادها (أعضاؤها) حقبة زمنية طويلة نسبيا بعيدين عن الانخراط فى أحداث المجتمع التى تسارعت بشكل مذهل مما أدى لأن يعلو الصدأ والاغتراب والارتداد الفكرى وأحيانا السياسى عقول الكثيرين. وأكد ذلك المآل محاولات البعض لإعادة تجميع الرفاق السابقين تحت لافتات مختلفة منها على سبيل المثال محاولة ما أسموه جيل السبعينات التى تجاهلت مجمل التغيرات التى أصابت الكثيرين خلال ربع قرن وتصورت أن تقدم السن وما يفضى إليه تلقائيا من نضج أو رفض الجلوس فى مقاعد المتفرجين كفيل بإعادة لحمهم مرة أخرى فى كيان واحد.

- مثال لجنة دعم الانتفاضة:

وهناك مثال آخر مغاير تؤكد بعض نتائجه ما نود الإشارة إليه هو تجربة اللجنة الشعبية المصرية لدعم الانتفاضة الفلسطينية .. تلك التجربة التى أوحت فى بدايتها لكثيرين بأن أعضاءها قد أدركوا أخطاءهم القديمة وتحسسوا مواطن أقدامهم ونضجوا وبدأوا فى استعادة لياقتهم الكفاحية مرة أخرى.. لكن بعض النتائج أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الكثيرين متمسكون بحلقيتهم التاريخية حيث سعى بعضهم لاستبعاد بعض الآخرين بينما استغلها البعض (أى التجربة) كمنبر جماهيرى لتنظيماتهم، وعمل البعض الآخر على تجنيد المشاركين فى اللجنة لتنظيماتهم القائمة أو سعوا لإنشاء تنظيمات جديدة، بينما أهال آخرون التراب عليها لمجرد ابتعادهم عن الجلوس فى مواقع القيادة أو لوجود بعض من يناصبونهم الخصومة السياسية فى توجيه دفة النشاط اليومى لها.
لقد كان ممكنا لهذه المآخذ جميعها أن تتضاءل بل وتختفى لو اعتبر هؤلاء جميعا أن هدفهم الأول هو دعم نضال الشعب الفلسطينى وسعوا لدفعه للأمام، وتوسيع نشاط اللجنة وتعميق مجراها وضم الآلاف من الذين تعاطفوا معها إلى نشاطها لتصبح كيانا سياسيا كبيرا يضم أغلب المناوئين للنظام الحاكم وربما تكون أرضا لتأسيس حزب متماسك ..فالحوار العملى من خلال العمل الجماهيرى يجتاز مالا يستطيع النقاش إنجازه.. لكن ما حدث هو أنهم غلّبوا أهدافهم الخاصة على الهدف الأساسى لنشاط اللجنة ولم ينج من هذا السلوك إلا القليلين.. لهذا السبب ولأسباب أخرى منها الضربات التى وجهت للمقاومة والانتفاضة الفلسطينية.. انفرط عقد اللجنة واضمحل نشاطها.. وتحولت لأشلاء رغم كل ما كانت تبشر به من آمال.. وقد لا أخالف الحقيقة لو قلت أنها ساهمت بشكل غير مباشر فى النهوض الشعبى الذى ظهر منذ عام 2007

-بعض آثار انحسار النشاط اليسارى:

لقد أدى انحسار النشاط اليسارى فى الشارع المصرى إلى اندفاع الحنق الشعبى على النظام الحاكم نحو طاحونة الإسلام السياسى.
وكلما زادت سرعته.. كلما ضغط ذلك على أعصاب جموع اليسار وتصرف كرد فعل فانحاز جزء منه – اليسار الرسمى - للنظام الحاكم ينسج معه وشائج متعددة فتعمقت عزلته عما كانت عليه، وانحاز بعض آخر للإسلام السياسى مدعيا أن (عينه على قواعد ذلك الإسلام وليس على مساره ) .. بينما اكتفى البعض الآخر بإطلاق البيانات السياسية والصحفية بعيدا عن السعى الحثيث لنضال مفترض يصله بجماهير الفقراء. أما الأغلبية فقد اكتفت بمقاعد المتفرجين أو المعلقين على ما يدور.
وعليه ففى المحاولة الراهنة لبناء جسر التقارب بين أفراد اليسار ومجموعاته يلزم الإقرار بداية بتلك الأخطاء ليس من منطلق التكفير عنها بل من باب الاهتداء إلى المسار الصحيح، فضلا عن ضرورة تحديد نقاط الاتفاق فى كافة القضايا الملحة وكذا نقاط الاختلاف بطريقة تمهد فيما بعد لإعداد مشروع قومى متماسك يلبى مطامح الجماهير.. وينظمها.

- بديهيات مفتقدة :

وفى هذا الأمر لابد من إدراك بديهية نسيها الكثيرون مفادها أن ضفر القضية الوطنية وقضية الحريات الديمقراطية بقضايا النضال الاجتماعية كفيل بدفع الجمهور نحو اليسار بعيدا عن الإسلام السياسى وستقوم بفرز دقيق لكل القوى السياسية الموجودة فى الساحة.
بمعنى أن استهداف قضية الحريات الديمقراطية إلى جانب القضية الوطنية التى ترفع شعارات العداء لإسرائيل والولايات المتحدة ليس كافيا لجذب الجمهور وتنظيمه رغم بريقهما الشديد وذلك لأن قطاعات من القوى الليبرالية وكذا الإسلام السياسى يشتركون مع اليسار فى رفع تلك الشعارات من باب المزايدة.. وعلى سبيل المثال هناك فى قيادات القضاة يقبع البعض من المعادين للحريات الديموقراطية وللإصلاح الزراعى ممن يمثلون أركان حرب كبار ملاك الأرض الساعين بكل الوسائل لطرد الفلاحين من الأراضى التى ملّكها لهم القانون.

أما ضفر قضايا النضال الاجتماعية فيهما (أى فى القضية الوطنية وقضية الحريات الديمقراطية) فسيحدد التخوم ويبرز الإنحيازات بجلاء بين مختلف القوى السياسية مهما كانت المزايدات وأيّا ما كانت الأقنعة التى ترتديها..
وعلى سبيل التوضيح فإن الأسباب البعيدة وراء سياسة طرد فلاحى الإصلاح الزراعى من أراضيهم هى نفس الأسباب التى تسببت فى إصدار قانون الايجارات الزراعية 96 لسنة1992 الذى طرد مئات الآلاف من المستأجرين من أراضيهم ورفعت إيجارات الأراضى الزراعية أضعافا مضاعفة بالدرجة التى تدفع المستأجرين لتركها، وتقف نفس الأسباب وراء رفع الدعم عن مستلزمات الإنتاج الزراعى مما يرفع تكلفة إنتاج محاصيلهم ويخفض بشدة عائد الأرض الزراعية بالدرجة التى تدفع ملاك الأرض الصغار رويدا رويدا لبيع أراضيهم . وتلك السياسات جميعها تعمل على تركز الأرض الزراعية فى أيدى كبار الملاك والز راع لتكون جزءا من الإنتاج الرأسمالى الكبير فى الزراعة.
ولأن تركز الأرض هو الهدف الذى تصبو إليه الشركات العابرة للقارات المنتجة للتقاوى والأسمدة والمبيدات وغيرها.. فإن بقاء الأرض فى أيدى فقراء الفلاحين وصغار الملاك والمستأجرين يقتطع جزءا من هذا السوق من تلك الشركات ويخلق لها العقبات.
وحيث أن الإسلام السياسى ( وتحديدا جماعة الإخوان ) معادٍ من حيث المبدأ للإصلاح الزراعى ويقف.. بل ووقف قبل ذلك ( عام 1952 ) ضد قانون الإصلاح الزراعى وقت صدوره وطالب برفع الحد الأقصى للملكية من 200 فدان إلى 500 فدان كما أنه اعترض على توزيع الأرض على المعدمين وفقراء الفلاحين وطالب بتوزيعها على الفلاحين الأثرياء، بل وأيد فيما بعد قانون الإيجارات الزراعية الجديد ( 96 لسنة 1992 ) - الذى أصدره الحزب الوطنى- فى طرد مئات الألوف من المستأجرين وهو ينحاز حاليا لجانب ورثة الإقطاعيين السابقين فى استعادتهم الأرض من الفلاحين.. لكل هذا.. فإن إبراز أسباب طرد الفلاحين من الأرض وإصدار قانون الإيجارات الزراعية ورفع الدعم عن مستلزمات الإنتاج والتى هى مطالب الشركات متعددة الجنسيات قبل أن تكون رغبات الرجعية المحلية سيلتقى كما أوضحنا مع إنحيازات الإسلام السياسى فى مصر وسيضعهما معا فى سلة واحدة أو على أقل تقدير فى معسكر واحد.. وهو ماسيكشف شعاراته الغامضة للجماهير( كالإسلام هو الحل ) ويسحب التأييد الشعبى السابق له ويصبه فى صالح اليسار.
من هنا كان الصخب السياسى خلال السنة الماضية والذى استهدف قضية الحريات الديمقراطية والقضية الوطنية يدفع الماء فى طاحونة ا"لإسلام السياسى بمعدلات أعلى مما دفعه فى طاحونة اليسار.. والأهم أن ممثلى ذلك التيار الإسلامى يدركون ذلك جيدا ويحافظون عليه ويبتعدون تماما عن إثارة القضايا الاجتماعية بل ويصادرون على من يرفع شعاراتها.
