تقرير معهد واشنطن - ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان ؟

خالد الفيشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 08:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

بات من المؤكد انسحاب القوات السورية برمتها من لبنان قبل نهاية هذا الشهر, بعد أن أسرعت سوريا بتفادي الأزمة وعجلت بتنفيذ الانسحاب...

لكن الأزمة لن تنتهي بانتهاء الانسحاب …
ستواصل الإدارة الأمريكية ضغوطها على الجانبين السوري واللبناني لتحقيق أهداف عدة..يرصدها تقرير جديد لمعهد واشنطن صدر مؤخرا , باسم المدير التنفيذي للمعهد "روبرت ساتوف" …

على الجانب اللبناني , الخطوة التالية للانسحاب السوري … إجراء انتخابات برلمانية تحت الإشراف الدولي الكامل على العملية الانتخابية برمتها , وليس على عملية الاقتراع فقط , وذلك على حد قول الرئيس الأمريكي " بوش" في خطابه بجامعة الدفاع القومي في 8 مارس . بهدف تقليص نفوذ القوى السياسية ( الموالية ) لسوريا على حد قولهم .

أهم القضايا التي يناقشها التقرير , والتي تشغل الإدارة الأمريكية , فرض مبدأ انسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان , والمقصود بذلك انسحاب أكثر من مائة من قوات الحرس الثوري الإيراني يقومون بتدريب ميلشيات حزب الله . كخطوة أساسية لنزع سلاح ميلشيات حزب الله , ومد نفوذ الجيش اللبناني وسيطرته على منطقة الحدود مع إسرائيل .

يدعو التقرير لعدم نزع سلاح حزب الله دفعة واحدة , لا بد لإعطاء الأولوية لنزع بضع مئات من الصواريخ التي يمتلكها الحزب ويهدد بها إسرائيل , حيث يمكنها الوصول إلى أى مكان في إسرائيل , وهو الأمر الذي يمكن حزب الله من إشعال حريق إقليمي هائل .. لذلك, لابد من المضي للتفاوض معه , ونزع سلاحه خطوة خطوة , وتقليص نفوذه العسكري والسياسي تدريجيا , وهو الأمر الذي سيكون أكثر سهولة بعد خروج سوريا من لبنان , وبعد فصل العلاقات بين حزب الله وكل من سوريا وإيران …

بعد ذلك يبقى القضاء على بقاء الحزب كقوة مستقلة في الجنوب أمرا سهلا .. فالحزب لا يملك في الحقيقة سوى بضعة مئات من القوات النظامية , بالإضافة إلى ثلاثة من أعضاء الميليشيات التي يمكن استدعاءها في الطوارئ . وفى حالة التمكن من إجبار سوريا وإيران على وقف دعمها لحزب الله , وهذا وارد , يجب على الولايات المتحدة ألا تدفع حزب الله لطريق مسدود , فتجبره على المواجهة .. بل تسمح له بقدر محدود جدا من التواجد العسكري , مثل الاحتفاظ ببعض الأسلحة الخفيفة , المتوفرة في كل أنحاء البلاد , ويتوقع التقرير أن يقنع الشيخ حسن نصر الله بذلك خشية أن يرى الآلاف من القوات الأمريكية و الفرنسية وغيرهما في لبنان .

في هذا الإطار يدعو معهد واشنطن في تقريره أن تخفف الولايات المتحدة من قيودها ضد حزب الله , إذا ما استجاب لطلبات نزع سلاحه , وتقليص نفوذه السياسي , وفك علاقته بسوريا وإيران .. أنذاك , لا يجب أن تصر الولايات المتحدة على الاستمرار في اعتباره "جماعة ارهابية" …

لما كانت الأزمة اللبنانية تستهدف سوريا بالأساس .. فيرى التقرير أن سوريا نظام هش , قد ينهار بسرعة نتيجة الخروج من لبنان , ونتيجة لعودة الآلاف من العمال السوريين إلى بلادهم لمواجهة البطالة , فضلا عن احتمالات تفاقم الصراع داخل النظام بين رجال النظام القدامى , وبين الرئيس " بشار" , وعودة نشاط الميلشيات السنية الإسلامية ضد النظام بعد سنوات طويلة من القمع .

كما يؤكد معهد واشنطن أن سوريا هدف سهل , سيؤدي الانهيار السريع فيها إلى إسراع وتيرة الانهيارات في البلدان العربية الأخرى . ذلك على حد قول التقرير , الذي يرى السعودية ومصر أهدافا أكثر أهمية من سوريا , و إن كانت أكثر صعوبة .

و يخلص في النهاية إلى أن سوريا بلدا نموذجيا لاختبار سياسة " زعزعة الاستقرار" التي تتبعها الإدارة الأمريكية بهدف تغيير الأنظمة الغير مرغوب فيها في المنطقة وفي العالم ..

من الجدير بالانتباه أن السياسة الأمريكية لا تستهدف سوى أضعف الأنظمة .. " أفغانستان" , والعراق بعد أن أنهكته الحروب المتلاحقة والممتدة والحصار الاقتصادي الدولي , ثم سوريا … بينما تتردد كثيرا , وتناور , وتوسط الدول الكبرى , حينما تتعامل مع أنظمة أكثر تماسكا وقوة مثل كوريا الشمالية , أو إيران , أو العديد من بلدان أمريكا اللاتينية …

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل