أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - بين عصبة الأمم – الأمس - والأمم المتحدة اليوم















المزيد.....

بين عصبة الأمم – الأمس - والأمم المتحدة اليوم


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 22:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحدثنا في عديد من مقالاتنا – السابقة – عن محنة شعبنا وبلادنا المأساوية – المزمنة – التي يعيشها هذا الشعب المبتلى بكل مفاصل الحياة اليومية وإبتداءا من – التدهور الأمني إلى سوء الخدمات الأساسية من كهرباء وماء صالح للشرب إلى البطالة المتفاقمة في صفوف شبيبتنا إلى الغلاء الفاحش في تكاليف المعيشة وقلة رواتب صغار الموظفين – التي لا تسد احتياجاتهم – إلى الارتفاع المهول في إيجارات السكن إلى الفساد المالي والإداري ثم الاختلاس والعقود الوهمية وتزوير الشهادات وغيرها الكثير من هموم الطبقات الفقيرة البائسة حتى باتت واضحة ومعروفة لكل الشارع العراقي ، وللحكومة العتيدة بالذات ولكن ليس من مجيب .
ونتحدث اليوم عن قضية هامة وأساسية تتعلق بالسيادة الوطنية ، نعم عن سيادة بلادنا المنتهكة المهدورة وعن كرامة شعبنا المستباحة على أيدي حكام طغاة مارقين فرضوا أنفسهم على الشعب بقوة الحديد والنار لا تربطهم صلة بالوطنية ولا بتربة هذا الوطن ، انتهكوا كل القيم و خانوا الوطن وعقدوا الصفقات والمساومات – خلف الكواليس – ومن وراء ظهر الشعب العراقي وقواه الوطنية المناضلة ولم يحافظوا على سيادته وعلى أرضه وسماءه ومياهه ، وفرطوا بكرامته وأرضه – حفاظا على عروشهم – ففي عام 1975 منح النظام العفلقي – السابق – نصف مياه شط العرب – إلى إيران الشاه – مقابل القضاء على الحركة الكردية في كردستان العراق ولا زالت الاتفاقية نافذة ، كما ومنح مساحة كبيرة من الأراضي إلى الأردن لأسباب غير معروفة – كرم صدامي – حتى جاءت حرب تحرير الكويت 1991 وهزم فيها اللص القاتل شر هزيمة ورغم هزيمته المخزية كان يتبجح بلا حياء بمقولته الشهيرة – يا محلى النصر بعون الله - هذا اللص الجبان وقع برغم أنفه صفقة مساومة جديدة أخرى – ومن وراء ظهر الشعب العراقي أيضا – على ترسيم حدود جديدة بين العراق والكويت وعلى امتداد 216 كم وفي ناحيتي أم قصر وصفوان والتي يسكنها أكثر من مائتي عائلة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 833 الصادر في ضوء هذه الصفقة الخيانية وتحت خيمة صفوان على الحدود والتي وقعها اللص – تحت قوة السلاح – حفاظا على كرسي الحكم .
نقول هذا ويملأ قلوبنا وكل الوطنيين الشرفاء الغيارى الأسى لما حل ببلادنا من خراب ودمار وحروب طائشة هي بالضد من إرادة شعبنا الذي سيق إليها عنوة ودفع ثمنها باهضا من دماء أبناءه وشبابه الأبرياء ولا زال يدفع الثمن رغم رفضه وكل قواه السياسية الوطنية لتلك الحروب المجنونة وإدانته لها بل و مقاومته لها بكل الصور والأشكال الممكنة والمتاحة في مثل ذالك الظرف العصيب وفي ظل أعتى ديكتاتورية شمولية وبوليسية عرفها التأريخ .
ولا نرى أن ما قلناه من حقائق ملموسة بخافية على الرأي العام العالمي أو على هيئة الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية ولا على الأشقاء الكويتيون أنفسهم الذين هم أدرى من غيرهم بواقع مظلومية العراقيين ورفضهم الشديد لسياسات النظام السابق وحروبه الطائشة وذالك بفعل صلة الجيرة والقربى بين العوائل العراقية والكويتية والزيارات المستمرة بين الطرفين وحتى في الأيام المأساوية التي تشرد بها الكويتيون – عقب الغزو – جاءت الكثير من العائلات الكويتية إلى العراق واحتضنتهم العائلات العراقية بكل تقدير واحترام ومودة ومن خلال هذه الزيارات والتواصل العائلي –صلة القربى - عرف الكويتيون جيدا موقف العراقيين ورفضهم لعملية الغزو ورفضهم لنظام البعث جملة وتفصيلا ، ولا نقول هذا من باب كسب العواطف –لكنها الحقيقة التي يدركها الكويتيون جيدا .
ووفقا لهذه المعطيات الدقيقة والملموسة نقول : أن قرار مجلس الأمن 833 كان قد صدر بظرف استثنائي شاذ وتحت قوة السلاح في خيمة صفوان بين الجنرال الأمريكي – جواسكوف – قائد جيش التحالف ووزير الدفاع العراقي – هاشم سلطان – الذي فوضه صدام بالتوقيع على رسم الحدود بلا قيد أو شرط وهو يترنح تحت ضربات قوات التحالف و بفعل جبنه وهزيمته في الحرب ، فرط في السيادة الوطنية لبلادنا حفاظا على عرشه المهزوز وبالضد من إرادة الشعب وقواه الوطنية الرافضة لسياساته وحروبه ولعل أبرز الأدلة على ذالك هو الإبادة الجماعية لأبناء شعبه بالأسلحة الكيماوية والمقابر الجماعية هي خير شاهد على ذالك ، وتحت هذا الظرف العصيب وبتحالف ثلاثون دولة بزعامة أمريكا ، كان صدور قرار 833 غير المنصف فهذا القرار ليس كتابا منزلا لا يمكن المساس به ، خصوصا وأنه صدر في ظرف استثنائي شاذ – كما أسلفنا – وإن هذا الظرف قد زال الآن بزوال أسبابه فنظام صدام قد ولى ، وجاء نظام ديمقراطي جديد حليف لأمريكا وهي الراعية للديمقراطية فيه ، ويفترض بمجلس الأمن الدولي إعادة النظر بهذا القرار الذي يلحق بالعراق أفدح الأضرار والخسائر في سيادته الوطنية على أرضه ومياهه ، فلا يجوز توسيع حدود دولة على دولة أخرى فهذا يشكل انتهاكا للسيادة الوطنية وهو خلافا للقوانين والأعراف الدولية ، وعلى أمريكا وحلفاءها أيضا إعادة النظر بهذا القرار ، فأمريكا وحلفاءها هم الرابحون في الحرب ، والشعب العراق هو المتضرر والخاسر الوحيد ، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يمكن أن يؤخذ الشعب العراقي كله بجريمة حاكم طاغ ومجرم فرض نفسه بقوة الحديد والنار على شعبه ، كما لا يمكن أن تكون مسألة إخراج العراق من طائلة البند السابع مرهونة بمدى تطبيقه لهذا القرار الجائر إرضاء للكويت وتوسيع حدودها على حساب الأراضي العراقية وهذا بذاته يشكل امتهانا لكرامة وإرادة الشعب العراقي .
ومن المؤسف حقا أن يصر الأشقاء في الكويت على هذا الترسيم الجائر للحدود وكيف يرتضي الكويت الشقيق توسيع حدوده على حساب شقيق وجار له ، وكان المفترض بالكويت أن تكون الجار والشقيق والعون في الشدائد ، لكنها للأسف تستغل ضعف الحكومة العراقية وما تعانيه من مشكلات داخلية وتمتهن كرامة أشقاءها العراقيين في استقطاع أراضيهم بغير وجه حق ، فأين هي الشهامة والغيرة بهذا الاستغلال الظالم لأراضينا فسوف لن يغفر الـتأريخ ولن يرحم الكويتيون فهم يأكلون لحم أخيهم .
ونقول لحكومتنا العتيدة المنشغلة بالصراعات والمهاترات على المصالح والمغانم سوف لن ولن يرحمكم التأريخ ولن يغفر لكم الشعب تهاونكم وميوعتكم إزاء قضية كبرى هي التجاوز على سيادتنا وكرامتنا الوطنية ، ونسأل حكومتنا الضعيفة الهزيلة وكل القوى النافذة ... ما الفرق بينكم أيها السادة الديمقراطيون !! وبين الطاغية المقبور الذي فرط بأراضينا ومياهنا والذي منح نصف مياه شط العرب لإيران الشاه ومنح أيضا الأراضي إلى الأردن ، وأنتم اليوم صامتين وخاضعين لتطبيق قرار 833 غير المنصف ، والمفترض أن يكون الموقف شجاعا وحازما برفض تطبيق هذا القرار بالاستناد لإرادة شعبكم وكل قواه الوطنية الديمقراطية ومن خلال طرح القضية ودراستها في مجلس النواب ثم تقديم اعتراض رسمي إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، لكنكم تتذرعون على أنكم ملزمون بتطبيق هذا القرار للخروج من طائلة البند السابع الأمر الذي يعبر عن مدى ضعفكم وهزال حكومتكم وانشغالكم بالصراعات على المصالح الدنيئة في كسب المال والجاه والنفوذ ، إنكم أيها السادة بصراعاتكم ومهاتراتكم تعرضون أمن المواطنين لأفدح الأضرار والخسائر والمزيد من الدماء بفعل فقدان الأمن كما وأنكم قد ذبحتم كل المشاعر الوطنية ، من خلال تأجيجكم للمشاعر الطائفية أو القومية والاثنية والعشائرية والنزعات المناطقية ... وإلا ... متى كان شعبنا صامتا إزاء مثل هذا التجاوز الكبير والخطير على سيادته الوطنية في أرضه وسماءه ومياهه .
ولنا في التأريخ الكثير من الشواهد في العديد من دول العالم وكيف استطاعت برجاحة عقول قياداتها الوطنية ووحدة إرادتهم واستنادهم لإرادة شعبهم أن تستعيد حقوق شعبها وبلدانها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت روسيا القيصرية عضوا في ما يسمى عصبة الأمم اللصوصية بين الدول الرأسمالية الاستعمارية – بريطانيا – فرنسا – وتحالفت هذه الدول الثلاثة على اقتسام العالم إلى مناطق نفوذ كغنائم حرب – في الحرب العالمية الأولى – لكن وبقيام الثورة البلشفية عام 1917 ، قام قائد الثورة في الساعات الأولى بفضح اتفاقية سايس بيكو الاستعمارية وتمزيقها وأعلن أن روسيا في حل عن أية التزامات بتلك الاتفاقية وأعلن أيضا عن رفض روسيا تسديد كافة الديون التي بذمة روسيا القيصرية إلى الدول الاستعمارية كون أن حكومة روسيا القيصرية ما كانت تمثل إرادة الشعب الروسي وأن دخولها الحرب كان بالضد من شعب روسيا وان هذه الديون هي للدول الاستعمارية التي شنت الحرب وهي الرابحة وأن شعب روسيا هو الخاسر والمتضرر الوحيد – وهو لا ناقة له فيها ولا جمل – وهذا الموقف هو الشجاعة بعينها وهو القوة برجاحة العقل والمنطق ، ولأن قيادة الثورة تستند لإرادة شعبها الذي عانى ما عاناه من ظلم وطغيان القيصر وحربه المدمرة ، وهذا بالضبط – بل وأكثر – هي معاناة شعبنا العراقي بكل مكوناته القومية والدينية في ظل نظام البعث المجرم .
وخلاصة القول أن صدق الوطنية ووحدة الإرادة والموقف والاستناد لإرادة الشعب قادرة على استعادة حقوقنا في أرضنا وسيادتنا ... لكنها ويا للأسف غائبة في خضم الصراعات .
إن موقف مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة في إصرارهما على تطبيق هذا القرار غير المنصف ... يعيد إلى الأذهان عصبة الأمم اللصوصية التي اقتسمت العالم كغنائم حرب وها هو العراق اليوم بات أيضا غنيمة حرب بين الدول الرأسمالية الطامعة في بلادنا ، وكان شعبنا وبلادنا هو الخاسر والمتضرر الوحيد في كل حروب الطاغية المقبور ، ورغم ذالك فإن منظمة الأمم المتحدة تقف إلى جانب الغالب الظالم المتمثل بأمريكا وحلفاءها والغرب الإمبريالي ... فهل هذه هي الشرعية الدولية التي تنادي بها الأمم المتحدة ... ألا فالتسقط الشرعية الدولية التي تقف إلى جانب القوي ضد الضعيف ... إنها والله شريعة الغاب .



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شماته .. لكنها الحقيقة
- التغيير بأيدينا أيها العراقيين
- حكومة صنع الازمات - 2
- حكومة صنع الازمات - 1
- بعض ذكريات من انقلاب الثامن من شباط المشئوم عام 1963
- المكافئة للجاني ... والقصاص من الضحية
- بين تظاهرات شباط 2011 – وتظاهرات الرمادي اليوم
- اين يكمن الخلل
- وفسر الماء بعد الجهد بالماء
- حوار حضاري
- هل من جديد في العام الجديد / 1
- متى يفرح العراقيون كسائر البشر
- قمة التخلف
- صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة
- السوفان ...!!
- سوق التنكجبة السياسي
- مسرحية وأدوار
- السياسة بين الامس ... واليوم
- ذكرى مأثرة نفق سجن الحلة عام 1967
- وماذا بعد


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - بين عصبة الأمم – الأمس - والأمم المتحدة اليوم