بإختصار يمكن القول أن استسلام العديد من اليساريين لذلك النهج وابتعادهم عن النضال الفعلى - فى القضايا الاجتماعية - وهو غير رفع الشعارات- قد أسهم فى عزلتهم وتوسيع الهوة بينهم وبين الناشطين فى قضايا الصراع الطبقى المحتدمة.. ولم يساهم فى كشف إنحيازات الإسلام السياسى الفعلية.. وهو ما يضر أبلغ الضرر بمسعانا الراهن لبناء جسور التقارب بين اليساريين ويضع العراقيل أمام اتحادهم الحقيقى.
وقياسا على ذلك المثال فإن النهج الصائب للبدء فى بناء ذلك الاتحاد لابد أن يقف على أسس صلبة تتلخص فيما يلى:
1- أن يكون إتحادا لمناضلى اليسار الذين يشتبكون فعلا فى النضال العملى اليومى فى مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية الشعبية سواء فى المجال الوطنى أو الديمقراطى أو الاجتماعى أو الثقافى..بعيدا عن الضجيج الخطابى الذى يختزل العمل السياسى فى المؤتمرات والاجتماعات وإصدار البيانات ذات الطابع الاعلامى والمظهرى والذى أسهم – ضمن عوامل أخرى- فى النتائج المزرية لأوضاع اليسار الراهنة. ويهمنا هنا التأكيد على توسيع القاسم المشترك بين اليساريين (أفراد ومجموعات) لحشد اكبر حجم من الطاقات الممكنة المشاركة فى النضال الجارى والذى لا يغلق الباب أمام الطاقات المعطلة المستعدة للانخراط فى النضال العملى.
ونود الإشارة هنا إلى أن منطق الاستبعاد الذى كان سائدا بين اليساريين طوال تاريخهم السابق لا ينطبق على غير المشاركين فى اتحاد اليسار المزمع البدء في بنائه، لأن منطق الاستبعاد القديم كان يطبق على عديد من المناضلين الفعليين.. بينما اشتراط الانخراط فى النضال العملى اليومى لتشكيل إتحاد مناضلى اليسار الحالى يعنى تشكيل قاطرة حقيقية من المناضلين ذوى اللياقة السياسية والعملية يلتحق بها مع مرور الوقت كل من استعاد لياقته وخرج من صفوف المشاهدين وحالة الاعتكاف إلى ساحة الممارسة.
2- تحديد القضايا الاجتماعية التى يغطيها الكفاح فى أوساط العمال والفلاحين وفقراء الشعب مثل قضية الغلاء، والبطالة،وأموال التأمينات الاجتماعية وغيرها، فضلا عن تحديد القضايا الخاصة الأكثر احتداما فى كل فئة وطبقة على حدة، وذلك حتى لا يترك الباب مواربا أمام عمليات الالتفاف والتأويل.. أو مد الجسور مع النظام الحاكم أو الإسلام السياسى.
3- تحديد الأدوات والوسائل التنظيمية التى تستخدم فى بناء ذلك الاتحاد بدقة مع الوضع فى الاعتبار أن الجانب الأكثر فعالية منها لا يتم اكتشافه إلا من خلال النضال العملى الذى يضفر القضايا السياسية الرئيسية الثلاث معا (الوطنية- الحريات الديمقراطية- الاجتماعية) ، وأن يتم كذلك تحديد الأسس التنظيمية العامة التى تحكم توظيف الطاقات المساهمة فى ذلك العمل.
4- النضال الجماهيرى يجب أن يراعى البديهيات التى خرقها الكثير من اليساريين فى السنوات الأخيرة والتى تعنى البدء من حيث تقف الجماهير وعدم القفز على مستوى وعيها والابتعاد عن منطق الجمل الثورية الأجوف، وإدراك الحقيقة الغائبة التى تقول أن الصدام مع النظام الحاكم يجب أن يكون بالجماهير لا بالنخب وحدها، لأن الصدام بالنخب يؤدى إلى العزلة والعزلة هنا تتفق فى نتائجها العملية مع السير فى ذيل الجماهير.. وربما فى ذيل النظام أو فى ذيل الإسلام السياسى.
إن التراكم الذى ينجزه المناضلون فى مجالات الكفاح المختلفة يحدث فى البدء فى دوائر صغيرة تتسع بالتدريج لتصنع دائرة واسعة من الكفاح الشعبى ، لكن ذلك لا يحدث تلقائيا بل يحتاج إلى أنوية جسورة تجيد اختيار الأساليب والتوقيت و المواقع المناسبة لإحداث التأثير.. الذى يسهم بفعالية فى تحويل الدوائر الصغيرة إلى ميدان نضال حقيقى.

تحريرا فى 27/7/2006 لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى

___________________________________

ثانيا

مقتطفات من مقال :
تسابقوا.. تنفرطوا ..!

أثار شهيتى ما كتبه أحد الأصدقاء لزملائه فى أحد الاحزب الوليدة بعد ثورة 25 بناير 2011 بشأن قلقه من بعض المناقشات التى تدور بينهم وقد دفعنى هذا للحديث معه عن تخوفاتى أو- بمعنى أدق- تحذيراتى من تدبيج هيئة حزبية تستوفى المسوغات الشكلية والقانونية وتغمط المقومات الفكرية والسياسية والتنظيمية والكفاحية حقها فى البناء.
وتمثل الدواعى الآتية الأساس الذى بنيت عليه تخوفاتى أو تحذيراتى :
1- أن الخبرة التنظيمية للأغلبية الساحقة من اليساريين- فى الأحزب الوليدة - فى تجاربهم السابقة محدودة ولا تتناسب مع خبراتهم السياسية أو مع وزن بعضهم الفكرى .. ناهيك عن عدم تناسبها مع الرغبة العارمة والشوق البالغ لبناء حزب جديد.
2- الانقطاع الطويل عن الانخراط فى عمل جماعى منظم لفترة لا تقل عن ثلاثين عاما وهو ما يجعل الحصيلة التنظيمية السابقة لهم أشبه بالأحلام ؛ ولا يبقى ماثلا أمامهم كحالة سوى تجربة حزب اليمين اليسارى ( التجمع ) التى شغلت هذه الفترة وشاغلت أذهان الكثير من اليساريين.. وذلك يختلف عن الحصيلة الفكرية أو السياسية التى لا تتأثر بنفس الشدة جراء الانقطاع الطويل.
3- الذكريات الأليمة للتجارب السابقة تجعل استيعاب دروسها صعبا- ليس بسبب تفاصيلها بل من آثار مراراتها - والرغبة فيه محدودة ؛ ولا تتيح استخلاص الإيجابى منها وتجنيب السلبى ، بل تلقى به فى أول بالوعة .. رغبة فى عدم تكرارها.
4- نسيان البديهيات الخاصة ببناء تنظيم سياسى وليس نقابى ، بل والبديهيات الخاصة بتعريف التنظيم السياسى الذى يتركز فى وحدة االفكر والإرادة فى قلب ذلك التنظيم سواء كان علنيا أم سريا .. شرعيا أم غير شرعى.
5- عدم السعى لدراسة أو حتى تأمل التجارب التنظيمية السابقة ؛ والإجابة عن سؤال : لماذا تصدعت أو اضمحلت أو تقلصت أو تقوضت أو انفرطت؟!
6- الروح الحاكمة للتوجه الرئيسى داخل الأحزاب الوليدة والمتمثلة فى استكمال الشكليات والانتشار الإعلامى وتحقيق السمعة الحسنة قبل إرساء الحد الأدنى من قواعد العمل الفكرى والتنظيمى والكفاحى .. حتى مع التسليم بأهمية ذلك الانتشار.
7- الازدواجية الواضحة فى عدد من الأمور كالمعايير .. والاتجاه الخاطئ فى توظيف الطاقات الحزبية فى الفترة الراهنة.
* لقد أشعرتنى حمى تأسيس الأحزاب السياسية بعد ثورة يناير2011 .. كما لوأننا كنا - قبل الثورة – فى حزب قوى يكافح فى كل مجالات النشاط الاجتماعى ويعمل فى صفوف معظم الفقراء .. وفجأة- ونتيجة لجهودنا - انفجرت ثورة سياسية أطاحت برؤوس النظام الحاكم وانتزعت الجماهير بعضا من الحقوق والحريات وصار العمل العلنى هو الأساس وأننا نتصرف باعتبار ذلك معطى نهائيا لا يمكن للعدو الطبقى محاصرته أو الانقضاض والقضاء عليه ؛ ولذلك يلقى الرفاق أعضاء تلك الأحزاب فى سلة المهملات بالتقاليد التنظيمية المحتاطة من بقايا النظام الحاكم بل وبالكثير من التقاليد الكفاحية فى سلة المهملات ويخضعون لرغبة قديمة متمثلة فى الاستحواذ على أعداد كبيرة من العضويات أيا كانت لا تتفق مع ما توافقْوا عليه من معايير.
ولأن ما ذكرته هو مجرد شعور؛ ولأننا- ولأنهم - لم نكن فى حزب قبل الثورة ؛ ولأن الثورة لم تحدث – ولا حتى تفجرت - بسبب دورنا - أو دورهم الكفاحى المباشر؛ فإن ما رأيته بعد الثورة من سلوك وتصريحات أعداد هائلة من الرفاق جعلنى أشعر- بعد التخلى عن التقاليد الكفاحية والتنظيمية والاستهانة بها- أنهم يعتبرون تلك الثورة من نتاج نشاطهم وقد تفجرت بسبب عملهم الكفاحى وهو ما دفع الكثيرين بعدها للشعور بأن مرحلة ما قبل الثورة قد انتهت وجاءت مرحلة أخرى تستلزم منطقا جديدا وآلية جديدة وتقاليد كفاحية جديدة.
هذا مجرد شعور خالجنى من متابعتى الدقيقة والمتأملة لسلوك العديد من اليساريين.
* ولأن تلك الحمى فى مثل هذه الظروف التى نعيشها شئ منطقى بالنسبة للجمهور إلا أن انعكاسها علي اليساريين بهذه الكيفية يجب أن يختلف.. وأن يتم الحذر منه.
* كذلك " فالزفة " التى تجمع كثيرا من المتسابقين على الفوز بالنصيب الأكبر من الجمهور وبالتالى العضويات الحزبية تطغى على السعى نحو الكفاح الحقيقى ونحو الانتقاء والتركيز على العناصر الفعالة. والجهود التى تجمعنا للمشاركة فى احتجاجات المركز ( ميدان التحرير ) تطغى على ضرورة العمل الدءوب من المحيط فى اتجاه المركز لشل فاعلية الثورة المضادة .. ومواجهة العراقيل التى تبطئ من معدلات النشاط الثوري أو تثبط مفعوله، وتسن وعى الجمهور وتدفع القطاعات التى شاهدت الثورة ولم تشارك فيها كالفلاحين للانخراط فى العمل لتتشكل كقوى جديدة فاعلة فيها.. لها وزنها ودورها فى المجتمع.

- واستنادا لما سبق يمكن القطع بأننا لسنا شيئا واحدا ؛ ولا إرادة واحدة .. ولا فى طريقنا إليها .. خصوصا من حيث الممارسة العملية وليس التصريحات الكلامية.
- ولتوضيح ذلك أذكر أنى كتبت فى عام 2006 أقول : هل يمكن تشييد بناية جديدة من أنقاض بنايات منهارة سابقة دون البحث عن أسباب انهيارها ؟ وذكرت أننا يجب أن نحدد أين يكمن سبب الانهيار..؟ هل :
1- فى الأرض التى تم تشييد البناية عليها..؟ أى الطبقات الاجتماعية التى نعمل فى صفوفها .
2- أم فى مواد البناء ( حديد ، أسمنت ، طوب ) ؟.. أى عضويات الحزب.
3- أم فى التصميم ؟ أى الخط السياسى والتنظيمى والجماهيرى.
4- أم فى استخدام البناية فى غرض غير الذى صممت له؟ أى التاكتيك.
ومجرد عرض الأسئلة يذكرنا على الفور بمشروع بناء أحد أحزاب " اليسار السرية " فى منتصف السبعينات .. والذى لم يطبق فيه معيار كفاحى واحد ، فقط كان المعيار الوحيد هو الصلة القديمة بأعضاء الحزب القديم .. الذى كان قد ذهب مع الريح قبل أكثر من عشر سنوات، لذلك سهل اختراق الحزب الجديد وتقويضه.. وشل فاعليته .. واقتصر وجوده على كونه أحد الآثار المتحفية لليسار المصرى.
- إن الميول التى تخلقت لدى أغلبية هائلة من المناضلين اليساريين فى حقبة الستين عاما الماضية ودعّمها - فيما بعد - انخراطُهم فى العمل الثقافى والصحفى و الإعلامى و الفكرى لا زالت هى الميول الغالبة على الجزء الأعظم من الحركة اليسارية .. ولم يعدلها بشكل حقيقى تغير الظروف بعد ثورة يناير 2011 ؛ ومن هنا وجب أن نتنبه- على سبيل المثال - لأن قيام الجيش فى البحيرة والمعمورة بالقبض على فلاحين بسطاء دون دليل على ارتكابهم أية جرائم وتقديمهم لمحاكمة عسكرية فى بحر 48 ساعة وحبسهم 5 سنوات هى الشئ الأدعى بالاهتمام وبذل الجهد من إصدار بيان بمناسبة يوم الطالب العالمى مثلا .. كذلك فالدعوى القضائية التى رفعتها بعض المراكز الحقوقية ضد قرار تجريم التظاهر هى خطوة عملية هامة على الطريق حتى و لو لم تمنع الجيش من مداهمة الفقراء كما هو الحال فى واقعة قرية العمرية بمحافظة البحيرة فى 22 مارس 2011 ..
- وبمثل ما أفرزت التقاليد الكفاحية اليسارية قيما إيجابية عظيمة فى تجارب سابقة إلا أنها عممت ونشرت فكرة شيطانية مفادها ( حصر الكفاح أوقصره على عقد المؤتمرات وإلقاء الشعارات والخطابة والاجتماعات وتدبيج البيانات) صحيح أنها كانت نتيجة لمصادرة الحريات السياسية من جانب النظام الحاكم وتضييقه على النشاط السياسى إلا أنها مثلت فى نفس الوقت إحدى سقطات اليسار القاتلة التى ترسخت وتجذرت فى قطاعات واسعة من مناضلى وجماهير اليسار فيما بعد عام 1952 .
- إن الكفاح الذى نقصده فى أوساط الطبقات الشعبية يعنى ضرورة معرفة كيف تعيش هذه الطبقات وتعمل وتنتج وتقضى وقتها وتنفق دخلها ؛ ومعرفة قضاياها الرئيسية .. ودراستها والعمل على فهمها والسعى لحلها بواسطتهم .. وهو ما يعنى تنظيمهم فى أشكال جماهيرية ونقابية وسياسية متعددة ، ولا يبقى للمؤتمرات والاجتماعات والبيانات والخطابة والتيليفزيون سوى أنها روافع وأدوات مساعدة للنضال الأساسى وليست هى النضال الرئيسى، وعليه فالأدعى ببذل الجهد هو ذلك التأسيس وليس الاحتفال بإعلان هذا الحزب أو ذاك ودعوة الرفاق من الداخل والخارج لحضوره .. لأن الذى يحتاج لدعم حقيقى فيما يعانيه من صعوبات فى نشاطه العملى والمهنى والمعيشى- وهو الجمهور- لن يُلقى بالاً لكل هذه الاهتمامات الاحتفالية والإعلامية .

- إن تحديد الإجراء الصحيح فى أية لحظة – فى أى حزب أو هيئة سياسية أو نقابية- مرهون بالمفاضلة فى بذل الجهد وتوظيف الإمكانيات المتاحة بين المهمات المطروحة لصالح الأكثر إلحاحا والأشد ضرورة .
- أعرف مقدما أن السعي لبناء حزب جماهيرى متماسك هو الأمل الذى ينشده اليساريون جميعا .. لكنى أدرك أيضا أن بقاءنا لسنين طويلة فى العراء دون غطاء حزبى أصاب مفاصل الكثيرين منا بأمراض الروماتيزم ونفوسنا بالوحدة والسقم.. وصار الدفء الناجم عن تقاربنا وتلاصقنا هو أحد أمانينا .. لكن يجب أن نحذر أن يكون ذلك هو الدافع الوحيد.

