أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة موسى - الأسس الفلسفية لما بعد الحداثة














المزيد.....

الأسس الفلسفية لما بعد الحداثة


هالة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


الأسس الفلسفية لما بعد الحداثة:

رفضت ما بعد الحداثة سعي التنوير نحو المعرفة الموضوعية وما يترتب عليها من أُسسية ومرجعية . وتمثل هذا الرفض في أسس مشروع دريدا التفكيكي: وهو منهج تحليل للنصوص ينطبق على جميع الكتابة ـ والفلسفة ليست أكثر من مجرد كتابة ابداعية ـ ويسعى من خلال سلسلة من الاستراتيجيات المثيرة للجدل إلى الكشف عن عدم استقرار المعنى المتأصل وإبهامه وعدم وضوحه . واحد من أهدافه الرئيسية هي لفت الانتباه إلى الخاصية النصية التي لا مفر منها في جميع الكتابات الفلسفية، والتي يحاول معظم الفلاسفة إنكارها ، معتبرا إياها حجة خالصة Pure Argument. إن أفضل السبل لمقاربة التفكيكية هو بوصفها شكل من أشكال التشكيك الجذري Radical Scepticism وضد الأُسسية Antifoundationalism .
اتخذ دريدا موقفاً معارضا من الفلسفة الغربية منذ أفلاطون بسبب التزامها غير المقبول بـ ميتافيزيقيا الحضورMetaphysics of Presence ، والاعتقاد بأن المعنى مستقر أساسا، ومحدد ويمكن إدراكه في مجمله. وبهذا المعنى فان الفلسفة الغربية متمركزة حول اللوغوس logocentrist : فكرة أن الفهم والمعنى يمكن أن يُمنح نقطة مرجعية ثابتة من خلال تأسيسه في اللوغوس , أو في سمات ثابتة أو مبادئ للحقيقة ، وبكلمات أخرى في الحضور رفض دريدا فكرة التمركز حول اللوغوس، وبذلك فان التفكيك يبدأ عمله بالتخلص من مركزية العقل في وظيفة اللغة. وبذلك جنحت ما بعد الحداثة نحو المذهب الكلي Holism الذي لا يرى المعتقدات مرتكزة على أسس متينة ولكنها مدعمة بفضل علاقاتها بمعتقدات اخرى، وبالكل في نهاية المطاف .
وضع لويلارد فان أورمان كواين (1908-2000) نموذجا ابستومولوجيا يقول بأن الحقيقة الواعية تدرك بوصفها شبكة من خبرات متداخلة. وفي شبكة الخبرات المتداخلة هذه، تتعزز الأفكار المشتركة وتترابط لدعم بعضهما البعض بطريقة تعطي بعض الأفكار أسبقية في تماسك الشبكة . ومع الكلانية فان أيا من المعتقدات لا يمكن إلا أن يكون قابلا للتنقيح والتعديل . وبكلمات مورفي فان " المعتقدات تختلف فقط باختلاف بعدها عن الخبرة ، التي تمنح (شروط حدود ) المعرفة" وهكذا فان سمات المذهب الكلي هي : التعددية Plurality ، والمنظورية Perspective ، والقابلية للتعديلCorrigibility ، والعملاتية Process (18) .
وهناك تحولات ابستمولوجية أخرى وصمت ما بعد الحداثة نذكر منها :
أولا : التحول من الاهتمام بالمعنى بوصفة مرجعية إلى الاهتمام به بوصفه توظيفاً . فقد وضعت أعمال لودفيج فيتجينشتاين، وجون لانغش، واوستن الأساس لفلسفة جديدة في اللغة . تأثر فيتجنيشتاين في بداياته بالوضعية المنطقية : بمعنى أن اللغة تعين الحقائق . ولكنه عاد فيما بعد ليفسر اللغة على غرار الألعاب . كل توظيف للغة يشكل لعبة بقوانينها الخاصة. وهكذا فان الجملة تحتمل العديد من المعاني تبعاً للسياقات التي يجري توظيفها فيها . والمعنى هو دالة دور اللغة في نظام الاتفاقيات : التطبيقات والاداءات اللغوية وغير اللغوية . والنتيجة أن المعنى سياقي ، وأن اللغة لا تهدف بالضرورة إلى حالة الحقيقة الموضوعية للظاهرة .



#هالة_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوس الديني والعنصرية في رواية أعلنوا مولده فوق الجبل
- خزانة شهرزاد ، قراءة جديدة للأجناس الأدبية في الليالي
- حب في السعودية


المزيد.....




- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة موسى - الأسس الفلسفية لما بعد الحداثة