أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف عبد القادر - مشورة المرأة














المزيد.....

مشورة المرأة


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تذيع إذاعة الشرق مشكورة برنامج كل صباح يتناول موضوعات شتى، وكان موضوع حلقة يوم السبت الماضي يتعلق بوضع المرأة في العالم العربي، وها أنا أقدم للقراء ما قلت، إن الموروث الثقافي يمثل عائقاً كبيراً أمام المرأة العربية لنيل حقوقها، كان أبي رحمه الله يقول لأمي دائماً عندما كانت تقدم له المشورة: مشورة المرأة لو صحت تخرب البيت سنه ولو خابت تخرب البيت العمر كله، ولا شك أن قول المرحوم والدي ترجمة بالعامية المصرية للحديث المكذوب على رسول الله صلي الله عليه وسلمالذي يقول:"شاوروهن وخالفوهن" في حين أنه ثابت في السنة النبوية أن الرسول كان يشاور زوجاته ويعمل بمشورتهن، من ذلك عمله بمشورة أم سلمه في صلح الحديبية والتي أنقذت الإسلام الوليد من كارثة محققة وقد تمرد عليه أكثر الصحابة على رسول الله الذين كانوا حديثي عهد بجاهلية وأبوا إلا أن يقاتلوا قريشاً ورفضوا قبول نصيحة رسولنا صلي الله عليه وسلم في أداء فؤيضة الحج بعيداً عن مكة، لأن قريش رفضت أن يدخل المسلمون مكة حجاجاً في هذا العام. فطلب رسول الله صلي الله عليه وسلم مشورة أم سلمة فقالت له: غداً انحر هديك ولا ترد عليهم عندما يحيوك. وفعلاً فعل رسول الله، فلما رأوه لا يرد عليهم شعروا بالذنب وأتوا وبايعوه وقبلوا صلح الحديبية "المذل" مثلما قبل الشهيد ياسر عرفات صلح أوسلو "المذل" كما يسميه المتطرفون وكانت النتيجة أن عاد رسول الله إلى مكة فاتحاً بعد صلح الحديبية، وستكون النتيجة بإذن الله أن يأتي الرئيس المصلح محمود عباس "أبو مازن" بالدولة الفلسطينية لشعبه الفلسطيني نتيجة اتفاق أوسلو الذي يكفره ويجرمه فقهاء الإرهاب.
وكان مما قلت أيضاً، أن نظرتنا إلى المرأة على أنها "ناقصة عقل ودين" يقف عقبة كأداء لمساواة الرجل بالمرأة، وهو حديث مكذوب آخر على رسولنا الكريم ويتناقض تناقضاً مطلقاً مع القرآن الكريم الذي أقر بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الآية الكريمة :"المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" فالولاية متبادلة بين الرجل والمرأة على قدم المساواة، بلا نقص في العقل أو في الدين ولا هم يحزنون.لكن ما يستحق الإستغراب هو أن قطاعاً من النساء تحت تأثير الإنحطاط الحضاري ودعاية وعداء المتأسلمين للمرأة، ودعايتهم المكثفة ضدها أقتنعن بدونيتهن عكساً للمساواة التي أعطتها لهم الآية الكريمة . فلا زال أمام المرأة العربية مشواراً طويلاًلتنال حقوقها وتتساوى مع المرأة الأوربية ، ولا تعتقد المرأة أن الرجل سيعطيها حقوقها هدية منه بل عليها أن تنتزعها منه انتزاعاً، لنحقق المساواة التي أقرها رسولنا الكريم في قوله :"النساء شقائق الرجال"، فالرجل الشرقي هو الذي يضع القوانين، فيضعها في صالحة وخدمة رغباته الأنانية وغرائزه العداونية، ثم أسبغ عليها شرعية دينية ما أنزل الله بها من سلطان. حتى إن الجماعات المتأسلمة جعلت للمرأة خرجتان: واحدة من بيت أبوها إلى بيت زوجها، والثانية من بيت زوجها إلى القبر.
كيف يكون للمرأة كياناً مستقلاً وهي المنسية دائماً؟ وهي التابع دائماً لأبيها ولأخيها الذكر قبل الزواج، ولزوجها بعد الزواج. كيف تستطيع المرأة أن تفكر بنفسها وأبوها لا يستشيرها وهي صغيرة حتى في اختيار لون ملابسها؟ وعندما تتزوج لا يشركها زوجها في أي قرارات تهم الأسرة أو الأولاد؟ كيف للأم وهي نواة الأسرة أن تربي أطفالاً ناجحين وصالحين وهي نفسها مهضومة الحقوق وحبيسة بيتها. ولله در شوقي القائل:
الأم مدرسة إذا اعددتها / أعددت شعباً طيب الأعراق
وبما أنن لم نعدد المرأة في عالمنا العربي – بإستثناء تونس – فإنن مازلنا لم نحصل على شعب طيب الأعراق.
فلنتخلص من موروثنا الثقافي البالي، ومن الأساطير المسيطرة على عقولنا والتي جعلتنا نحمل المرأة كل شرورنا وآثامنا، فإذا نجح الأطفال فبفضل الأب، وإذا ما فشلوا فبتقصير من الأم، وآدم نفسه "حواء" هي التي أخرجته من جنة الخلد إلى أرض الشقاء. إذا لم نتخلص من عقدة دونية المرأة ، ومن أنها أصل البلايا وأخت الشيطان، لن نتقدم قيد أنملة على طريق التقدم، وسيظل نصف المجتمع مشلولاً ويعيش عالة على نصفه الآخر، أضف إلى ذلك أنه عقيم الانتاجية ويساهم بنصيب الأسد في قنبلة الانفجار السكاني التي نفجرها في أنفسنا بأنفسنا ونحن لا ندري. فمصر الفرعونية في أزهي عصور حضارتها كرمت المرأة وساوتها بالرجل وجعلت من "كليوباترا" ملكة مصر، فالمرأة تضطهد وتحتقر في عصور الإنحطاط، وهذا يبين لنا مدي انحطاطنا الحضاري الذي نعيشه الآن.
فالمرأة خرجت للعمل وأثبتت جدارتها في كل الميادين، إلا المرأة العربية التي مازلت رهينة المحبسين: الموروث الثقافي البالي، والرجل "الإخوانجي" المسكون بالخوف منها ومن تحرير طاقتها الجبارة. فالطريق مازال طويلاً وشاقاً أمام المرأة العربية لتتساوى بالرجل وبالمرأة الحديثة في كل مكان، ولكن عليها أن تأخذ بزمام المبادرة ، وأن تشق عصى الطاعة في وجه أعدائها المتأسلمين الحاملين لأبشع تقاليد عصور انحطاطنا. ومن سار على الدرب وصل، ومن ينصره الله فلا غالب له.

[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العالم- والتطبيع مع إسرائيل
- رداً على فقهاء إرهاب القاعدة
- رداً على صائب خليل: نظرية الخونة الأبطال
- نداء إلى شيخ الأزهر ومفتي مكة وباقي علماء المسلمين: طهروا حظ ...
- الشيخ حسن نصر الله ورفيق الحريري
- لبنان: الحقيقة... الجريمة ... والتحدي دهاليز المأساة اللبنان ...
- لماذا وقعت بيان العفيف الأخضر؟
- المثقفون العرب ودم الحريري
- راشد الغنوشي يدعو إلى تصفية الناخبين الفلسطينيين و رئيسهم
- زوجة الكاهن والنار التي تحت الرماد
- هل راشد الغنوشي فقيه إرهاب ؟
- رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات
- محكمة دولية لمحاكمة دعاة الإرهاب
- القنابل لها ذقون
- البيان الأممي المبين
- عرفات رحل في الوقت المناسب
- رسالة تهنئة لجورج بوش
- سيف التكفير البغيض
- لنا ديننا الحنيف ولكم دينكم العنيف
- الحجاب والقبعة


المزيد.....




- لأنها من أقارب ديكتاتور أحد الدول.. حرمان امرأة من الحصول عل ...
- الحكومة الأسترالية تخصص أموالاً لمساعدة النساء المعنفات والأ ...
- السعودية.. القبض على مواطن قتل امرأة بالرصاص في نجران
- هل أسهمت حالة الطوارئ في سيراليون بالحدّ من العنف الجنسي؟
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرض لحملة تنمر على مواقع ا ...
- مقتل امرأة وإصابة أخرى بقصف أوكراني استهدف قرية في مقاطعة كو ...
- استمرار الاعتقال التعسفي بحق الناشطة هدى عبد المنعم
- هيومن رايتس ووتش: العنف يتصاعد ضد السوريين/ات في لبنان
- -سيكسومنيا-.. اضطراب نادر يجعل مرضاه يمارسون الجنس أثناء نوم ...
- بعد ارتباطها بزعيم عصابة شهير.. لحظات مروعة لتصفية ملكة جمال ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف عبد القادر - مشورة المرأة