أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)















المزيد.....

حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)


محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)


الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد ان مجتمعنا السوري والعربي عموما بحاجة لتنظيمات سياسية بعيدة عن الدين والايديولوجيات السياسية المتزمتة.
نحن كفئة مثقفة ومستنيرة أغلبيتنا مسلمين وعرب وغيرهم نعتز بديننا وثقافتنا العربية الاسلامية ولكن هذا شيء والاحزاب الدينية شيء اخر . فعلينا التخلص من فكرة العمل السياسي على اساس ديني والتوجه للعمل على اسس جديدة عصرية مثل الاساس المدني الديمقراطي والوطني والاجتماعي المستقل عن الانتماءات الدينية والمذهبية والطائفية والقومية. هكذا نكون كمثقفين وسياسيين ساعدنا شعبنا على الانتقال الى مستويات متقدمة في العمل الوطني السياسي لا ان نبقى ندور في حلقة مفرغة. فصل الدين عن الدولة هو خير وسيلة لبناء سورية الجديدة العصرية المدنية ، سورية لكل السوريين ، حيث يسود شعار الدين لله والوطن للجميع.
فأنا اعرف بصفتي متخصص في الرياضيات وباحث في تاريخ العلوم العربية والاسلامية ولي اهتمام كبير بتاريخ الحضارة العلمية العربية والاسلامية في القرون الوسطى، أؤكد بأنني ، بالرغم من أنني علماني، أدافع عن دور العرب والمسلمين في تقدم البشرية واقول أن الاسلام دعا للعلم وشجع العلماء. وقد ألفت كتابا في تاريخ الرياضيات نشر عام 2002 تحدثت في مئة صفحة عن دور العلماء العرب والمسلمين في علم الرياضيات والفلك وغيرها، وتحدثت مطولاً عن إعطاء الإسلام لكل العلماء من مسلمين وعرب وغير مسلمين وغير عرب، فرصة للبحث العلمي، وفترة الأندلس المزدهرة علميا وحضاريا خير شاهد على ذلك. فحتى اليهود انتعشوا وتطور لديهم الشعر اليهودي وقلدوا الشعرا لعربي وأصبح لديهم قواعد للشعر والخ. هذا دليل على أن الإسلام بالفعل كدين شجع على العلم. وهناك عشرات الأدلة من القرآن الكريم والحديث الشريف تؤكد هذه المقولة ولن أتوقف عندها لضيق الوقت.
من جهة أخرى يجب ألا ننسى ما عاناه أعظم العلماء والمفكرين والفلاسفة العرب والمسلمين من قبل الحكام والمتزمتين من الفقهاء المسلمين، وصل الأمر بهم إلى حد حرق كتب قيمة لهؤلاء العلماء والفلاسفة ومحاربتهم في لقمة عيشهم وحتى في قتلهم. وكل ذلك حدث باسم الدين أو تحت رايته على الأقل!!!! (تجربة ابن رشد لوحدها تكفي. كيف اصبحت هناك مدرسة رشدية في أوروبا ساهمت في نهضة أوروبا وشجعت العلوم والعلماء والمفكرين العقلانيين بينما حارب المسلمون والعرب ابن رشد وغيره من مفكري الأمة. ونحن نعرف أن اوربا اتجهت نحو النهضة مستفدية من العلوم العربية والاسلامية بينما العرب ساروا في طريق تدهور العلم والحضارة).
وهناك فكرة اخرى مهمة:
يتحدث الكثيرون باسم الإسلام ويدعون لتطبيق الشريعة وتعاليم الإسلام على أصوله وغيره. ويتساءل البعض عن أي إسلام يجري الحديث، فجمهورية إيران إسلامية والسعودية دولة اسلامية وافغانستان والطالبان ينادون بالإسلام وتركيا يحكمها حزب إسلامي. اذاً نحن أمام أصوات سياسية مختلفة بأغلفة إسلامية ذات محتويات مختلفة. فما هو الأفضل يا ترى نلعب لعبة التخفي تحت شعارات دينية وننفذ برامج مختلفة تناسب فئات حاكمة ومتسلطة وحتى ديكتاتورية أم نكون صريحين مع أنفسنا وشعبنا وتاريخنا ونقول نريد عملاً سياسياً عصرياً منفصلاً عن الدين.
يمكن أن نأخذ من الدين كل ما يصلح أوضاعنا الاجتماعية وغيرها ولكن ليس من حقنا فرض هذه الأفكار على المجتمع ككل لأن سوريا بلد متعدد الأديان والمذاهب والطوائف. فحتى الرسول (ص) خيّر اليهود إذا كانوا يريدون حل مشاكلهم حسب تعاليم دينهم أم حسب الإسلام.
الدنيا تغيرت وأصبحنا بشكل كامل نعيش ونعتمد على منتجات الحضارة الأوروبية غير المسلمة من تكنولوجيا وصناعة حديثة. وبالطبع نحن لنا خصوصيات ولنا تقاليد وتراث أخلاقي واجتماعي نفتخر به ويجب تكريسه والحفاظ عليه (بالمناسبة جزء كبير منه مقتبس من التعاليم السمحة والإنسانية للديانتين الإسلامية والمسيحية). ولا ننسى أن الغرب يعاني الآن بالفعل من أزمات أخلاقية واجتماعية تخص الأسرة وسلوك الأفراد ومتانة المجتمع بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل. والسبب الأساسي برأيي هو الابتعاد كثيراً عن القيم الاجتماعية والإنسانية الروحية المرتبطة بتراث وثقافة الشعوب. ففي اليابان والصين هذه المشاكل تحدث أقل بكثير لأنهم متمسكون جداً بتقاليدهم وعاداتهم الاجتماعية القومية التي تلعب دورا كبيراً في تمتين أواصر العائلة والتكافل بين الناس. ففي روسيا مثلاً، كوني قضيت عقوداً من الزمن فيها، يمر الناس أمام مشهد يجتمع فيه مجموعة من الشباب ويضربون شخصاً بمفرده بشكل وحشي ولا يبالي أحد ولا يتدخل. أم ترى ملايين الشيوخ والعجائز يعيشون لوحدهم ولا يجدون من يقدم لهم كأسا من الماء علماً أن لديهم أقرباء ليسوا بعيدين عنهم جغرافياً، وبالرغم من أن هؤلاء العجزة قضوا أجمل سنوات عمرهم في تربية وخدمة هؤلاء الأبناء والبنات.
لقد ابتعدت قليلاً عن الموضوع الأساسي السياسي.
ولكنني على قناعة بأن في مجتمعاتنا عدد كبير من الناس يتاجر بالدين ويخدع الناس ويكذب عليهم ويفتي عليهم ووووو وهو عملياً وسلوكياً ليس له علاقة بالدين الحقيقي. فكيف اذا عمل هؤلاء بالسياسة بإسم الدين. لا نستطيع نقدهم لأنهم يضعون القرآن والسنة في وجوهنا .
الإسلام والمسيحية هي دياناتنا السماوية التي نعتز بها، ولكن عندما نقحم الدين في السياسة ونظام الحكم والإدارة ونفرض باسم الثورة شعائر دينية وأنماط سلوكية معينة هنا تبدأ المشكلة.
والآن نسمع تساؤلات من الشرق والغرب (ذات دوافع متناقضة) حول علمانية نظام الأسد مقابل أفكار جبهة النصرة التي تريد تأسيس إمارة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية. طبعا المقارنة ليست صحيحة لأن هذا ما يطرحه النظام عملياً. إما أن تقبلوا بنظام الأسد العلماني وإما يأتيكم المتشددون والراديكاليون الإسلاميون والأخوان المسلمون وغيرهم.
نحن بالطبع لا نريد نظاماً علمانياً ديكتاتورياً مستبداً فاسداً. وفي نفس الوقت لا نريد العودة إلى 1500 سنة إلى الوراء، حيث يفرض الحجاب على من لا يريده وتفرض أخلاقيات وسلوكيات لا تتناسب مع العصر. باختصار نريد نظاماً ديمقراطياً مدنياً تحترم فيه غرادة المواطن وحريته الشخصية بما لا يتناقض مع أخلاقيات الجماعة التي يقرها الدستور الديمقراطي. وهذا ما أكدت عليه الثورة السورية العظيمة.
وأخيراً الخص الفكرة المركزية: اتركوا الدين للناس ونظموا أحزاباً مدنية عصرية وطنية ديمقراطية اجتماعية غير دينية وغير قومية. فالأحزاب على أساس ديني أو قومي أو مذهبي ستؤدي إلى فرض إيديولوجيا ضيقة وتعصبية على المجتمع المتعدد وهذه عودة إلى نظام استبدادي يقصي الرأي الآخر.



#محمود_الحمزة (هاشتاغ)       Mahmoud_Al-hamza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيا الأخوة العربية الكردية (هر بيجي كرد وعرب رمز النضال)
- تضامنوا مع انتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة
- جمعة آزادي ومأزق النظام السوري
- بيان من المغتربين السوريين في روسيا
- يا للعار .. النظام السوري يساعد المجرم القذافي في ذبح الشعب ...
- نداء من مغترب عربي سوري من أبناء الجزيرة السورية إلى الشباب ...
- -شوايا- سورية سيسقطون نظام التعسف والفساد
- رسالة من شيوعي سوري قديم إلى الشيوعيين وكل الوطنيين في سوريا
- تساؤلات حول ماهية الاستقرار المزعوم في سوريا
- رد على مقالة ميثم الجنابي - تعزية صدام – طائفية أزلام وأعراف ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الحمزة - حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)