أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الطائفية : العتبة الدامية !














المزيد.....

الطائفية : العتبة الدامية !


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الطائفية في أشد تجليّاتها – حتى الآن - معمَّدةً بالمذابح، تعبرُ عتبةً غير مسبوقة، لكنها منظورة، من حيث قيمة الفعل الذي يحقق تأصيلاً في الإنقسام الاجتماعي السوري، في تمايز المعطيات التي تجعل من الوضع السوري، قد اتجه فعلياً نحو تجذير المسألة الطائفية، وليس الوصول اليها وتمثّل أبعادها، فحسب.
ليست المجازر وحدها – على اطرادها - ما يعزز الفكرة والسلوك الطائفيين، بل إن الرؤية السياسية والاجتماعية التي تحكم اليوم النظرة الى الثورة السورية ، وفي إطارها العام الأزمة السورية، لم تعد منفكةً عن إطلاق حكم القيمة دون أن تكون المسألة الطائفية زاوية ارتكاز أساسي، لكل الأطراف، بما فيها المجتمع الدولي الذي تمهل في استخدام تعبير " الثورة السورية "، ليسارع باستبدالها بعبارة " الحرب الأهلية " دلالة على مايحدث في سورية.
الطائفية بوصفها معطى اجتماعي وسياسي في التكوينات الوطنية السورية، ظلّت مثل جمرةٍ خبيئةٍ تحت الرمال، في الوقت الذي ننكر فيه اتقادها الى درجةِ نسفِ وجودها بالمطلق، ولذلك أُخذنا بما يشبه عصف الريح ونحن مذهولين أمام آخر المجازر في بانياس وأخواتها. لكن المسألة تواترت مع انطلاقة الثورة قبل عامين، وارتكبت مجزرة الحولة كأول مدماك، أكد فيه النظام أن الثورة مقابل الخراب الوطني بأدوات طائفية.
كان النظام واضحاً في مساره الإجرامي، وهو يأخذ بـ " الفوضى الخلاّقة "، التي نظّر لها الجمهوريون الجدد مع احتلال العراق الى عدوان تموز 2006، ليصبح النظام جزءاً منها وشريكاً في إرسائها ، ليذهب بعيداً عن " الأسد أو إحراق البلد "، نحو مبتغاه الذي تحقق بجرف الحالة السورية نحو مسلك الإبادة الإنسانية على اساس طائفي،عمل النظام على بنائها بدءاً بالعام 1966،حين أعاد تنظيم الجيش على اساس طائفي، فحصد السوريون هزيمة حزيران المرّة. لتليها مرحلة تمكين " طائفة سياسية وأمنية " حكمت الدولة والمجتمع السوري، عبر سياسة القمع والإقصاء والتهميش.
ساهم المجتمع السوري بمختلف أطيافه وانتماءاته، بتعزيز الحالة الطائفيه، عبر نفيه لها كحالةٍ يزرعُ بذرةَ خطورتها النظام من جهة، وعبر الصمت عن الممارسات الممنهجة، طوال مايزيد على أربعين عاماً، من الخوف المتبادل، بين الطائفتين العلوية والسنيّة بشكل خاصه، تُستحضر فيها أزمة الثمانينات. يضاف الى ذلك انعدام الثقة المركب في حالة تبادلية مع الخوف من مصائرمجهولة، تتربص إحداهما بوجود الأخرى بموجب ولاءات غير وطنية ، مكتسباً بذلك استمرارية استبداده ..ولكن الى حين.
لقد نجح النظام في توظيف معطيات الحالة السورية، بكل مافيها من نزاعات وصراعات وتجاذبات وولاءات وتمحورات، داخلية واقليمية ودولية. وبدأ يقتطف ثمار سياسته الطائفية، التي يغذيها بشكل ممنهج محولاً طائفتة المذهبية الموصوفة بالسطوة الأمنية والإمتيازات السياسية والاستثمارية، من موالية الى جيش من الميليشيا التي تخدم مشروعاً تديره إيران، ومن ثمّ الى قتلة، يرتكبون المجازر وضح النهار وبتغطية لا لبس او مواربة فيها من النظام .. يسانده في ذلك المجتمع الدولي الذي يغذي الإنقسام الطائفي بدوره داخل الثورة، بما يخدم مصالحه الأساسية في سوريا، وفي المنطقة " الشرق – أوسطية " برمتها.
يبدو أننا عاجزون عن وقف الإنجرار نحو التخندق الطائفي والمذهبي والمناطقي، ولا أعتقد أن توقفنا عن أن نكون طائفيين سيكون كافياً، فالإعتراف بالحال الطائفية، وطرح كل شئ للنقاش العام، هو مهمة وطنية، لمواجهة التحديات الكبرى، واحتمالات المستقبل المجهول، والمجبول بذاكرة لاتمحى من صورة أدميين سوريين، أعمل فيهم الحقد الأعمى للنظام قتلاً وذبحاً وحرقاً، يندر حدوثه، ونحن في الإلفية الثالثة .. أية حضارة إنسانية، هذه إذن !
------------------------------------------
كاتب سوري.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادارة الإنتقالية - تجربة الرقة
- قضية الفساد في مجال الإغاثة والدعم الإنساني في الثورة السوري ...
- الحرية أولاً
- اسلاميون ومدنيون..وفوضى المستقبل


المزيد.....




- رسالة حميمة من جين أوستن لشقيقتها إلى المزاد.. ماذا كتبت فيه ...
- روسيا تشن هجوما ليليا جديدا بعشرات المسيرات على أوكرانيا.. و ...
- ضحك وفرح.. شقيقات يحيين لقطة من الماضي بعد أربعة عقود
- نازحو البدو من السويداء يحتمون بالمدارس: صفوف بلا كتب وأسر ب ...
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي بحلول عام 2028؟ ...
- إسرائيل تواصل استهداف أبراج مدينة غزة وسط استمرار تدهور الوض ...
- عشاق الموضة والأزياء يلقون نظرة الوداع الأخيرة على -الملك جو ...
- سلطات الهجرة الأمريكية توقف مواطنين كوريين جنوبيين لدى مداهم ...
- ضربة جديدة لستارمر... استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطاني ب ...
- صحفيون مزيفون يخدعون مؤسسات إعلامية كبرى عبر الذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الطائفية : العتبة الدامية !