الشعراء والتوثيق _الشاعر الكبير الشيخ حسن العذاري الحلي ..إنموذجا

محمد حمزة العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 14:09
المحور: الادب والفن
    

الشعراء والتوثيق

الشاعر الكبير
الشيخ حسن العذاري الحلي
(1889 – 1952) م
إ نموذجا



تاريخ العراق ومدينة الحلة حافل بآلاف الأسماء اللامعة لشعراء كبار كانوا نجوما ساطعة في أزمانهم . ونحن اليوم – بما تركوه لنا – نستلهم من نتاجهم الثر ونستمتع بجميل ما كتبوه من القصيد بما يحوي من حسن نظم ، وجميل معنى ، وتصوير وخيال ، في شتى أغراض الشعر وأبوابه .
وعلى الرغم من ذلك الكم الهائل من الشعراء الذين وصلت إلينا تفاصيل حياتهم واطلعنا على نتاجاتهم الأدبية والشعرية وقرأنا عن مواقفهم السياسية والاجتماعية وعرفنا مكانة كل منهم ضمن محيطه ومجتمعه أو بين مجايلية بفضل الأقلام المخلصة التي تصدت لتأريخ الشعر والأدب ورجالاته ، إلا أن هناك الكثير الكثير من الشعراء المختلفة أزمانهم وطبقاتهم الشعرية قد غيبوا عنا وضاعت جهودهم بضياع نتاجاتهم أو تجاهل المؤرخين لهم سواء أكان ذلك عن طريق السهو أو العمد أو ربما حالت ظروف أخرى خارجة عن إرادة المؤرخين كحوادث الزمان من حروب أو أوبئة أو أسباب أخرى تتعلق بذات الأشخاص أو بنيتهم النفسية كأن يكونوا بطبيعتهم منكفئين على أنفسهم لا يحبون الظهور ولا يرتادون مجالس الشعر والأدب ولا يشاركون الناس مناسباتهم أو نواديهم وما الى ذلك من أسباب . اضافة الى حالات السرقة والسطو على القصائد الشعرية والدواوين فقد نقل لي الأديب الشاعر صلاح اللبان أن ديوان الملا محمد علي القصاب قد سرق وأن ديوان الشاعر منير الحلي قد سرق وهناك سرقات للقصائد جهارا نهارا كما حدث مؤخرا وعلى رؤوس الاشهاد لاحدى قصائد الشاعر الحلي محمود الطحلب حين قرأها أحد المتشاعرين ونسبها إليه وتصدى له الشاعر صلاح اللبان في حينها ثم قرر بعد ذلك طباعة ديوان للشاعر الطحلب حفاظا على نتاجه الأدبي فجزاه الله خير الجزاء. وكذلك قيام أحد الأشخاص بنشر قصيدة (جم وجم ) للشيخ حسن العذاري ونسبتها اليه وهو يدري أو لايدري أنها منشورة في سلسلة فنون الأدب الشعبي للخاقاني ومشار إليها في كتابي عن الشيخ حسن . وما خفي كان أعظم وربما هناك من الشعراء من اشتهر وعرف بقصائد غيره المشتراة أو المسروقة .
وهناك حالة أخرى غير ما ذكرنا آنفا هي مرور بعض المؤرخين مرور الكرام على الكثير من الأدباء والشعراء بالرغم من غزارة نتاجاتهم وحضورهم الفاعل باعتراف من ذكرهم بشكل مقتضب سواء على متن أوراقة أو في هامشها ومن هذه الحالة ما حصل للشيخ حسين العذاري المتوفى عام 1237 هـ والد الشيخ علي العذاري الكبير صاحب قصة قنديل الذهب المعروفة حيث ذكر الشيخ محمد حرز الدين في كتابه ( معارف الرجال ) قصة القنديل بعد أن نسبها للشيخ محمد شريف الكاظمي المتوفي عام ( 1200هـ ) وأشار في هامش الصفحة ذاتها الى الشيخ حسين العذاري قائلا (( وتنسب الى الشيخ حسين العذاري وهو رجل شاعر أفني نفسه في مديح أهل البيت عليهم السلام فضاق به الدهر يوما وقصد مرقد أمير المؤمنين (ع) وأنشأها كما في بعض المجاميع) ولم يذكرعناوين تلك المجاميع أو أسماء مؤلفيها ، في الوقت الذي يعترف في هامشه أن الشيخ حسين (رجل شاعر أفنى عمره بمدح أهل البيت ((ع)) وبالتأكيد فهو استقى حكمه هذا من خلال اطلاعه على شعره المنشور في تلك المجاميع ، إذ استند الى شهادة مؤلفيها ، وبهذا تسبب الشيخ حرز الدين بضياع جهد هذا الرجل في الوقت الذي كان بإمكانه أن يعطي معلومات أكثر حتى ولو من خلال ماذكره في هامشه المذكور لتكون مرجعا للبحث والدراسة وقد أفردت بحثا مطولا عن هذا الموضوع نشرته على صفحات الأنترنت بعنوان ( قنديل الذهب بين الشيخ حسين العذاري والسيد شريف الكاظمي ) ، وبالامكان الرجوع اليه.

ومن تلك الظاهرة أيضا ما حدث للشيخ حسن العذاري الحلي (1889 – 1952) م الذي لم يعمد الى توثيق نتاجه الادبي الثر في حياته ولم يعمد الى طبعه بل ان مسودات شعره قد ضاعت هنا وهناك منها في قرية الامام التي عاش فيها مدة من الزمن ، ومنها بالطريقة التي ذكرها لي الرادود الحمزاوي المرحوم كاظم الشمري حيث قال ( في عام 1943 م كنا في حفل ديني بمناسبة اربعينية الامام الحسين (ع) فالقى الشيخ حسن قصيدة عامرة سيطرت على عقول الحاضرين وطلبوا له إعادتها اكثر من مرة وكان مطلعها ( مدرسه يحسين يومك مدرسه لهل العلم طول الدهر ) ويضيف :بعد ان انهى الشيخ قصيدته توجهت اليه وطلبت منه القصيدة لانقلها واعيد المسوده اليه لانني احببت قراءتها في منطقتي فدفع الشيخ لي النسخة الاصل وقال لي (خذها لك فقلت نسختك ياشيخ فقال عمك يحفظ بباله ) ثم توفي الشيخ حسن ونسي الملا كاظم القصيدة بعد أن أخذ منه الزمن مأخذه إلا مطلعها فضاعت . وعلى هذه الشاكلة ضاعت الكثير من القصائد منها القصيدة التي مطلعها ( بي كهرباء الدين بي جاذبية حبل المودة متصل بالجعفرية ) وهذه القصيدة نظمها الشيخ عند ظهور الكهرباء ونقل لي المرحوم الحاج مهدي جابر الخفاجي أحد وجهاء محلة التعيس انه سمعها في موكب التعيس في اربعينية الامام الحسين بصوت الشيخ حسن وقد طلبها منه احد الاشخاص فدفعا اليه.
وقال لي الأستاذ عبد الحسين حميدي اليوسف (معلم) وهو ابن أخ المرحوم عبدالأمير اليعقوب ( أن هناك قصيدة للشيخ حسن كان لها صدى واسع في الأوساط الحلية والنجفية والمناطق الأخرى وأن والده كان يحفظها بالكامل إلا أن الأستاذ اليوسف لايتذكر سوى مطلعها الذي يقول فيه :
ثورتك يحسين للدين مثل روح ابجسم
والجسم لوفارك الروح بلا شك ينعدم
وعلى هذه الشاكلة ذكر لي السيد الفاضل علي السيد حسن الاعرجي من وجهاء ناحية الامام مطلعي قصيدتين لم اعثر عليهما قال السيد ان الشيخ حسن قرأهما في قرية الامام في مناسبتين مختلفتين ولم يبق منهما سوى مطلعيهما الاولى في حق الامام الحسين(ع) قوله (الهدى يحسين يا نور الهدى يا رحمة الله الواسعة ) والأخرى بحق الامام السجاد(ع) قوله (غسله لمن الباقر غسله لسا وسم للسلسله ) وبالتأكيد فهناك العشرات من القصائد ضاعت بهذه الطريقة . ولقد حصلت من أحد الملائيات من عشيرتنا من أهالي قرية الامام على قصيدة للشيخ حسن على منوال القصائد الثلاثة آنفة الذكر في حق الامام الحسين (ع) مطلعها:
تندرس كل الرزايا تندرس إلا رزية كربلا
وقد نشرت نصها في كتابي (الشاعر الكبير الشيخ حسن العذاري الحلي ) الذي أصدرته عام 2002 للميلاد . ولولا ذهابي الى القرية والبحث عن قصائد الشيخ هناك لضاعت هذه القصيدة أيضا وقد حصلت على مجموعة من القصائد معها .
وهناك مجموعة كبيرة من مسودات القصائد للشيخ حسن قد أحرقت عن طريق الخطأ كما روى لي ذلك الشاعر المرحوم يعقوب عبد الامير الخفاجي قائلا (اعتقل والدي ذات يوم وعند زيارتنا اليه اوصى والدتي ان تحرق اوراقا في درج الدولاب خوفا من عثور افراد الشرطة عليها وكان للدولاب درجين احدهما ضم مجموعة من قصائد الشيخ حسن بخط يده والاخر اوراق المرحوم ابو يعقوب فاحرقت والدتي جميع الاوراق في الدرجين معا ) وأنا أجزم أن أغلب تلك القصائد كانت وجدانية لأننا نعرف أن المرحوم أبو كراث كان مطربا وكانت أغلب قصائده المغناة من نظم الشيخ حسن ومنها القصيدة التي ذاع صيتها في الحلة وما جاورها والتي احتفظ بها الشاعر المرحوم يعقوب في ذاكرته واملاها علي ولولا لقائي به رحمه الله لضاعت هذه القصيدة الجميلة أيضا ومطلعها:
يهله بهذا الصباح
شفت كل خير بصباحه لچن ماعنده سماحه
يميل مغرور بوشاحه منين متميل الرياح
**********
والهوه الغصنه يميله ولا شفت واحد مثيله
علتي باجفانه العليله مراض لاچنها صحاح
***********
صحاح لاچنها مريضه ولزمت حبه فريضه
شغلتي طويله وعريضه ما أظن بيها نجاح
********
شلون ننجح واحنه موته ولاينادينه بصوته
من يفوت شلون فوته الهج سلم والطاح طاح
******
طاح كلمن شاف طوله واستمع حجيه وگوله
من الأسد ماخذله صوله مسلمه بيده الأرواح
********
أرواحنه بيده ملكلها دموم كثره اللي سفكها
اسرار عشاگه فتكها والچتل عنده مباح
************
بيا شرع دمي يبيحه وبد ماياخذ نصيحه
آنه أرقس چالذبيحه وهوه جاعد مستراح
************
مستريح وگلب نيته وچاتله الوادم مشيته
بالعراق اشتهر صيته مثل حيه اعله الفلاح
**********
مشهر وشايل الرايه وراد چتلي مشتهايه
مكحل ابميل الغوايه وعنده اشكال السلاح
*********
من جميع اسلاح عنده سيف لحظه الجفن غمده
سمح بس اتشوف خده مامش ابگلبه سماح
**********
لاسماح وظلم سنه وبيه ياناس امتحنه
گلبي لولاگاه چنه طير مگصوص الجناح
**********
جناح ويرفرف دليلي والنظرني گال أويلي
يا عيوني دم دسيلي عنچ المحبوب راح
**********
راح عنچ ظلي نوحي ومن بعد بالوصل يوحي
كله منج آه يروحي ميت عاذل بيچ صاح
**********
صاح مسمعتي كلامه بعد شتفيد الندامه
ظلي نوحي چالحمامه طول عمرچ بالنياح
****************************

ومن القصائد التي ضاعت ايضا تلك المسودات بخط الشيخ التي كانت في بيته فاستولى عليها ابن زوجته وكان فقير الحال فاخذ يبيع تلك القصائد كلما ضاقت به الحال حتى اتى عليها جميعا ، وقد روى لي ذلك هو بنفسه وكان نادما رحمه الله على ذلك.
كما روى لي المرحوم كريم الشيخ علي العذاري المعروف ب(كريم ابو الجام) ابن أخ الشيخ حسن أن هناك مجموعة من القصائد تقدر بالعشرات كانت في صندوق خشبي في حديقة الدار مع حاجيات اخرى قد اتلفتها الرطوبة والامطار وهو يقسم انه لم يعلم بها الا بعد أن تلفت.ولم يحصل منها إلا على ثلاثة قصائد أحدها في رثاء (آية الله السيد حسين ) كما ورد في نص القصيدة ، والأخرى في رثاء عم الأسطه جابر الخفاجي أحد وجهاء الحلة والثالثة من الشعر الفصيح في المدرسة والتدريس والمعارف وقد نشرتها جميعا في كتابي عن الشيخ حسن المتقدم الذكر.
ومن المؤلم ان اجد واحدة من قصائد الشيخ حسن وهي في حق الامام امير المؤمنين ع اجدها في ديوان الشاعر عبد الحسين ابوشبع وقد اكد لي الحاج اسكندر درويش رحمه الله أنها من قصائد الشيخ حسن وقد روى لي: أنه كان بصحبة الشيخ حسن منتصف عقد الأربعينيات من القرن المنصرم في طريقهما الى النجف الأشرف بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام (ع) فنظم الشيخ حسن هذه القصيدة واعطاها للحاج اسكندر لقراءتها لأن الشيخ كان مريضا وصائما فلم يستطع القائها وهي قوله:
اليوم ياصفوة الباري وحجته
مصيبتك هزت الكون ورجته
*********
يمن من اسمه اختار اسمك الرب
ولا من الاسرار سر عنك حجب
شلو ابن ملجم لعد راسك ضرب
وانته صهر النبي وروحه ومهجته
*********************
وانته بحر علوم والغيرك حمه
تعلم شما بالارض وش بالسمه
غيرك الجبريل منهو العلمه
چا هلك لاچن وصيتك نجته
******************
نجّته ونجّيت نوح من الغرگ
يمن حبك فرض واجب عالخلگ
انته محي الباطل ومظهر الحگ

الى آخر القصيدة
وعلى الرغم من كل ذلك كان الشيخ حسن أوفر حظا من جده الشيخ حسين المتقدم الذكر إذ ذكره الصحفي الحلي شاكر راغب في كراسه (حفلة التأبين في يوم الأربعين) الذي وثق فيه وقائع الاحتفال الذي اقامه السيد جعفر القزويني بمناسبة أربعينية المرجع الديني السيد ابو الحسن الاصفهاني عام 1947 م وقد قدم للقصيدة بقوله (الشيخ حسن العذاري من شعراء الحلة الذين منحتهم العناية الالهية موهبة النظم في الشعر العامي والقريض ومن الذين اتسموا برقة الشعور وروعة التشبيه) وقد أورد له قصيدته الرائعة في رثاء المرجع الاصفهاني ونشر له صورة هي الصورة الوحيدة التي نمتلكها للشيخ حسن فجزاه الله خير الجزاء : يقول الشيخ حسن في مرثيته:
يامن بعملك ثغر الدين مبتسم لفقدك اليوم يجري الدمع وهو دم

وان كان الصحفي شاكر راغب الحلي قد وثق حفلة التأبين تلك ووصلتنا بفضله القصيدة المذكورة آنفا ، فلم يتصدى أحد لتوثيق حفلة تأبين الملك فيصل الأول التي اقيمت في الحلة وشارك الشيخ حسن بقصيدة طويلة في رثائه منها قوله:
قد اصبح اليوم من كنا نفديه المجد وارثه والشعر يرثيه
قد افصح البرق ينعى فيصلا ولقد اعيى الذي سمع الناعي يناديه
وقد افادني بهذين البيتين الشاعر الحلي السيد محمد علي النجار وقال بان ذلك مطلع لقصيدة طويلة لم يتذكر منها سوى هذين البيتين 0
وافادني المرحوم الحاج اسكندر درويش الحلي ان الشيخ حسن وعند سماعه نبأ مقتل الملك غازي تأثر كثيرا ورثاه بقصيدة عامرة لم يعلق منها في ذهن الحاج اسكندر سوى هذين البيتين :
والله لوما فيصل الثاني ملك چا غرگك ساگ العرش بدماها
حاشا الله ايضيع ضنون العرب والوصي عبد الاله حماها
************
ريت ياغازي بالكلوب العمد والعمد مايصدم السيارة
فلسطين وسوريا ومصر ونجد والعراق عليك تجري عباره
ومن الذين ذكروا الشيخ حسن أيضا المؤرخ الكبير المرحوم عبد الرزاق الحسني وذلك في كتابه الأغاني الشعبية الصادر عام 1929 م حيث أورد للشيخ حسن ابياتا وطنية وهوسات كان قد صدح بها في ثورة العشرين الباسلة دون ان يترجم له او يذكر عنه شيئا : منها قوله:

حدن لي بكل الناس وشر
ولا نتبع حچي النمام وشر
احنه اللي بحد الموت وشر
والموته بكل عز نشريهه
وهوساته ايضا

ماصرنه ابعدم مجرور وجار
ودوم النه محل چانون وجار
احنه اللي نحامي النزل وجار
واحنه اللي عادانه انچيله
*******
الدخيل انچان بينه انضام وانساب
صحيحين الحسب بالكتب وانساب
كلمن عال بينه اشتمر وانساب
مكسور انرده الديرانه
*******
احنه ويه التفك ولدان ولمات
ولا نركن الحكم الجور ولمات
عدنه يحتي المضيوم والمات
يتشرب من حد ماضينه
**********
كنه انموت دون الوطن ودنه
لو جدم علينه الحتم ودنه
كلمن وصل حدنه وكرب ودنه
للمظلم خل ايودونه
وكذلك ابياته من الميمر قوله:
كلبي ابغيرك يالوطن مايلها انته الذي دوم اعدلت مايلها
الناس من تلهج شرب مايلها وانته شربت من العده دم احمر
*******
غير الوطن مامش بعد سلونه انشد عدونه يالمحب سل ونه
من سابج اللي كابلك سلونه ينبيك عن اللي خفه واليظهر
******
احنه الذي حب الوطن عادلنه والوكت بالعز ياشهم عادلنه
نسجيه مر اللي لفه وعادلنه واللي يصحبنه بالوطن يتبختر
*******
كما نشر له هذا البيت من الميمر ايضا الذي يشجع فيه الشيخ حسن السيد الحسني على المضي قدما في تأليف كتاب الأغاني الشعبية وعدم الإصغاء الى الانتقادات وقد قدم له السيد بقوله وكتب لنا حفظه الله البيت الآتي يدعونا فيه الى جمع الاغاني ونبذ المنتقدين قوله:
أرجوك ياسيد يعالي الهمه يالحسني وكلبي تزوله الهمه
تسوي الأغاني بالأغاني همه والينتقد خل يحذف ويتوخر
وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي أصدر الشاعر الشيخ محمد باقر الايرواني كتابه شعراء الحسين وهو الوحيد الذي انصف الشيخ فقدم له مانصه (من أكابر شعراء مدينة الحلة في العراق ومن فطاحل أدبائها وله اليد الطولى والفكرة الواسعة والمقدرة التامة على نظم القريض والشعر العامي بشتى ألوانه ومختلف أوزانه وله من المنظومات في مدائح اهل البيت (ع) ومراثيهم وخاصة في أدب الطف ما قد شاع وذاع وملأ الأسماع حتى اشتهر صيته في معظم المدن العربية وراحت قصائده النفيسة الخالدة تتلى على ذرى الأعواد في الحفلات الحسينية المقدسة".) ونشر سبعة من قصائده العامرة وهي (خاب اليضدك) وهي قصيدة معروفة ومسجلة بصوت الشاعر الحلي عبد الصاحب عبيد وقصيدة (الدين لولاك ماقامت دعائمه ) و(ضريح علي للمحبين كعبه) والثلاث قصائد في مدح امير المؤمنين عليه السلام و(باب الجوائج كعبة الوفاد) في مدح الامام موسى بن جعفر (ع) و(من طيبة بزغوا في كربلا أفلوا) و(وطن جدنه ) في مسير الحسين (ع) الى كربلاء و(سل كربلا عن الحسين وماجره)وهذه القصيدة يقول فيها :
هذه الحسين اوزوده وهاي المواكب تشهد
اوچب وناشد كربلا اوواديها
***************
اوچب عله وادي الطفوف اوشوفه وتمثل الجيش النزل وصفوفه
صبي عين جنه والسواد الكوفه
شوف الحرب وجنوده وگوم الكفر ماتنعد
وحسين بالسبعين حاط اعليها
****************
رسم خططها والخطط مرسومه ورتب اصحابه وعين الجيدومه
حسين الدرس فن الحرب من يومه
رمحه وسيفه شهوده ويوم الحرب من يشتد
بمهنده چاس الحتف يسجيها
****************
بمهنده ارواح العده مطبوعه وموضوعه ماظن يشبه الموضوعه
لولگد غوجه مايرد اصروعه
للدين حامه احدوده ونعم المحامي بالحد
والامة الهادي وگف حاميها
*******
حامه الحدود ابصارمه اولاونه وخله اليضد طول الدهر لاونه
والبيض واطراف السمر لاونه
وبالحرب طوده ايشوده وطول الزمان اتخلد
انشرها ابيمينه ابيسرته يطويها
***********
هذي الحرايب يالتناشد سلها والكربلا ابدم الاعادي سلها
سيوف المنايا احسين بالطف سلها
يفني الكفر مكصوده ودين الهده يتجدد
واهل الضلاله من الارض يمحيها
**********
للعرب سيف ابن الوصي وحدها وخلاها تفخر عالامم وحدها
شتت جمع اهل الغدر وحدها
وخله صحفهم سوده وتاريخ غيهم اسود
والعرب بحسين الفخر يكفيها
**********
نار الحرب سعر سناها اووجها ظلمت وشعت بالحسين ا ووجها
يلي تسايل كل سؤالك وجها
هاي الكتب موجوده واللي يعاند ينرد
لوما ابو اليمه انكر هاديها
*********
امة الهادي حسين شال الواها وايد النوت تلوي الضعيف الواها
بالاه والون والوسف والواها
والشرف لاح اسعوده وحزب الضلاله اتبدد
وصاحت العيله ياهله ابراعيها
***********
صاحت هله باللي عدل مايلها واللي ابغير الغانمه مايلها
وحسين لعيون العده مايلها
والجور حل اكيوده الجان اليزيد امكيد
وي عمت عينه الماحسب تاليها

****************************************
ومن الذين ذكروا الشيخ حسن المرحوم الاستاذ علي الخاقاني في مؤلفه سلسلة فنون الادب الشعبي وهي عدة حلقات وكان ذلك في عقد الستينيات من القرن الماضي واورد له عددا من القصائد منها (جم وجم ) التي عارض بها قصيدة الحبوبي (لح كوكبا وامشي غصنا والتفت ريما) وقصيدة (يهواي دمشي ابهونك ) وقصيدة (تحت طاق كسرى) وقصيدة ( نركض والعشه خباز) التي عارض بها قصيدة الشاعر الملا سلمان الشكرجي ( نار العز تسوه روضة الجنه ) وقصيدة ( ياترف شنهي زعلتك ) وابيات من الملمع وابوذيات ولكن الأستاذ المرحوم علي الخاقاني قد ظلم الشيخ حسن باعتماده على رأي الشاعر المرحوم محمد الرشادي في نسبة قصيدة (آ يحلو الطول يغيد) إلى الشاعر رضا الخسباك ونسبة قصيدة المجرشة الى الشاعر الملا نو الحاج شبيب ومن ثم تغيير رأيه ونسبتها إلى الشاعر علي بن السيد حيدر الحلي وسوف اتطرق الى هاتين القصيدتين بالتفصيل لاحقا تحت عنوان قصائد الشيخ حسن التي نسبت لغيره..


قصائد الشيخ حسن التي نسبت لغيره أو لم تنسب إليه
1- قصيدة المجرشة
كانت مجلة (صدى الحقائق) بعددها الصادر بتاريخ (30/4/1927) قد نشرت قصيدة للشيخ حسن مطلعها ( والله لجرد فكرتي وارسل سهام الساني __ وطارد اللي معتجب كلمن نزل ميداني ) وقد قدمت لها مانصه (وردتنا هذه القصيدة من الشاعر المشهور الشيخ حسن الحلي ال عذاري الذي نظم قصيدة المجرشة المشهورة وغيرها من القصائد الرنانة الاخرى )) وقد ظلم صاحب المجلة الشيخ حسن هنا ايضا إذ لم يعرفنا بتلك القصائد الرنانه أو ربما أن معرفة الناس بالشيخ حسن الذي وصفه بالمشهور كانت تغني عن ذكرها وهذه القصيدة نشرها الشيخ حسن في بغداد بعد شهر تقريبا من نشر الكرخي لمباراته لقصيدة المجرشة في صحيفته الكرخ بعددها العاشر الصادرفي(21/3/1927 ) مقدما لها بقوله ((هذه هي القصيدة الذائعة الصيت التي يتحدث عنها الركبان وقد رأى الكرخي أن يباريها منفعة للقراء وارضاءا لما حوته من الفكاهات وحسن النظم والسبك )) ونشر بعد هذه المقدمة قصيدة (المجرشة)الأم التي مطلعها
ذبيت روحي اعله الجرش وادري الجرش ياذيها
ساعه وجسر المجرشه والعن ابو راعيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساعة وجسر المجرشة بحركة وشد حزامي
وامشي وره الذبها الوكت انشد عله جسامي
لام عطب بالجمجه يغرف وانه الكطب جدامي
عشره يشارجها برحل وحده بمطي خليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساعة وجسر المجرشة ولعن ابو السواها
مثل السفينة البالبحر يمشي ابعكسها هواها
يصير اظلن يا خلك متجابل انه وياها
كلسه يجيرها الترس واني ابحيلي ابريها
وهنا لابد من الاشارة وبحسرة الى الاصرار من قبل المثقفين والكتاب والباحثين واعتب على الحليين منهم على نسبة هذه القصيدة الى الكرخي على الرغم أن الأخير لم ينسبها لنفسه طوال حياته ودليلنا على ذلك ما نشره الكرخي في جريدته (الكرخ) وانما نسبها اليه نجله حسين بالكذب والافتراء من خلال ادعائه بأن الكرخي نشر قصيدة المجرشة مطلع العشرينات في كراس وهذا يتناقض بالطبع مع مانشره الكرخي نفسه في جريدته.
فاين الأسلوب الشعري للكرخي من اسلوب شعراء الفرات وحسجتهم الم يكن الفارق واضحا كوضوح الشمس وذلك من خلال الاطلاع على أبيات الكرخي حيث يقول:

ساعة وأكسر المجر شــــه وأصعد على الطورالجبل
سينا وأناجي مـــــثل مــــا ناجاه موسى وأنذهـــــــــل
وأشجيله همي وسوء حظي جرحي خزن واندمـــــــــل
باللي جرحــــــها ألمهجتي لابــــد أن يداويهــــــــــــا
*************
ساعة وأكســر المجر شه وأنعل أبو اليجرش بعد
حظي يهل الـــــوادم نزل والجايفه حظها گعـــــد سلمت أمــــــري وسكت للي وعدني بهــــا الوعد
نصبر على الدنيه غصب للحـــــــــــــــــد ونباريها
**************
ساعة وكســـر المجر شه وأنعل أبو راعي الجرش
گعدت يد اده أم البخــــت خلخالها يــــــدوي ويدش
وآني ستادي لــــــو زعل يمعش شعر راسي معش
هم هاي دنيــه وتنگــضي وحساب أكـــــــــو تالي
بعد اطلاع الشاعر الشيخ حسن العذاري على مانشره الكرخي ثارت ثائرته ونظم قصيدة التي نشرها في مجلة (صدى الحقائق ) أي بعد شهر تقريبا من نشر الكرخي لمباراته للمجرشة قوله:
ساعه وجرد فكرتي وارسل سهام الساني
وطارد اللي معتجب كلمن نزل ميدانــــي
******************
لنزل لميدان الأدب وخاطبه بكل الجره
أهلك أكله توخروا والوكت ردهم ليوره
والمنكبه ايساوي النجم أصبح طريح اعله الثره
والعاكسك شو يرتفع والصاحبك تحتاني
**********************
كالولي رافجت الأدب وشحصلت منه اوشفت
دومك امساهر بالكتب كضيت عمرك مانمت
كلتلهم الكاتب كتب وآنه عليه اتعلمت
هذا لفه امن اهلي ورث ربع السهم ماجاني
*******************
من طالعت كل الكتب شفت الأدب بيها انمدح
واللي لزم دربه اومشه زاد اعله ميزانه ورجح
لاجن نظم هذا الوكت مثل الذي ينظم سبح
يخبط كزاز اويه الخرز ويضيع المرجاني
**********************
ياخويه من شفت الحجي مابي فرق كله سوه
غصبن عليه اتحمل وامشي كمت ويه الهوه
صرت انه ابيعن واشتري بالكوتره وعد النوه
ذبيت العيار وجزت وتكطعت ميزاني
والكرخي هو الذي نزل ميدان الشيخ حسن فقد نشر قصيدة المجرشه دون أن ينسبها لشاعرها وباراها بقصيدة لم تكن بمستواها ومايؤكد أن قصيدة المجرسه للشيخ حسن قوله بوضوح (كلمن نزل ميداني) وفي بيت اخر يبدو أن العذاري كان مستعدا للتشابك بالايدي دفاعا عن شعره حيث يقول :
ماطولني أعمه كلب وحجي بشعر العامي
لسحك عله كلمن يجي ويوكف بعد جدامي
وطارد بهذا الفضا ومحد يرد زمامي
واللي دنه ويمي كرب اتخبطه ابذرعاني
وفي بيت اخر ينتقد الشيخ حسن شعر الكرخي واصفا اياه بال(كزاز) امام المرجان فيقول:
من طالعت كل الكتب شفت الادب بيها انمدح
واللي لزم دربه اومشه زاد اعله ميزانه اورجح
لاجن نظم هذا الوكت مثل الذي ينظم سبح
يخبط كزاز ويه الخرز ويضيع المرجاني
ويعلق الاستاذ عامر رشيد السامرأئي في بحثه الموسوم(قصيدة المجرشة والملا عبود الكرخي)الذي نشره في مجلة التراث الشعبي العراقية العدد الاول عام 1971 ما نصه ((لم نجد ردا على الادعاء المذكور حول نسبة قصيدة المجرشة للشيخ حسن العذاري)) ويقصد هنا ما اورده صاحب مجلة صدىالحقائق.
أن قصيدة المجرشة ولدت في قرية الامام (ناحية الامام حاليا) في مطلع العقد الثالث من القرن الماضي كتبها الشاعر الكبير الشيخ حسن العذاري الحلي وهي من مطلع واربع مقاطع وقد تناقلها الركبان حتى ذاع صيتها فباراها الشعراء وكان لكل منهم مجرشته الخاصه ومنهم الملا نور الحاج شبيب وناجي الحلاوي والسيد علي بن السيد حيدرالحلي واخرون ومنهم الملا عبود الكرخي .
2- قصيدة آيحلو الطول يغيد
ان الشيخ حسن قد ظلم ايضا في فنون الادب الشعبي عندما نشرت قصيدته (آيحلو الطول يغيد ) ونسبت من قبل الشاعر الحلي محمد الرشادي للشاعر رضا الخسباك وهي من ثمانية وعشرين بيتا نظمت على الحروف الأبجدية قال انه نظمها عام 1912 م . وقد افردت في كتابي عن الشيخ مساحة واسعة لهذه القصيدة التي نسبت ظلما للشاعر رضا الخسباك . مستندا في ذلك الى شهادة صديق الشيخ ورفيقه السيد الفاضل المرحوم يحيى شبر وهو من المعمرين الذي اكد لي عام 2000م ان الشيخ حسن نظمها في داره وقد املا علي عددا من ابياتها التي بقي يحتفظ بها في ذاكرته . والجدير بالذكر أن أبو عامر (مهدي ) أكد لي أن القصيدة التي غناها سعدي الحلي هي للشيخ حسن العذاري .

3- قصيدة ياخشوف العله المجرية

ولابد من الاشارة هنا الى قصيدة (ياخشوف العله المجريه ) التي نظمها الشيخ حسن في قرية الامام وهي كما تعلمون قرية زراعية يخترقها من الجنوب نهر ( المجرية ) المتفرع من شط الحلة ، ويقول فيها ( يا خشوف العله المجرية / أبنكم فزز الدورية / وأبنكم صابني ورماني / وسهام لحظه بالحشه مرميه) والدورية هي نقطة الشرطة التي كانت في قلعة قديمه على ضفة نهر المجرية ، وقد غناها ناظم الغزالي وغيّر فيها مفردة (المجرية) الى (الفختية) وهي طائر الفاختة المعروف وكتبوا بان الكلمات قديمه واللحن قديم وبالامكان الرجوع الى كتابي عن الشيخ للاطلاح على بحثي حول هذه القصيدة .

#محمد_حمزة_العذاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات