أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالحميد برتو - موسوعة الوراقة والورّاقين















المزيد.....

موسوعة الوراقة والورّاقين


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 23:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يعتقد بعض قدامى الثوريين والنشطاء في الحياة العامة بأن الأجيال الشابة الجديدة تنقصها الخبرة والممارسة العملية والإطلاع الضروري على الأحداث والتجارب السابقة، وهنا يقصدون تجاربهم هم في معترك النضال الوطني ووقائع الحياة بصفة عامة، لسنا في هذا المقام بصدد مناقشة مدى صحة أو عدم صحة هذا الإدعاء، ولكن نسعى الى إستخلاص عبرة واحدة منه تفيد بأن تقدير فترة تقاس بثلاثة أو أربعة عقود والحكم عليها ينطوي على بعض الصعوبة في إدراك ملموسياتها، فكيف تكون درجة صعوبة النظر الى التاريخ وفهم أحداثه ومنجزاته وتحولاته الواسعة والعميقة.

يبدو من غير المشكوك فيه أن محاولات تمثل التاريخ وقراءة أحداثه تُعد من أعقد الجهود الفكرية وأشدها خطورة إن لم توضع ضمن شبكة عواملها المكونة بجهد حقيقي ومسؤولية علمية نزيهة. كيف سيكون الحال في المهمة الأعقد التي تتمحور حول إعادة إستثمار التجارب التاريخية القديمة والحديثة لخدمة المشاريع التقدمية لليوم وللغد.

إن التاريخ ليس فعلاً ماضياً منقطعاً وإنما هو محرك فعال للحظة الراهنة أيضاً، فالأمم التي تقرأ تاريخها كإمتداد ليومها وتنسجم معه وتعامله بإيجابية في فهم أحداثه بما إنطوت عليه من نقاط مشرقة ومعتمة تضع خطواتها الأولى الراسخة في طريق البناء. مثل هذه النظرة تتطلب في البدء ثقة بالنفس الفردية والعامة. والأمم التي تحنط تاريخها وتجرده من صفة الإستمرار والتواصل والحقائق الإنسانية وتحوّل أحداثه أو البعض منها الى أسوار مقدسة لا يُمكن النظر إليها بعيون فاحصة ومدققة، وتجرد التاريخ من صراع المصالح على نطاق أفراد التاريخ ودوله وأنظمته الإجتماعية يتحول التاريخ الى أداة عرقلة وإجهاض للوعي الإجتماعي السليم، وتحوّل التاريخ الى عنصر إنقسام إجتماعي يكون في الغالب دموياً وسلاحاً شريراً في أيدي القوى المهيمة في المرحلة التاريخية المعينة.

تحنيط التاريخ قد يُلغي أمجاداً، وأحياناً يلغي حقباً تاريخية كاملة، ويبجل مراحل إنحطاط. ومن أدوات التحنيط غرس عواطف بدائية سهلة النفاذ الى قلوب بسطاء الناس الذين يشكلون قوة تغيير مهمة إذا ما توفرت لهم قيادة واعية وشجاعة وصادقة.

نلاحظ في عصرنا الراهن أمماً حديثة التكوين، مقارنة بالعالم القديم (العراق ومصر وغيرهما)، يتراوح المعروف من تاريخها بين ثلاثة الى عشرة قرون تحاول بكل السبل بناء تاريخها على أسس تشد من أزر مواطنيها وتوحدهم بإتجاه إملاك ناصية القوة والتقدم الإجتماعي والإقتصادي من الولايات المتحدة الأمريكية مروراً بروسيا وصولاً الى أستراليا.

في حالة بعض الأمم التي تسيطر فيها أيديولوجيا معينة في فترة تاريخية ما لا تسمح تلك الأمم بأن تلعب الأيديولوجيا على خلق حالة من التناقض السلبي مع بعض رموز تاريخها، أو مع الصورة المرسومة عندهم عن تلك الرموز، وتعمل أوساط واسعة معنية بين الحاكمين والمحكومين على جسر الهوة بينها وبين تلك الشخصيات التاريخية. ففي العصر السوفيتي بروسيا مثلاً جرى تقديم القيصر "بطرس الأكبر" بصورة زاهية، وكذلك في تيشكيا تم تقديم "يان هوس"، وهو مفكر ديني وفيلسوف إصلاحي بصورة لائقة، ولم يعرقل ذلك التقديم الفارق بين المثالية الدينية لهوس والنظرة المادية للنظام، وغير تلك الحالتين يوجد الكثير الكثير من الأمثلة. ليس المطلوب عندنا الدعوة الى تلميع أو تقديس الشخصيات التاريخية، ولكن في الوقت نفسه ليس من المقبول ما هو سائد في بعض الأوساط عندنا، حيث يبخس حق بعض الشخصيات، أو بعض المنجزات الثقافية، وحتى بعض العصور بأكملها، أو من زاوية أخرى على النقيض من ذلك يجري التبجيل المفرط الذي يجرد التاريخ من خصائصه الإنسانية.

نعم، في حالات صعود الأمم يكون لها منحى معين في التعامل الإيجابي والموضوعي مع التاريخ، وفي حالات النزول والإنحطاط يكون تعامل آخر، وفي الحالة الأخيرة تتقلص المسافة في الرؤى بين المثقفين والأقل حظاً في الثقافة، فالثقافة هنا نحددها بمعنى ضيق يدور حول حفظ بعض المعلومات كثرت أم قلّت، أو نيل بعض الشهادات المدرسية، وهذه حالة لا معنى فعلي لها دون أن تتحول الى منهج في النظر الى الأشياء والمعتقدات وأحداث التاريخ والمساهمين في صناعة ذلك التاريخ.

كما أن هناك من المثقفين بالمعنى السالف الذكر يهملون تاريخهم ويتحولون الى حالة من الإنبهار بتاريخ أمم أخرى بفعل جهلهم بتاريخ أمتهم وشعبهم الزاخر بالمنجزات العظيمة بحق. إن كل عظماء العصور الحديثة أقاموا وزناً كبيراً للتاريخ في إقامة مدارسهم الفكرية الى درجة حاكوا فيها الإغريق بوصفهم الفلسفة أم العلوم بقولهم التاريخ أبو العلوم، وذلك إجلالاً لشأنه. وهناك من أعطى التاريخية صفة لمدرسته الفلسفية، ولنظرته الإجتماعية، ومناهجه البحثية، وتصوراته الإقتصادية.

لماذا هذه المقدمة الطويلة حول "موسوعة الوراقة والورّاقين في الحضارة العربية الإسلامية" للدكتور خير الله سعيد. الجواب يكمن في كون الموسوعة محاولة أصيلة لإعادة فهم التاريخ على نحو يتسم بالدقة العلمية، كما أرى، ولأنها تسد ثغرة عميقة في مجال إختصاصها، ولأنها من النوع الواثق بأهمية دور الثقافة والتراث في إعادة الحياة للأمم التي أصابها الوهن.

إن إدراك التاريخ قد يدفع للدعوة الى سقوطه حين يمتهن تزويراً وإمعاناً بالتزييف، ذات مرة كتب عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) في عموده اليومي قبل عقود مقالاً موسوماً بـ "ألا فليسقط التاريخ" إحتجاجاً على التزوير، وهو بالمعنى الفعلي يمثل حالة من الإنحياز المطلق للتاريخ. إن هذه الحالة بمعنى ما تنطوي على شكل من الدفاع السلبي عن التاريخ. ولكن ما أقدم عليه الباحث في التاريخ الدكتور خير الله سعيد البغدادي في موسوعته يمثل نوعاً ليس فقط من الدفاع عن أهمية التاريخ، بل حمايته وتيسيره ورفع الغبار عما طمس منه أو يكاد.

تقع "موسوعة الوراقة والورّاقين في الحضارة العربية الإسلامية" للدكتور خير الله سعيد في ثلاثة مجلدات، تضم ستة أجزاء، بلغ عدد صفحاتها (1170) صفحة. تطلبت من الباحث نحو ربع قرن من الجهد الدؤوب. صدرت الموسوعة عن مؤسسة الإنتشار العربي، الطبعة الأولى 2011، بيروت – لبنان. ولا بد من الإشارة الى أن المؤلف قد أهدى موسوعته الى مدينة بغداد.

قطعاً أن إدراك الباحث وإحاطته بقيمة المنجزات المتحققة في ميدان الوراقة، خاصة في بغداده، وحين رأت موسوعته النور، قد جففت عرق جهده المضني المسكوب على طريق إنجازها. وإن الكنز الثقافي الذي إحتوته الموسوعة، التي رفعت عاديات الزمن عن تراث ثقافي عريق وعميق الأصالة، ووفرت سهولة الإطلاع عليه بيسر لبقية المهتمين، وخدمت البحث العلمي الرصين في زمن المقالات السريعة السيارة، كل هذه العوامل وفرت للباحث نفسه متعة العمر، وقدمت مبرراً لوجوده في مكتبة الزمن البعيد والقريب في ذات الوقت، وهذه حالة جميلة يسعى إليها كل باحث، وكل متخصص بالمعنى السامي للإختصاص.

كثيرة نقاط الإتفاق مع الباحث الكبير هادي العلوي كما هي نقاط الإختلاف في قرائته للتراث والتاريخ، ولكن البارز في أعمال هادي العلوي هو الإستخدام الخلاق للمناهج الحديثة المرتكزة على العلم والإطلاع والمعرفة الى جانب الإستخدام الخلاق لمعطيات التراث والتاريخ العربي والإسلامي والإنساني في وحدة لا إنفصام فيها. كما أن هادي العلوي ظل يعيش في جو يُمكن وصفه بجو الكرامة الوطنية الخلو من عقدة "الخواجة"، وبقدر علمه بمقولة العرب التاريخية في أن "الحكم عقيم" كان شديد الإعجاب بما أنتجته عقول المراحل السالفة، وتعامل بإحترام مع كل الظواهر والأشخاص والمنجزات والأحداث، ولم يغيب عن منهجه دور عامة الناس في صناعة أحداث التاريخ، بل كانت الجماهير في مركز إهتمامه، لم يجلس في مقاعد الباحثين المنعزلين مع كل التقدير للعزلة، الإختيارية منها والقسرية، إلا أن الأساسي عنده على هذا الصعيد زرع البذرة الطاهرة في عقول الذين حوله من أصدقاء ومحبين وطلاب، ومن بين هؤلاء كان خير الله سعيد الذي تميز بالصبر على البلوى الجميلة في سبر أعماق منجزات تاريخنا.

لا شك في أن صناعة الكتب عبر التاريخ ليس فقط مؤشراً على المستوى الحضاري لأي مجتمع بل هي في الوقت نفسه إحدى الرافعات الأساسية لنهضة أي شعب، ولا يغير في جوهر القضية إن كانت الوراقة يدوية أو آلية أو إلكترونية. تُطبع على الرُقْم أو الجلد أو الورق أو غيرها، وإن قيمة الكتاب والنشر ظلت على الدوام محط إهتمام الذين يسعون لتحقيق الإزدهار الثقافي والإقتصادي والإجتماعي والفكري، وفي كل عصر كان إهتمام المثقفين بالنشر كبيراً الى يومنا هذا، وكان حلم الكاتب أن يكون ناشراً.

موضوعياً لم تكن الوراقة بالسعة التي تتوفر في عصرنا الراهن، ولكن الورّاقين كانوا أكثر صميمية في إلتصاقهم بالمهنة. اليوم دخلت عوامل أخرى في النشر والطباعة، حيث تتسم المهنة بقسوة شروطها التجارية، والسياسية في الغالب. وقد تصاعدت محاولات السيطرة والإحتكار على هذا الصعيد، وإرتبط القهر السياسي بمحاولات الهيمنة على الكِتَاب نشراً وتوزيعاً وأثماناً.

إن الكِتَاب هو سجل الشعوب في حركتها التاريخية، والموسوعة تضمنت روايتها لمسيرة الوراقة من الرُقْم الطينية الى إزدهارها في بلاد الرافدين، ثم في كل أمصار بلاد الخلافة العربية ـ الإسلامية بمراحلها المختلفة، خاصة في ذروتها العالية ـ الفترة العباسية.

لقد وضعت الموسوعة أهدافاً واضحة أمامها تمثلت بتسليط الأضواء على تلك الظاهرة المهمة ـ الوراقة والورّاقين في الحضارة العربية الإسلامية من مختلف الجوانب، إنطلاقاً من بغداد، مروراً بالمراكز الهامة الأخرى: دمشق، القاهرة، أشبيلية وفارس، وإنتهاءً بأطراف الخلافة. تناولت الدراسة الجذور البعيدة للوراقة والورّاقين حتى في فترات ما قبل الحضارة الإسلامية كتمهيد ضروري، وتناولت الدراسة الموسوعية الجوانب النفسية والإجتماعية والإقتصادية والإبداعية المحيطة بحياة ومادة وطبيعة النشر والناشرين في مختلف الأزمنة موضع الدراسة شكلاً ومضموناً وفي إمتداداتها اللاحقة.

ومن زاوية تحديد نقطة بدء الوراقة في الحضارة العربية الإسلامية تنطلق الدراسة في تسجيلها للبداية من أمر الخلافة الراشدة للصحابي زيد بن ثابت بجمع القرآن من صدور حفاظه. منذ تلك اللحظة يعتبر زيد بن ثابت أول ورّاق في تاريخ الإسلام.

وعلى منهج الباحثين الجديين سجل المؤلف ما لديه من معطيات حول الدراسات السابقة لجهده الحالي قديماً وحديثاً، وفي المصادر العربية والأجنبية، وهي شحيحة على أي حال، مما يعطي للموسوعة مكاناً مرموقاً في ميدانها. والى جانب هذا لم يتوانى الباحث في التنقيب بالمصادر الأساسية، التي تناولت تراجماً لحياة الكُتّاب والفلاسفة والأدباء ليعثر على ما يُفيد في ميدانه. وناقش الباحث بإحترام وحذر علمي مصادره بهدف الإقتراب من الواقع الفعلي، أي الإقتراب من الوقائع والأحداث والذين ساهموا فيها كما هم، لا كما يريد أن ينظر إليهم الباحثون.

يتلمس القارىء التواضع العلمي بين دفتي الموسوعة، ولكن ذلك التواضع لم يقف حجر عثرة في طريق تقرير الواقع، الذي يُقر بحقيقة أن الموسوعة فريدة في ميدانها، وجاء هذا التقدير بعد فحص المؤلف للمتوفر من معطيات على صعيد الوراقة والورّاقين. من جانبنا نقول إنها إضافة جدية في حقل هام للغاية في الثقافة العربية الإسلامية وفي متابعة الجهد الثقافي الإنساني السابق.

وبديهي أن عملاً بهذه الضخامة يحتاج الى تبويب يُسهّل على الدارسين والمطالعين الوصول أو النفاذ الى مادته، وقد أجاد الباحث في توزيع مواد دراسته: التطور الثقافي والتاريخي لمواقع ومراكز تطور صناعة الكتابة، أدوات الكتابة، مسيرة مهنة الوراقة، طباع الورّاقين وأصنافهم وأدوارهم ومعاييرهم المعتمدة، حوانيت البيع من حيث الأعداد والتكاليف والأثمان، المواصفات الفنية للكتب بأنواعها المختلفة، علاقات الدولة بالكِتَاب والمكتبات العامة والخاصة وأنواع تلك المكتبات في العصر العباسي، في المركز والأمصار والأطراف، وتأثيراتها على الحياة الإجتماعية، وأفردت الموسوعة مكانة خاصة للحرف والخط العربي ومدارسه والنظرات الفلسفية إليه وتطور أنواع الخطوط والخطاطين، وأبرزت الموسوعة أدوار مدن مثل: بغداد، الكوفة، البصرة، الموصل، دمشق، القاهرة، قرطبة، أشبيلية وغيرها.

وفي الجزء الخامس من الموسوعة قدم المؤلف ترجمات بما وهو ثابت ومتوفر من معلومات عن الورّاقين، وفق عملهم ووفق إختصاصاتهم: ورّاقو الحديث، الورّاقون العلماء، الأدباء، الشعراء، النسّاخون، القضاة، الفولكلوريون، والدلاّلون، وورّاقو العلماء والأدباء والوزراء. هذا الى جانب النساء الورّاقات. وفي الجزء السادس صنف الورّاقين حسب مواقع عملهم: ورّاقو بلاد الشام، البلاد المصرية، بلاد الأندلس ومعها ورّاقو المغرب وتونس، بلاد فارس، وأخيرأ تراجم متفرقة وصفها المؤلف بالعارضة.

ومن المهم الإشارة الى ما تضمنته الموسوعة من معلومات عن دور المرأة العربية والمسلمة على صعيد الوراقة والخط إلى جانب المهن والإبداعات العلمية والفنية والمهنية الأخرى، لقد حفلت الموسوعة بقائمة طويلة تضم الورّاقات والخطاطات البغداديات والأندلسيات والتركيات والفارسيات وغيرهن قديماً وحديثاً، وهذا الجانب من الموسوعة مهم للغاية في يومنا الحالي، حيث تحاصر المرأة العربية والمسلمة بكل ما يطوّقها ويحد من إمكاناتها المهنية والإجتماعية والإبداعية، إنها حالة مؤسفة أن يكون الأمس أفضل من اليوم، وآفاق الغد في المدى المنظور تمر بمخاضات صعبة للغاية.

تعامل الباحث بأمانة ووضوح مع مصادر بحثه بما يُعين الآخرين في العودة الى تلك المراجع والمصادر للإستفادة أو التدقيق، وهي من جانب آخر تعكس الجهد المبذول على درب إستكمال الموسوعة، التي من المتعذر الإحاطة بها دون العودة إليها مباشرة من طرف المهتمين والباحثين.

والى جانب الطبيعة العلمية الصارمة للموسوعة فإنها لا تخلو في بعض الحالات من الأوصاف الرقيقة أو الوقفات الفنية الجميلة، التي تمنح القارئ فرصة لتخيل أجواء أسواق الوراقة والورّاقين في عصور بغداد الذهبية بحق، وهي حالة لا تختلف كثيراً في غيرها من المراكز الواقعة بين الأطلسي والصين في تلك المراحل التي شهدت تطوراً فكرياً وثقافياً وإبداعياً قلّ نظيره من حيث تعدد مناهجه وتصوراته: "... وتظهر المذاهب والفرق، وتبدأ الصراعات الفكرية، وكان سوق الورّاقين (في جانبي بغداد ـ الكرخ والرصافة) مسرحاً لتلاقي تلك التيارات الفكرية، ومجلساً ينعقد لها في كل يوم عند عتبة هذا الورّاق أو دكة ذاك الناسخ، أو حلقة ذاك الفيلسوف، فتشعر وأنت تدخل سوق الورّاقين ـ بأنك في رحاب عالم آخر، شغله الشاغل الثقافة وحدها...".



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً أبا عواطف
- جيفارا: قوة المثل الثوري
- الفيلسوف مدني صالح وعطرالأرض


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالحميد برتو - موسوعة الوراقة والورّاقين