أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الصالحي - مرجعية الحكومة وسياساتها اولا














المزيد.....

مرجعية الحكومة وسياساتها اولا


بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استغراق الجدل في الشخصية المفترضة لترؤس الحكومة الجديدة بعد د فياض ،وخاصة بعد مماطلة حركتي فتح وحماس في تشكيل حكومة التوافق الوطني وتأجيلها إلى ثلاثة اشهر غير ملزمة، لا يغير من حقيقة ان المشكلة الفعلية في اية حكومة قادمة (اذا ما تشكلت اصلا) ليست في شخصية رئيسها المكلف ،وانما بالاساس في امرين :الاول في البرنامج والسياسات التي ستعتمدها هذه الحكومة ماليا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ايضا ،وفيما اذا كانت هذه السياسات ستختلف فعلا عن تلك السياسات التي اعتمدتها حكومات د فياض ،والثاني هو في مرجعية هذه الحكومة والرقابة عليها ،واذا ما ستكون هناك اية مرجعية رقابية على هذه الحكومة بالاختلاف عن الحكومات التي سبقتها .

اما بخصوص سياسات الحكومة وبرنامجها، فان اية حكومة جديدة ستأتي مكبلة بقانون الموازنة للعام 2013 ،الذي اصدره الرئيس ابو مازن بعد ان اعتمدته الحكومة ،وهي موازنة تثير الجدل ورفضتها الكتل البرلمانية وتتميز بالتضليل المقصود سواء لجهة زيادة الايرادات او تقليص النفقات ،كما انها طبعا حافظت على جوهر الخلل البنيوي في الموازنة بما يمثله ذلك من فضيحة عامة للسلطة الفلسطينية حيث لا يزال مخصص قطاع الزراعة في الموازنة يمثل اقل من 1% ،بينما يحتل الامن الداخلي حوالي30%،وذلك في بلد يخوض معركة يومية على الارض ويعيش في ظل احتلال مستمر ومتواصل وفي ظل عدوان يومي من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.

وبالطبع فان ذلك ياتي ايضا في اطار تراكم الدين على السلطة الذي زاد عن 3.8 مليار دولار ،وفي ظل فجوة تمويلية متوقعة بحوالي 400-500 مليون دولار وفي ظل تراجع ملموس في خدمات الصحة والتعليم، وفي ظل ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقروالبطالة ،بما في ذلك في ظل التبعية المباشرة لضريبة القيمة المضافة الاسرائيلية ،وطبعا في ظل حركة احتجاج من قبل العاملين في قطاعات مختلفة ،حكومية واهلية وغيرها.

ان حكومات د سلام فياض المتعاقبة مسؤولة عن هذه النتائج ،كما انها مسؤولة بشكل خاص عن المنطق النظري(المالي) الذي طرحه د فياض في اطار خطته المسماة (موعد مع الحرية ..) والذي التزم خلاله بانهاء الاعتماد على المساعدات الخارجية من خلال تقليص المساعدات الخارجة المخصصة لتمويل النفقات الجارية من 1,8 مليار دولار عام 2008 إلى 1 مليار دولار عام 2011، وبنتيجته تقلصت فعلا من حوالي 1.8 مليار دولار عام 2008 إلى حوالي 1 مليار عام 2012 ،مع فارق هام ان ذلك لم يرافقه تقليص الاعتمادية .ولا تعزيز القدرات الذاتية لﻼ-;-قتصاد الوطني او القطاع الخاص ،رغم الزيادة الوهمية والاسمية للنااتج المحلي الاجمالي حيث لم يرافقه تغير جدي في معدلات الفقر والفقر المدقع والبطالة ،كما زادت الاعتمادية والمديونية بنتيجة الفجوة التمولية الفعلية كما تصاعدت الازمات المختلفة المالية والاقتصادية ،وزادت الاعباء على مختلف الشرائح ،وبدل ان يحرك ذلك عجلة الاستثمار، فرمل هذه العجلة ووضع مجمل الحالة الاقتصادية في ازمات متكررة ،زاد منها دون شك تحكم اسرائيل في تحويلات عائدات الجمارك والمقاصة ،وتخلف البلدان العربية عن مساعداتها المالية.

