|
-رجل القشّ-*.. بين -مَلَكَةِ النّسيان- و-ذاكرة نَيْسَان-!!
شاهين السّافي
الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 14:18
المحور:
كتابات ساخرة
يلجأ "رجل القشّ" كعادته إلى "ملَكَةِ النّسيان" يتحصّنُ بها مخافةَ أن تعبث بهِ "آفة الذّاكِرة"!!
لا تستغربوا! نعرف حقّ المعرفة أنّ الأسوياء من بني البشر قد اعتادوا على اعتبار "النّسيان" آفة، فيُقال مثلا: "آفة العلمِ النّسيان"، ودأبوا على اعتبار "الذّاكرة" مَلَكَةً، فكلّ من يمتلك ذاكرة قويّة يُشارُ إليهِ بالبنان. ولكنّ الأمر هنا مختلف تماما عمّا جرت به العادة، لأنّنا بكلّ بساطة، بصدد الحديث عن "رجل القشّ".. عافاكم الله.
يصادف أن تمرّ أمام "رجل القشّ" لوحات فنيّة راقصة مفعمة بعشق الأرض وهائمة بحبّ الحياة، فيقول: "الرّقص بوّابة الإنحلال.." ينظر إليه القوم مشدوهين، ثمّ ينظر بعضهم إلى بعض ليتأكّدوا من صحّة ما طرق مسامعهم، فتنبثق من ذاكرة الأسوياء القويّة صورٌ من "زمن النّسيان"، أنّى كان "رجل القشّ" منكبّا، ليلا ونهارا، على قشّاته يُرَقِّصُهَا ثمّ يلتقط ما تناثر منها مصبغا عليه هيامه البنفسجيّ، ليحوّله بسرعة الضّوء إلى "قفّة" يظلّ يخاصرها بحنوّ مستغرقا معها في رقصة "الهارلم تشيك" في حقول "البنفسج" الفسيحة لا يكلّ ولا يملّ.
يرى "رجل القشّ" نفسه في حكم المستجير، ويرى في "النّسيان" المَلَكَةَ/المملكَةَ التي إذا استجار بها لا تردّه على أعقابه خائبا. ولكن، هيهات! لقد نسي "رجل القشّ" –وهذا من محاسن "آفة النّسيان- نسي أنّ للنّسيان ضديدا هصورا لا يشقّ له غبار في "معركة الذّاكرة" يدعى "نَيْسَانَ". آه! يا "رجلَ القشّ"! يا لحظّك العاثر!
يقول: "الرّقص بوّابة الإنحلال.." تنظر إليه شزرا شعوب الأرض وهي تمتطي صهوة الذّاكرة في التّاسع والعشرين من "نيسان" (أفريل)، في يوم أمَمِيّ استوى على عرشه "الرّقص"، تنظر إليه شزرا وقد تحوّلت كلّ اللّغات واللّهجات واللّكنات إلى لغة واحدة: لغة الفنّ، لغة الجسد مُنْطَلِقًا في الفضاء الرّحب شامخا، تَــسَّابَقُ أقدامه في دغدغة الأرض بتوقيعات مختلفة فترتخي نشوى نابضة بالحياة.
يقول: "الرّقص بوّابة الإنحلال.." تجيبه الأرضُ: "بالرّقص على إيقاع "الدّبكة" يقارع شعبٌ ما ويلات الإحتلال.."
يقف "رجل القشّ" مشدوها أمام عظمة الأرض تفيض بعبق الحكمة، فيُهَمْهِمُ ويُحَمْحِمُ ويُحَمْلِقُ في أرجاء المكان بحثا عن سبيل لإبراز كثافة "قشّاته" من أسفلِ عنقهِ حتّى وجنتيهِ، محاولا استنساخ صورة ما قد تُذَكِّرُ –ويا لَهَوْلِ الذّاكرة!- بأحد وُعّاظِ هذه الأيّامِ..!!
إنّه الرّقصُ! وإنّه حياة تنبضُ بالحياة! ..وإنّه "نَيْسَانُ" الذّاكرة يقفُ شامخا أمام ضَديدِهِ الرّعْدِيدِ "نسيان"..!
*رجل القشّ: هو شخصيّة ابتدعها الفلاسفة والمفكّرون والكتّاب منذ الحضارة الإغريقيّة، وهم يرمزون بها إلى الأشخاص الذين اعتمدوا التّزييف والتّضليل منهاجا.
#شاهين_السّافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطر حول التّقدّميّة و-الرّجعيّة-..
-
هذا وطني.. وصدى منفاي
-
ثلاث قصائد.. لها
-
قصيد: نشيد الثّائر
-
-الفنّ للفنّ- و-الفنّ للتّحرّر-..
-
وإنّي الآن.. أريدْ
-
في ذكرى ميلاد المولدي زليلة (عمّ خميّس):
المزيد.....
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|