أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - فلسفة الأديان















المزيد.....

فلسفة الأديان


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أهم العوامل التي أستطاعت كشف زيف الأديان هي فلسفة الأديان ودراسة طرق تمخضها وتبلورها بالشكل الحالي، يعد تاريخ دراسة الأديان من أسهل وأقصر الطرق لكشف حقيقة زيف الأديان.
في هذا المقال سأوضح كيف نشأة الأديان السماوية الثلاث التي كلها تشترك في أسطورة واحده، أسطورة شهيره جداً هي أسطورة الخلق البابلية، ولنفهم كيف نشأة القصص الميتفازيقية والميثلوجيات يجب أن نعود للتاريخ الذي تمكن فيه الإنسان من التفكير لاول مره وبدأ في التساؤل من نحن؟ ومن أين جأنا؟، وإلى أين نذهب؟ .. فكان الحل الوحيد لدى هذا الإنسان البدائي القديم هو اللجوء للفرضيات، فرضيات ميتفازيقية وغيبيه، فبدأ الإنسان القديم بصنع الفرضيات التي تطفي لهيب التساؤل، من أين جاء هذا الكون؟ .. ويشاهد مايحدث في الكون من ظواهر طبيعية مثل تعاقب الليل والنهار والرعد والبرق والمطر وتغير المناخ، فراح لتفسير هذه الظواهر بأن هنالك كائنات خارقه تقوم بهذه الأفعال وهي تفعل ذلك الأنها خلقت الكون وخلقت الإنسان ليخدمها، وأن الكوارث الطبيعية هي غضب الآلهة على تقصير الإنسان فراح الإنسان القديم يقدم القرابين والأضحيات الآلهته الميتفازيقية كي لاتسبب له الكثير من الأذى، وراح يتسائل لماذا نموت؟ .. ولم يستطع الأجابه عن هذا السؤال، لكنه يرى الموتى بجسمهم الكامل لكنهم لايتحركون ولا يتكلمون، وأعتقد بأن داخل هذا الجسم شبح أو قوه ما تحركه فهذه الأعتقادات تندرج في ثقافة كل الأديان. لكن هذه الأعتقادات بدأت في تاريخ واحد وبمكان واحد وحضارة واحدة هي حضارة سومر.التشابه في نصوص الأديان السماوية ناتج عن تداخل أسطورة الخلق البابلية في ثقافة الشعوب الأخرى، فأسطورة آدم وحواء هي أسطورة من ضمن حضارة بابل، (القصة الاولى التي تعود في اصلها الى اساطير البابليين والسومريين تشير بوضوح الى ان الآلهة كانوا راضيين تماما عن هذا العري، ولم يضعوا له اية قواعد. الاسطورة الاولى تقدم لنا آدم عاري في رفقة الحيوانات الى ان ظهرت حواء العارية لتصبح الرفيق عوضا عن الحيوانات. آدم العاري مع حيواناته كان انعكاس لصورة اينكيدو حسب صورته في ملحمة جلجامش، في حين ان حواء على صورة شامات Shamhat وهي كاهنة من اوروك في معابد آنانا. الاسطورة السومرية تقول ان الآلهة صنعت " الرجل" من طين وتركته بشكله الاول عاريا يتجول برفقة الحيوانات في الجنة التي كانت، وحسب الاساطير السومرية تقع في منطقة حوض الرافدين، والاكتشافات الاخيرة تشير الى انها تقع في منطقة دول الخليج الحالية. في اسطورة اخرى تقدم لنا القصة بطريقة مخالفة، حيث تقوم الالهة بصنع الانسان بالذات من اجل ان يخدمها في حدائقها المحيطة بمدن الالهة. هنا يذكرون ان الالهة تعلم الانسان انه من الخطأ ان يكون المرء عاريا وتدعوه لتغطية عورته. بعض الاساطير السومرية القديمة اشارت الى ان الانسان المخلوق من صلصال كان يتجول وحيدا مع الحيوانات في حديقة عدن عندما انتزعته الالهة من حديقته الى حديقتها ليقوم بخدمة الحديقة الالهية والاشراف على المحاصيل وتقديمها في معابد الالهة. ومن حيث ان الالهة كانت ترتدي الملابس، ومن حيث ان اسكنوا الانسان بجانبهم، تعلم الانسان انه من الخطأ ان يكون عاريا وان عليه ان يلبس الملابس حتى لايجرح مشاعر الآلهة ويغضبها. هذا الامر يظهر وكأنه السيناريو الاول الذي نشأ عنه سيناريو ادم الديني لاحقا، حيث كان عاريا في عدن ليكتشف عريه بعد خروجه من الجنة ويعلمه الله ان يغطي عورته، وان الشيطان ينظر الى هذه العورة، على الرغم من اننا نعلم ان الانسان القديم بقي لفترة طويلة لايغطي عورته، بل ولاتزال هناك شعوب لاتغطي عورتها حتى اليوم ولاتشعر بضرورة ذلك. كلمة آدم على الاغلب انحدرت من العبرية ha-adam وتعني " الرجل").

ولكن ماعلاقة هذه الأساطير بالعبرية؟ .. في القرن السابع قبل الميلاد غزا نابوخا بنصفر فلسطين وإقتاد أهل مملكة يهوذا (اليهود) سبايا إلى بابل فتداخلت ثقافة بلاد الرافدين مع ثقافة سبايا مملكة يهوذا، فكتب السبايا الأساطير الجديدة في كتاب جديد مع اساطيرهم القديمة وأسموه العهد القديم، وهكذا دخلت الثقافة البابلية إلى سبايا مملكة يهوذا وبدأت تتشكل ملامح الديانة اليهودية، ونقلت اليهودية الكثير من ثقافة بابل إلى ثقافتهم.
وبالقرب من حضارة سومركان هنالك حضارة عريقة وهي حضارة مصر القديمة والمتمثله في عبادة آلهة الشمس حورس، فالعب التوزيع الجغرافي دوراً مهماً في إنتقال وتداخل وإمتزاج ثقافات بلاد مابين النهرين بثقافة اليهود الممتزجه بأسطورة بابل .. فولدت الديانة المسيحية في بيت لحم والتي تعد اليوم مدينة فلسطينية، ولأن التوزيع الجغرافي يسمع بتداخل الثقافتين ثقافة اليهود التي امتزجت بأساطير بابل، ثم إمتزاجها بثقافة مصر القديمة المتشكلة في عبادة حورس، ومن هنا جاءت قصة ولادت المسيح من العذراء .. حيث أن حورس في الثقافة القديمة كذلك ولد من عذراء، فحافظت المسيحية على موقعها وتوزيعها الجغرافي ولاتزال هذه المنطقة حتى اليوم تمثل الديانة المسيحية.حتى القرن السابع الميلادي أصبح اليهود يقنطون شبة الجزيرة العربية والتي حالياً هي السعودية، فمن هنا سمحت لولادة الديانة الإسلامية محتضنة ثقافة اليهود إضافة لطقوس وشعائر وأحكام عرب الجاهلية، ونشأ الإسلام في شبة الجزيرة العربية أي السعودية، وكلما ذهبنا للتدقيق في أسطورة الخلق البابلية والنصوص الموجودة في الديانات الثلاث سنجدها تتطابق في كثير من التفاصيل، فمثلاً خلق السماوات والأرض حسب ما جاء في الألواح الأحفورية وهي (الأنوما أليش) نجد أن الخالق قام بخلق السماوات والأرض في ستت أيام وأستراح في اليوم السابع كما هو موجود في الديانات السماوية الثلاث، ولأن تصور الإنسان القديم عن الكون كان محدوداً فأنتقلت ثقافة السبع سماوات أو الطبقات للديانات الثلاث، وأن الأرض ليست سوى أرض منبسطه والسماء في شكل قبة تغلفها، وأن الشمس والنجوم والقمر ماهي ألا إنارات للأرض، وليست الشمس عبارة عن نجم والقمر عبارة عن جرم سماوي، وظلت هذه الأعتقادات سائده حتى تمخضت في شكل أديان، وجاء العلم اليوم لتفنيد كل هذه الأعتقادات القديمة والتي كان بها الأعتقاد سائد.
وسيذهب البعض للقول بأن، ربما أسطورة الخلق البابلية هي ديانة سماوية أو لأن البشر ولدوا موحدين ولهذا تناقلوها عن جدهم آدم وحواء، وهو إستنتاج يبدوا معقول لحد الآن، لكن هذا الإستنتاج خاطئ، وعلى الرغم من أن حضارة سومر هي أول حضارة بالتاريخ والتي تمثل اليوم في موقعها الجغرافي العراق، الا أن هذه الأسطورة لم تدخل في ثقافة حضارة اليونان أو الأغريق قديماً .. على الرغم بأن حضارة سومر سبقت حضارة اليونان .. وديانة حضارة اليونان مختلفة جداً وبعيدة عن أسطورة الخلق البابلية، وكذلك لم تنتقل أسطورة الخلق البابلية إلى بلاد الشمس والتي تمثل اليوم الصين والمتمثله في عبادة بوذا، فكيف تفسرون هذا؟

