تعقيب على مقالة الاستاذ مالوم ابو رغيف المعنونة ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا

يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 22:23
المحور: المجتمع المدني
    

رابط مقالة الاستاذ مالوم ابو رغيف
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=336846


هناك مثل انكليزي يقول مامعناه : لا يوجد حساب على الاذواق
There s no accounting for taste.
الاذواق لاتناقش عندما تكون مجرد اعلان عن ما نحب وما لانحب
لكننا نعرض انفسنا الى المجادلة والرد اذا البسنا اذواقنا الفنية مثلا مبررات لاعلاقة لها بالفن
في مقالة (ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا) هاجم الاستاذ مالوم ابو رغيف كاظم الساهر بحجة انه نزع رداءه العراقي وتخلى عن انتمائه الوطني عندما استخدم مفردات غير عراقية في بعض مداخلاته في برنامج احلى صوت وهو برنامج موجه لكل العرب ،واي قاريء باستطاعته ان يستنتج ان الاستاذ مالوم ابو رغيف يكره كاظم لاسباب خارج نطاق الفن عندما يقرأ جملته التي ابتدأ فيها هجومه على الساهر وهي (ومن العراق او من قطر المغني؟!!! كاظم الساهر، فهو مزدوج الجنسية ويستطيع ان يحسب نفسه على دولة او دويلة وفق مصلحته الخاصة )...باعتبار اننا جميعا لانبحث عن مصلحتنا الخاصة الا الاثيم كاظم الساهر ،بل ان السيد ابو رغيف استحيف حتى ان يعطي الساهر لقبا بسيطا هو مطرب فاسماه مغني امعانا في محاولة التقليل من شأنه ،فهل هذا كله لان كاظم استخدم مفردات لبنانية في كلامه؟؟؟؟؟؟؟
لقد شاهدت برنامج احلى صوت بالكامل وسمعت كل ما قاله الساهر وباقي الحكام ،نعم استخدم كاظم في بعض جمله مفردات غير عراقية لاغراض التوضيح ولمعرفته ان المفردة العراقية ربما لا تكون مفهومة في بعض المواقع من الحديث ،لكن اتهامه بانه ينسلخ عن جلده العراقي بسبب ذلك هو مجرد محاولة ساذجة لتأطير كراهية شخصية بمبررات (وطنية )، والسيد ابو رغيف يقول ان كاظم هو الوحيد من الاربعة الذي فعل ذلك ، ومن الواضح ان شيرين المصرية لاتحتاج ان تغير لهجتها لتكون مفهومة ، ولا عاصي يحتاج لذلك بسبب الريادة الفنية لمصر ولبنان ورسوخ اللهجتين المصرية واللبنانية في الاذان العربية، لكن صابر الرباعي فعل ايضا كما فعل كاظم في بعض المقاطع (أي لجوئه لما يسمى اللهجة البيضاء) ادراكا منه لصعوبة فهم بعض المفردات التونسية لو اصر عليها ،بل وزاد عن كاظم انه تكلم الفرنسية مرات عديدة، لكن السيد ابو رغيف لم يرى في ذلك لا نزعا لهويته التونسية ولا ربطا لنجاحه ب(التسويق العربي لفنه) ولا اعتبر استخدامه الفرنسية ضعفا في شخصيته ،فاسماه وفقا لمبدأ حب واحجي واكره واحجي (المبدع صابر الرباعي) علما اني اعشق صوت هذا الفنان التونسي الرائع واحب اغانيه ولاعلاقة لما يستخدمه من مفردات اثناء الحديث بذلك ،ولايهمني ان صابر يعيش في لبنان وان معظم اغاني صابر اغان لبنانية و مصرية ،وانه بعكس كاظم يغني بلهجته الوطنية اقل بكثير من (المغني العراقي اوالقطري كاظم) ومع ذلك فلم ينله اتهام الاستاذ ابو رغيف بانه يفعل ذلك ( وفق مصلحته الخاصة )
لماذا الكيل بمكيالين
هل تنكر ياسيدي ان هناك عشرات من المطربين العرب الذين غنوا اغاني كاظم وان ملايين المستمعين العرب بالنتيجة عرفوا اللهجة العراقية بفضل اغاني كاظم؟؟؟؟ كم مطرب غير عراقي غنى عبرت الشط على مودك وسلمتك بيد الله ؟ كل هذا تناسيته لتتهم اليوم كاظم انه يغير لهجته لضعف في شخصيته ونقص في عراقيته ؟ وهل ستلومه على غنائه القصائد الفصحى وتعزي ذلك الى ضعف وطنيته ايضا؟ وهل مطلوب منه ان لايتكلم الا باستخدام مفردات مثل طياح طياح و قلبالغ و گورمه مش التي لايفهم معناها نصف العراقيين انفسهم كي يصبح عراقيا اصيلا وترضى عنه ياسيدي ؟
ألا تستخدم انت مفردات مصرية او لبنانية او سورية في كلامك اذا كنت في احد هذه البلدان؟
قولك ان (ليس من مهمة اي شعب ان يكون مفهوما لغيره، انها مهمة الاخرين.عليهم ان يفهموا لهجته ) ربما ينطبق على بعض المواقف ولكن بالتأكيد ليس جميعها ،فمثلا لماذا اتعب نفسي عندما اكون في العراق بمحاولة معرفة مايقوله لي السوداني (مع كامل احترامي له) عندما يصر على التكلم بلهجته التي لا افهم منها شيئا؟ سأتركه وامضي وليشرب من البحر هو ولهجته ، فهو الذي يحتاج ان يُفَهِّمني مايريد ولست انا الذي احتاج ان افهمه ، وتنعكس المسألة لو ذهبت انا الى السودان ،عندها انا مجبر ان اغير قليلا من كلماتي وان اعرف بعض الكلمات السودانية لاني لن اتوقع ان السودانيين سيسارعون لدراسة اللهجة العراقية كي يفهموا ما اقول كما يظن السيد ابو رغيف ان عليهم ان يفعلوا ، وماذا لو ذهبت الى فرنسا او انكلترا واصررت على التكلم معهم بلهجتي العراقية كي اثبت اني لست ضعيف الشخصية وفقا لرأي الاستاذ ابو رغيف؟ ومن سيكون الخاسروالاطرش بالزفة غيري؟
كاظم كان يتكلم في لبنان ويشاهده ملايين العرب وفيهم بالتأكيد من لايفهم اللهجة العراقية ، لذا استخدم مفردتين او ثلاثة لبنانية اوما نسميه اللهجة البيضاء ، فهل هذا يدل على ضعف شخصيته؟ وشخصية كل العراقيين من بعده كما اعلن عنوان مقالتك؟
وماعلاقة كاظم بالمذيعات وبرامج الطبخ ؟ انت وضعت اسمه بالذات في عنوان مقالتك لكن ثلاث ارباع المقالة عن حالات لاعلاقة له بها ،مما يشير الى انها مسالة خلط اوراق لمجرد تسويق الكراهية تجاهه
ياسيدي اعلن انك تكره كاظم الساهر وفنه وانك لاتحب اغانيه لاسباب ربما تكون فنية وربما لاعلاقة لها بالفن (وهذا ما ارجحه) ،وساقول لك هذا من حقك.... لكن رجاءا لا تحاول الباس كراهيتك الشخصية لمطرب وضع الاغنية العراقية على الشفاه العربية ثوب التباكي على الوطنية التي تتهم كاظم باهدارها ، فاستخدام مفردات غير عراقية بعض الاحيان ليست خيانة وطنية لتصنع منها مقالة تريد ان تستفز بها مشاعر العراقيين ضده وكانت النتيجة انك حركت عش الدبابير ودفعت بعض معلقي الفيسبوك للرد باسلوب وصل الى تهييج الاحقاد الطائفية ، وانا متأكد انك بعيد عن الطائفية ، ولكن هذا ماحدث
ملاحظة اخيرة :في آخر مقالة لك امتدحت السيد جلال الطالباني واعتبرته قيمة وطنية لايمكن تعويضها ، ولست اريد مناقشة هذا الرأي وما وراءه من دوافع ، فهذا رايك وانا احترمه ، لكني ارجو ان لايظهر من يعتبر الطالباني ضعيف الشخصية وانه نزع هويته الكردية لانه يتكلم العربية في خطبه أو يتبنى منطقك ويتهمه انه يريد بذلك تسويق مصلحته الخاصة حسب تعبيرك .
مع خالص المودة والاحترام

#يونس_حنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل