أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - زيمبابوي تهدد وحدة العراق















المزيد.....

زيمبابوي تهدد وحدة العراق


يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 22:17
المحور: كتابات ساخرة
    


ارسل لي احد القراء الكرام رسالة قصيرة عبر الايميل يقول فيها :
الدكتور يونس المحترم
كنت ومعي الكثير من المثقفين نتابع بلهفة مقالاتك السياسية الساخرة التي كانت تعبر عما في قلوب العراقيين الرافضين للتفرقة الطائفية ، لكننا اليوم نشعر باحباط عندما بدأنا لا نقرأ لك الا مقالة كل شهرين او 3 وعادة تكون عن موضوع رياضي ام فني ، وآخرها عن آراب ايدول . لست افهم ، هل انصلح حال العراق فاصبح اهتمامك منصبا على مثل هذه القضايا التي لا يهتم بها (وارجو المعذرة) الا البطرانين؟ يادكتور العراق يبكي منذ عقود وانت كنت احد الذين يخففون من الالم الذي نعانيه بفضحك للاشرار والمسيئين، كنا نقرأ مقالاتك فنشعر ان العراق في آخر المطاف لايمكن ان يكون مرتعا لدعاة التفرقة والتقسيم ، لكن يبدو انك تخليت عن آراءك التي عرفناك بها . فهل دب اليأس في قلبك ولماذا ؟
خيبت املنا يادكتور يونس ، فلمن نشكو الامر ؟
ماجد ع
----------------------------------------------------------------------------------------------------
واجيب الاخ الكريم ماجد ومعه عدد من الاصدقاء الذين ارسلوا لي رسائل مماثلة في مغزاها باني اشعر بكل كلمة قلتها واعرف اني مقصر كثيرا تجاه القراء الذين شجعوا كتاباتي منذ البداية ليس بسبب تميزها بل لانها كانت تعبر عن ضمير عراقي جمعي كنت انا مجرد جزء ضئيل منه ،ضمير يقول ان العراق واحد بالبسة مختلفة والوان زاهية مختلفة ، انه كالعائلة الكبيرة التي يخرج افرادها كل صباح كل في طريق وكل في هم وكل في اتجاه ، لكنهم في المساء يعودون الى سقف واحد وتجمعهم مائدة عشاء واحدة
هذا ما كنت اقنع نفسي به
اذكر اني و قبل 6 او 7 سنوات اصابني الياس بعد اضطراري للخروج من العراق وانا محبط وكتبت مقالة عنوانها "وداعا ياعراق" تم تداولها في عشرات المواقع ، وكانت اول جملة في تلك المقالة هي : ماكو فايدة
لكن املي في الغالبية الاصيلة من العراقيين عاد الى القلب لابدأ مرة اخرى في الكتابة وبشكل مكثف مابين عام 2008 و2011 ، نعم كنت اكتب احيانا في الرياضة والفن لاني انسان طبيعي لدي اهتمامات خارج مجال السياسة واؤمن ان ساعة لربك وساعة لقلبك ، لكن وفي كل تلك المقالات الفنية والرياضية كانت الاسقاطات السياسية سمة بارزة
حتى بدأت شعلة الامل تخبو فعلا وان العراق متجه نحو التقسيم ، ليس بسبب المؤامرات بل بيد ابنائه
يقال ان الطريق الى جهنم مفروش بالنيات الطيبة
واعترف باني احد الذين فرشوا الارض بتلك النيات
طوال عمري احاول ان اقنع نفسي بالقول ان الطائفيين لن يكون لهم مكان في العراق وانهم مهزومون في النهاية لان العراقيين رغم عوامل التفرقة واختلاف المذاهب والاديان والقوميات سيجدون دوما ما يوحدهم ، لكن الايام اخذت تثبت كل يوم اننا للاسف وصلنا الى مفترق الطرق ، واصبحت الطائفية والقومية هي الجنسية الرئيسية للعراقيين
اصبح الانتماء الوطني في العراق اليوم يختصر بسؤالين : انت عربي لو كردي ؟ وانت شيعي لو سني؟
ولاني لا اشعر اني عربي او كردي بل عراقي ولا موقع لي بين الشيعة والسنة لاني ايضا عراقي علماني التفكير فقد وجدت نفسي وبدون قصد انسحب شيئا فشيئا بعيدا عن هذا الجدال الذي تحول الى حوار طرشان وخرس وعميان ايضا
هل في المشهد السياسي العراقي اليوم ما يبعث على الامل ؟
عندما تنقسم المحافظات بناءا على الاغلبية المذهبية فيها الى موالية ومتمردة ليصل الحال بان نسمع مواعظ الشياطين ومنها المجرم مقتدى اول الذين اججوا الفتنة الطائفية من السياسيين وهو يشكو بكل صلافة من ان الطائفية بدت تظهر في القلوب!!!!!!!! ويضيف ان هذه كارثة !!!! داعيا المذاهب الاسلامية الى التوحد
مقتدى الصدر يدعو الطوائف الى التوحد ، وغدا ربما سنسمع المجرم الاخر حارث الضاري في دعوة مماثلة
بعد ايش ايها الانذال؟ بعد ان ملاتم القلوب قيحا ؟ والارواح غلا وحقدا؟
اريد ان اطرح مثلا بسيطا عن الحال الذي وصل اليه العراقيون بفضل امثال هذين السافلين
هذا الخبر الذي قرأته اليوم في احد مواقع الاخبار العربية
زيمبابوي: أربع نسوة يختطفْنَ جندياً و«يغتصبْنَه» لخمسة أيام
أوردت أنباء زيمبابوي أن أربع نسوة اختطفْنَ جنديًا واغتصبْنَه على نحو شبه مستمر لفترة خمسة أيام متصلة. وعندما قارب الهلاك اقتدنَه الى منطقة جبلية وعرة ورجمْنَ ساقيه بالحجارة كي لا يتاح له الهرب منها
خبر لاناقة فيه ولا جمل للعراقيين بل ولأية دولة عربية او اسلامية ، وكنت اتوقع ان اية تعليقات ستكون من باب السخرية لغرابة الخبر ، لكن وحتى لحظة كتابتي هذه الجملة وصل عدد التعليقات الى 16 تعليقا ، 12 منها من عراقيين معظمهم طائفيون بامتياز ، واحد يحشر تعليقا سخيفا لاعلاقة له ليشمت ويقول امريكا فاتت بيكم طول وعرض ،وثان يسأل وين النسوة الصفويات ؟و يجيبه الثالث ان هؤلاء النسوة الزيمبابويات اشرف من عربان الصحراء في الرمادي ، فيرد رابع بتذكيره باللصوص والفسدة وذيول الامريكان وبني ساسان في المنطقة السوداء ،فيهتف خامس قائلا بالحرف الواحد : هذة الحكومة حيدرية جعفرية فاطمية حسينية اثنا عشرية فلن ولن تنالو منها قيد شعرة وعاد الحق الى اهله ...........ولا اعرف كم ستستمر التعليقات المتبادلة بعد ذلك وماذا ستحمل من شتائم متبادلة مابين من وضعوا انفسهم ناطقين بلسان طوائفهم
وحتى المعلق الذي علق تعليقا غير طائفي وهو : "ياحبايبي ياايلاف ممكن تعطون عنواني للنساء الاربعة عشان تكسبوا ثواب عظيم" ابى الا ان يكون في احدى الخانات السياسية فسمى نفسه: عراقي يكره البعثية
هذه هي تعليقات العراقيين التي وردت على خبر اغتصاب جندي في زيمبابوي
اذن ما نوع التعليقات والاتهامات والهتافات والاسماء التي سنقرأها لو كان الخبر عن شيء حدث في العراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتسألني يااخي ماجد لماذا دب اليأس في قلبك ؟
اليس من الاجدر ان تسألني كيف حافظت على الامل في قلبي طوال هذه الفترة الماضية وانا لاأرى سوى كلاب الطائفية وجراءها تتصدر المشهد السياسي ؟
ربما سأبقى طوال حياتي ومهما حدث وانا آمل في عودة العراق الذي اعرفه وعشت فيه في الستينات والسبعينات عندما لم تكن سكاكين الجلادين قد افلحت بعد في تقطيع اوصالنا وعندما كانت الطوائف والاديان والقوميات نكهات لذيذة لنفس الطبق الشهي قبل ان تصبح اليوم سموما افسدت الطعام كله وجعلته اشبه بالزقوم
هكذا وجدت نفسي اليوم ،ولا من امل في تحسن الوضع ،وعندما لا اجد جديدا اكتب عنه ، فأني لا ارى ان من حقي ان ازيد اليأس في القلوب بمقالات مرة المذاق ، ولذلك ، وبدلا ان يخرس قلمي تماما احاول ان ارطب مداده الذي جففه الاحباط ببعض الكلام عن الفن والرياضة ، واذا افلحت في انتزاع ابتسامة او اثنتين فسيفرحني ذلك ، لكني بالتاكيد لست سعيدا بهذا التغيير الذي طرأ على كتاباتي .





#يونس_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام في السياسة والفن ...واحلام
- انقلاب في مالي
- السيرك العراقي
- تعقيب على مقالة الاستاذ مالوم ابو رغيف المعنونة ضعف الشخصية ...
- 7illo 3an 6eezy
- الولايات المتحدة العربية!
- حكومة المالكي وروح الفكاهة
- لماذا نحن اذكياء ؟
- ثقافة العورة بين النقاب وقيادة السيارات
- هل ابن سينا او الفارابي شهود على الاعجاز
- وقفة رائعة مع الانسانية
- اقوال .....مأثورة
- قيل...عن الدين
- كفاكم يا كويتيون
- الدجل ....بلا خجل
- الجهاد في الجودو
- هل توقف سعالنا ؟
- القذافي مكعمز عالروشن
- امرأة من العراق
- قريبا ....سنصدر التقوى


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - زيمبابوي تهدد وحدة العراق