الجواب بسيط، وهو التوزيع الجغرافي. فحضارة اليونان والتي هي اليوم إيطاليا تقع على شمال غرب من الجزيرة العربية ويفصل بينها البحر وهذا التوزيع الجغرافي بعيد كل البعد على أن تتداخل ثقافتان مع بعضهم، وبلاد الشمس أي الصين التي تقع في أقصى شرق الكرة الأرضية .. ولهذا سمية بلاد الشمس فأول بلد تشرق به الشمس هو اليابان أو الصين، وكذلك لم يسمح التوزيع الجغرافي بتداخل هاتين الثقافتين وأمتزاجهم.
حتى أن قصة سفينة نوح ماهي ألا ميثلوجيات متطورة من حادثة طبيعية، فأكثر الوثائق والمكتشفات تثبت بأن هنالك طوفان كبير أغرق بلاد الرافدين وقتل الكثير من البشر، ولكن الناجون ظلت هذه الحادثه خالده في ذاكرتهم، وروها للأجيال في شكل حكمة، كما جاء في ملحمة جلجامش، فراح بعض الحكماء يقصونها على تلامذتهم بشكل مختلف وأن هذا عقاب ألهي، وراح البعض لمحاولات تفسير هذه الظاهرة معتقداً أن الطوفان كان كلياً وغطى الأرض، وتسائل كيف نجى البشر والحيوانات من هذا الطوفان، فجاءت فرضية قصة نوح وسفينته.
فكيف يمكن أن يكون من المنطقي أن يحشر الآلهة الإبراهيمي 3 ديانات في منطقة جغرافية صغيرة ولم يقوم بتوزيعها بالتساوي على بقية الشعوب؟ .. فهل هذه الأديان التي يتشدق بها المؤمنون بأنها صحيحة؟

وهل لو إستطاع الإنسان تفسير الظواهر الطبيعية بشكل علمي سيلجأ لصنع الفرضيات ومنطق الغيبيات؟ .



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط ألإله عن عرشه
- خمسة عشر سببًا رائعًا لأن تكون ملحدًا
- إثبات فلسفي لاستحالة وجود الله اللانهائي
- مالذي يميزنا عن بقية أقراننا من الحيوانات ؟
- ليلة الاسراء و المعراج
- لماذا يستغل الله عصور التخلف لتمرير المعجزات؟
- فضيلة الوعي
- معنى الحرية
- الإله ظاهرة لغوية
- -العنف ضد النساء-
- الله , الدين و غباء البرهان
- أوجه التشابه بين ولادة المسيح و ولادة كريشنا
- الله والفيزياء الحديثة
- الإنسانوية : فلسفة الإرتقاء بالإنسان
- الدين وما أدراك ما الدين
- كلمة أقتلوهم التى جاءت فى القرآن ......!
- الاصل التاريخي لمفهوم جهنم
- قصةُ المرأة في الإسلام
- لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها؟
- صيغة مختلفة لسورة الفاتحة


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - فلسفة الأديان