مؤتمر الحلقة الحيوية

غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 259 - 2002 / 9 / 27 - 01:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

قرأت خبراً في موسوعة النهرين عن قرب انعقاد مؤتمر المثقفين العراقيين في هولندا.

وقد سبق لي ان كتبت عنهم واصفاً نشاطهم بالبؤرة المشرّفة لما حمله نشاطهم من صور تعكس الحضور الحيوي للثقافة العراقية في تنوعها وتعددها مما أضفى على نشاطهم طابعاً يميزهم ويتفق على تمايزه كلّ من تابع اشتغالاتهم المتنوعة في النقد، القصة، الرواية، الفن التشكيلي حيث تمتحن أدواتهم مع شعب تفرد في هذا الفن، الشعر حيث استبسلوا في تعلم اللغة الهولندية رغم انعدام روابطنا اللغوية معها، في المسرح حيث تأخذنا أخبار نشاطهم في التجديد المسرحي وكذلك في متابعاتهم الصحفية ودراساتهم النقدية وعلى اختلاف مواقفهم أسسوا هذه الحالة العراقية التي يفرحنا تمايزها في الأداء . . ولا ننسى إصداراتهم لمجلات ونشرات ثقافية ترفد الثقافة "المعارضة" بالجديد، كما تكشف عن الطبيعة الإنسانية للثقافة العراقية وتمتحن إمكاناتها وأسئلتها في مختبرات الثقافة الإنسانية الأخرى . . عداك عن همهم العراقي شعراً أو حين غزوا بألوانهم حقول الفن التشكيلي. ويتفق معي الكثير من الأدباء والفنانين على أهمية هذه الحلقة في ثقافتنا العراقية المعاصرة فكل من مرَّ على مثقفينا في هولندا أو تابع نشاطهم شعر بغنى الحوار واحترام المختلف والاحتفاء بالإبداع والمبدعين . .

من كل ما تقدم لا نريد لمؤتمرهم ان يكون حدثاً عابراً بل نقطة اختبار لأهمية طروحاتنا ومفاهيمنا وسلوكنا، ولكونهم على اتصال بجميع الفاعليات الثقافية فستكون دراستهم لوضعهم هي مقدمة نموذجية لدراسة الوضع الثقافي العراقي المعارض وأعني بالمعارض الذي يعمل من أجل التغيير الكلي للنظام وليس تغييراً سطحياً بدأ النظام ومخابراته الثقافية بالاشتغال عليه من خلال طروحات تؤدي الى تحييد المثقفين بالنسبة للعامل الدولي وهو العامل الحاسم في تغيير النظام وهذه الطروحات الغربالية لا تستطيع ان تحجب شمس الحرية التي ستشرق بعد ثلاثين عاما ونيف على عراق السؤال الأول حيث سيطرد الشعب روائح الدكتاتورية من نوافذ البيوت ومن الأزقة، من القرى ومن المدن، من المدرسة والجامعة ومن المعمل، من عكازة الشيخ ومن ثياب الأرامل وأمهات الضحايا. وسيشيد مبدعوه صرح الثقافة الحرة وسيبني نحاتوه ورساموه أضخم متحف لضحايا التوليتارية.

كلنا أمل بنجاحكم، متمنين للجنة التحضيرية الصعود بالهم العراقي بعيداً عن غبار الانتماء، كما نريد للغة المؤتمر ان تحصن ما أنجزته الثقافة العراقية في احترام التنوع والاختلاف.

الشاعر غيــلان

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل