أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي المغربي - نقابات على المقاس














المزيد.....

نقابات على المقاس


علي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 12:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


نقابات على المقاس
دعت مؤخرا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل الى تنظيم مسيرة وطنية بشوارع الرباط يوم الأحد 31 مارس 2013 ، وقد اختارت المركزيتان النقابيتان شعارا للمسيرة "من أجل الحقوق والحريات كاملة"، وهو مايعطي انطباعا ان النقابتين توجدان في قلب معركة انتزاع الحقوق و الحريات ضد النظام او انهما انتزعتا الكثير منها لكن في نظرهما غير كاف فقررتا النزول الى الشارع لاكمال المهمة، كم سيكون رمزيا لو ان هاتين النقابتين اجلتا مسيرتهما بيوم واحد، ليفتتحا بها شهر ابريل، وسينضاف شعار المسيرة الى خبر استقالة بن كيران من الحكومة واعتزاله السياسة الذي نشرته احدى الجرائد الاكترونية وبذلك ستكتمل الصورة في اطار كذبة ابريل طبعا، فقيادات النقابتين المذكورتين سبق وان فرقتهما المصالح الحزبية الضيقة و النزعة الزعماتية وانشق بعضهم عن الاخر، كمساهمة منهم في تعميق واقع الشتات النقابي الذي تعيشه نضالات الجماهير الشعبية، لم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل استمر المسلسل مع ظهور نقابات اخرى بنفس الدوافع ونفس الخلفيات وضرب مبدأ الاستقلالية عرض الحائط وتكرست معه ذيلية النقابات للاحزاب التي تنتمي اليها القيادات النقابية فهل ستجمعهم مصلحة الجماهير الشعبية؟ ربما
وعودة الى المسيرة التي ابت هذه القيادات الا ان تجعل منها محطة في سيرورة انتزاع "الحقوق والحريات كاملة" يحضرني هنا ذلك المثل الشعبي: "ياكل مع الذئب ويبكي مع الراعي" الذي لم اجد غيره في فهم ممارسات وتناقضات هذه القيادات الغارقة في الانتهازية والتدبدب، فقبل سنتين وبالضبط 26 ابريل 2011
وفي معمعان الاحتجاج الشعبي في اطار حركة 20 فبراير الذي وصل الى حد من الضغط على النظام من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية حيث انخرطت فيه كل الفئات الشعبية وفي جميع المناطق، وبما ان الاحتجاج الذي تقوده الجماهير الشعبية وأبنائها المخلصين لقضيتها لا تستسيغه هذه القيادات فقد سارعت الى عقد اتفاق مع النظام تبرأت بموجبه من المسيرات والتظاهرات العشرينية، لتتوالى بعده التصريحات والتطمينات ولسان حالها يقول للمتظاهرين "قضي الامر الذي كنتم فيه تختلفون" فبعد 26 ابريل لم يبقى هناك مبرر للاحتجاج، فعوض الحديث باسم 20 فبراير وجب تغييره الى ثورة 26 ابريل التي قادها زعماءنا المبجلين عبر المفاوضات، هكذا ضمن النضام انذاك حليفا في المرحلة الحرجة، في حربه ضد حركة 20 فبراير ومحاولات عزلها ، الم تكن الشروط مواتية للدعوة لاضراب عام و اعطاء نفس جديد للاحتجاج الشعبي بدل الاختباء وراء لغة المفاوضات التي لم تحقق يوما شيئا يذكر لصالح الشغيلة، ثم لماذا تصر هذه القيادات و منذ اكثر من سنتين على ان تكون مسيراتها خارج السياق الذي فرضته ح20 فبراير، ما الذي يخيفها من الحركة ؟ شعاراتها؟ مطالبها؟ قاعدتها الجماهيرية؟ افقها السياسي؟
ماذا تحقق من اتفاقية 26 ابريل غير الوعود والتطمينات اعتمدت كأسلوب لادارة زمن الازمة من طرف النظام وحكومته الملتحية بهدف تحييد الطبقة العاملة وخلق الاجواء المناسبة للمزيد من تصريف مخططاته الطبقية والتنفيس على ازمته البنيوية، قبل ان يعود باسلوبه المعهود في التعاطي مع كل تحرك شعبي بالقمع والاعتقالات.
ان ممارسات كهاته تبين وبالملموس حجم الازمة الذاتية التي تعيشها الحركة النقابية بالمغرب وكيف نجحت النزعة البيروقراطية لدى زعماءها عبر عقود في عزل النضالات النقابية عن محيطها الشعبي، مرده في ذلك العجز السياسي الذي تعيشه احزاب زعماءها وانتهازيتهم المفرطة نتج عنه تكريس ذيلية الاطارات النقابية لاحزاب سياسية يكاد ينتفي وجودها السياسي والنضالي خارج المساحة التي رسمتها لنفسها وبتوافق مع النظام، لتفقد معه كل الاطارات النقابية والحقوقية استقلاليتها وتتحول الى رهائن للمناورة والابتزاز السياسي، هو الواقع نفسه الذي ظهرت على انقاضه انتفاضة 20 فبراير، تنشد التغيير الحقيقي من دون مقدمات و لا خطوط حمراء وهو ما لم تنضر اليه هذه الاحزاب بعين الرضا.
ان الدرس الاساسي الذي علمتنا اياه حركة 20 فبراير ان الطبقة العاملة في المغرب ستظل أسدا من دون انياب مالم يتكسر الطوق السياسي والتنظيمي المضروب حولها وهو جوهر مهام المناضلين المخلصين لقضايا الطبقة العاملة وحلفاءها الموضوعيين.

علي طنجة



#علي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير وأصدقاءها الأعداء
- رد على مقال -حركة 20 فبراير إلى أين - لصاحبه اليزيد بن بركة
- عولمة مبيدة للجموع الغفيرة ..تطهير عرقي
- إلتماس المغاربة بالإسبان
- مغرب البشاعة الإنسانية
- مغرب المقبرة
- عن الحب و الموت / قصيدة للشهيد الشيوعي المغربي عبد اللطيف زر ...
- المغرب وطن مقابر الأعمار الصغيرة .
- المغاربة المنحورون من الرقاب
- مغرب المقابر
- مغرب مقبرة القراء
- مغرب مقبرة للأعمار الصغيرة
- المغاربة المحرومون
- المغاربة المذبوحون أحياء
- المغاربة المنحورون


المزيد.....




- خبر بمليون دولار للمصريين.. موعد صرف مرتبات شهر ابريل 2024 ل ...
- إخلاء سبيل النقابي أحمد السعدي بعد توقيفه لأربعة أيام
- “بزيادة 740 ألف دينار عراقي mof.gov.iq“ وزارة المالية العراق ...
- سائقو تطبيقات النقل الذكية يعتصمون أمام شركة -أوبر- الإثنين ...
- 100000 دينار زيادة فورية.. “مصرف الرافدين” يزف خبر سار لجميع ...
- “15 ألف دينار زيادة الان”.. زيادة جديدة في رواتب المتقاعدين ...
- UITBB: 24-hour strike of workers in the Electrical-Mechanica ...
- -نيويورك بوست-: غوغل تطرد الموظفين المعارضين للتعاقد مع إسرا ...
- اتحاد النقابات العمّالية المستقلة يطالب بالإفراج عن النقابي ...
- مفتوح الان.. رابط تسجيل في منحة البطالة 2024 عبر موقع الوكال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - علي المغربي - نقابات على المقاس