أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات















المزيد.....

رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد انتصر صوت العقل على العاطفة عندما انتخبك الشعب الفلسطيني خلفاً لأبو عمار، ذلك الرجل الذي كان يتمتع بكاريزما قلما تمتع بها فلسطيني آخر،، هذه الواقعية هي علامة نضج عقلي ونفسي وسياسي للشعب الفلسطيني والتي سيكون لها أثر كبير في حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بعد أن تعب الشعب الفلسطيني من هذا الصراع الذي يبدو كليل بلا آخر، وبعد أن اقتنع الشعب الفلسطيني بفشل الانتفاضة وبأنه قد حان الوقت لإحلال السلام، وأن السلام هو الحل الوحيد.
المسئولية الملقاة على عاتقك كبيرة، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فقدرك أنك أتيت خلفاً لرجل هو في نظر الجماهير العربية بطل شعبي وزعيم سياسي ورمز للنضال. رجل مات ولم يحقق حلمه الذي عاش من أجله، وهو إقامة الدولة الفلسطينية. لكن لماذا لم يحقق أبو عمار حلمه؟ لم يحققه لا لأن الظروف لم تساعده، لكن لجموده الذهني وعجزه عن قراءة الواقع ومراعاة موازين القوى الدولية والإقليمية باعتبار السياسة هي فن الممكن ولا مجال فيها للخيال والحلم. جموده الذهني هو الذي شله عن الموافقة على مقترحات كلينتون التي أعطت للشعب الفلسطيني 97% من أراضي الضفة الغربية وكامل غزة، والتي أسف على رفضها بعد مرور 22 شهراً، وطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جورج بوش عرضها عليه من جديد مرة أخرى،ولكن نسي أن ما فات مات.
لقد توليت الرئاسة في فترة حرجة، كتلك الفترة التي تولي فيها الرئيس السادات الرئاسة، فهناك أوجه تشابه كبيرة بينك وبين الرئيس السادات، الذي ظلمه ظلماً شديداً كل من صدام حسين وحافظ الأسد والغوغاء العربية التي تفكر بنصفها السفلي. فلقد عملت طيلة حياتك تحت قيادة أبو عمار في منظمة فتح وكنت الرجل الذي يعرف كيف يتقوقع على نفسه عندما يحتدم الجدل، لكن هذا لا يمنع أن الجميع يعترف بموهبتك النادرة عندما يتعلق الأمر بتخطيط استراتيجي بعيد المدى ولعل مأثرتك "أوسلو" خير شاهد على ذلك، تماماً كما كان يفعل السادات في حضور عبد الناصر، يذكر هيكل في كتابه "خريف الغضب" أن السادات لم يقل "لا" لعبد الناصر طيلة حياته، ولكنه تمكن في نصف عام من 1970 إلى 1971 من إطفاء وهج أسطورة عبد الناصر الذي رحل وهو في نظر الجماهير العربية رمز للكفاح وبطل شعبي، وتمكن السادات من تحريك الجبهات داخلياًَ وخارجياً. وأثبت أنه رجل شجاع سياسياً إذ خلص شعبه من مراكز القوى. فكن ساداتياً وحرك أنت أيضاً الموقف داخلياً وخارجياً. داخلياً بالقضاء على مراكز القوى المتمثلة في "ماس" و"الجهاد الإسلامي"ومتعصبي فتح وفاسديها، وأوقف الانتفاضة التي هي أسوأ من الخمر في القرآن العزيز، فيها إثم كبير وليس فيها منافع للناس،أوقف هذه الانتفاضة الانتحارية التي لم تنحر في الواقع إلا الشعب الفلسطيني وأمله في الاستقلال
والدولة. وخارجياً بالإلتزام بالشفافية التي هي اللغة التي يفهمها الرأي العام العالمي وصناع القرار فيه وابتعد عن اللغة المزدوجة الإسلاموية التي كنت أعيبها على أبو عمار، حيث كان يحمل غصن الزيتون في يد، والبندقية في اليد الأخرى، وعندما يذهب إلى البيت الأبيض يظهر غصن الزيتون، وما إن تطأ قدماه فلسطين يخفي غصن الزيتون ويرفع البندقية. فارفع غصن الزيتون بكلتا يديك، وامض به غير مبال بأقوال الانتهازيين والمنتفعين والمزايدين. فمنذ قمة بيروت ونحن نعلن للعالم أجمع أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي فعلينا أن نترجم هذا القول إلى فعل على أرض الواقع.
لا تكن عرفاتياً بل كن ساداتياً أي رجل دولة يضع نصب عينيه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، لأن فترة الكفاح المسلح مضي عهدها إلى غير رجعة، وتصرف كرجل دولة ينتمي لقائمة الرؤساء المتحضرين الذين خبروا الواقع ويجسدون حساب موازين القوي الدولية والإقليمية.
أذكر إنني عندما شاهدت فيلم "السادات" الذي قام ببطولته الممثل القدير احمد زكي أن حلاق السادات سأله يوماً وهو يحلق له: كيف رضيت يا سيادة الرئيس أن تأخذ سيناء على مراحل؟ فأجابه السادات: تخيل لو أن بلطجياً جاء واحتل محللك وطردك في الشارع، فأخذت تبكي للمارة كي يعيدوك إلى دكانك، ومن كثرة بكائك رق قلب البلطجي وقال لك تعالي وادخل محللك لكن ستأخذ نصفه فقط، هل تبقي تبكي في الشارع أم تدخل محللك وتأخذ نصفه وتطالب بالباقي؟!. فلا تنسي يا أبو مازن هذا المنطق البورقيبي الساداتي (خذ وطالب) أي خذ ما هو معروض عليك وطالب بالباقي، فما لا يدرك كله لا يترك جله.
وفي حوار جانبي بين عرفات واسحاق رابين بعد توقيع اتفاق أوسلو قال له عرفات:أرأيت كيف يتهمني البعض بالخيانة والعمالة لأنني وقعت اتفاق أوسلو، بعد أن كنت رمزأ للصمود والتصدي؟، فرد عليه رابين:أيهما أفضل أن يتهمك البعض بالخيانة والعمالة وتجلب لشعبك اللبن والعسل، أم تظل رمزاً للصمود والتحدي وتجلب لشعبك الموت والدمار. فاجلب لشعبك اللبن والعسل ودعك من الشعارات الفارغة التي لم تعد صالحة لعصرنا وكن في شجاعة السادات الذي أحسن قراءة الواقع واستعاد سيناء كاملة بالسلام، كن ساداتياً وواجة كل القوى الرجعية والإسلامية المتعصبة التي تتاجر بالقضية الفلسطينية، والتي من مصلحتها بقاء الحال كما هو عليه وجعلوا من القضية الفلسطينية "قميص عثمان".
سيقولون عنك أنك قرضاي فلسطين وعلاوي العراق فلا تهتم بذلك وامضي قدماً بالقافلة الفلسطينية إلى بر الأمان ودع كلاب "حماس" تنبح، ودع راشد الغنوشي يكتب ضدك الرسائل المسمومة بأسماء مستعارة في بريد "القدس العربي". اجلب لشعبك اللبن والعسل بعد أن طال عذابه في المخيمات منذ العام 1948، اتخذ القرارات المؤلمة حتى لو اتهموك بالخيانة، فالأجيال القادمة كفيلة برد الاعتبار لك وستذكرك بكل خير، كما ردوا الاعتبار للسادات بعد أن اتهموه بالخيانة والعمالة،حافظ الأسد الذي اتهم السادات بالخيانة في آخر قمة حضرها وهي قمة "جنيف" قال لكلينتون "لن أرض بأقل ما رضي به السادات" أي استرداد الجولان حتى آخر شبر... وهكذا وبعد 22 عاماً يندم الرئيس حافظ الأسد عن خطيئته ويطالب لسوريا ما أنجزه السادات لمصر، إلا أن حافظ الأسد فرط في مصلحة سوريا خدمة لحلفائه السوفيت !.
الظروف الآن مهيئة لإحلال السلام كما لم تكن مهيأة من قبل، ولكن قبل إحلال السلام لابد من التحلي بالمرونة الذهنية التي أنت أهل لها، لقد آن الأوان لدفن الأحقاد المتراكمة على مدار ما يقرب من قرن،فتحلي بالواقعية والعقلانية السياسية التي أتت بك إلى الحكم، وأعلم أن الاتحاد الأوربي معك، وأمريكا معك، وشعبك الذي انتخبك معك، وقلوبنا جميعاً معك، فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين في حماس والجهاد الإسلامي، فسر على بركة الله ولا تخف .

[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة دولية لمحاكمة دعاة الإرهاب
- القنابل لها ذقون
- البيان الأممي المبين
- عرفات رحل في الوقت المناسب
- رسالة تهنئة لجورج بوش
- سيف التكفير البغيض
- لنا ديننا الحنيف ولكم دينكم العنيف
- الحجاب والقبعة
- نص إدانته ورده عليها ! المفكر الإسلامي جمال البنا يلقي حجراً ...
- أقباط مصر ليسوا عورة !
- القدوة الحسنة
- مصر : حكومة الفرصة الأخيرة والرئيس المنتظر
- حرب الظلاميين الفيروسية ضد المسلمين المستنيرين
- إذا وصلوا إلى الحكم: ماذا سيفعل الإخوان بأقباط مصر..؟
- التجربة التونسية رائدة في مكافحة الفقر
- تعليق علي : -الحملة اللاأخلاقية الظالمة- ضد رمز -الاعتدال وا ...
- المأزق العربي العرب في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة
- مؤتمر -الحداثة والحداثة العربية- خطوة على طريق الحداثة
- زعيم ثورة الفاتح والفتح الجديد
- شافعي مصر المستشار محمد سعيد العشماوي مرشح للاغتيال


المزيد.....




- ما العقبات التي تواجه نقل المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمر ...
- دار نشر بريطانية تقدم دفوعها في دعوى الأمير هاري
- أصغر أبناء ترمب سينصب والده في المؤتمر الجمهوري
- بلينكن يؤكد مجددا معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين من ...
- نتانياهو: آمل أن أتمكن أنا وبايدن من تجاوز خلافاتنا
- بسبب منطاد -التجسس-.. واشنطن تضيف كيانات صينية إلى اللائحة ا ...
- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات