أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيبة هرّابي - آخر البدايات














المزيد.....

آخر البدايات


حسيبة هرّابي

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 09:09
المحور: الادب والفن
    


"أمرّ باسمك".. فيشتهيني المتكلم ضميرا متحررا مني... يستدعي هواجسي تسيل كحمم من ثغرات جملي ... بين الحرف والحرف أنسج وهن شبكة عنكبوت...أحتاج كهفا و عش يمامة ... و أحتاجك أكثر
يغريني المتكلم ضميرا لكن هذه "أنت" تجتاحني فيرتبك التصريف في أفعالي ... و هذا اختبار الكلمة الأولى ... تماما كتردد القبلة الأولى .... كرعشة المرة الأولى ... للكلمة الأولى في النص البكر سحرها كما للاعتراف الأول لذته...
"أمرّ باسمك لا جيش يحاصرني"..لكنني نسفت خلفي كل الجسور ... للأشرعة أمامي تراتيل تفهمها الريح و للصمت طقوس تترجمها الروح ... و أتساءل ... كم من أناملك بترت لتشهد معك الأقلام مخاض اعتراف أو طفولة بوح ... أشفق عليك و عليّ من طول الرحلة و من لفح الانتظارات ... و ليس في الجراب غير أمنيات عجاف باندفان تحت صفحة كتاب أو بين دفتي دفتر ... هذه المرساة تذكر قاع المحيط ... لكن الموج ينكرها ... و يهجرها ...
"هنا أضاء لك الليمون ملح دمي"...فلا معنى لطعم جسدي ما لم يتحسس لسانك ملوحة مسامي في حروفك ... لا معنى لسفر أصابعك في شعري ما لم أضفر لك من خصلاته سلاسل استعارات تشد أزر توقك للدغل المسكون بقبرات من وهج اللغة ... لا لون للحبر الذي أنزفه كل ليلة ما لم تحتف بالمفردات في رقصة تحدّ و جنون ...
"وها هنا وقعت ريح عن الفرس"...و كما لا يتساءل من يختنق اي مكونات الهواء يحتاج...لن أتساءل مالذي أحتاجه فيك...آلاف الأصوات تملخ جسدي...خليط أغنيات مبهمة الأحرف و أصوات عويل...جربت كل البدايات التافهة و خبرت كل النهايات الفاشلة...و مازالت البداية معك تغريني بوجع السقوط من سفح حاد...كخمرة لم أذقها من قبل ...أشتهي التعري من جسدي و الوقوف أمامك روحا مثقلة بالأغنيات المعتقة...أشتهي أصابعك تمتد إلي لتعزف على روحي هوسا باختلال الإيقاع.. لا شيء يليق بليل الأغنيات غيري...قربان وعد أو أضغاث فرح..على تماس الأبعاد الستّة ارسمني لوحة مهمتة تخترع لأجلك القزح ثم امض أبعد..على نصل الماء أزرعني بذرة قلق تعبث بسكينتك... تبرعم و تورق و تزهر...ثم لا تلتقم الثمرة ألملم بعض بعضك أنشد سطوة كلّك...كلماتك كتبتها هناك... أثر يدك وضعتها هنا...عقب سيجارة...بقية ملامح... عنوان كتاب... بقية قهوة في فنجان ...زاوية من علبة سجائرك.... أحاصرك كما تمسك الأصابع بتلابيب رائحة داعبت الذاكرة ...لا شيء... لا شيء غير تصديق وعد...كل ليلة أتفصى من تعاليم السماء و أسكن كفك... لا أحتاج أكثر من وطن بحجم كفك...كل ليلة أباغت صمتك.. أثأر لصفحاتك البيضاء...كل ليلة أتشفى من عذرية دفاترك...أغريك بافتضاضها ... لا تزال تلك الفتاة قابعة في زاوية مني لا تدركها مفرداتي...لا تزال هناك تلهو بما ترسب من أبجدية طفولتها المرتبكة...و تنتظر آيات منزلة من سورة البداياتالطريق بين جبلينا وهاد وعرة...أعرف...لكنك لا تعرف أنني كل مساء أرصف الوهاد بما شاءت لي مجازاتي من قصائد مبتورة تتبخر على حافة فنجان قهوتك الصباحية الساخنة.... الطريق بين وطنينا أسلاك...أعرف...لكنك لا تعرف أنني كل صباح أنسج من صوتي أغنيات تنسل بين أشواك السياج و تسقط عند زجاج نافذتك الموصد.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجز


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيبة هرّابي - آخر البدايات