أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جبران أديب - رسالة مفتوحة إلى الرفاق والإخوة القادة في الجبهة الشعبية التونسية















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الرفاق والإخوة القادة في الجبهة الشعبية التونسية


جبران أديب

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 13:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بعد اغتيال الرفيق الزعيم شكري بلعيد نشأ ائتلاف من الأحزاب والحركات والشخصيات والجمعيات حول الجبهة الشعبية ولعل خطوات انضمام أحزاب وفعاليات أخرى انضماما فعليا تثلج صدر المناضلين وتعوضهم عن خسارة رفيق بمقدار نصف الجبهة. أن خبر انضمام القطب الحداثي إلى الجبهة الشعبية خبر مفرح
و أن خبر انضمام شبكة دستورنا إلى الجبهة الشعبية خبر مفرح إذا تأكد
وأن ما يدور داخل حركة الشعب بعضها أو كلها من تفكير حول الانضمام أيضا خبر مفرح إذا تأكد

ولعل في هذه الاخبار ما يدل على غموض في أكمة الوسطيين التحررين ووسط اليسار في "الاتحاد من أجل تونس" لاسيما وأن شبكة دستورنا بدت أقرب إلى الاتحاد من اجل تونس " منها الى التحالف الجبهوي الشعبي؛ حيث حضر المناضل الرفيق جوهر بن مبارك في مهرجانات النداء وألقى فيها كلمات وبدا أقرب اليها من الجبهة التي حضر أولى فعالياتها كضيف ولم يلق كلمة، ثم بعد اغتيال الشهيد الرمز شكري بلعيد بدأت ملامح تحالف أوسع تتشكل .
هذه مقدمات يمكن اعتبارها مؤشرات على توسع الجبهة
ولكن هل يقلل هذا من حجم المسؤولية أم يضاعفها؟ ومن أدرانا أنه لن يكون توسعا غير هش وربما أيضا غير ظرفي أو غير مرحلي خصوصا في غياب رؤية واضحة المعالم عند الجبهة إلى حد الآن حول مسألة الجبهة الديمقراطية أو المدنية أو برنامج اللالتقاء المرحلي مع القوى الديمقراطية والمدنية؟ وفي هذا الصدد يمكن وضع النقاط الآتية موضع النقاش:
• إلى هذه اللحظة، تبدو التحالفات غير قائمة على قاعدة مفهومة؛ فما الذي ألجأ بعض الرفاق سابقا إلى التحالف مع النهضة علما بأنها وإن شاركت في صياغة كراريس حول الديمقراطية والمدنية والحرية..إلخ ، فإنها لم تراجع شيئا من بياناتها ووثائقها التأسيسية الصادرة منذ السبعينات والثمانينات حيث كانت توقع باسم الاتجاه الاسلامي ومازالت نتشر الى اليوم في موقع حزب حركة النهضة وتتبناها نظرية وعمليا. كما زعيمها راشد الغنوشي لم يتراجع في شيء عما جاء في كتبه ومقالاته وكله متناغم مع الطرح السلفي والوهابي تارة والاخواني تارة أخرى بل استمر يكتب في نفس الاتجاه منذ حركة 18 اكتوبر الى الثورة وبعد الثورة...أقول ما الذي ألجأهم إلى ذلك ويجعلهم اليوم لا يقبلون بالتحالف المرحلي مع أوساط أعلنوا تبرؤهم من التجمعيين الفاسدين؟ يقول الرفيق بيرم ناجي في مقاله " رسالة مفتوحة الى الرفيق حمة الهمامي " المنشور في موقع الحوار المتمدن : " هل يعقل ان تصفوا الاسلاميين المتطرفين بالفاشية ثم لا تذكرون في خطابكم من الطبقات و الشرائح الاجتماعية التي تتوجه اليها الجبهة الشعبية سوى الطبقات الشعبية من عمال و فلاحين و صغار و متوسطي الملاكين من الحرفيين والتجار و تنسون شرائح من البورجوازية و الملاكين العقاريين الكبارالذين - أنت استعملت في مقطع من خطابك العبارة العامية " يرغي" - يتذمرون من الفاشية هم أنفسهم؟هل يعقل أن تصفوا الاسلاميين المتطرفين بالفاشية و لا تذكرون ان "اليمين الليبيرالي" يمكن ان يناضل ضد الفاشية هو الآخر و قد ناضل معه اليسار سياسيا بل وتحالف معه عسكريا في "الجبهة الوطنية المتحدة ضد الفاشية" و انه لا تكفي معه "التنسيقات الميدانية" حول نبذ العنف و مسائل الحريات فقط كما تكررون بل يمكن التنسيق الجبهوي السياسي الانتخابي معه انقاذا لمسار الانتقال الديمقراطي و تصديا لخطر ما تصفونه بالفاشية؟"(انتهى الاقتباس) وبدوري أقول: من غرائب الأمور أن اليساريين اجتمعوا مع الإسلاميين في جبهة 14 جانفي ولجان حماية الثورة إلى أن ظهرت الهيئة العليا للإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي؛ فنحا كل طرف منهم منحى ما، وظلت سبل أطرافها تتقارب لتتباعد في مسار مضطرب تقريبا حتى الإعلان عن موعد انتخابات 23 أكتوبر 2011. وهذه المرحلة تحتاج إلى المراجعة والاستقراء بدقة وعمق ، ولم نر في أدبيات الجبهة الشعبية ما يناقش تلك المرحلة ويصدر موقفا جماعيا حولها حتى تستخلص منها الدروس.

• يمكن الجزم أن بعض القوى الاشتراكية غير الماركسية سواء من الأحزاب أو الشخصيات المستقلة المنتمية للجبهة أو الملتفة حولها وإن كانت تشارك اليسار الماركسي حول المديونية الفجة و الكريهة فإنها لا تطرح كلها التصور الاقتصادي الذي يطرح اليسار بما فيه التصور حول العلاقة بالبنك الدولي والقوى الرأسمالية العالمية ، ومع ذلك فهي تنتمي للجبهة وتشاركها نفس المصير والنضال في مخص الحريات والديمقراطية والدفاع عن قيم المدنية والجمهورية
• يناقش رفاقنا وأصدقاؤنا في الجبهة الندائيين حول غياب البرنامج التفصيلي ! وعلى حد علمي فإن الجبهة نفسها لم تطرح برنامجا تفصيليا !! فكيف تطلب ما لم تقدمه هي نفسها فإن كانت الحجة البيانات والتصريحات العامة فإن التشكيلين السياسيين النداء والجبهة لا يبدوان بعيدان كثيرا حول جوهر المسألة الوطنية والمسألة الديمقراطية والحريات والدفاع عن الحقوق الفردية والعامة وحتى عن الطابع الاجتماعي لأهداف الثورة.

ويهمني هنا أن أشير إلى شيء من الضبابية في تقييم المرحلة، ففي حين يطرح الرفاق التحالفات طرحا ديمقراطيا وشعبيا وكأن المرحلة مستقرة و ليست مرحلة انتقال ديمقراطي، في حين كنا رأيناهم يقولون في "مشروع الأرضية السياسية" الصادر عن الجبهة الشعبية ما يلي " إن وحدة الشعب التونسي مهددة بالصراعات العقائدية المفتعلة التي تحركها قوى خارجية بأياد محلية متسترة بالدين، والحريات التي افتكها الشعب بدمه مهددة أيضا من الحكومة ومن العصابات الإجرامية المنسوبة إلى بعض التيارات السلفية التي تتحرك دون رادع.... أو السياق الآتي المأخوذ من نداء الجبهة الشعبية: " لقد مضت شهور عن انتصاب "الإئتلاف" الحالي في الحكم وقد تبين أن المخاطر والأزمات التي ولّدتها سياسات هذا الائتلاف تتجاوز حدود الالتفاف على أهداف الثورة وإجهاضها إلى تهديد غير مسبوق للنسيج الاجتماعي والسيادة الوطنية وقيم الجمهورية".
ألا تكفي هذه العبارات الصادرة عن بيانات الجبهة نفسها إلى إعادة النظر في المواقف التي تبدو غير متناسب مع الظرفية الحالية التي يصفها السياقان السابقان أبلغ وصف؟!

