في الاول من أيار يوم العمال العالمي ليرفع العمال راياتهم عاليا ولتنتكس أمامها وتنخفض كل ابواق ورايات الرأسمالية العفنة

عباس كامل

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 21:31
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

يهل علينا هذه الايام ذكرى يوم العمال العالمي هذا اليوم العزيز على قلوب كل الطبقة العاملة في العالم وهذا اليوم الذي تتوحد فيه كل رايات هذه الطبقة العملاقة في شتى انحاء العالم حيث يغلي هذا العالم غليان ويفور من شدة غطرسة هذا النظام الوحشي واللاانساني نظام الرأسمالية العفن الذي دمر حياة ملايين البشر وعرض حياتهم للفقر والعوز والمجاعة , يغلي هذا العالم من خلال التظاهرات والاعتراضات في اغلب دول العالم التي تطالب بتحسين ظروف حياتهم الاقتصادية والاجتماعية , يغلي هذا العالم بوجه هذا النظام الدموي الذي مازال يدمر العالم بألياته العسكرية وجبروته وبأبواقه واعلامه المأجور , بحروبه وعنجهيته وبقتله لملايين البشر جوعا وحرمانا وبؤسا , ان هذا العالم هو عالم مقلوب بكل المقاييس والاعتبارات , لقد اثبتت المحن والمصاعب المتلازمة لحياة البشر بأن العالم الذي نعيشه هو عالما مقلوب وعالما مليء بألافاقين والكذابين واكلت لحوم البشر من برجوازين ورأسماليين مجرمون ومحتكرون ولكن وضمن هذه الظروف ورغم كل المصاعب والويلات التي لحقت بالبشر فأن على الطبقة العاملة والتي تمثل الغالبية العظمى في العالم ان تجابه مجابهة حقيقة وجسورة ودون هوادة لهذه الافة وملاكيها من تجار الحروب ومصاصي دماء البشر على الطبقة العاملة اليوم وغدا ان تجابه هذا الوحش بكل الطرق والامكانيات والمناورات كي تتحقق المساواة والرفاه الاجتماعي للبشرية وان يعلوا صوت الانسانية الهادر فوق كل الاصوات النكرة والاشمئزازية التي نسمعها يوميا والتي سلبت ومازالت تسلب وتقتل وتسرق وتحفر الحفر وهذا كله مرهون اليوم فقط بتصعيد نضالاتكم وتضحياتكم الجسيمة التي ضحيتم بها كما ضحى من اجلها ومن قبلكم اسلافكم ايها العمال بوجه الجبروت الرأسمالي وكل اذنابه واذرعه فبتضحياتكم ووحدة صفكم بألامكان ان تغيروا هذا العالم اللانساني الذي تحكمه الرأسمالية وكل اذنابها اليوم

في العراق فأن ليوم العمال العالمي لونا وطعما خاصان ففي هذا البلد التي تأكلت فيه المدنية وهجر أبنائه وزجوا في أتون الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية فأن اليوم وعلى جميع قوى الطبقة العاملة هذه القوى العملاقة والتي تمثل الغالبية العظمى من المجتمع ان تتحد وتجمع قواها وتبرز قوتها وترفع صيحاتها بوجه النظام البرجوازي الذي يحكم اليوم في العراق والمتمثل بكل القوى والمجاميع الاسلامية والطائفية والعشائرية المنصبة من قبل اميركا وحلفائها , ان مايجري في العراق اليوم يضعنا بين مفترق الطرق فأما الخنوع والخضوع والاستسلام واما المواجهة مع هذه الحفنة الظالة من برجوازيين وطائفيون مزقوا وحدة ونسيج المجتمع وجعلت ابنائه ومواطنوه يتقاتلون على اساس الدين والمذهب , ان ماتريده اليوم هذه الحكومة ومعها كل القوى القومية والعشائرية المشاركة والمتقاسمة بالغنائم هو كسبا للوقت وخداعكم من اجل ديمومتها اكثر فأكثر في السلطة حتى يتسنى لها سرقة كل اموالكم وجهدكم وعرقكم لتنتفخ بها كروشهم ومعهم كل الفاسدون صغارا وكبارا محليون وعالميون من المنتفعين من ثروات المجتمع وينشرون ادعائاتهم الفارغة وسمومهم بوجه العمال والشباب والشابات من اجل مضيعة الوقت واللعب على ورق الطائفية تارة وورق الديمقراطية المزيفة تارة اخرى وبأسم الدين والمذهب والعشيرة وبأي مسمى اخر , لقد ان الاون اليوم وليس غدا ان ترفع الجماهير ورقتها الرابحة ورقة روح المواطنة وورقة المساواة والتحرر من كل اشكال العبودية والقيود و لقد ان الاوان ان تجتمع قوى الطبقة العاملة ومعها كل القوى الثورية والراديكالية واليسارية وكل القوى الانسانية المتمدنة من اجل كنس هذه الشراذم الجاثمة على صدور ملايين المواطنيين في العراق وان يحل البديل الانساني محلهم بديل الطبقة العاملة
في هذه الذكرى السنوية والعالمية العظيمة نقف اليوم اجلالا واكبارا لهذا اليوم العظيم يوم الاول من أيار كما ونقف اجلالا واكبارا لكل من ضحى بدمه وعرقه ولكل من اعطى جهده و فنه وادبه في سبيل المساواة وعالما افضل عالم انساني وعالم متمدن ومتساوي

عباس كامل
30 / 4 / 2013

#عباس_كامل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل