أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - أنا لا أرحب باوباما















المزيد.....

أنا لا أرحب باوباما


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 18:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أنا لا أرحب بأوباما
محمود فنون
19/3/2013م
أوباما يقود أمريكا ،وهذه هي أمريكا
قد لا يعرف الكثيرين من جيل الشباب ،معاني ومغازي كلمتي :"الإمبريالية والإستعمار"مثلما تعرفهما الأجيال التي عاصرت مرحلة التحرر الوطني من الإستعمار ،من الإستعمار البريطاني لفلسطين ومصر واالعراق ودول الخليج العربي وجنوب اليمن.والإستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان ودول المغرب العربي . واستعمار اسبانيا والبرتغال لأراضي ودول عربية في شمال أفريقيا . قد لا يعرفون معنى ومغازي العلاقات الإستعمارية مع الدول الضعيفة والتي تسمى الدول التابعة والدول التي تدور في فلك الدول الإستعمارية .
نعم قد لا يعرفون والمقصود قد لا يعرفون من تجربتهم الخاصة عن المآسي التي تجل عن الوصف التي عانت منها المستعمرات الرازحة تحت الإستعمار والتي في سياق كفاحها من أجل التحرر الوطني عانت أضعافا مضاعفة مما تعانيه سوريا هذه الأيام من خراب ودمار وتمزيق .
لقد ورثت أمريكا كل الإرث الإمبريالي الإستعماري وحلت في مواقع كثيرة محل الإستعمار الذي سبقها وبنفس الطرائق كما في فيتنام أو بطرائق أخرى كما دول وشعوب عديدة ، نتيجة لتغير الظروف .
لقد انقسم العالم ما قبل منتصف القرن الماضي الى الأقسام التالية :
اولا: الدول الإستعمارية الإمبريالية وهي أمريكا ،وبريطانيا التي كانت تستعمر بلادا وتدير إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس في آسيا وأفريقيا ،وفرنسا والمانيا واسبانيا والبرتغال وبقية الدول الإوروبية ومعهم اليابان وتسمى العالم الأول . ومن ضمن هذه الدول تشكل حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي ).وتقوم علاقاتها مع الدول على أساس المصالح الإستعمارية والإستغلال ونهب الخيرات والسطوة والسيطرة .
ثانيا : الإتحاد السوفييتي والمنظومة الإشتراكية و معها الصين وغسلافيا وكوبا ،وهي دول تتمتع فيما بينها بعلاقات أخوية ولا تقوم علاقاتها مع الدول والشعوب الباقية على خلفيات استعمارية أو تسلطية .ونظمت مجموعة الدول الإشتراكية بقيادة الإتحاد السوفييتي حلف وارسو الدفاعي في وجه حلف شمال الأطلسي .
ثالثا : بقية دول العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكانت تسمى دول العالم الثالث والدول النامية والدول التابعة وهي في أغلبها خاضعة للنفوذ الإستعمارري الغربي بشكل من الأشكال بما فيها الإستعمار المباشر .وهي تقسم الى ثلاثة أقسام :
دول خاضعة للاستعمار المباشر مثل فيتنام الجنوبية قبل استقلالها عام 1975 ودول الخليج الخاضعة للاستعمار البريطاني حتى منحت استقلالا شكليا سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ،ودول مستقلة ولها علم ونشيد ولكنها خاضعة للنفوذ الإستعماري ومكبلة باتفاقيات تلزمها إقتصاديا وسياسيا مثل مصر حتى ثورة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر ودول الخليج كافة حتى يومنا هذا ،ودول استقلت وتمردت على النفوذ الأجنبي ومزقت المعاهدات ،ونظمت علاقاتها السياسية والإقتصادية مع المعسكر الإشتراكي بعلاقات نزيهة ،وأقامت اقتصاد وطني مستقل ،وأممت المصالح الأجنبية ،وقضت على الطبقات الإجتماعية المرتبطة بالإستعمار مثل مصر في عهد عبد الناصر والعراق وسوريا في عهد البعث العربي الإشتراكي وجمهورية جنوب اليمن الديموقراطي قبل توحيد اليمن ،والجزائر وليبيا . حيث كانت تمثل دول في حالة نهضة وتنمية وطنية واقتصادية وتتحالف مع الإتحاد السوفييتي الذي يزودها بما تحتاج من الأسلحة والدعم الفني والعلمي ويدعم توجهاتها التنموية المستقلة .أي أنها انتزعت نفسها نسبيا من النفوذ الإستعماري لفترة من الزمن و شكلت مجموعة الدول التحررية التقدمية .
