أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - من الكوفة الى الأنبار














المزيد.....

من الكوفة الى الأنبار


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنّا قلّة متمسكين بحبل الوطنية العراقية وسط بحر هائج من الدعاية السوداء المحكمة التي تُشكك بالوطنية العراقية وقوتها في نفوس العراقيين، وكنّا نؤكد منذ البدء على خطر الإحتلال ومفاهيمه وسلوكه وأهدافه في وقت بلغت فيه الوقاحة عند البعض حد قلب المفاهيم حيث باتوا يدعون الإحتلال تحريراً، وسرقة المال العام شطارة وعودة للحقوق، وإنتهاك الحقوق والكرامات ديمقراطية...
مرّت أيام موحشة على شعب العراق، وبعد عشرة أعوام مازال الطارئون على حياة المجتمع العراق يبشرون الناس بالحرب الأهلية ويقرعون طبولها.
خلال تلك الأعوام المرّة أثبتت فئات الشعب الحيوية، وبصفة خاصة العمال والطلاب وأعداد من المثقفين أنهم الأكثر وعياً وإدراكاً للمخاطر التي إخترقت عروقهم وعروق وطنهم أيضاً.
خلال سنوات القهر الغادرة كان العمال العراقيون يدركون أين يكمن الخطر، وأين تكمن مصالحهم الوطنية والمهنية، وقدموا صورة جميلة في أوقات قاسية جداً، تفيد تلك الحالة أو الصورة بأن العراق يعيش في ضمائرهم متحدين عتاة الشحن الطائفي والعرقي، وكذلك خطط المحتل وزعماء الطوائف، خاصة من نُزوعت منهم الروح الوطنية وحتى الروح الإنسانية، وكانت نشاطات الفئات الحية هي الومضة واللوحة المشرقة والساحة الأولى للمواجهات التي أعادت الأمل، والتأكيد على ضرورة العمل من أجل أن يتعافى الوطن.
لقد بدأ عمال النفط في البصرة أولى التحركات العمالية ذات السمات الوطنية فحقائق حياتهم وحياة عوائلهم أقوى من أن تُعطلها أوهام المحتل أو من هم في خدمته، وما هي إلا أيام حتى هب عمال طاسلوجه في السليمانية، وكذلك عمال كي ثري في الأنبار وبغداد ليقولوا جميعاً وبصوت واحد: إنه العراق.
أعترف بأن هذا المشهد العراقي الأصيل لم يراه الكثيرون، وربما لا يريدون الإعتراف به أصلاً وعن سبق إصرار.
واليوم جاءت حادثة طلابية معبرة للغاية عن تلك الروح العراقية، وهي حادثة تمنح الوطنية العراقية زخماً إضافياً، على الرغم من الجهود والنشاطات التي تبذل لنفيها أو تدميرها كلياً أو جزئياً، ويصب في المسعى التدميري والإنتقامي عمل ونشاط عدة جهات.
طلاب جامعة الكوفة الحمراء يوجهون رسالة بسيطة الى زملائهم في جامعة الأنبار، ولكنها رسالة تُمثل إبداعاً عراقياً أصيلاً في زمن مازال الدور الرئيسي في مصائر البلاد بيد كارهيه، تقول الرسالة "لا تصدقوا ما تسمعون عنا فنحن أخوة"، وهذه لغة التاريخ الكبير للحركة الطلابية التقدمية العراقية.
بدأ مشروع الرسالة الطلابية الذي يحمل رسائل وتواقيع طلاب الجامعة بملصق بسيط حتى وصل الى عشرين متراً طولاً في وقت قياسي، وتجاوز في وقت لاحق الخمسين متراً طولاً، هذه الرسالة التي أكدت على الوطنية العراقية ونبذ الطائفية قد تجاوزت حتى تقديرات معدّيها من حيث سعة الإقبال عليها.
لا غرابة أن تنطلق المبادرة من مدينة عراقية عريقة كانت واحدة من أهم إثنتين في علوم اللغة وقواعدها، وكانت العاصمة الخاتم للدولة الراشدة، لتوجه خطابها الى ثاني عاصمة من عواصم دولة العباسيين. إن هذه الرسالة الطلابية عززت القناعة بأن الوطنية العراقية أقوى من المحن، ولا يُمكن أن توضع في موازنة مع أهداف مريضة وضارة، وهي في الوقت عينه تدعو الى مزيد من الإبداع الصميمي المتفاني لإنقاذ العراق كل العراق من ريح صفراء تهب عليه بقوة من أكثر من مكان ولأكثر من هدف.
إن طلاب جامعة الكوفة يريدون أن تكون رسالتهم الى زملائهم في جامعة الأنبار الأطول لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في تحد واضح للعتاة الذين أدخلوا العراق في موسوعة غينيس في أكثر من مجال وإختصاص: كالإرهاب والقمع الدمويين؛ كواتم الصوت؛ السيارات المفخخة؛ الموت في السجون؛ عدد الأرامل؛ المدارس الطينية؛ الإبتزاز، الكذب؛ والجشع السياسي...
إن رسالة طلاب الكوفة الى طلاب الأنبار ستدخل الموسوعة العالمية بطولها، ولكنها ستدخل قلوب العراقيين بمضمونها النبيل.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكري بلعيد يُقدم الدليل
- الإحساس بالإضطهاد الطائفي
- موسوعة الوراقة والورّاقين
- وداعاً أبا عواطف
- جيفارا: قوة المثل الثوري
- الفيلسوف مدني صالح وعطرالأرض


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحميد برتو - من الكوفة الى الأنبار