أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين صالح - منجز العرب في الحضارة الاسلامية













المزيد.....

منجز العرب في الحضارة الاسلامية


حسين صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 18:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ابدأ اولا بما قاله فولتير ,( قد اختلف معك في الرأي, ولكنني على استعداد ان اموت من اجل حقك في التعبير عن رأيك ).
سأختصر في تعليقي قدر ما يكون الاختصار لا يضر بالفكرة.

الغرب ليسوا قديسين وهذه حقيقة ! لهم مالهم وعليهم ماعليهم, اما الديانات الابراهيمية الثلاثة فلم تكن مصدرها الانسان الشرقي انها حكمة الهية وتنزيل من الرحمن الرحيم, والله اعلم حيث يجعل رسالاته , فليس لها علاقة بانتاج فكري لمجتمع شرقي او غربي , انها رسالات سماوية فلايجوز المقارنة بين ما هو حكمة الهية وماهو بشري , المقارنة تتم بين اقران من نفس الجنس فقط .

واما نفحات القيم في تراثنا, فمهنة العلم كانت غالبا من اختصاص الموالي فاغلب علماء ومفكري النهضة الاسلامية ليسوا من العرب, ذلك لان الارستقراطية القرشية تتعالى وتأنف عن طلب العلم(رغم وجود النصوص التي تحث على طلب العلم) وهو ماأكده الجاحظ ( وهو واحد من الموالي)قبل ابن خلدون حيث يقول ( ليس ينبغي للقرشي ان يستغرق في شيء من العلم, الا علم الاخبار فأما غير ذلك فالنتف والشذر من القول) يعني كان العقل القرشي متوجها للسيادة والسلطة وانتظار الفيء والغنائم والسبي والاكثار من الجواري, يقول المسعودي كان للمتوكل 3000 جارية في قصره وطئهن كلهن , يعلق الدكتور علي الوردي بسخرية على هذه العبارة ويقول فمن اين يجد بعدها الوقت الكافي لادارة شؤون امبراطورية مترامية الاطراف ومتابعة احوال رعيته؟؟.
وكان المعتضد العباسي القاسي القلب يأتي بمخالفيه الى مجلسه ويحشي انوفهم وافواههم واذانهم بالقطن ثم يأتي بمنفاخ يضعه في الادبار ويبدأ النفخ وبعده يحشي الدبر بالقطن ويتركهم الى ان يموتوا وبئس المصير, وهذه متعته!!
ومن نفحات القيم الاخرى التأسيس لملك عضوض ووراثة مستبدة لسلالتين فقط هما بنو امية وبنو العباس دامتا حوالي 800 عام.نعاني منها حتى يومنا هذا فصار توارث الحكم جزء من مخيلتنا الجماعية وترسخت في عقولنا وصارت من الثوابت الخروج عليها هو خروج من الملة.

وقد ارسوا بنو امية مباديء التعصب القبلي والشوفيني فكان من نتائج غزوهم للبلدان توافد الاعداد الهائلة من العبيد فصارت المتاجرة بالعبيد عمل مربح ومن اثمانهم يدفعون الزكاة , واسهبوا الفقهاء في احكام التعاملات بالعبيد فاوجدوا مبدأ العهدة اي الضمانة بمعنى اذا اشتريت عبدا فلك ثلاث ليال ان تختبره فاذا كان معابا جاز استبداله وبعد قضاء المدة ليس من حق المشتري استبداله!!! وعتق العبيد لايعني انه صار حرا مستقلا فبعد العتق يبقى متصلا بعاتقه هو ونسله ويسمون الموالي وهم طبقة دون الاحرار وفوق العبيد , الموالي هم عبيد العرب المعتقين الأحط منزلة وتسميتهم موالي العرب تمييزا وترفعا للعرب على غيرهم وهذا تأسيس للشوفينية وكثير من النصوص تدل على بطلان الولاء بين العرب وبقاءه بين العرب وغيرهم والموالي كما نعرف ليس لهم جقوق مواطنة كما العربي وكان من الطبيعي ان يصاب الكثير من العرب بالعنجهية والفوقية حد الصلف في تعاملهم مع غير العرب القائم على الظلم والجور. اراد الخليفة عمر بن عبد العزيز ان ينصب مكحولا على القضاء , فأبى فقال عمر مايمنعك؟ قال لايقضي بين الناس الا ذو شرف عظيم في قومه وانا مولى, فأبعده عمر من ساعته!

بينما نقرأ عن روما قبل الاسلام كان ابن العبد المحرر يتمتع بجميع حقوق الاحرار وكان في وسع حفيده ان يصبح عضوا في مجلس الشيوخ ونرى اليوم الجاليات العربية في الغرب لها حق التصويت والاقتراع. واوباما ليس من العرق الانكلوساكسوني ولكنه رئيس اعظم امبراطورية هذا اليوم.
في القرن الثامن عشر حرم الدستور السويدي الاتجار بالعبيد فكانت السباقة في هذا المجال مع البرتغال ثم اسكتلندا في العام 1776 فالبرلمان البريطاني في العام 1807 وهكذا كل الدول الاوروبية ولكننا اليوم لم نر ولا دستور عربي واحد يحرم الاتجار بالعبيد.
اما الحسب والنسب فهذه تراتبية اضافية بين العرب انفسهم يقسمون الى مراتب ومقامات , لنورد مثلا بسيطا لو تزوج رجل من امرأة دون ان يعلمها نسبه ثم تبين ان نسبه اقل شرفا من نسبها كأن تكون هي من قريش وهو من قبيلة عربية اخرى جاز لاهلها التفريق بينهما على اساس عدم الكفاءة وهذا معمول به ليومنا هذا

اما المعتزلة فهي فرقة كلامية نشأت بالبصرة تعتمد افكارها على خمسة مباديء لايسع هذا المقال الدخول بها نادت بالعقل ولكن العقل المتخصص بعلوم القران وخلقه وتفسيره والصفات الالهية .وقد ازدهرت بالعصر العباسي, وكان المعتزلة يأمرون بقتل كل من يخالفهم في مسألة خلق القران, امر الخليفة الواثق(المعتزلي) بامتحان اسرى المسلمين لدى الروم فمن يتبنى رأي المعتزلة فودي به والا ترك للروم. أحضر الواثق احد المخالفين لفكر المعتزلة الى مجلسه وفال ماذا افعل به؟ فقال احد المعتزلة الحضور (اسقني دمه) فقطع راسه وعلقه في ساحة بغداد.ايمانويل كانت لم يطلب سفك دماء مخالفيه في الرأي, واذا قلنا ان الغرب قتل ايضا علمائه فكان ذلك ايام سطوة الكنيسة ليس بعدها وقد اعترف الغرب باخطائه فهل اعترفنا نحن؟
.
الخوارج يكفرون مخالفيهم والمعتزلة يكفرون مخالفيهم والحنابلة يكفرون مخالفيهم والاشاعرة تصارع الحنابلة وهكذا تصارع القوم ليومنا هذا, يقول ابو حنيفة الصلاة لاتجوز خلف المتكلمين ويعني المعتزلة وابن حنبل يصفهم بالزنادقة, عموما هذا لايعني التقليل من شأنهم فان افكارهم كانت فعلا سابقة لعصرهم لكنها لم تفعل تماما على ارض الواقع الى ان انتهت فرقتهم بعد موت الواثق.
وهناك الكثير من المتنورين المسلمين ولكن ظلت اثارهم محصورة وقمعت من قبل جمهور الفقهاء , مثل الفيلسوف الاشراقي السهروردي الذي قتل بحلب بأمر من صلاح الدين الايوبي, وكذلك غيلان الدمشقي الذي قطع رجله ويده هشام بن عبد الملك وتركة في الساحات والذباب يقع على اوصاله المبتورة,وكذلك الجعد بن درهم الذي ذبحه والي الكوفة يوم عيد الاضحى وكذلك اخوان الصفا والحلاج , وكذلك ابن رشد الذي لاقى نفس المصير بحرق كتبه لكن تاثير ابن رشد على الغرب اكثر مما هو على الشرق, فكانوا يسمونه الشارح لفكر ارسطو.
عموما التناحر والصراع بين الافكار اذا لم يتحول الى قتل المخالفين يبقى امرا ضروريا لتطور الفكر الانساني والتناحر بين افكار الفلاسفة الاوربيون في عصر التنوير هو من ابداعات الفكر الانساني وتألقه فحدود العقل لايقف عند حد فكر واحد من الفلاسفة وكما يقول برتراند راسل ( انا لا اموت من اجل فكرة اؤمن بها اليوم قد يثبت خطأها بعد خمسين عاما).

اما موقف الغرب من العرب اليوم فاسبابه تاريخية واقتصادية اما الاقتصادية فنحن نعلم حاجة الغرب الصناعي لمنابع الطاقة وحاجته لاسواق لتصريف بضائعه وبالتالي تشغيل الايدي العاملة لديه وما يتبعه من تاثيرات اجتماعية لا مجال للدخول فيها, اما التاريخية فالتاريخ لاينسى الغزو العربي(الفتوحات) لكل البلدان المجاورة وماجرت من ويلات اجتماعية واقتصادية وثقافية لحقت بتلك البلدان, عند غزو العرب بلاد النهرين كان كل ثلاثة اواربعة فلاحين عراقيين وعوائلهم ملك لجندي عربي مقاتل وكانوا العراقيين خدم وعمال , قال سعيد بن العاص والي الكوفة في زمن عثمان (انما السواد بستان قريش)نلاحظ مدى الاستهانة بارض الرافدين حتى جعل خير العراق والعراقيين لقبيلة في مكة هي قريش.

اما اسبانيا فيحدثنا التاريخ ان موسى بن نصير ارسل 5000 فتاة وهي خمس السبي الى الخليفة في دمشق, هذا هو الخمس اي مايقارب ال25000 فتاة سبيت ووزعت بين الجنود الاعراب الاشاوس, ويسخر الدكتور علي الوردي ايضا ولكن بقلب موجوع ويقول بالتأكيد ان الفارس العربي المغوار لم يطرق الباب على اهله سائلا هل لديكم فتاة لارسلها للخليفة , بل ان خلف كل فتاة تراجيديا يشيب لها رأس الوليد من قتل اب او اخ او زوج وسبي ام وسبي الاطفال وتوزيعهم بين المقاتلين الابطال ذوو الحمية والشهامة وبهذا لا يعرف الطفل اين سيكون بقية اخوانه وفي اي ارض يموتون وتتحول النساء الى جواري والاطفال الى غلمان خدم, بعث موسى بن نصير الى الوليد بن عبد الملك مائدة من الذهب والفضة مرصعة بالجواهر والياقوت والزبرجد كان قد غنمها طارق من كاثدرائية طليطلة, اضافة الى اكوام من الذهب والدر والياقوت والتيجان الذهبية حسب وصف ابن الاثير,
وتقدم الجيش العربي المسلم الباسل المغوارليدك قلاع الكفار في اوروبا الى ان وصل مشارف باريس وعند كل بلدة يمر بها ينشر الخراب ويسبي النساء والاطفال ويحمل ما يستطيع من الاسلاب والغنائم حتى صار بطيء الحركة من كثرة المسروقات هناك عند بواتييه لاقى حتفه على يد شارلمان بعدما هاجم شارلمان المسروقات فاستدار الفرسان العرب الاشاوس للدفاع عن المسروقات ولكنهم كانوا قد كشفوا قلب الجيش وكانت النهاية, دون ان ننسى ان موسى بن نصير كان قد سلب جنوب اسبانيا من اهلها ووزعها ملك صرف لقواده على اعتبارها ارض مفتوحة عنوة.

ماحدث في اسبانيا وجنوب فرنسا حدث في البلقان على يد ال عثمان ولكن بطريقة اكثر شراسة,عندما عبر فاسكودي غاما ووصل الى شواطيء موزمبيق قال قولته المليئة بالدراما والمعاني المستقبلية(الان طوقنا المسلمين ولم يبق الا ان نشد الخيط) يومها كانت غرناطة قد استرجعها الاسبان والجيوش الروسية تسترجع اقاليم شمال الدولة العثمانية.

يقول الفيلسوف الاميركي برنارد لويس , دائما يسأل العرب نفس السؤال ( من فعل بنا هذا؟) وهذا سؤال خطأ يوحي الى الاجابة المباشرة الخاطئة بالتاكيد , ففي يوم ما كان المسؤول هم المغول وثم الصفويون ثم العثمانيون وبالتالي الانكليز ثم الاستعمار بعدها اليهود ثم الاميركان والغرب الناقم على الاسلام والمتربص به..... لكنهم لم يسألوا انفسهم السؤال الصحيح الذي يقود الى البحث عن الحقيقة وصولا للاصلاح وهو ( ماالذي اخطأنا به وما الذي اصابوا فيه؟)



#حسين_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين صالح - منجز العرب في الحضارة الاسلامية