غير ان ما فاقم هذا الوضع وحال دون وقف التراجع المستمر فيه ،هو حقيقة غياب جهة الرقابة التشريعية الممثلة في المجلس التشريعي، (رغم محاولات الكتل والنواب تعويض ذلك عبر مجموعات عمل برلمانية ولقاءاتها مع رئيس الحكومة وبعض وزرائه) وهو ايضا غياب اية جهة رقابية اخرى كان يمكن ان تنشا في حالة الانقسام ،سواء عبر المجلس المركزي لمنظمة التحرير او عبر تشكيل مجلس تاسيسي كما طرح حزب الشعب اكثر من مرة للتعامل مع الحالة السياسية والرقابية الملازمة للتوجه نحو دولة ولبناء جسم موحد إلى حين الانتخابات، او حتى عبر استخدام الكتل البرلمانية صلاحية المجلس التشريعي إلى حين انعقاده خاصة في مجال الثقة بالحكومة والرقابة عليها.

وبنتيجة هذا الوضع فقد بات الرئيس يمثل المرجعية الوحيدة للحكومة ،وهو الذي يقوم بتغطية سياساتها واصدار غالبية القوانين التي تقترحها، وبات ما اصبح يعرف بانها (حكومة الرئيس )يكتسب هذا المعنى المحدد قياسا بوضع الحكومات السابقة ،فنظريا كانت كل الحكومات السابقة بما فيها قبل 2007 هي حكومات الرئيس ،ولكن مرجعية هذه الحكومات وفقا للقانون الاساسي كانت ترتبط بثقة المجلس التشريعي وبمساءلته رغم احتفاظ الرئيس بحق اقالة رئيس الحكومة وتكليفه بتشكيلها .
ان معالجة قضية المرجعية الرقابية للحكومة، واحداث تغيير جدي على سياساتها،هو المطلوب اولا وهو معيار القدرة على التصدي للمشكلات الفعلية المتفاقمة ،خاصة وان اتفاق حركتي فتح وحماس الاخير على دحر موعد تشكيل حكومة التوافق ،يحملهما مسؤولية التدهور المتزايد في الطبيعة الديموقراطية للنظام السياسي الفلسطيني او ما تبقى منه ، فضلا عن المخاطر الوطنية المترتبة على استمرار الانقسام .



#بسام_الصالحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغابة الحقيقية خلف الأشجار
- الرؤية الصينية والدور الصيني
- نحن والمسألة السورية
- كي لا يصبح وزير خارجية قطر (الممثل الجديد للفلسطينيين)
- صياغة اولية في مراجعة الزامية لحماية الحقوق الثابتة لشعبنا
- كلمة تقدير ومحبة لروح د. جابي برامكي
- كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطي ...
- بسام الصالحي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار ا ...
- الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات
- موقف الحزب من المفاوضات
- الارادة الدولية والمبادرة الفلسطينية الذاتية في مواجهة فشل ا ...
- بيان إلى الرأي العام
- ألبيان الاوروبي وإمكانات المتابعة في مدينة القدس
- مقاربة مختلفة حول برنامج حكومة التوافق الفلسطيني موضع الخلاف
- لا مفر من إنهاء الانقسام وندعو إلى حكومة برئيس وزراء مستقل
- تقوية و توحيد اليسار مساهمتنا المركزية في حماية المشروع الوط ...
- كلمة النائب بسام الصالحي في ذكرى استشهاد الرئيس ابوعمار في م ...
- خارطة الطريق .. وصفة فشل جديدة تمهيداً لإعلان -نهاية الشريك ...
- خريف -اللا مؤتمر- والخارطة بلا طريق
- الإستيطان اولاً، المتطلب الأساسي لجدوى المشاركة في انابولس


المزيد.....




- تحوّل مغاير كليًا.. شاهد كيف ردت روسيا على عزم ترامب تزويد أ ...
- -أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية- - ...
- اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء.. وإسرائيل تأمر بمهاجمة ق ...
- إسبانيا تطلب تعليق اتفاق الشراكة الأوروبي مع إسرائيل مادامت ...
- للمرة الأولى.. فرنسا تمنح حق اللجوء لجميع الغزيين غير المشمو ...
- 3 حالات خلال 10 أيام.. انتحار الجنود يكشف عمق الأزمة النفسية ...
- احتفال في مدينة يوتوبوري السويدية بمناسبة الذكرى 67 لثورة 14 ...
- ثورة الخصوبة في الشرق الأوسط .. أطفال أقل مشاكل أكثر؟
- الولايات المتحدة: إجلاء 500 شخص على الأقل من منطقة غراند كان ...
- نيس: --صدمة كبيرة-- بعد منح محكمة فرنسية كنيسة أرثوذكسية ومق ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام الصالحي - مرجعية الحكومة وسياساتها اولا