أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتصم حمادة - وانتصر سامر على السجان..وانتصر سامر على الموت














المزيد.....

وانتصر سامر على السجان..وانتصر سامر على الموت


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


■ وأخيراً انتصر سامر على السجان.
لم يكن الصراع حول إطلاق سراحه. فقد قدمت له عروض قبل الآن، ورفضها، لأنها كلها لا تعيده إلى منزله في القدس.
عرضوا عليه أن يطلق سراحه، وأن يذهب إلى القاهرة أولاً، حيث يقضي هناك ستة أشهر، مبعداً، لكن بذريعة تلقي العلاج بعد طول الإضراب عن الطعام.
رفض سامر هذا العرض، وقال أواصل الإضراب السياسي عن الطعام، إلى أن توافقوا على عودتي إلى منزلي. إما تحدي الموت هنا، أو العودة إلى البيت، في القدس، وليس في أي مكان آخر. كما أن خبراء السياسة الذين يعرفون الإسرائيليين جيداً، نصحوا سامر برفض العرض الإسرائيلي، لأنه، وبعد مرور الأشهر الستة التي اقترحتها تل أبيب، ستبدأ مفاوضات مريرة، مع الإسرائيليين، لتكون فيه الكفة قد رجحت لصالحهم بعد أن يكون سامر قد أصبح خارج السجن. عندها بدلوا الاقتراحات. قالوا له توقف عن الإضراب عن الطعام، ونحن نطلق سراحك إلى رام الله لمدة ستة أشهر، تنازلوا بعدها وقلصوها إلى أربعة، بذريعة تلقي العلاج، بعدها يسمحون له بالعودة إلى بيته في القدس. رفض سامر العرض، وأصرّ على القدس أو لا غيرها.
وجود سامر في السجن، كان قيداً على السجان. كان سجناً للسجان. وإضراب سامر عن الطعام كان اعتقالاً سياسياً للسجان. اعتقله سامر بالجرم المشهود، باعتبار الاحتلال، ودولة الاحتلال، دولة سجون، واعتقالات، بلا قوانين، ولا ديمقراطية. بل تستمد قوانينها من الدفاتر القديمة للاستعمار البريطاني المرذول ومن الدفاتر القديمة للنظام العثماني البائد، كيف تكون إسرائيل دولة تمثل الحضارة الأوروبية في الشرق الأوسط، كما تدعي، وتمثل الديمقراطية الغربية في الشرق الاستبدادي، كما تدعي، وهي تبني سجونها وفق الأنظمة المستمدة من القرون البائدة.
إسرائيل كلها كانت أسيرة لدى سامر عيساوي، ولم يكن سامر هو الأسير.

قال لهم أعود إلى بيتي في القدس. قالوا القدس عاصمة دولتنا، فكيف يكون لك فيها بيت، وكيف نسمح لك بالعودة إليها. قال القدس مدينتي، وعاصمة دولتي المستقلة كاملة السيادة. القدس باقية وأنتم زائلون. وتحداهم .لمن ستكون القدس. المعركة لم تقتصر على مسألة أن يعود إلى بيته أو لا يعود، بل كانت ــ أيضاً ــ حول لمن هي القدس. وهل للفلسطينيين بيت فيها. أخيراً. انهارت إسرائيل أمام صمود الأمعاء الخاوية لسامر، ورضخت أن يعود إلى منزله، فالقدس هي مدينة الفلسطينيين، وفيها بيت سامر.
عيساوي، خضر، شلبي وآخرون. أسماء تضاف إلى السجل الخالد للحركة الأسيرة الذي يبدأ باسم عمر القاسم. المعجزة التي بدأ الأسرى يحققونها، تؤكد لنا أن الحركة الأسيرة، التي كانت تتكئ على الإسناد من الخارج، باتت هي، في يوم من الأيام، رافعة سياسية لاستنهاض الحركة الشعبية في الخارج. الإضراب الطويل عن الطعام (أكثر من تسعة أشهر) فعل فعله في صفوف الحركة الشعبية فصار سامر رمزاً من الرموز الوطنية التي تشكل مفخرة، ليس لآل عيساوي وحدهم، ولا للقدس وحدها، ولا للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحدها، بل لكل الشعب الفلسطيني، ولكل القوى الديمقراطية والإنسانية المحبة للسلام وللحرية وللعدالة، والمعادية للاستبداد والظلم والفاشية ولكل أشكال القمع الفكري والمعنوي والجسدي. وإذا كان سامر سيغادر سجنه يوماً ما عائداً إلى القدس، فإنه يخلف وراءه إرثاً غنياً، للحركة الأسيرة، سوف يبقى منارة. يهتدي بها رفاق سامر وإخوانه.

عندما بدأ إضرابه عن الطعام أفتى أحدهم بتحريم الإضراب عن الطعام باعتباره شكلاً من أشكال الانتحار. جاءت الفتوى، في إتجاه معاكس لكل الحالة الشعبية ونهوضها السياسي. ولو ترك للفتوى أن تفعل فعلها لقادت إلى شق الصف الوطني بين من هم مع سامر ومن هم ضد سامر، ولجرى تحييد الاحتلال وإعفاءه من المعركة.
الآن، وقد تحقق الانتصار يمكن القول رداً على الفتوى إنها كانت متعجلة وإن الذين أفتوا بها أخطأوا في فتواهم.
لقد انتصر سامر على الجلاد، فرضخ الجلاد ووافق له مرغماً على العودة إلى بيته في القدس.
كما انتصر سامر على الموت ــ تحدى الموت ــ ليس لأنه أقوى من الموت، بل لأنه يحب الحياة. لأننا نحب الحياة. الحياة الكريمة. ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الفلسطيني.. بين الواقع والخيال
- من جعل منه أرخص الاحتلالات؟!
- عن التعنت الإسرائيلي.. والاستهتار الأميركي
- هل يلتزم المفاوض الفلسطيني بما تقرره له واشنطن وتل أبيب؟
- لجنة المتابعة العربية وزمن الضياع العربي
- رجل فَقَدَ البوصلة
- العودة إلى العقل
- وقفة مع لجنة المتابعة العربية
- أبو علي.. والراعي الأميركي
- حذار من «اتفاق الإطار»
- أين هي المقاومة الشعبية السلمية أيها السادة؟
- مشهدان عربيان متنافران
- حين يفاوض ميتشل نيابة عن نتنياهو
- صفعة أخرى للمشروع الوهمي...
- … إنهما فوق المؤسسة
- المناشدات اللفظية لن توقف الاستيطان
- هجمة إسرائيلية مرتدة..
- استحقاق الانتخابات البلدية يكشف عري فتح السياسي
- جائزة ترضية هزيلة
- يحدث هذا في القطاع


المزيد.....




- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...
- -الغزيون يحبّون ترامب-.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا ...
- عقوبات واشنطن قد تحرم مسؤولين فلسطينيين من حضور مؤتمر نيويور ...
- تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في -أخلاقيات الحرب- عل ...
- القسام تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي والمبعوث الأمريكي يعد بزيا ...
- عشرات القتلى بهجومين شنهما مسلحون في بوركينا فاسو
- قمة تركية ليبية إيطالية تبحث ملف الهجرة وتحديات حوض المتوسط ...
- والدة الطفل الفلسطيني أمير تروي مأساة فقدان ابنها
- مصادر: ترامب يتطلع لضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتصم حمادة - وانتصر سامر على السجان..وانتصر سامر على الموت