من يحمى شعب مصر دون قضاء حر ؟ !

عبد الله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المفزع والمشين , أن يعتدعى أحد , أو يجترئ على القضاء المصرى الشامخ , هذا القضاء الذى رأيناه على مدار سنين عمرنا , أنه راسخ كرسوخ الجبال , لم تهزه العواصف ولا الرياح العاتية , لآنه منذ قيام الدولة المصرية الحديثة , كان ولا زال قضاء شريف , ولم ينحاز إلا للحق , فرجاله عرفناهم عن طريق قول كلمة الحق المبين , وهم بالطبع خيرة رجال مصر , لم نشهد يوما بأنهم أنحازوا للباطل , أو كانوا سفهاء لا سمح الله , أو كانوا كاذبون , أو منافقون , فهم يتبعوا لقضاء عادل .
أما فيما يتدخل فى عمله أو من يريد أن يكون هذا القضاء الشامخ تابع له , فهو يصبح واهم , وليس من العدل والآنصاف أن نزج بالقضاء فى المعترك السياسى عنوة , لآن القضاء على مدار الآعوام كان بعيدا عن السياسة ولكنه كان حاميا للسياسيين وداعما لهم , دون التدخل فى العمل السياسى .


إن المطالبة بالتدخل فى أعمال القضاء , أو المطالبة بتصفية شيوخ القضاء الذين أفنوا عمرهم فى قضايا شعب مصر , إنه لآمر مؤسف حقا , لآن المساس بالسلطة القضائية سوف يضعف من هيبة الدولة , نحن نعلم جيدا بأن الدول المتحضرة , دائما وأبدا يكون القضاء فيها مستقلا وشامخا , لآن شموخه وأستقلاله من دعائم الدولة , فأى دولة لها قضاء حر ومستقل داما تعرف بأنها دولة سيادة القانون , لآن سيادة القانون فيه حماية للشغب ومنجزاته من أى معتدى , فإذا ضعف القضاء , فهذا معناه أن الدولة أصبحت ضعبفة وفى مهب الريح , ولذا الدول التى تسعى إلى الحفاظ على هيبة القضاء دائما نجدها فى المقدمة , فالأعتداء على القضاء هو أعتداء صارخ فى حق الشغب كله , لآن القانون يمثل حق شرعى للشعب كله لآنه يحميه من الآعتداءات , فقوة القضاء من قوة هذا الشعب .


إننا حين نطالب بسلطة القضاء إنما نطالب بسلطة الشعب , فأى أعتداء عليه هو بمثابة أعتداء على شعب مصر كله , ولا يمكن بأى حال من الآحوال التشكيك فى نزاهة هذا الصرح العظيم , لآن تاريخه ناصع , ونحن نسأل أنفسنا دائما : لماذا الهجمة الشرسة على القضاء بالذات بعد الثورة , وفى عهد الآخوان ؟ ! هل هذا بمثابة تصفية حسابات ؟ أم لغرض فى نفس بعقوب ؟ إن كل مصرى حر لا يرضى بمهانة قضائه الحر الشريف والذى أثبت أنه لا يحيد عن الحق , فشرعية القضاء من شرعية الشعب المصرى والآعتداء عليه هو أعتداء على الشعب كله , إن نزاهة القضاء مشهود له دوما , لآن فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله تعالى , فمن يهاجم القضاء الآن هم أنفسهم من شهدوا له بالنزاهة عام 2005م , إننا أمام حالة غريبة الشكل فى أثارة مشاعر الشعب الذى يكن كل الحب والآحترام لرجال القضاء الآوفياء , أنها حقا حالة أستعداء عن طريق الهجوم على القضاء .


إننا حين نجد من يطالب بتطهير القضاء والهجوم عليه , إنما ندرك تماما بأن هناك تصفية حسابات , أو بالآحرى محاولة تفكيك أواصر هذا الصرح العظيم الذى شهد له العالم بنزاهته وحيدته , نحن لا نريد الآستعداء أو أسلوب الآنتقام أو التنكيل , لآننا لا نريد لقضائنا المهانة أو أنه يصبح قضاء تابع لآى سلطة , لآن قضاءنا ليس من السهولة السيطرة عليه لآن تاريخه عريق وعزائم رجاله قوية , إن الجيش والشرطة والقضاء من المؤسسات القوية التى لا يمكن لآحد السيطرة عليهم , لآنكيان هذه المؤسسات من كيان الشعب المصرى , وكل مصرى شريف لا يرضى بأى مهانة لهذه المؤسسات العريقة والتى تمثل صروحا قوية لشعب مصر , فأى عداوة لهذه المؤسسات لن تلقى إلا الهجمة الشرسة من شعب مصر لآنهم يمثلون شعبنا ولن نرضى بأى مهانة لهم .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل