أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال ابو لاشين - إسرائيل من التفرد للشراكة الإستراتيجية















المزيد.....

إسرائيل من التفرد للشراكة الإستراتيجية


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 00:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في نوفمبر من العام 1989 صدر تقرير استراتيجي أعده ( غراهام فولر ) لصالح ( مؤسسة راند في كاليفورنيا ) , وهي من أبرز المؤسسات البحثية العاملة في حقلي الدفاع والأمن , وسلم التقرير لوزارة الدفاع الأمريكية ، وكان يحمل عنوانا هاما وهو " لماذا أصبحت الدولة الفلسطينية حتمية ؟" , أما فحوى التقرير , فحسب فولر أن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة هو النتيجة الأكثر توقعا على المدى البعيد , بانيا تصوره على عدة أمور كان أهمها :

1. قدرة منظمة التحرير الفلسطينية على البقاء , واستمرار القبو ل بها كرمز لآمال الفلسطينيين الوطنية .
2. رفض الفلسطينيين كل التسويات السياسية الاسرائيلية البديلة بحكم الانتفاضة التي جرفت كل العناصر التقليدية القابلة بالحكم الذاتي .
3. انسحاب الأردن كمشارك نشيط في الصراع بشأن التسوية , ووعي الفلسطينيين بإيجاد حل لمأزقهم .
4. اعتراف الإسرائيليين بأن الوضع القائم لا يمكن أن يبقى على حاله .
5. زيادة الضغط الأمريكي على إسرائيل للتفاوض مع المنظمة وقبول دول فلسطينية في المستقبل .
وقد ذيل التقرير بنقطة هامة تقول: " إن تراجع حدة الصراع بين الشرق والغرب سيقلص بدوره أهمية إسرائيل الإستراتيجية " ، والحديث هنا عن الحرب الباردة .
إن الحرب الباردة بمفهومها المعروف الذي يتحدث عن الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية أو بين الاتحاد السوفيتي وحلفائه وأمريكا وحلفائها انتهى منذ قرابة عقدين ونصف بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه فيما بعد وانتهى الصراع الايديولوجى بسياسة عملت على المزيد من النمو الاقتصادي وترتيب بيتها ومحيطها الجغرافي المجاور وأصبح منهجها كما صرح به رئيس الوزراء سيرجى ايفا نوف يتركز في أن روسيا لم تعد تصدر الأيديولوجيا بل تصدر الأعمال، والسؤال هل تراجعت أهمية إسرائيل الإستراتيجية ؟ .
إن الأعوام التي تلت الحرب الباردة لم تثبت أن إسرائيل فقط تأثرت بانتهائها بل العرب أيضا فقدوا قدرتهم على استغلال العداء بين الشرق والغرب ، وان لم يستغلوها في السابق كما يجب ، في حين حارب آخرون خطر الشيوعية على العالم الاسلامى بدعم امريكى ، وبذلك لم يتمكن العرب من تفهم طبيعة الصراع الدولي واللعب على هذا التناقض فوجدنا أنفسنا نرتمي في أحضان الأمريكان سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ،ونقف خلف الأمريكان مرتجفين من المصطلح الجديد للصراع الدولي الآخذ في التشكل ، وهو الحرب على الإرهاب ، وكنا الطرف الأضعف كمتهمين لايستطيعون الدفاع عن أنفسهم بعد أن انكشفنا أمام التفرد الامريكى في قيادة العالم ، ودفع العراق ثمن صموده وسط صمت عربي متخاذل، ومع تحول الصراع عادت إسرائيل إلى الواجهة ولم تفقد أهميتها الإستراتيجية مقابل عالم عربي متهم بمحاولة تقويض الغرب ، لتثبت إسرائيل من جديد أهمية وجودها في المنطقة العربية بالذات . ولكن لم تتمكن من مواصلة نفس الدور أمام الكثير من الدول التي أعادت صياغة علاقاتها بانتهاء الحرب الباردة .
ومن هذه الدول التي نجحت برؤيتها الجديدة دولتان استغلتا الوضع العراقي وما آل إليه العالم الجديد وهما" تركيا وإيران " في حين فشل العرب في استثمار الحالة التاريخية سواء أثناء الحرب الباردة أو بعدها .
هاتان الدولتان زاد تأثيرهما الاقليمى ، وأصبحتا الأكثر نفوذا في المنطقة العربية وشاركتا إسرائيل في الأهمية الإستراتيجية التي تفردت بها لعقود مع فارق المصالح والأهداف لكل منهما ، وعندما جربت إسرائيل قوتها في الردع سواء في لبنان أو قطاع غزة لإعادة هيمنتها وتفردها للمنطقة ، منيت بفشل لمسه العالم كله مما دعي الأمريكان للتدخل في كل مرة لوقف حروب لم تحسم بها إسرائيل بل تأذت في عقر دارها .
هنا كان الاستثمار التركي والايرانى حاضرا كما حدث في العراق ووقف العرب على دكة الاحتياط كمتفرجين .
فتركيا التي رأى فيها العالم الاسلامى لعقود طويلة دولة مرتدة عن الإسلام ، عادت لتلعب دورا مؤثرا لمزجها الناجح بين الإسلام والديمقراطية ، وتراثها كإمبراطورية عثمانية حكمت العالم العربي الاسلامى والكثير من الدول الأوروبية ، والتي اختفت لعقود طويلة حتى لا تفسر محاولاتها في التقرب بإعادة الهيمنة القديمة على جيرانها ، لقد عادت وهى تحمل هذا المخزون الهائل وسط اقتصاد ناهض ، فلاقت ترحيب في كل مكان حلت فيه وأعطاها تحديها لإسرائيل الصديقة على مر عقود هالة من القداسة طالما حلمت بها ، وبالتالي حتى لو لم تحدث حادثة مرمره لرأينا أيضا تدهور في العلاقة مع إسرائيل فتركيا العضو في حلف الناتو والصاعدة إقليميا بقوة باتت لاتحتمل التعامل معها بخفة ، والتأثير الاقليمى الذي تربعت عليه برضا امريكى دفع الرئيس اوباما لتخفيف حدة الخلاف بينها وبين إسرائيل فتركيا أصبحت ضمن مثلث القوة في الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على العالم العربي بل تعداها إلى الشرق الاسيوى حيث الصراع القادم بين القوى الدولية .
كذلك فعلت إيران مستغلة الانشغال الدولي بالعراق وأفغانستان فأحكمت علاقتها بالكثير من الأحزاب والحركات في العالم العربي , وواصلت تطوير مفاعلها النووي بعد هيمنتها على العراق المحتل عندما غرق في وحله الأمريكان , وأصبحت العراق ساحة الصراع بدلا من إيران التي كانت فيها عونا للأمريكان على حساب السنة , كما استغلت الانتصار في لبنان وغزة لتثبت أنه بإمكانها أن تؤذي إسرائيل مما نقلها لمصاف الأقوياء الذين يملكون أوراق للضغط السياسي .
وبالرغم من الربيع العربي الذي وان جلب الإخوان إلي الحكم إلا أنه لم يحقق تجربة ديمقراطية في الحكم والاستقرار وبالتالي باتت دول الربيع العربي في غمرة الصراعات الفكرية والطائفية , وأصبحت بطنا رخوا يسهل التأثير فيه وسط التخبط السياسي , والاقتصاد المنهار , والشعارات التي رفعتها الثورة ولم تنجح في تحقيق أي منها , وأثبتت التجربة حتى اللحظة أنها ثورات بلا أب والجميع يدعى بنوتها , وهو ما ترك المناخ العربي إلى حينه في تخبط وتراجع مستمر .
وهذا يثبت بلا شك أن إيران وتركيا صعدتا في وقت ضعف فيه الآخرون , ومنهم إسرائيل التي أصبحت تتحدث أكثر مما تفعل بل تفتت أحزابها وتشظت , وشاركت أهميتها الإستراتيجية مع آخرين يبدون أكثر عقلانية , وثبات منها , وهو ما لمسه الأمريكان وفهموه لذا تعاونوا مع تركيا , وعلى الأرجح سيتعاونون مع إيران إن تمكنوا من احتوائها خصوصا وأن الصراع قد ينتقل بعد سنوات لشرق آسيا حيث صعود النمور الآسيوية والتهديد الذي يواجه الأمريكان من روسيا والصين في تلك المنطقة الجغرافية وهذا ما دعا اوباما لطمأنة إسرائيل , وبالمقابل أن تترك ملف إيران للأمريكان ليعالجوه بطريقتهم .
وسط كل هذا لا يزال الفلسطينيون يحاولون تقليل خسائرهم والتمسك بحلم الدولة , خصوصا وأن الصراعات الدولية تشتد مع الاقتصاد المتراجع في أوروبا , وفي وقت العالم يموج بالتغييرات , والصراعات , والتقسيمات , وفي ظل دعم عربي متردد , نجد أنفسنا مجبرين على الإمساك بالتاريخ والجغرافيا بأسناننا وبكل قوتنا حتى لا نصبح خارجها , بانتظار حتمية الدولة الفلسطينية .



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كثرت التساؤلات حول سيناء ؟!
- في الثامن من آذار .. المرأة وتساؤلات مشروعة
- دولة فلسطينية برؤية إسرائيلية
- محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي
- عالم آخر ممكن .. ولكن !
- الاخوانوفوبيا والآخر
- في ذكرى النكبة الرابعة والستين صراعنا على الحدود أم الوجود ؟ ...
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- في الأول من أيار .. الطبقة العاملة نظرة من الداخل
- اليسار والثورات العربية خطوة للأمام أم خطوتين للخلف
- حقوق القوميات والأقليات في تقرير المصير
- استحقاق الدولة الفلسطينية00 معركتنا السياسية و الوطنية


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال ابو لاشين - إسرائيل من التفرد للشراكة الإستراتيجية