أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - عصفوران على الشرفة - شعر الى روح الراحل حلمي سالم














المزيد.....

عصفوران على الشرفة - شعر الى روح الراحل حلمي سالم


السيد عبد الله سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


رنَّ الهاتفُ في قبوِ ظنُوني
وارْتعشتْ أجفانُ الصُّبحِ الفضِّيِّ
وَتلاشتْ همهمةٌ للصوتِ
القادمِ من خلف حنيني
- عمُّكَ قالَ
أَعرفُكَ
نبضٌ دخلَ على غير اسْتئذانِ
وتَمكَّنَ من غدوي ورواحي.

يومٌ ثالثُ يَكْتنفُ البدنَ
ويَسجُنُهُ
خلف تلالٍ من وخزاتِ الإبرِ
وطنينِ الأجهزةِ الطِّبِّيَّةِ
بالمشفى
روحٌ لمْ تعرفْ يومًا معنًى
لجمودِ الحدقِ في المحجرِ
لمْ تهبطْ يومًا فوق الأرضِ
عاشتْ بين حدائقِ شعرِ المنفى في الوطنِ
وغريبٍ حطَّ رحالَ الرِّحلةِ
بين الأوديةِ المقفرةِ والأوديةِ العمرانةِ بالشُّهُبِ
ما هدأتْ
يومًا خلف ستائرِ أزماتِ البدنِ.

-إِنِّيْ مُكتَئِبٌ قالَ
لَوْ أَنَّ الرِّيحَ بسطتْ لِلعربةِ كَفَّيْها
كُنتُ أَنا الأسبقْ
لو أنَّ الشَّمسَ تَدلَّتْ لي
كُنتُ أنا الأسبقْ
وحين تَدُقُّ السَّاعةُ بالمشفى
ثلاثَ دقَّاتٍ
يَسكنُ ظلِّي في عينيكَ
بالشُّرفةِ تَلقاني
كُنَّا كعصفورينِ في صندوقٍ طبِّيٍّ
- قُلتَ:
(ما بالُ النِّيلِ لمْ يُعْطِ أُبَّهةً لِلعينِ
ولماذا يختبيءُ
خلف حماماتٍ بيضاءٍ منْ عسكرْ
كانَ يُواتيني عند نهوضِ الكاتبِ
منْ جلْستهِ
كي يَرْسُمَني فوق حوائطِ أَحْزَانِي
صُبحًا من بهجةِ حلمي
ويُسلِمُني لشواطيءِ عينيها).

لستَ كشُعراءِ الجيلِ
وليس عليك أنْ تكتبَ
"صافيةً أراكِ
كأنَّكِ كَبُرتِ خارج الزمنْ"
حدُّ البلاغةِ من هنا قد بدأْ
حين كانَ العربيُّ
يكتبُ فوق الصَّهوةِ
أحصنةً لميلادِ النُّخبةِ
في عيدِ الميلادِ
ويَشقُّ لمعشوقتهِ دربًا
تَحرسُهُ نجومُ الرَّغبةِ والرَّهبةِ
والأرضُ البكرُ
حدُّ بلاغتكَ ابْتدأَ
من عشبِ المشفى
وتَخطَّى النَّخلاتِ نحو الأسفلتِ.

- أبغي كوبًا من شايٍ قلتَ
تلكَ الأمكنةُ تَضيقُ
والغرفةُ ما عادتْ تَحْتَملُ مريضيْنِ
أحدهما شارتُهُ السيْفانِ
والآخرُ شارتهُ صقرُ قريشْ
وجائزةٌ قد حجبوها خلف الأسوارِ
ليعلمَ كلُّ خلائقِ ربِّي
أنَّ العذر أقبح من ذنبِ
ورجالٌ كلَّفهمْ ربِّي
قد حقُّوا الحقَّ في الملكوتِ
أشهدُ ياربِّي أنِّي نظرتُهُ خلف إمامي يصلِّي.

- الشَّايُ تأَخَّرْ!
وفتاةٌ في الزيِّ الأبيضِ تُعطيني
حبَّاتٍ بيضاء طعمِ العلقمْ.

ستمرُ سحبٌ فوق البلدِ
وتأتي أعاصيرٌ وستمضي
وبلابلُ جنَّتِنا ستُغنِّي
والعشقُ المكنونُ في جلبابِ الجدِّ
سيشرحُ لِلشُّعراءِ مكمنَ فرح الأُنثى
وغايتها الكبرى
وكيف اللَّحظةُ تمضي بين الكفِّ
والكفِّ على عاشقينِ
وشرابُ التوتِ
سينزفُ فرحًا فوق لوزاتِ القطنِ
وسنمشي تحملكَ عيوني
ويرفرفُ فوقكَ قلبي.

-حينَ يُعاودكَ الشِّعرُ
هلْ تَكتبَ عنِّي؟.

ولأَنِّي فيكَ
وَلأنَّكَ فيَّ
ولأَنَّكَ كُنتَ تقولُ ماقد كانَ عليَّ
ولأَنِّي حين يُعاودني حنيني للشِّعرِ
وجنونِ اللُّغةِ
أَجري إليكَ
وَأَفُك رموزَ الشَّفرةِ
يَربطُنا وريدٌ من حيث لا ندري
أفقهُ كُلَّ الأبعادِ
في الرَّمزِ
في فنِّ المعمارِ
وَأَعجبُ من قولِ امْرأةٍ
قد عشقتكَ
أنَّ الشِّعْرَ يَسكنُهُ
كَهفٌ غامضُ التَّرتيلِ
وَإنْ عشقَ
والنَّثرُ طريقٌ مفتوحٌ لِلوردةِ والشَّوكِ
وَعُيونٌ بوَّاباتٌ
إِمَّا لِصعودِ التَّلِ
أَوْ لِنزولٍ في قاعِ البئرِ
وَموسيقى تَترعُ ، تَتراقصُ
فوق حروفٍ أَبسطُ من وسطِ الدارِ
والختمِ المختبيءِ تحت وسادتكَ.

- فأَجبتَ: "سيكون الموتُ ربيبي وربابي".

مَنْ أكمل تأليفَ الكتبِ
وقصَّ حكايات كل نساء الوطنِ
حتمًا يرحلْ.

وأشرتَ عليَّ: سورُ الشُّرفةِ مُتكاٌ
وغروبُ الشمسِ حميمٌ في طلعتكَ
وعذاباتُ الصورة كانتْ
تبتدأُ من بسمتكَ.

- فلترحلْ قُلتَ
ولْتترك بابكَ مفتوحًا
لخروجِ النَّبتةِ من تحت الإبطِ
ولتذكرْ في صفاءِ الدربِ
نحو البحرِ آياتي الكبرى
وترانيمي
فالسَّاعةُ إذْ تمضي نحو غروبِ الوطنِ
تلزمني "موطن إِسراري"
أوْ موجة إصراري.

- قُلتَ: "سيكون الموت ربيبي وربابي".

فتأَوَّهَ عودي
وترنَّمتُ
"تذكُرُكَ بناتُ الدَّلتا
المريماتُ
وقصيدي".



#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنفسج - شعر
- شعراء العربية النصارى الجزء الثاني
- سؤال - شعر
- شعراء العربية النصارى - الجزء الأول
- وعلمنا
- لامني
- وسوس
- قراءة في ديوان -شعر الأستاذ: عبد الحميد السنوسي-
- كل هذا الغيم - شعر
- شهوة الإبداع
- ملائكة البحيرة الزرقاء


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - عصفوران على الشرفة - شعر الى روح الراحل حلمي سالم