أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - جمال ابو لاشين - عيد العمال ..وثورة في الانتظار















المزيد.....

عيد العمال ..وثورة في الانتظار


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 02:12
المحور: ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
    


تمر علينا في الأول من آيار من كل عام ذكرى عيد العمال نقلب خلالها ما استطعنا من نضالات الطبقة العاملة ، وهنا تحضرني محطات هامة في مسيرة الوطن العربي الاقتصادية وانعكاساتها على الإنتاج الوطني ، والطبقة العاملة ففي عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي ظهرت مصطلحات كثيرة مثل التقشف، وشد الأحزمة، وتخفيض الأجور وغيرها من العبارات التي تخاطب المواطن وتطالبه بالصبر والاحتمال، وكان الشعب العربي الكادح يقابل تلك الطلبات بروح وطنية عالية لأنه يرى بأم عينه توجه الدولة نحو التنمية من خلال المصانع التي تبنى والجسور التي تشيد والإنتاج الذي يتقدم ، ويتلمس العاملون بكل فئاتهم كيف ينفض الوطن العربي عنه سنوات من الهيمنة الاستعمارية ، فاحتملوا قدر ما استطاعوا لأجل رفعة الوطن، ونهضته.

وما إن هبت رياح الانفتاح الاقتصادي على عالمنا العربي ، وشرعت الأبواب أمامها على مصراعيها حتى جرفت في طريقها الكثير الكثير من الإنتاج الوطني، واندفع المستثمرون الذين دخلوا البلاد بقصد الربح السريع إلى تأجيج نزعة الاستهلاك عند المواطنين فامتلأت الأسواق بكل أصناف الصناعات الأوروبية والأمريكية، ومع أن عملية الانفتاح عملية مطلوبة في العلاقات الدولية إلا أنها في عالمنا العربي لم تقنن ، أو تأتى متدرجة فلحق التدمير الصناعات الوطنية التي أغلقت أبوابها وقذفت بآلاف العاملين في المصانع المختلفة للشارع، وهنا أدرك الكادحين أن التنمية الاقتصادية لم تحقق مصالحهم، بل دمرتهم وفي طريقها لتدمير وطنهم، وحاولوا قدر الإمكان تعويض خسارتهم ولمل لم يفلحوا لجأ العديد منهم إلى الهجرة خارج الوطن.

وجاءت مرحلة خصخصة القطاع العام الذي بيع بأسعار بخسه بدلاً من دعمه وتطويره، وجاءت الاستثمارات تنهال مرة أخرى في تلك القطاعات، وبدلاً من أن تذهب حسابات المستثمرين وأرباحهم لمصلحة الدولة حولت للبنوك في الخارج، لذلك جاء الاستثمار سريعاً باحثاً عن الربح غير عابئ بمصلحة البلد حيث الاستثمار، ولتحقيق ذلك تكونت شريحة من المنتفعين والوسطاء والسماسرة ساعدوا بدورهم في تسهيل مهمة المستثمرين فقلت عائدات الدولة والدخل القومي مما انعكس بالتالي على المواطنين بانخفاض دخلهم مقارنة بالكثير من الدول عدا دول الخليج العربي التي تمتعت بالثروة النفطية والإنتاج الواحد، وأصبح هناك فجوة كبيرة تعززت بانخفاض السلة الغذائية، وإذا أضفنا لذلك تراجع الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها نجد أن غالبية المواطنين في العالم العربي أخذوا ينحدرون لشريحة الفقراء، في وقت ظهرت طبقة رأسمالية تركزت في أيديها غالبية الثروة رغم قلة عددها مقارنة بباقي المواطنين.

وقد شهدت فترة التسعينات من القرن الماضي وحتى اليوم حدثين هامين لهما علاقة مباشرة بتدهور الطبقة العاملة أولهما" انهيار الدول الاشتراكية"، وبالتالي تراجع النهج الاشتراكي مقابل تطور الرأسمالية الامبريالية وتفردها العالمي، والتي عادت بقوة للعالم العربي من خلال صندوق النقد الدولي، والمساعدات المالية التي أصبحت وبال على العرب حيث تحملت العديد من الدول العربية فوائد على قروض استلمتها والتي في تزايد مستمر وسيحين وقت سدادها في حين أن المساعدات لا تنفق في أي عملية تنمية حقيقية، بل الأصح لا ينتفع بها حيث تحدد مسبقاً من المانح ( أين؟ وكيف تصرف؟ )، والحدث الثاني هو "ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" والتي جعلت العالم مفتوحاً على بعضه البعض بلا أي حواجز، حيث المعلومة متوفرة وحق للجميع، ومنح هذا التقدم شريحة كبيرة من سكان العالم فرصة التصفح والمحادثة والاطلاع وبالمقابل شهدنا تراجع في تجذر الثقافة الحقيقة بالنظر أن جزءاً كبيراً من المتابعين يفكرون من خلال المعلومة المقدمة إليهم لا من خلال نظريات وفلسفات كانت أساس البناء الثقافي، والتي عليها تبنى المواقف من الاستعمار والرأسمالية، ولمسنا تغيرا من زمن قراءة الكتب وهضمها وفهمها إلى زمن المعلومة السريعة المتغيرة وهو ما ترك شريحة كبيرة من المثقفين ينجرون خلف ثقافة سطحية صاحبها تراجع في الهمة والركون للكسل ، مما دفع جيلا جديدا من الشباب بمقدوره خلق تفاعل في وسائل الاتصال انتهى بتجربة جديدة تم توظيفها في الثورات العربية التي رفعت شعار المساواة والعدالة الاجتماعية لكنها لم تستطع إكمال مسيرة التقدم نحو الأهداف التي رفعتها وهنا سرقت الثورة حيث ضاعت اللغة بين جيل شاب يتفاعل مع العصر وتنقصه التجربة وجيل قديم له تجربة ولكن لم يستغل اللحظة الفارقة فتدهورت الأحوال وزادت معاناة الطبقة العاملة بزيادة تدهور الاقتصاد .

إن النقاط التي ذكرت والتحولات العالمية الهامة التي حدثت على مر العقود السابقة خلخلت بنية الطبقة العاملة التي انضم إليها العديد من الشرائح كالموظفين، والسماسرة، وأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة وغيرهم من الذين عانوا ضعف التنمية الاقتصادية، وتناقص الدخل، وعدم التخطيط فيما يخص التعليم الجامعي وحاجات المجتمع ، الأمر الذي أدى كنهاية حتمية إلى ظهور جيش من العاطلين عن العمل جلهم من الخريجين وبالتالي ظهرت العمالة الرخيصة الباحثة عن سد الرمق خصوصاً في قطاعي الخدمات والسياحة التي انتشرت بشكل كبير في وطننا العربي، والتي معظمها مشاريع خاصة ينتفع بها حفنة من المستثمرين أكثر مما تنتفع الدولة.

كما ظهرت نتيجة تفشي البطالة ظاهرة عمالة صغار السن، والتي أساسها ظاهرة البطالة المتنامية في عالمنا العربي، مما دفع بالأسرة للاستعانة بأطفالهم كعمالة رخيصة تمثل مكسبا يعود بالأرباح على صاحب المشروع حيث لا حقوق للأطفال العاملين وليس هناك من قانون يحمي الأسرة ويوقف السيل المتنامي من عمالة الأطفال الذين لن يكلفوا المستثمر سوى نفقات بسيطة بحيث يذهب الفارق لجيبه الذي يتضخم يوماً بعد يوم.

وهنا ظهرت معاناة المرأة جلية بكل صورها، فهي كزوجة لا تحصل على أدنى حقوقها الطبيعية بحكم تعطل زوجها عن العمل، وبالتالي تسعى لتعويض ذلك بالعمل لتقع تحت ضغط المجتمع بكل موروثاته الأخلاقية الجاهلية، وهي كأم تدفع أولادها لسوق العمل تشعر بانعدام الأمان، والمهانة، والعجز عن أداء دورها التربوي بشكل صحيح، وهذا ينال من أمومتها الشديدة ودورها في التنشئة الاجتماعية السليمة لأبنائها، مثلما ينال من أحلامها وطموحاتها في رسم مستقبل لأولادها.

لذلك على الطبقة العاملة أن تتكاتف مع كل الشرائح التي أصبحت تدور في دائرتها والتي ذكرناها سابقاً، وأن تختار قيادتها المعبرة عنها بحق لتدافع عن حقوقها، وعلى الدول العربية أن تكافح أيديولوجيا الاستهلاك الناتجة عن الانفتاح الاقتصادي، وأن تعزز الإنتاج الوطني، وتدعم القطاع العام، وأن تعود للخطط الخمسية في عملية التنمية، فلا ضير من العلاقات الدولية إن كان فيها اعتماد متبادل أما الاعتماد من طرف واحد إنما هو تبعية تنذر بالاستعمار الاقتصادي والسياسي فيما بعد.
لذلك لا يمكن لأي من الثورات العربية التي حدثت في الوطن العربي أن تنجح بإخراج شعبها من دائرة الفقر ما لم تنغلق جزئياً عن الخارج وتوجه كل جهودها للداخل، وأن تدرك جيداً أن الاعتماد على القروض والمساعدات لن يجلب لها الرخاء بقدر ما يعودها على التكاسل والاعتماد بالمطلق على الآخرين، ففي وقت ينهار الاقتصاد في العديد من دول أوروبا أصبحت الأنظار كلها تتجه للعالم العربي وأفريقيا وشرق آسيا، فالاستعمار لم يبتعد عن بلداننا ليعود إليها لأنه لا يزال حتى اليوم يتدخل فيها وما لم تحدث تنمية حقيقية في كل الدول العربية بما فيها الدول الخليجية ستجد الطبقة العاملة نفسها في تراجع كل يوم، لذلك عليها اليوم أن تحارب الاستغلال فالذين يمتصون دم الفقراء ويشيعون الإرهاب بينهم متحدثين عن المحبة، والصبر، والتحمل، وشد الأحزمة، وينتظرون موتهم في صمت وسط خرافات واتهامات بالردة والشيوعية وغيرها يجب أن يفهموا تماماً أن فترة البناء قبل عقود التي دعت العمال للتحمل والصبر والجلد انتهت، وأن لغة الحب والتسامح اليوم لن تجدي حيث لم يعد هناك هذا الشعور السابق الذي ملأ كيان الشعب وجعله يحتمل بل هو الآن يشعر بغربة كبيرة عن وطنه.. ولن يحركه سوى جوعه ويومها لن يرحم أحداً من المتاجرين بقوته ومستقبله.



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل من التفرد للشراكة الإستراتيجية
- لماذا كثرت التساؤلات حول سيناء ؟!
- في الثامن من آذار .. المرأة وتساؤلات مشروعة
- دولة فلسطينية برؤية إسرائيلية
- محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي
- عالم آخر ممكن .. ولكن !
- الاخوانوفوبيا والآخر
- في ذكرى النكبة الرابعة والستين صراعنا على الحدود أم الوجود ؟ ...
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- في الأول من أيار .. الطبقة العاملة نظرة من الداخل
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- حقوق القوميات والأقليات في تقرير المصير
- استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - جمال ابو لاشين - عيد العمال ..وثورة في الانتظار