أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني القومي على فلسطين (يوحنا ) – 7















المزيد.....


نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني القومي على فلسطين (يوحنا ) – 7


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 00:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني القومي على فلسطين (يوحنا ) – 7




نظرا لازدياد أعداد اليهود المطالبين بإعدام يسوع فر إلى الجليل واستقر فيها .. ومع اقتراب عيد المظال اليهودي.. قال له ..أهل الجليل لماذا لا تذهب إلى أورشليم لتشارك اليهود في أعيادهم على الأقل لتعلن عن آياتك أمام الناس وأمام التلاميذ الذين تخلوا عنك ..فان بقيت متخفيا فلا احد يعرفك .. قال يسوع.. لم يحن وقتي بعد ..أما وقتكم حاضر في كل حين العالم لا يبغضكم ولكني يبغضني لأني افضح أعماله الشريرة اصعدوا انتم إلى العيد أما أنا فلا اصعد لان لم يحن وقتي


الكتاب المقدس .. الإنجيل .. يوحنا .. إصحاح (رقم 7)



http://www.enjeel.com/bible.php?ch=7&bk=43

الكتاب المقدس .. الإنجيل


1 وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل.لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه وكان عيد اليهود عيد المظال قريبا. 3 فقال له اخوته انتقل من هنا واذهب الى اليهودية لكي يرى تلاميذك ايضا اعمالك التي تعمل. 4 لانه ليس احد يعمل شيئا في الخفاء وهو يريد ان يكون علانية.ان كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم. 5 لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به. 6 فقال لهم يسوع ان وقتي لم يحضر بعد.واما وقتكم ففي كل حين حاضر. 7 لا يقدر العالم ان يبغضكم ولكنه يبغضني انا لاني اشهد عليه ان اعماله شريرة. 8 اصعدوا انتم الى هذا العيد.انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد. 9 قال لهم هذا ومكث في الجليل


ولما صعد أهل الجليل إلى عيد اليهود سألوهم عن يسوع فمنهم من قال انه رجل صالح ومنهم من قال مضل للشعب .. فالذين كانوا يؤمنون به سألوا عنه خفية خوفا من اضطهادهم سياسيا على يد اليهود .. ولما مضت نصف أيام العيد صعد يسوع إلى الهيكل واخذ يعلم الناس فتعجبوا منه.. وقالوا.. كيف يعرف قراءة الكتب وهو لا يجدها.. قال يسوع علمي من الذي أرسلني .. فمن عمل بمشيئته تعلم تعليم الله وان لم يقرئها ...ومن تكلم عن مشيئة نفسه طلب المجد من نفسه.. ومن طلب مجد الذي أرسلني فقد اخلص وابتعد عن الظلم .. الم يأتكم موسى من قبل بالناموس ولم تعملوا به فلماذا تسعون لقتلي


الكتاب المقدس .. الإنجيل


10 ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء. 11 فكان اليهود يطلبونه في العيد ويقولون اين ذاك. 12 وكان في الجمع مناجاة كثيرة من نحوه.بعضهم يقولون انه صالح.واخرون يقولون لا بل يضل الشعب. 13 ولكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود 14 ولما كان العيد قد انتصف صعد يسوع الى الهيكل وكان يعلم. 15 فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم. 16 اجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. 17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي. 18 من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه.واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم. 19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس وليس احد منكم يعمل الناموس.لماذا تطلبون ان تقتلوني



قالت اليهود ليسوع بك شيطان فمن الواجب قتلك.. أجابهم قائلا .. هل أغاظكم عمل واحد عملته في يوم السبت ....ثم ما هذه الازدواجية التي تتبعونها تمنعونني من شفاء المرضى في يوم السبت وانتم تختنون فيه ...وتقولون لا نريد مخالفة الناموس ..هذا ليس عدلا ..قالت طائفة من أهل أورشليم أليس هذا مطلوبا للعدالة ..ها هو يتكلم بكل حرية ولا احد يتصدى له.. ربما استيقن رؤساء الكهنة على انه هو المسيح حقا ..ولكن كيف أصبح المسيح نحن نعرف أمه وأباه ... المسيح الحقيقي لا احد يعرف من أين هو


الكتاب المقدس .. الإنجيل


20 اجاب الجمع وقالوا بك شيطان.من يطلب ان يقتلك. 21 اجاب يسوع وقال لهم عملا واحدا عملت فتتعجبون جميعا. 22 لهذا اعطاكم موسى الختان.ليس انه من موسى بل من الاباء.ففي السبت تختنون الانسان. 23 فان كان الانسان يقبل الختان في السبت لئلا ينقض ناموس موسى افتسخطون علي لاني شفيت انسانا كله في السبت. 24 لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا 25 فقال قوم من اهل اورشليم اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه. 26 وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا.العل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا. 27 ولكن هذا نعلم من اين هو.واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو


حماقة يسوع جعلت اليهود يستهزئون به


نادى يسوع بالهيكل.. قائلا ..انتم لا تعرفونني .. أنا لم أتي من تلقاء نفسي بل جئت لا نفذ مشيئة الذي لا تؤمنون به .. وقالت طائفة من اليهود .. قد يكون هو المسيح فعلا ....فامن به الكثير منهم.... ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيين اليهود هناك إقبالا متزايدا على يسوع أرسلوا مجموعة من الخدم للامساك به .. قال لهم يسوع .. لم أقم فيكم إلا يسرا فانا ماضي إلى الذي أرسلني سأكون في مكان لا تصلون إلي .. قالت اليهود.. مستهزئين به إلى أين سيذهب إلى شتات اليونانيين ليعلمهم .. فأرادوا أن يمسكوا به غير أن موعد صلبه لم يحن بعد


الكتاب المقدس .. الإنجيل


28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا تعرفونني وتعرفون من اين انا ومن نفسي لم ات بل الذي ارسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه. 29 انا اعرفه لاني منه وهو ارسلني. 30 فطلبوا ان يمسكوه.ولم يلق احد يدا عليه لان ساعته لم تكن قد جاءت بعد. 31 فامن به كثيرون من الجمع وقالوا العل المسيح متى جاء يعمل ايات اكثر من هذه التي عملها هذا 32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. 33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني. 34 ستطلبونني ولا تجدونني وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا. 35 فقال اليهود فيما بينهم الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن.العله مزمع ان يذهب الى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين. 36 ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تاتوا


تابع عزيزي القارئ ..نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني بين اليهودية والمسيحية على فلسطين ..



في أخر أيام العيد وقف يسوع مناديا باليهود.. قائلا لهم ..من امن بي فليأتي ألي ليشرب ماء الحياة .. فالروح .. ماء كالنهر يجري في جوف المؤمن يغذيه إلى اليوم الأخر.. تعجب اليهود من قوله..فقال بعضهم هذا نبي وآخرون قالوا هذا مسيح الجليل .. رد يسوع عليهم .. قائلا..الم تقرؤوا في الكتاب انه من نسل داود (يقصد على نفسه ).. فاختلف الفريسيين من بينهم فمنهم من قال هذا مسيح الجليل (الناصرة ) ومنهم من قال هذا مسيح بيت لحم .. نتيجة هذا الاختلاف رفضت طائفة من الفريسيين اليهود ألامسك بيسوع .... انطلق احد الخدام المكلفين بمراقبة يسوع إلى رئيس الكهنة وزعيم الفريسيين وقال لهما أن الفريسيين رفضوا الإمساك بيسوع رغم سماعهم لكلامه المضل .. قال رئيس الكهنة لزعيم الفريسيين ربما انتم أيضا أضلكم يسوع رد عليه زعيم الفريسيين ربما احد الكهنة امن به ..قال الخدام ملعون هذا الشعب لأنه لم يفهم الناموس ..قال نيقوديموس لماذا ناموسنا يدين إنسان قبل أن نسمع كلامه .. قال رئيس الكهنة ...لعلك أنت أيضا من الجليل أي من أتباع يسوع ..قال رئيس الكهنة.. لنيقوديموس هل سمعت يوما بنبي ظهر من الجليل


الكتاب المقدس .. الإنجيل


37 وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. 38 من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه.لان الروح القدس لم يكن قد اعطي بعد.لان يسوع لم يكن قد مجد بعد. 40 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي. 41 اخرون قالوا هذا هو المسيح.واخرون قالوا العل المسيح من الجليل ياتي. 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها ياتي المسيح. 43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه. 44 وكان قوم منهم يريدون ان يمسكوه ولكن لم يلق احد عليه الايادي 45 فجاء الخدام الى رؤساء الكهنة والفريسيين.فقال هؤلاء لهم لماذا لم تاتوا به. 46 اجاب الخدام لم يتكلم قط انسان هكذا مثل هذا الانسان. 47 فاجابهم الفريسيون العلكم انتم ايضا قد ضللتم. 48 العل احدا من الرؤساء او من الفريسيين امن به. 49 ولكن هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون. 50 قال لهم نيقوديموس الذي جاء اليه ليلا وهو واحد منهم. 51 العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل. 52 اجابوا وقالوا له العلك انت ايضا من الجليل.فتش وانظر.انه لم يقم نبي من الجليل. 53 فمضى كل واحد الى بيته


التصحيح القرآني .. لا نسب لعيسى ابن مريم


{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59



تعليق...



بابا الفاتيكان: حج تطغى عليه السياسة والسياحة

(يكمن في الخلاف المسيحي – اليهودي على العاصمة الروحية في القدس صراع سياسي مستتر الآن لكنه لم يتوقف أبدا وهو إذا لم ينفجر في الوقت الراهن بسبب طغيان الخلاف الإسلامي – اليهودي عليه لأسباب واقعية فإن انفجاره مستقبلا ليس إلا مسألة وقت)

بقلم نقولا ناصر - كاتب عربي من فلسطين المحتلة

إن الهدف المعلن من الفاتيكان وممثليه الدينيين والدبلوماسيين المحليين للزيارة التي سيقوم بها البابا بينيديكت السادس عشر للأراضي المقدسة في الأردن وفلسطين في الفترة من 8 – 15 أيار / مايو المقبل هي "الحج" الديني، فالخليفة الـ265 للكرسي الرسولي في روما الألماني الذي ولد باسم "جوزيف ألويس راتزينغر" لم يتلق دعوة رسمية من الحكومات الثلاث في الأردن وفلسطين و"إسرائيل"، لكن لقاءاته المقررة مع قادتها والصراع السياسي الدموي الطاحن على الوجود وعلى الحدود في المنطقة يجعل من المستحيل لرحلة الحج البابوي إلا أن تكون سياسية، كما أن حصر المسؤولية عن تنسيق زيارته بوزارات السياحة الثلاث قد حول الحبر الأعظم إلى جائزة سياحية كبرى يبذل وزير السياحة "الإسرائيلي" بخاصة جهده لاستغلالها تجاريا إلى الحد الأقصى في رمزية تذكر بالصراع الأزلي بين الروح وبين المادة بقدر ما تذكر بشخصية "شيلوك" المسرحية التي خلدها وليم شكسبير.

في الأردن الذي أطلق موقعا الكترونيا بعدة لغات للترحيب بقداسته في "مهد الحضارات" كما قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة حميدي نايف الفايز، سوف يزور البابا "المغطس"، ويبارك وضع حجر الأساس لكنيسة "معمودية" هناك، وحجر أساس لجامعة كاثوليكية في مادبا، ويقيم قداسا في العاصمة، لكن مركز حج البابا سوف يكون غربي النهر حيث سيطغى السياسي والسياحي على الديني في زيارته.

يقول الفاتيكان إن ثمانين في المئة من المقدسات في الأراضي المقدسة مسيحية وهي جميعها تقريبا موجودة في فلسطين باستثناء "المغطس" الذي تعمد فيه المسيح والذي اعتمده الفاتيكان على الشاطئ الأردني من نهر الأردن بينما كنائس أخرى ما زالت ترى موقعه على الجانب الغربي من النهر، ومثل كل الكنائس الأخرى تعتبر الكنيسة الكاثوليكية القدس العاصمة الروحية "الوحيدة" للمسيحية والمسيحيين وإن كانت عاصمتها الإدارية في روما، ولذلك فإنها معنية مباشرة بالجهود الحثيثة التي تبذلها "دولة" الاحتلال "الإسرائيلي" والمنظمات اليهودية العالمية والحركة الصهيونية لتهويد المدينة.

ويلاحظ هنا أن الدعاية "الإسرائيلية" تحاول جاهدة تغييب هذه الحقيقة والخلاف اليهودي – المسيحي العميق حولها وبسببها عن وعي الرأي العام المسيحي في العالم وتركز بدلا من ذلك على الخلاف اليهودي – الإسلامي لأنها ترى في وجود العاصمة الروحية للإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة نقطة ضعف إعلامية تعزز الادعاء اليهودي بأن القدس كانت دائما العاصمة الروحية "الوحيدة" لليهودية متجاهلة حقيقة كون القدس عاصمة روحية للإسلام باعتبارها مسرى النبي محمد ومعراجه ومتجاهلة أيضا حقيقة عدم وجود أي مكان مادي مقدس لليهود فيها مثل كنيسة القيامة أو المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، اللهم باستثناء حائط البراق الذي سمح التسامح الإسلامي والاستهتار السياسي معا لليهود بالصلاة فيه ليتحول إلى "حائط المبكى" وإلى المكان المقدس الوحيد "الموجود" لليهود في بيت المقدس.

ويكمن في هذا الخلاف المسيحي – اليهودي على العاصمة الروحية في القدس صراع سياسي مستتر الآن لكنه لم يتوقف أبدا وهو إذا لم ينفجر في الوقت الراهن بسبب طغيان الخلاف الإسلامي – اليهودي عليه لأسباب واقعية فإن انفجاره مستقبلا ليس إلا مسألة وقت. إن قيام ثلاث بابوات بزيارة القدس والأراضي المقدسة خلال أقل من خمسين سنة، وهم بالإضافة إلى بينيديكت البابا بولس السادس عام 1964 والبابا السابق يوحنا بولس الثاني عام 2000، يعكس المعركة السياسية الصامتة التي يخوضها الفاتيكان باسم "الحج" حول العاصمة الروحية للمسيحية في القدس. وربما كان اختيار ثلاثتهم للأردن، لا "إسرائيل"، معبرا لهم إلى الأراضي المقدسة مؤشر له دلالته في هذا السياق. ومما يلفت النظر هنا حرص القيادات العربية الفلسطينية السياسية والدينية جميعها على الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية معا في بيت المقدس وأكنافه بينما ما زال الفاتيكان يجد حرجا في الإفصاح عن وجود مصلحة مشتركة له مع العرب والمسلمين في الدفاع "المشترك" عن المقدسات الثنائية المهددة جميعها بالتهويد الزاحف والمتسارع للحاضنة العربية الإسلامية لهذه المقدسات.

إن استقبال البابا لأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في الفاتيكان يوم الجمعة الماضي وتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين في اليوم السابق كانا احدث مؤشر إلى أن أبواب الفاتيكان ما زالت كما كانت مفتوحة أمام الدبلوماسية العربية، التي يقيم الفاتيكان علاقات مع معظم دولها، غير أن دبلوماسية الفاتيكان تبدو ما زالت أسيرة ضغوط خارجية وعوامل ذاتية تمنعها من الخروج الصريح على الملأ بموقف يحررها من محاولة البقاء على الحياد بين حليف عربي إسلامي يمد أياديه لها لإنقاذ العاصمة الروحية للمسيحية وبين دولة الاحتلال "الإسرائيلي" التي تسعى حثيثا لاحتكار القدس عاصمة روحية وسياسية لها فقط.

لا بل إن الفاتيكان يبدو أكثر اهتماما بافتعال أسباب تجعل أي تحالف ممكن وواقعي كهذا أبعد منالا، كما يفهم من تصريحات البابا الزائر عام 2006 التي اعتبرها المسلمون مسيئة لدينهم الحنيف، وكما يفهم من استنكاف البابا عن الاعتذار عنها حتى الآن كما طالبه زكي بني ارشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن مؤخرا عشية زيارته. إن "تسويغ" البابا لإساءته للمسلمين بأنه كان "يقتبس" من نص تاريخي ليس كافيا كاعتذار لهم، خصوصا في ضوء سابقة "اعتذار" الفاتيكان لليهود. فهل يفاجئنا قداسته خلال زيارته الحالية التي سيجتمع أثناءها مع قادة دينيين مسلمين ويزور الحرم القدسي الشريف بإسقاط هذه العقبة المستجدة أمام تعاون مسيحي إسلامي أفضل سينعكس بالتأكيد إيجابا على حماية المقدسات المشتركة الخاضعة للاحتلال وكذلك على "الوجود المسيحي" في المنطقة.

والمفارقة اللافتة للنظر هنا أن البابا الحالي مثل سلفيه يعلن بأن من أهداف حجه الحفاظ على ما تبقى من "الوجود المسيحي" في الأراضي المقدسة، متجاهلا الحقيقة التاريخية بأن هذا الوجود قد استمر بفضل حاضنته العربية والإسلامية فقط في وقت غاب فيه الفاتيكان والكاثوليكية عن المنطقة طوال ثمانية قرون من الزمن تقريبا منذ نهاية حروب الفرنجة (كما سماها المؤرخون العرب والمسلمون) أو الحروب الصليبية (حسب المؤرخين الأوروبيين والغربيين) على بلاد العرب والمسلمين، وبأن هذا الوجود قد بدأ يتعرض للتهديد فعلا أولا بسيطرة الاستعمار الغربي الأوروبي على الوطن العربي وتجزئته ثم ثانيا بتبني هذا الاستعمار للمشروع الصهيوني في فلسطين الذي تحول إلى دولة ما زالت الدول الاستعمارية الأوروبية السابقة ووريثها الأميركي هي الضامن ليس فقط لأمنها بل ولأمن احتلالها وتوسعها الاستيطاني أيضا.

وهدف آخر معلن لزيارة قداسته هو الحث على السلام والمصالحة. وهذه في جوهرها دعوة سياسية تنفي الصفة الدينية للحج البابوي المعلن. صحيح أن البابا لم يأت بدعوة رسمية من القيادات السياسية المعنية، بل جاءت الدعوة من مجمع المطارنة "ومني شخصيا، كما تلقى دعوة من السلطات المدنية المختلفة في الأردن و"إسرائيل" والأراضي الفلسطينية" كما قال المطران فؤاد الطوال، مطران الكاثوليك في الأردن وفلسطين و"إسرائيل"، الذي استدرك قائلا مع ذلك: "يجب ألا نخدع أنفسنا: يوجد بعد سياسي مئة في المئة،... فنحن هنا نتنفس سياسة، أوكسيجيننا هو السياسة".

لكن هذه الدعوة للسلام والمصالحة بين قوة قائمة بالاحتلال وبين شعب خاضع للاحتلال، وبين تهويد متواصل لعاصمة روحية للمسلمين والمسيحيين وبين إنقاذها، هي دعوة للوقوف على الحياد، وهذا موقف وصفه المطران الطوال في مقابلة مع "زي نت" يوم الأربعاء الماضي قائلا إنه "توازن جيد" يحاوله الفاتيكان لكنه "توازن جيد يصعب إيجاده والحفاظ عليه"، ليضيف: "كلما كان الفاتيكان صديقا أكثر "لإسرائيل"، كلما كان قادرا أكثر على الانتفاع من تلك الصداقة من أجل سلام وعدل أكبر" ! ولا يسع المراقب إلا أن يتساءل عن الحكمة من منطق كهذا بعد تجربة شراكة تعاقدية في السلام، لا صداقة فحسب، فلسطينية ومصرية وأردنية وعربية أخرى لم يتمخض عنها منذ عام 1991 سوى المزيد من الاحتلال والحروب والعدوان والاستيطان والعنف وكل ما يجعل السلام والعدل أبعد من أي وقت مضى. إن الحياد في صراع بين الخير وبين الشر، وبين الحق وبين الباطل، إذا كان مفهوما ومتوقعا من القادة السياسيين فإنه يكون مستهجنا إذا تبناه قادة روحيون من وزن الحبر الأعظم.