وهي مع شبيهاتها من دول العالم شكلت منظمة دول عدم الإنحياز التي كانت قوة اقتصادية وسياسية مهمة ولها نفوذ وتدعم حركات التحرر الوطني في العالم .
بعد سقوط الإتحاد السوفييتي تضعضعت أحوال هذه الدول وهاجمتها الإمبريالية الغربية بكل السبل من أجل إعادة إخضاعها سياسيا واقتصاديا وإرغامها على إعادة هيكلة إقتصادها الوطني بما يتناسب مع مصالح اقتصاد البلدان الرأسمالية وظهور فئات وشرائح إجتماعية وطبقات لها مصالح بالإرتباط بالغرب سياسيا واقتصاديا .
لقد دخلت البلاد العربية في حالة صراع بين الدول التقدمية المذكورة أعلاه،والدول الرجعية بزعامة السعودية ودول الخليج والأنظمة الملكية في الأردن والمغرب .وإثر موت عبد الناصر عام 1970 أدخل السادات مصر في مرحلة الرجعية وأخذ ينسحب بمصر من المعسكر التقدمي الى المعسكر الرجعي وشكل حالة اضعاف للمعسكر العربي التقدمي والذي كان قد فقد الزعيم الملهم جمال عبد الناصر .
هنا أخذت الإمبريالية الغربية وبقيادة امريكا هذه المرة تستعيد نفوذها شيئا فشيئا ،وقد استعادت مصر الى ما هو أسوأمن الإرتداد على التقدم بل الى الحلف المعادي للأمة العربية وعقدت الإتفاقات وتكبلت من جديد بالمعاهدات حتى يومنا هذا ،بل إن الحكم الجديد في مصر لم يرفع شعار التحرر من النفوذ الأجنبي وإلغاء المعاهدات والإتفاقات والإرتباطات مع الغرب الإستعماري والصهيونية .
وقد تمكنت أمريكا وحلفائها من استعادة نفوذها في أفغانستان عام 2001م التي كانت قد تحررت عبر ثورة وطنية وسارت في خط تنموي مستقل عن الغرب الإستعماري ،وفي العراق عام 2003 م التي قطعت شوطا طويلا على طريق التقدم العلمي والإقتصادي والعسكري واستعادت ليبيا وعززت نفوذها في مصر وتونس وها هي تدمر سوريا من أجل استعادتها ضعيفة خاوية .
و من أجل مزيد من الأيضاح فإن العالم الإجتماعي منقسم على نفسه الى دول والدول منقسمة الى طبقات مختلفة ومتصارعة .
وكان العالم حتى ما قبل عام 1990 منقسم الى قطبين : واحد بقيادة أمريكا والآخر بقيادة الإتحاد السوفييتي ويخوض القطبان صراعهما على أرض الكرة الأرضية من أجل النفوذ لكل منهما أو تعطيل نفوذ الآخر ، وكان الإتحاد السوفييتي يناصر الشعوب ويناصر حركات التحرر الوطني من النفوذ الإستعماري ويدعم التوجهات الإستقلالية للدول الفتية الراغبة في الحصول على استقلال حقيقي خاليا من النفوذ الأجنبي ،كما كان يدعم مجموعة الدول الإشتراكية والدول التقدمية ويشكل مع هذا الفريق حاة من التحالف تقريبا .
كما كان يدعم الثورات والأحزاب من ذوات التوجه الإشتراكي .
وكانت أمريكا تدعم الثورات المضادة والنظم الرجعية المحافظة واسرائيل، وتمكن اسرائيل من التغلب على الدول العربية بالتسليح والخطط وكل أشكال الدعم ،كانت ولا زالت معادية للشعب الفلسطيني ومعادية لأماني الأمة العربية في الحرية والوحدة والتحرر الإقتصادي والإجتماعي .
ويمكن تلخيص بقية اللوحة السياسية العالمية ب:
1- الصراع بين النظام الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الإشتراكية مقابل النظام الرأسمالي بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ،واليوم كما نعلم تحلل الإتحاد السوفييتي والمنظومة الإشتراكية . وقد ورثت روسيا الإتحادية مقدرات الإتحاد السوفييتي ولها حضورها بسبب أنيابها النووية ومصالحها مع الدول التي لا تتصالح مع الأمريكان والنفوذ الغربي .
