أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - عندما يكون الإغتصلب عبادة ؟!














المزيد.....

عندما يكون الإغتصلب عبادة ؟!


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 18:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



9/4/2013
هل إغتصاب النساء عيادة ؟!
شاهدت مقاطع من فيديو بعنوان "شباب مسلم يغتصبون فتاة مسيحية في وضح النهار "
المشهد :فتاة ملقاة على الرض وتصيح وعدد كبير من الشبان متواجدين ويصيحون الله أكبر ..ألله اكبر ، بينما شباب يضربون ويركلون ، في مشهد تالي شاب قرب الفتاة يبدوا أنه يحاول تعريتها والباقي يهتفون ويكبرون .. مظهر يثير استفزاز كل من له ضمير .
في التعليقات المكتوبة على المشاهد المثيرة ، يقول أحدهم أن الإسلام الحقيقي لا يقبل بهذا ، ويقول آخر إن الإسلام الصحيح لا يقبل ولو كانت مسيحية أو بوذية أو من أي دين ...
أما أنا فلا أقبل اغتصاب النساء حتى ولو من قبل ازواجهن غصبا .
ولكن هل صحيح أن الدين الإسلامي يقبل بهذا الإغتصاب وهذه المعاملة القبيحة لمن هم على غير دين الإسلام ؟أو لمن هو على غير الطائفة ؟
في الحقيقة إن الإسلام الذي يتبعه هؤلاء الشباب الذين تظهر حركتهم في الفيديو ،يقبل بهذا التصرف ولذلك تراهم في غاية الحماس وهم يحيطون بالفتاة ملقاة على الإرض وهي تصيح بصوت يثير الشفقة وتحاول قدر طاقتها التملص من بين أيديهم .
إن هؤلاء قد تلقوا ثقافة ودروسا وتعبئة تسمح لهم بذلك بل إنهم كانوا كمن يقوموا بواجبهم في غاية الحماس كقطيع مندفع يعبيء نفسه بالتكبير ويستثير طاقاته بالصراخ ،وأحدهم يحاول تعريتها .
حقيفة الحال أن الإسلام الحقيقي هو الإسلام الذي بين يدي الناس على تنوعهم وتعدد طوائفهم ومدارسهم ولا توجد صيغة واحدة هي التي يمكن أن يتوافق عليها الجميع على أنها الصورة النموذجية أو النسخة الأصلية للدين . ولا يوجد إسلام في الخفاء . كما أن أتباع طائفة معينة أو طريقة أو مدرسة ليسوا على منوال واحد بل هناك تنوع هلائل بينهم بمقدار إختلافهم وتنوع ميولهم وتعدد درجة إلتزامهم ،وتنوع مشارب ثقافتهم الدينية .هذه حقيقة الحال لمن يريد أن يرى أتباع دين معين أو مذهب معين أو مدرسة فكرية أو فنية أو أدبية خاصة عندما يكبر عددهم وتختلف بيئاتهم .
إن كل طائفة إسلامية ترى نفسها هي وحدها ودون غيرها التي تحمل الدين القويم وتسير على السراط المستقيم وترى غيرها على ضلال ولا يوجد حتى مجرد التسامح من داخل الطائفة تجاه الطائفة الأخرى .فالطوائف الإسلامية لا تربي على التسامح مع الطوائف الأخرى .
كما أن كل مدرسة يرأسها شيخ أو مجموعة شيوخ ترى نفسها هي المعبر عن الإسلام في صورته الحقيقية وغيرهم يحتاجون الى الهداية ..
كما أن بعض القوى الدينية لا ترى غيرها سوى كفرة وعلى ضلال ولا بد من إقامة الحد عليهم "رغم إسلامهم الظاهري" كما يقولون .
فهناك" جند الله "الذين ينتمون الى الجماعة المعينة بينما باقي المسلمين وبكل طوائفهم بما فيهم السنة والشيعة وكل الزيدية وكل الفرق الصوفية وعوام الناس كلهم بحاجة الى تقويم وهداية وعقاب على ردتهم أو تفريطهم بالدين أو ببعضه أو لنفاقهم ...
إن النظام السياسي فقط هو الذي يحفظ الأمن المجتمعي ويحمي النسيج الإجتماعي ، أو هو الذي يستثير النعرات والتفرقة والصراعات لتحقيق غايات تخصه أو أن قوى خارجية تستثير الفرقة ولا يستطيع النظام أو يستطيع الدفاع عن لحمة المجتمع .
وإن اتجاهات سياسية هبي التي تثقف بالنعرات الطائفية وتستثير هذه النعرات لإستخدامها في الصراع السياسي تحت اسم التدين والدفاع عن الدين.فالسياسة هي المنبع وليس الدين .
إن الذين يها جمون الجوامع في العراق وسوريا ويفجرونها في المصلين هم يرون أنفسهم أتباع الإسلام الصحيح وهم على الطريق القويم ومثواهم الجنة ، وهم لا يعلمون أنهم مجرمون وقتلة بل يرون أنفسهم منفذين لإرادة الدين كما تعلموه على أيدي شيوخهم ..
واليوم تجري عملية تحريض واسعة في أوساط الطائفة السنية من قبل الأنظمة الرجعية وشيوخ السلاطين وضد ما عداها من الطوائف الإسلامية وخاصة الشيعة والعلويين . تحريض وصل حتى استثارة الرغبة في إبادتهم إبادة جماعية بوصفهم غير مسلمين مما يوجب قتلهم . وبوصفهم مرتدين أو أعداء الإسلام أو ما شئت من تنوع الأوصاف التي تخلع عليهم من أجل إثارة النعرة الطائفية ضدهم (بدعم من أمريكا وتمويل من قطر والسعودية ووسائل الإعلام التي جندوها في خدمتهم )
ومن المعلوم أن النعرة الطائفية تحول المستثارين الى قطيع بوهيمي هو أقرب الى حيوانات الغابة وسلوك المتوحشين منه الى السلوك البشري .
من هنا تكون هذه الثقافة خطيرة جدا تدفع الى القتل على إعتبار أن القتل عملية يثاب عليها القاتل، وإن قتل فهو الى حوريات الجنة اللواتي ينتظرنه بفارغ الصبر وسوف يصل سريعا الى الجنة حيث يبدأ في عملية مضاجعة لا نهاية لها كما كان يحلم وفقا لتعليم شيخه .
على هذه القاعدة يكون القتل عبادة ويكون اغتصاب المسلمة من غير حزب المغتصب أو أي امرأة أخرى نوع من الحق بوصفها سبية أو هو نوع من العبادة ...
إن الشيوخ يحقنون المريدين بثقافة خسيسة وحيوانية من أجل استثارتهم الى القتال والإنضمام الىى صفوف القتلة، ويشرحون لهم عن سبي النساء في الحروب القديمة كما لو كان لا زال ممكنا في الوقت الحاضر وعن حقهم في ممارسة الجنس مع السبايا بوصفهن غنائم من حقهم أن يحصلوا عليهن في حروبهم مع الكفار .والكفار هم الكل ما عداهم ..
إن هذا ما يفسر اقدام قطيع من الشباب هم أقرب الى الحيوانات منهم الى البشر في عملية الإعتداء على الفتاه وسحلها تحت أرجلهم ومحاولة إغتصابها أو إغتصابها كما يقول ناشر الفيديو .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعابر والإنفاق في قطاع غزة
- أمريكا تملأ قلوب المتدينين
- يقتل زملائه الطلبة مسرورا
- القذافي ،الشهادة ، أمريكا
- أبو زهري محام عن حمد وليّ النعمة
- ميسرة أبو حمدية وتنازع الفصائل
- ميسرة أبو حمدية شهديا
- اليوم ...يوم الأرض الفلسطينية
- يوم الأرض مناسبة كفاحية؟؟!!
- -أمن مصر !- ومحاصرة حماس
- الإعتذار المقبول
- وهم إنتصاراتنا وتراجع تركيا
- القرضاوي يفتي مؤيدا قتل البوطي
- جرائم احزاب الإسلام الأمريكي
- عشر سنوات من النزيف الدامي في العراق
- اليوم يوم الكرامة الفلسطينية
- صباح الخير يا أمي الحبيبة
- حوار حول تفكيك جيش الدفاع الإسرائيلي
- السية رئيسة بلدية بيت لحم المحترمة
- إنتصارنا وفشل نتنياهو


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - عندما يكون الإغتصلب عبادة ؟!