وفي سياق الحديث عن "انتفاع" الفاتيكان من الصداقة مع "إسرائيل"، ربما يكون "مفيدا" تذكير المطران الطوال بالنداء الذي وجهه السفير الفلسطيني السابق لدى الفاتيكان عفيف صافية إلى البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته للقدس في الشهر الثالث من عام ألفين لمساعدته وغيره من المقدسيين المسيحيين في العودة إلى القدس التي حرموا منها لأنهم كانوا خارجها عند وقوع الاحتلال عام 1967، فـ"صداقة" الفاتيكان مع "إسرائيل" لم "تنفع" صافية حتى الآن لا في عهد البابا السابق ولا في عهد خليفته وهي إذ فشلت على مستوى أفراد في "نفع" دبلوماسي عريق في صداقته للفاتيكان وفي دعوته للسلام والعدل بعد أن مثل شعبه في لندن وواشنطن وموسكو قبل أن تستغني قيادته عن خدماته مؤخرا لأنه شارك مع سفراء آخرين في مهرجان نظمته حماس فإن المراقب لا يكون متجنيا عندما يتساءل عن أي عدل وسلام يمكن أن تحققه صداقة الفاتيكان و"إسرائيل" في قضايا على مستوى أهم من الأفراد!

إن الاحتلال "الإسرائيلي" في باطله لا يراعي للفاتيكان قداسة أو وزنا. فقد اعترف الفاتيكان "بإسرائيل" بموجب "الاتفاق الأساسي" عام 1993 وبعد خمسة عشر عاما على نفاذ ذلك الاتفاق وعشر سنوات على نفاذ "اتفاق الشخصية القانونية" للكنيسة الكاثوليكية بين الجانبين، ما زالت المفاوضات الثنائية حول المسائل المالية والأملاك تجرجر أذيالها و"ليس ذلك فقط، بل إن المعاهدات التي وقعت وصودق عليها ما زالت بانتظار مصادقة الكنيست عليها" كما جاء في مقال عن العلاقات الثنائية نشره الحارس الفرنسسكاني للأرض المقدسة عشية زيارة البابا. وما زالت الصعوبات قائمة أمام منح تأشيرات الدخول "الإسرائيلية" لكهنة الكنيسة، وما زال "الإسرائيليون" يتطاولون على العقيدة المسيحية كما فعلت القناة العاشرة في التلفزيون "الإسرائيلي" في شباط / فبراير الماضي، وفي التطاول على رأس الكنيسة كما فعل "هيلل فايس" البروفسور بـ"جامعة بار إيلان" في مقال له نشرته أو أشارت إليه عدة صحف "إسرائيلية" أوائل الشهر الجاري ووزع في المعابد اليهودية عندما هاجم البابا واصفا إياه بأنه "حصان طروادة" لحرمان "إسرائيل" من "الحوض المقدس" في القدس.

وإذا كان اعتماد جنرال احتياط في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" محسوب على العرب الدروز في عسفيا هو بهيج منصور للاتصال مع الفاتيكان والتفاوض معه فيه استهتار بالفاتيكان فإن اعتماد وزير السياحة "الإسرائيلي" "ستاس مايسيزنيكوف" من "حزب إسرائيل بيتنا" الذي يقوده العنصري وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" ليكون المسؤول عن تنسيق زيارة البابا فيه إهانة. فهذا الوزير العنصري لم يكتف بوضع عصي سياسية في مسار الزيارة عندما أعلن مثلا مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين قرب بيت لحم "منطقة ج" غير خاضعة لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني ومنع التحضيرات التي تقوم السلطة بها في المخيم لزيارة البابا بهدف منع زيارته حتى لا يتم تسليط أضواء الإعلام على قضية اللاجئين من ناحية وعلى الجدار الفاصل الذي يشق المخيم ويحاصره من ناحية أخرى، أو عندما حذف اسم رئيس بلدية سخنين مازن غنيم من قائمة المدعوين العرب لمقابلة مع البابا، بل إنه حول مناسبة الزيارة إلى بقرة سياحية مقدسة.

فالموقع الإلكتروني الذي أطلقته للمناسبة وزارة السياحة بسبع لغات يتضمن روابط لوكالات السفر والسياحة "الإسرائيلية"، ويقتبس من قنصل "إسرائيلي" في كندا مثلا قوله إن "إسرائيل تتوقع... أن يسير على خطى البابا" الآلاف من المسيحيين في العالم، (بينما منحت دولة الاحتلال حسب زعمها عشرة آلاف من مسيحيي الضفة الغربية ومائة أو مائتين من إخوانهم في غزة تصاريح لاستقبال البابا في القدس وبيت لحم والناصرة). لكن الأهم من كل ذلك هو استغلال البابا نفسه لافتتاح اثنين من أهم المشاريع السياحية "الإسرائيلية"، للتعويض عن عشرة ملايين دولار ضختها "إسرائيل" في التحضير لزيارته ولتبييض صورتها دوليا غداة عدوانها الأخير على قطاع غزة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في السادس من الشهر الجاري.

ففي الناصرة يجهد "الصندوق القومي اليهودي" التابع "للمنظمة الصهيونية العالمية" لإكمال بناء مدرج يتسع لأربعين ألف نسمة على سفح تلة حاول اليهود دفع المسيح إلى الموت من فوق أحد منحدراتها ليتزامن افتتاحه مع زيارة البابا في الرابع عشر من الشهر المقبل. وفي القدس المحتلة سوف يزور البابا "مصعد الزمن" السياحي "الإسرائيلي" ليدشن "الأوديسا الجوية" فيه ليحلق من داخل قاعة تتسع لـ102 متفرجا فوق "إسرائيل" ليكتشف "ماضيها وحاضرها" من منظور صهيوني، في دعاية مجانية مباركة على أرفع مستوى لمشروع يراد له أن ينقل السياحة في بيت المقدس من دينية إلى سياسية ترفيهية في سياق عملية التهويد الجارية على قدم وساق.

ربما كانت على حق الشخصيات المسيحية العربية التي حبذت في رسالة إلى الفاتيكان مؤخرا تأجيل زيارة قداسته أو تضمينها محطة غزاوية، لكن المطران الطوال له رأي آخر في أن تتم الزيارة: "ما الذي ينبغي عمله؟ هل ننتظر أوقاتا أفضل؟ إن هذه المنطقة لم تعرف السلام أبدا. أننتظر حتى تحل القضية الفلسطينية؟ إنني أخشى أن يقضي إثنان أو ثلاث بابوات قبل أن تتم تسويتها بشكل قاطع"!


http://www.al-moharer.net/moh279/nicola_nasser279d.htm



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصب والاحتيال اليسوعي على اليهود..(يوحنا 2)- 6
- اله التوراة الأعوج خلق المرأة من ضلع اعوج !!! رد على مقالة ف ...
- ومن آياته أن جعل لكم من الماء خمرا ومن والسماء سمكا مسكوفا ( ...
- الصراع السياسي اليهودي والمسيحي على يوم السبت (يوحنا ) - 5
- لا شفاعة ليسوع وقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (يوحنا ...
- نداء السراة !!التحريف اليسوعي القومي لجغرافية الأنبياء (الجز ...
- ما اكذب من مخلًّص المسيحيين إلا مخلَّص اليهود (يوحنا) -3
- ومن آياته أن جعل لكم من الماء خمرا فإذا انتم منه تسكرون يسوع ...
- يسوع اله اللادينيين والملحدين واللبراليين والنورانيين آياته ...
- عفش النَوَر (الخروج)
- جرائم اله التوراة على ارض فلسطين خيمة الاجتماع رمز للاستيطان ...
- من خيمة اجتماع شيوخ بني إسرائيل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، «ا ...
- التشريعات القومية والعنصرية في وصايا اله التوراة ( الخروج)
- دعوة اله التوراة لاحتلال الجولان (حوريب) لإقامة دولة إسرائيل ...
- دعوة اله التوراة للقتل والتكفير والإرهاب (الخروج)
- اله التوراة والتطرف الديني في بني إسرائيل ( الخروج )
- اله التوراة عطار بني إسرائيل (الخروج)
- الطقوس الوثنية والشركية في لكتاب المقدس التوراة (الخروج)
- اله التوراة خياط بني إسرائيل تحريف وصايا موسى لهارون ( الخرو ...
- بيت اله التوراة (موكب عزاء) ذبائح وخيام وقدور وأواني (الخروج ...


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني القومي على فلسطين (يوحنا ) – 7