2- الصراع بين الدول الرأسمالية نفسها من أجل تقاسم النفوذ والأسواق ومصادر الثروة . سبق وأن وقعت حربين عالميتين تعبيرا عن هذا الصراع
3- الصراع بينة الطبقات الغنية والفقيرة في كل دولة ودائما تحاول الطبقات الغنية لجم هذا الصراع وإن تفجر تحاول حرفه عن هدفه ومساره كما حصل في تونس ومصر بما يسمى بالربيع العربي .فالحراك الجماهيري بدأ ضد الفقر والبطالة والغلاء .. ولكن تم السيطرة عليه لأسباب متعددة ذكرناها في مقالات سابقة مثل مقال "مسار الربيع العربي "
4- الصراع بين الدول التابعة والدول الإستعمار الغربي والنفوذ الغربي .
وهذا تعبر عنه الثورات والإنتفاضات الشعبية كما تعبر عنه الدول الفقيرة ذات التوجه التحرري والتقدمي كما عبرت مصر الناصرية ومجموعة الدول العربية الوطنية وكما عبرت فانزويلا بقيادة تشافيز.
إن أمريكا اليوم هي أقوى قوى العالم وهي تقود الحلف الغربي كما تقود الحلف العسكري الناتو المستعد لتوجيه الضربات العسكرية الى كل بقعة في العالم .
وتخضع لأمريكا مجموعة الدول العربية الرسمية باستثناء سوريا حتى الآن ،وتندرج في خططها وتخدم مصالحها وتنفذ إلتزاماتها تجاهها بوصفها دولا تابعة ويحكمها حكام مقاولين لمصلحتها وصنائع لها .
وهي من موقعها هذا تتحكم في بلادنا وثرواتنا ومستقبلنا وثقافتنا وبالهواء الذي نتنفسه .
إنها تقود الحرب التدميرية في سوريا ،كما قامت وحلفائها بضرب العراق وتدميره وتهجير خمسة ملايين عراقي وحصد أكثر من مليون شهيد وأضعافهم من الجرحى والمعتقلين ،وهي قادت تدمير ليبيا ولا تزال تقود هذا الدمار ..وهي التي توجه السياسة الصهيونية لما فيه مصلحة التحالف الأمريكي الصهيوني وتدعم الإستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات وتقدم أكثر من ستة مليارات دولار دعما للعسكر الصهيوني والإقتصاد الصهيوني .
إن أمريكا معادية للشعب الفلسطيني ولشعوب الأمة العربية قاطبة وهي تسيطر على الحكام الصنائع وتدمر الثقافة الوطنية التحررية وتنهب الثروات والخيرات وتحجز التطور بل تدفع باستمرار باتجاه تدمير أية توجهات قد يستشف منها أنها تؤدي الى بناء اقتصاد وطني .
أمريكا اليوم بقيادة أوباما وهذه هي أمريكا التي يقودها .وزيارته لإسرائيل بعد يومين هل لمصلحة اسرائل والنفوذ الأمريكي وزيارته لبيت لحم هي كذلك لنفس الغايات وليس لنا فيها أية مصلحة .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حزب الله؟
- الإصطفافات حول سوريا
- -أمن مصر-؟ ومحاصرة حماس
- جبهة الجلادين في ليبيا
- حزب الله الهدف المباشر
- معقول أمريكا ومعقول الدكتور أحمد يوسف
- اليوم يوم الوفاء للشهداء
- ليس سرا أن الشهداء يعودون
- من هم محبي تشافيز
- أيها المرأة أنت نبع الحياة
- قالوا لن نتوغل ثانية
- تشافيز حيا في قلوب الثوريين
- التربية والتعليم واضرابات المعلمين
- الأردن متورط مع الحلف المعادي لسوريا
- الهدف توريط حزب الله
- إسرائيل تقف على معبر رفح -المحرر!-
- أمريكا والنظام المصري الجديد
- أسرار الأنفاق في رسالة المشتاق
- هيثم المالح يطمئن إسرائيل
- أبو مرزوق يتخلى عن أراضي 1948م


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - أنا لا أرحب باوباما