أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيبة هرّابي - أثوب الى نفسي...














المزيد.....

أثوب الى نفسي...


حسيبة هرّابي

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 21:13
المحور: الادب والفن
    


كل ليلة ...حين يعم الهدوء ...و يخيم الصمت ...و قبل أن آوي الى فراشي و أندس تحت أغطيتي أنشد وهم دفء منتظر... اعتدت أن أنزع عني بعناية مبالغ فيها قناع وجهي و أن أتفادى النظر في المرآة حتى لا تطالعني تحت ابتسامة القناع المرسومة و سكينته الظاهرة خرائط من ضياع حفرت على صفحة وجهي الصلد.... و قائمات أمنيات مهدورة يتلوها صمتي...
البارحة... جعلت من قناعي وليمة لسعير نار تفيأت ما انبعث منها من دفء.... وهذا الصباح... حين استيقظت راودتني رغبة في العري...في الخروج بلا قناعي... ترددت لبعض جبن يسكنني ...لكنني في النهاية خرجت بلا ابتسامتي المفتعلة...بلا سكينتي الوهمية المصطنعة... بلا كحل مرودي ...بلا أحمر شفاهي...خرجت... فشجّت أسئلتهم وجهي و لم أملك لهم إجابات ...لن أخبر أحدا أنني كنت أشاكس الموت بالادعاء...لن أقول لأحد إنني كنت في وحدتي أتهجى مراتيجي الصدئة ...فتتسلقني هامة الإعياء...و أذبل...لن أعترف في حضرة أحد أنني كنت في كل حلم أخوض في ماء المطر والأوحال بقدمين حافيتين....فيعشّش السراب في خطوتي ...لن أقول إنني كنت حين أصحو أغزل من الحروف حبالا للنجاة... فتنقطع بي واهية في منتصف الأبجدية.... و تلفظني عند سفح المعاني ...لن أحدث أحدا عن فكّين من خيبة يطبقان على رقبتي ....فيجندلان براعم توقي الى قبرات تسكن دغل شعري ... لن أحدث أحدا عن مراهناتي التي أقيمها و تجدب...عن تخميناتي التي أغازلها فتخامرني ثم تقحل...عن أنخابي التي أكرعها و أرفعها وحدي و لا أثمل...عن سجائري التي تدخنني فأحترق فيها و لا أترمد...لن أقول إنني لازلت أشتاق طفلة المدرسة...تلك التي بظفيرتيها و ميدعتها الزهرية ظلت تصدق كل الخرافات...لن أقول إنني لازلت أشتاق تلك المراهقة ...تلك التي تتباطؤ في طريق العودة إلى البيت...لعلها تحظى ببعض جملة يقعيها جارها الشاعر على ركبتيها احتفاء بمرورها....فتتصنع الحياد أمامه...لكنها في غرفتها تكرّر ما نثره شاعرها من كلمات لأجلها...تكرّرها بصوت عال... و يحدث أحيانا أن ترقص على إيقاعها...لن أقول إنني لازلت أشتاق تلك الشّابة...تلك التي في مدرّجات الكلّيّة تتقن النظرة و تقيم الولائم لأغنية بابتسامات...تلك التي تشيّد للدمة محرابا...و للجنون إيقاعا و انتظارات....كيف أجرؤ على القول إنني بعد الثلاثين مرآة مازلت أحلم بالفراشات.....مازلت أرفع ممحاتي و أنوي محو بعض النهايات...كيف أقول إنني مدجّجة بعدُ بكل أقلام التلوين خاصّتي...و مازلت أجادل حرباء سنواتي على ألوانها...كيف أقول إنني مازلت أقتات من السحاب...مازلت أئنُّ كلما أنشبت الذرائع أظافرها في فشلي...فأعود غرّة لا أفقه المفردات....
شجرة السّرو لازالت هناك قائمة منتصبة...لكنها بعيدة لا يصلني حفيفها و لا الوشوشات...اليوم أراود البحر على لونه...أنا الريفيّة التي تخشى الموج...و أستدرج رائحة الطحالب الى وجهي....اليوم ألوّن قسمات وجهي بلون التراب بعد المطر...اليوم لا جمر لي أنفخ فيه و لا رماد و لا نايات...اليوم أنوء بعناكبي و أجرؤ على الموت بلا قناعي ...فأنا اليوم ما عاد يربكني عواء...و ما عادت خيمة القبيلة تعنيني...اليوم حلمت بآلهة و ببعض أنبياء ...فاقتفيت أثري على صراط سنواتي...و ثبتُ إلى نفسي



#حسيبة_هرّابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان
- آخر البدايات
- عجز


المزيد.....




- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيبة هرّابي - أثوب الى نفسي...