كما يهمني أيضا إثارة المقارنات الآتية من أجل موقعة الجبهة في الاطار الانسب لها:
تشبه الجبهة نفسها بالجبهات وحركات اليسار في امريكا اللاتينية والحال أن تلك الحركات والأحزاب
- لاتواجه حركات الاسلام السياسي الاخواني والسلفي على اختلاف فصائلها ، فالصراع في امريكا اللاتينية لم يطرح نفسه على انه صراع ديني حيث أن هذه القارة قد انخرطت في مجمل السياق الحداثي العام الذي انخرط فيه أمريكا الشمالية وأوروبا، وعلى العكس من الاسلام السياسي الرجعي تشهد امريكا اللاتينية انضمام لاهوت التحرير الى جانب القوى اليسارية الماركسية والاشتراكية دفاعا عن الجمهورية الشعبية حتى ان الزعيم الراحل هوغو شافيز نفسه قريب جدا من هذا التيار. وان هذا اللاهوت يحارب معها سطوة الامبريالية على خلاف الاسلام السياسي المتحالف في اغلبه معها.
- هذه الحركات والدول اليسارية والاجتماعية تجد سندا لها لدى كوبا من جهة وتستقي من تجربة عريقة لدى نيكاراغوا ومن ارث النضال اليساري في كل ربوع القارة لا يضاهيه النضال اليساري في العالم العربي قوة او زخما او انتشارا بأي حال من الاحوال.
- وفي حين ان الليبرالية المرتبطة بالخارجة في جنوب امريكا اعتى من نضيرتها في تونس التي اندمجت لا في "نداء تونس" كما يجري الادعاء وانما في اطراف من الثالوث الحاكم لاسيما النهضة او في تحالف قد يتم الاعلان عنه لاحقا بدأت بوادره تظهر من خلال تمفصلات وعلاقات بين حزب المبادرة والنهضة. في حين ان القوى والشخصيات التي تنزع الى الجمهورية الشعبية في نداء تونس اكثر فاعلية من القوى الليبرالية المرتهنة الى الخارج لاسيما اذا اخذنا في عين الاعتبار تأثير الاحزاب المحيطة به في الجمهوري والمسار والاشتراكي وحزب العمل الوطني الديمقراطي.

استخلص مما تقدم أن من مصلحة الجبهة الشعبية عدم الاكتفاء بما تسميه تقاطعات ميدانية، وأن الاولى لها أن تقوم "بهجوم" ديمقراطي مدني تبني فيه فكرة تحالف مدني قوي تصوغ فيه الشروط التي تراها مناسبة حتى يتم النقاش حولها من أجل جبهة مدنية ديمقراطية موسعة دفاعا عن قيم الجمهورية



#جبران_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من دروس يستخلصها تقدميو تونس؟ ملاحظات أولية لتخطي الفائض ...
- ملاحظات أوليّة حول الأرثوذكسيّة في الفكر الديني: المالكية أن ...
- أي علاقة للديني بحقوق الإنسان؟
- اليسار التونسي: صياغة البرنامج بين المعيقات والآفاق.
- في الخطاب اليساري التونسي الحالي
- تفاعلات انتخابات 23 أكتوبر 2011 ومطبّات الآتي
- هل يتجاوز اليسار التونسي مِحنَه وقصورَه بإبداع؟ الحلقة الراب ...
- النخبة اليسارية التونسية ماقبل الثورة
- الحلقة الثانية - ملامح اليسار العالمي ما بعد انهيار المعكسر ...
- هل يتجاوز اليسار التونسي مِحنَه وقصورَه بإبداع؟ الحلقة الأول ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جبران أديب - رسالة مفتوحة إلى الرفاق والإخوة القادة في الجبهة الشعبية التونسية