البطالة مشكلة ولكن انعدام الرفاهية في الحياة هي المشكلة الأكبر

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل
(Evan Ali Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 17:03
المحور: ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
    

البطالة في العالم تعتبر من المشاكل المستعصية على الحكومات والدول في القضاء عليها فهو ليس مجرد مصطلح يتداوله المفكرون والفلاسفة في المؤتمرات والندوات العالمية لجذب انظار الصحافة والاعلام العالمي وتنبيه الفرد البسيط الساكن على الارض الى وجود مشكلة البطالة وهنالك من يبحر في جميع بحورالمقاييس العلمية على جميع مجالات العلم والمعرفة للوصول الى حلول ونتائج موضوعية للحيلولة دون تفشي مرض البطالة في المجتمعات العالمية ولكن مما لا شك فيه ان العلم احيانا يقف حائرا امام الكثير من الالغاز والمعادلات التي ليس لها حل ومن المستحيل ايجاد الحل لها لان حل لغز اومعادلة علمية ممكن فيما يتعلق بعلوم الطب والرياضيات والفيزياء والكيمياء او معادلة ادارية تتعلق بعلوم الادارة والاقتصاد وادارة الموارد البشرية في مؤسسات ضخمة ومصانع عملاقة فالبطالة مشكلة ولغز ومعادلة ليس لها حل في الدول الاشتراكية والرأسمالية فدول اوروبا الشرقية والغربية تعاني من البطالة فاليونان غارقة في الديون واسبانيا لها مشاكل وايطاليا لها مشاكل ودول الاتحاد الاوروبي اصبحت مثل البنك الذي يعطي بلا مقابل فلا سندات مالية تسد القروض ولا الأسهم في البورصة العالمية تكفي ان تسد الفجوة الحاصلة في الاقتصاد العالمي فأصبحت جميع الرؤؤس المسيطرة على العالم متساوية فالهند تشتري الذهب والصين تخزن العملة الصعبة اصبحت جذور المشكلة اعمق والوحيد الذي يدفع الفاتورة الباهظة هو الفرد البسيط العاطل عن العمل ولكن هنا يطرح السؤال نفسه هل البطالة هي المشكلة الاكبر والاوسع انتشارا فالجواب هو كلا بل انعدام الرفاهية في الحياة للفرد هي المشكلة الاكبر والاوسع انتشارا كالسرطان المتفشي في جسم العالم فلو كان الفرد ليس عاطلا عن العمل ولديه مصدر دخل وعمل ثابت فما النتيجة الاكثر تأثيرا من البطالة ولو كان الفرد العامل يملك بيتا وسيارة ومقومات بناء اسرة وبالتالي ارتباط عاطفي فزواج وانجاب للاطفال ماذا تكون النتيجة فمصدر الدخل ليس كافيا لاستيعاب الكم الهائل من الحاجات الاساسية والثانوية له ولاسرته فالسيارة بحاجة لوقود والوقود مادة تستهلك فهي تأخذ جزءا من مصدر الدخل وفاتورة الماء والكهرباء تأخذ حصتها من مصدر الدخل واعطال وصيانة السيارة تأخذ جانبا من مصدر الدخل وحاجات الاطفال ليس لها سقف تقف عنده ومصاريف الاكل والشرب والملبس كل هذا يستهلك المادة فتضعف قوة مصدر الدخل وصولا الى الصفر ولو فكر الفرد بشراء ساعة او زجاجة عطر او شراء حاجة منزلية او ان يسهر سهرة تخفف عنه عناء مشاكل وضغوط العمل هنا ما الفرق بين هذا الفرد العامل والفرد العاطل فالنتيجة متساوية فالأول يصل الى مرحلة الايفاء بمسؤليته تجاه عائلته لحد معين بينما الثاني لا يموت جوعا ولا يمشي عاريا بلا ملابس وسيكون بأمكانه ان يدخن سيجارة يعطيها فرد عامل له يعطف بها عليه اذن البطالة ليست مشكلة بل انعدام الرفاهية في الحياة هي المشكلة الاكبر فالفرد الخليجي يسكن في ارقى القصور والبيوت الحديثة ضمن احدث الطرازات والديكورات العالمية ويملك احدث السيارات مرورا بالرولزرايس واللمبورغيني والبورش والفيراري وانتهاءا باللكزس والانفينتي ويملك رصيد هائلا في البنك ويدخل ابناءه ارقى الجامعات والكليات ويأكل ويشرب ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات فالفرد الخليجي لديه رفاهية العيش ويتلذذ بتفاصيل الحياة والفرد الامريكي والفرد الاوروبي يعيشان برفاهية ولذة في الحياة وليس مثل الفرد العاطل والفرد العامل ذوالدخل المحدود ينظر الى فاتورة مصاريفه ويحسب بالقلم والورقة ماذا اشترى وماذا سيشتري وهل السيارة تحتاج الى صيانة ام لا وهل الوقود يكفي ان يقوم بنزهة مع اسرته في منتجع سياحي او يشتري زجاجة عطر يهديها لشريكة حياته او يفكر ويلعن نفسه في تبديل ديكور المنزل او شراء تلفزيون 3D او يرضي ابناءه بشكولاتة كيندر ورقائق بطاطا ليز بدل الايباد والبلاي ستيشن وسامسونج كالاكسي نوت وكالاكسي 3 .....
فالحياة صعبة وطرقها الوعرة تفقد محدودي الدخل القوة لاستدراك الحاجات الاساسية والثانوية فالعاطل عن العمل ليس له اي هدف لكي يجعله عاشقا للحياة بل الفرد العامل في العالم هو من يعاني الفقر هو من يقاسي مرارة عدم توفير الحاجات الاساسية والثانوية لأسرته .....
فلا يوجد مصطلح اسمه بطالة يجب البحث عن حلول له بل يجب البحث عن السبل والمقومات لتوفير الرفاهية للفرد في العالم فالبطالة دعائمها ضعيفة البنيان ولكن دعائم الرفاهية هي التي تحتاج الى قوى نووية لدفع محركاتها نحو الاشباع فأذا ما تم اشباع الحاجات الاساسية والثانوية للفرد وبالتالي اشباع حاجات الأسرة وبالتالي اشباع حاجات الأبناء المرتبطون قانونيا وشرعيا بالفرد العامل هنا ستولد مجتمعات متكاملة مثل المجتمع الخليجي والمجتمع الامريكي والمجتمع الاوروبي بغض النظر عن وجود مشاكل اقتصادية ومالية كبيرة في المجتمع الامريكي والاوروبي ولكن الفرد الامريكي والاوروبي وصل لحالة الاشباع من الحاجات الاساسية والثانوية عقليا وفكريا وجسديا وماديا.

#ايفان_علي_عثمان (هاشتاغ)       Evan_Ali_Othman#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل