أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غيلان - في الطريق الى بغــداد -4















المزيد.....

في الطريق الى بغــداد -4


غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 285 - 2002 / 10 / 23 - 00:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الطريق الى بغــداد (4)

- أيها السجناء   أصافحكم . .

وألتفت . .

أين العــراق . . ؟ -

_ 7 _

تفرد صدام حسين في توزيع المآسي على العراقيين، وتفرد في تعامله مع الدولة ومع القانون فالدولة في مفهومه لا تتجاوز هذه الأعداد من الموظفين والجنود والشرطة وكلهم تحت أمرته وعليه فمفهوم الدولة يتم تغييره بجرة قلم (. . .) والقانون في مفهومه هو مجموعة القناعات التي تتوصل إليها القيادة . . قيادته ويتم تثبيت بقية القوانين أو إلغائها بجرة قلم أيضاً.

وجرة القلم هذه هي التي غيرت خارطة العراق الطبيعية والبشرية فالمعاهدات والحروب بجرة قلم وكذلك الجبهات الوطنية، استعادة الكويت وتركه تحت شعار (يمّه أحوي)، تغيير البرامج، السيطرة على أموال البلاد والعباد،بجرة قلم . . قرارات الإبادة والإعدام، سجن الناس أو إطلاق سراحهم بجرة قلم وكذلك كتابة الرواية بجرة قلم، فأي جرة قلم هذه التي تجاوزت كل الأقلام التي كتبت وتفوقت على كتاب تاريخ البشرية كلها، فق تحكمت بكل شيء وأخرها إطلاق سراح السجناء وغالبيتهم لا تعرف لماذا زُجّ بها في السجن؟

وكشف صدام بجرة قلمه هذه للرأي العام مستوى التحكم اللاشرعي الذي يجسده نظامه بحق العراقيين ومستوى انعدام التشريع في بلد التشريع الأول وغياب القانون في التعامل بين النظام وبين الناس وأدرك العالم ان العراقي يعيش تحت رحمة جرة القلم هذه التي وقّعت على إعدام أكثر من فرقة عسكرية في العام 1983 (الشلامجة) وربما كانت جرة قلم شفهية تلك الإعدامات التي طالت الآلاف من سكان الجنوب بعد الانتفاضة 1991 وهي ذاتها التي أصدرت قرار الأنفال حيث زُهقت النفوس وتم سوق آلاف النساء الكرديات العراقيات الى مناطق أو دول مجهولة لحد الآن (. . .) إنها جرة القلم ما قبل الأخيرة إذ يقدم النظام تنازلات يتوهمها قادرة على إرباك العامل الدولي والمعارضة معاً عبر تشغيل قنوات الصحافة والإعلام ومنها قناة الجزيرة التي بدأت تواكب النظام مذ نُشر خبر مقابلة أجرتها الجزيرة مع صدام حسين. . وحدها جرة القلم تعرف كم قبضت الجزيرة أو لماذا ومن دون أي رادع قيمي نقلت الاستفتاء المزوّر على الفضاء ويومها استضافت وبغية العدالة المتوخاة (. . .) استضافت شقيق صدام في السلوك جبار الكبيسي بصفته طرفاً من أطراف المعارضة فراح يثني على الاستفتاء المناهض للولايات المتحدة الأمريكية . . كم كانت عادلة تلك الاستضافة وكأن الجزيرة لا تعرف من المعارضة إلا سليل البعث جبار الكبيسي (. . .)

ولا أنسى جريدة الزمان التي طلعت علينا يوم 20/10/2002 بخبرها الأول ويبشر الخبر بالعد التنازلي لقرار تغيير النظام ويبشر بأن صدام سيكلف شخصية عراقية معارضة بتشكيل حكومة جديدة ويقول الخبر بأن هذه الشخصية من خلفية شيعية وكل هذا الخبر جاء عبر مكالمة هاتفية للزمان من باريس . . . المكالمة خصّت الزمان فقط ولا أدري لماذا الزمان فقط أم هي جرة قلم كريمة ايضاً على الديمقراطية الليبرالية (. . .)

 

8 _

في عام الانتفاضة 1991 كان فتحاً مختلفاً للسجون. إذ أصبح المنتفضون كعمال المناجم وهم يبحثون عن مصدر الصراخ فمحلات الأورزدي باك كانت تنام على بيوت الأحياء الموتى تلك التي لا تصلها عقارب الزمن وذاكرات النزلاء رفوفها خالية إلا من ساعة التحقيق ووجبة البقاء على قيد الحياة. أماكن لم تخطر ببال كتّاب الخيال العلمي ولا مسلسلات هوليود . . كيف تتخيل حديقة عامة وتحتها مملكة السجناء أو مدرسة يمرح أطفالها فوق أوجاع آدمية . . وحتى في مسلسل الحسناء والوحش ورمزيته المتخيلة، الناس الذين يعيشون في الأسفل يمارسون قناعاتهم التي تتصادم مع أناس الفوق . . ولو قارنت تاريخ السجون والجهد الذي بذله ميشيل فوكو سوف لن تعثر على إمكانية للمقارنة لا بين العصر الذي حفر فيه فوكو ولا التفاصيل واللغة المدفوعة من أعماق سكان الدهاليز والأقبية الصدامية . .

وفي السليمانية حيث كنت في انتفاضتها . . والسليمانية يسميها النظام (رأس الحية) الذي أوكل مراقبته الدموية لضباط يأبى القرش أن يكونوا من سلالته وكذلك الضباع. . ومنهم الملازم محسن وكذلك المحافظ جعفر "جوبي" الذي نزع منه الأكراد كلمة كاكا والى الأبد مثلما نزع النبي موسى الطمأنينة من قلب السامري . .

في السليمانية كأن نداء الحرية وصل الى تلك الأقبية المجهولة، فتح المنتفضون كل سجن عثروا عليه فعثروا فيها على جنوبيين وبغداديين، يا لها من سجون تحرص على وحدة العراقيين في الظلام . .

استمرت بقية السجون مجهولة حتى نزول قوات "البيشمركة" حيث فُتحت أقبية الغرائب والعجائب الصدامية إذ الأظافر هي وسيلة تحديد الزمن المظلم على جدران مطلية بالدم حيث الطفولة هي الأخرى مشمولة بالحبس وحيث الاعتداء على الطفولة والنساء فريضة البعث . . .

انه معرض للعدم جسّدته إرادة سافلة وأملته جرة قلم . .

الشاعر‏ غيــلان

22/10/2002



#غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطريق الى بغـداد - 3
- في الطريق الى بغــداد- 2
- في الطريق الى بغــداد
- الوتائــر الحية من برلمان كردستان الى برلمان العراق
- مؤتمر الحلقة الحيوية
- طفيلية النظام ولعبة التحييد
- بيـان
- في التفاصيل والتغيير
- قراءة في التغيير


المزيد.....




- إعصاران متوازيان في لقطة سريالية يوثقها سيّاح خارج مطار أمري ...
- استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن ...
- في السعودية.. سيارات الأجرة الطائرة المستقبلية تشدّ رحالها و ...
- لافروف: الولايات المتحدة تغفر لنظام كييف كل تصرفاته
- مطالب بإعادة تفعيل تسعمئة ألف جندي احتياطي في الجيش الألماني ...
- السيسي مستقبلا ليندسي غراهام: نحذر من خطورة استمرار العمليات ...
- الخارجية الروسية تتحدث عن موعد شطب -طالبان- من قائمة المحظور ...
- الفوج الرئاسي يقدم استعراضه في الكرملين في درجة حرارة غير مع ...
- ليبيا.. نفوق غامض لأعداد كبيرة من الإبل يستنفر الشرطة الزراع ...
- مصدر رفيع المستوى: مصر أكدت عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - غيلان - في الطريق الى بغــداد -4