- وعندما لا يكون الرفاق متآلفين ولا أقول متحدين أو متوحدين ، وعندما يكونون من منابع فكرية وسياسية وتنظيمية متباينة فلا بد أن تختلف معاييرهم فى كثير من أمور العمل الحزبى ومن ثم فالتوافق على المعايير ثم توحيدها يصبحان من أولى مهام البناء والتأسيس.
وعلى سبيل المثال فإن مقولة بناء حزب سياسى علنى بعد ثورة يناير2011 يوحى للكثيرين بأن مبدأ العلنية أصبح هو المعطى الأبرز فى الساحة السياسية وهو ما يشى بأن الأوضاع الحالية التى أفرزت حالة العلنية قد استقرت نهائيا .. وهذا الفهم يمكن أن يقودنا إلى كوارث بالغة الخطورة ، فالمجتمع المصرى الذى نعيش فيه مازال مجتمعا طبقيا لن يتنازل الملاك فيه عما يملكونه أو عن سلطانهم ببساطة وطواعية .. وهم كالوحوش الهائجة الآن يستخدمون كل الوسائل لوأد الثورة ولتأليب الجيش على الشعب والعكس فى محاولة لخلق حالة من الفوضى تمكنهم من استعادة وضعهم القديم كاملا أو لوراثة القديم من جانب قوى الإسلام السياسى.. فهل ستقودنا السذاجة لتصديق استغناء العدو الطبقى مثلا عن آلة القمع أو عن جهاز يتلصص على القوى السياسية المعادية له أو المناوئة ويراقبها ..؟ ، وهل سنظل ( فى محاذاة من اعتادوا على أن يأكلوا البالوظة ) ونبقى فى مرمى نيران العدو.. أم أن الأدعى هو أن تظل بعض أدواتنا بعيدة عم مرمى نيرانه؟!
- لقد كنا فى اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية ( 2000 – 2004 ) – برغم كونها لجنة علنية نخفى- عن النظام وعن أعضاء اللجنة وعن بعض أعضاء الهيئة القيادية ( 13 فردا ) - مواقع المخازن التى نستأجرها فى مدينة العريش لتخزين ما نجمعه من تبرعات عينية لحين نقلها إلى غزة أو رفح حتى لا تعرف بها الشرطة فتعرقل عملنا بإخافة مالك المخزن أو تهديده أو دفعه لفسخ عقد إيجاره .. إلخ. وهو ما ساهم بشدة فى إنجاح عملنا.

- إن ما يجب التنبه له– إلى جانب ما سبق التأكيد عليه - هو ضرورة إرساء معايير حزب يتأسس فى مرحلة انتقالية يمر بها المجتمع المصرى .. مرحلة غير مستقرة ولا يمكن القطع بما ستفضى إليه ولا التنبؤ بالمدى الذى ستستغرقه الأوضاع السياسية حتى تستقر ؛ ولا بما ستسفر عنه الانتخابات النيابية التى يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالعمل على تحزيمها كما يحزم حكم كرة مباراة حساسة بين فريقين لا يهمه فيها تطبيق القانون ولا تحقيق العدالة بقدر ما يهمه " أن تخرج إلى بر الأمان" ؛ وهل سيركب تيار الإسلام السياسى المجتمع فور إجراء الانتخابات وينهى – موضوعيا- قصة الحرية النسبية والثورة .. ويصادر النشاط السياسى أو يحاصره ويخنقه خصوصا لمن يعتبرهم أعداءه أو مناوئيه .. أم سيسفر الوضع عن انفراجة أخرى تكتشف فيها قطاعات متزايدة الاتساع من الشعب ألاعيب وهمجية كثير من فصائل ذلك التيار اليمينى وتتخذ منها موقفا ينعكس على نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة؟ وهنا أخشى ألا نتخذ للاحتمال الأول ما يتطلبه من الحيطة والعمل ولا نتمكن من الاستجابة لكل هذه الاحتمالات.
- إن معايير حزب يتأسس فى عصر العولمة يختلف عن معايير لجنة جماهيرية كلجنة دعم الانتفاضة أو جمعية كفاية.. أو غيرها.
- لقد كنت وما زلت من المنحازين لفكرة تكوين حزب بعدد الكوادر المشتبكين عمليا فى الكفاح ( العمالى و المهنى والطلابى والفلاحى ) وبالعمل تتسع كل من هذه الدوائر الأربعة بالتدريج كلما زادت وتيرة وحدّة الكفاح حتى تتماس محيطاتها مكونة دائرة واحدة مؤهلة لتشكيل الحزب المنشود، ويصبح عضوا فيه كل من يشارك فى الكفاح بإحدى هذه الدوائر الأربعة بفعالية ومن ثم لن يكون ذلك الحزب مجموعة من النخب والجنرالات بلا جنود .. أو بلا مهام ؛ أو أن نجد بعضنا مشتبكا فى النضال وأغلبنا بلا وظيفة.. وهذا ما يقينا شر الانفراط أو النمو المشوه الناجم عن قيام أقلية بمعظم المهام وأغلبية بمهام محدودة أو الناجم عن توزع العضوية بين قلة من العمليين وكثرة من المنظرين و الكتبة والدعاة .. وهكذا.
- لا أشك لحظة فى حسن النوايا .. لكن الطريق إلى جهنم عادة ما تفرشه تلك النوايا ، وأدرك أن رغبة البعض المتعجلة فى الانتشار والاعتراف الأدبى به محليا وعربيا ودوليا يجب أن تستهدف فى المحل الأول جماهيره.. قبل أن تستهدف القوى السياسية الخارجية والداخلية .
فمهلا .. فطاقات اليساريين المحدودة أولى بها جماهير الشعب التى عانت كثيرا من سلوك بعضهم " المشوب ببعض التعالى والإهمال والمشاركة فى نضالات احتفالية ضجيجها صاخب وعائدها محدود " .. حتى لا نعيد إنتاج ما سبق إنتاجه .
ابتعدوا عن اتخاذ قانون الأحزاب السياسية - الذى أصدره المجلس العسكرى - بوصلة لكم ؛ وليكن شعاركم : تمهلوا.. تلتحموا.. وتتحدوا .. وتصبّوا جهودكم فى الاتجاه الأصوب.



___________________________________

هذا وأنهى حديثى بأن شرط الحوار الأول هو الرغبة فى الوصول إلى تقدير مشترك بشأن ما نتحاور حوله ولذا وجب على كل طرف أن ينصت جيدا لمن يحدثونه وأن يستفسر عما خفى أو التبس لديه من عبارات فى حديثهم .. وبعدها يرد ؛ مراعيا فى كل لحظة أن يظل طريق الحوار مفتوحا خاليا من العثرات وهو ما يعنى أن يتجنب إلقاء الأحجار فيه حتى لا تعوق أيا من المتحاورين .
إن مثل هذه الروح هى الجديرة بالوصول إلى نهاية صحية للحوار وإلى نتائج تنهض المتعثرين وتبهج المشتبكين فى النضال وتدفعهم إلى الأمام .



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة للحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى .. حول أسباب انعز ...
- منتدى الأرض بتونس - كلمة لجنة التضامن الفلاحى - مصر
- استئنافا لسياسات أمين أباظة :تصريحات لوزير الزراعة المصرى.. ...
- الفلاحون والزراعة المصرية :كيف يمكن وضعهما على خريطة المستقب ...
- شعارات سياسية مصرية للمظاهرات .. من واقع الأزمة الراهنة
- إلى المحبطين والمتشائمين من مستقبل الثورة المصرية
- المنابع الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين
- نهايتهم تلوح فى الأفق .. فاستعدوا لكن لا تتعجلوا
- تيار الإسلام السياسى .. والعلل النفسية
- عما نشر بشأن إسقاط ديون الفلاحين المصريين
- الشعارات.. ضابط إيقاع المظاهرة.. فنون المظاهرة وتمهيد الطريق ...
- فنون المظاهرة .. وتمهيد الطريق إلى الثورة ( 1 – 2 ) .. قراءة ...
- تفسيران مختلفان لتنصيب رئيس جديد على مصر
- من دروس الثورة المصرية : انتهت البروفة.. وبات الإعداد للجولة ...
- السيناريو القادم فى مصر .. لا عزاء للثوار
- ما حك جلدَك مثلُ ظفرك.. يا جماهير الثورة المصرية
- مخاطر حقيقية تنتظر الثورة المصرية
- الطريق الثالث.. بين التزامات البناء الحقيقية.. ومراوحات النخ ...
- الأزمة تمسك بتلابيب أطراف العملية السياسية فى مصر
- عن انتخابات الرئاسة المصرية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشير صقر - مساهمة أخرى فى الحوار حول أسباب عزلة اليسار المصرى وانقسامه