أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ















المزيد.....

النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المَاركِسِي هُوَ مَنْ يُؤمِنْ بِفِكرْ كَارل مَاركِسْ ؛ اَلبُوذي مَنْ يُؤمِنْ بِفِكرْ بُوذا ؛ النَاصِري مَنْ يُؤمِن بِفكر عبد الناصر ؛ والمسيحي مَنْ يُؤمِن بِفِكرْ يَسوع المسيح. أى أن الشخص يُلقب بإسم صاحب الفِكْرْ الذى يؤمن به سواء أكانت فلسفات أوديانات أو عقائد. وكذلك قد يُلَقَبْ الشَخص بإسم مَكَان وِلادتهِ أو إقامتِهِ فَيُقَال مَصري وأَمريِكي وعِراقي ويَابَاني واسكندراني وصَعيدي. وأيضاً قد يُلقب الشَخص بِمهنتهِ أو عَملهِ فَيُقال صَحَفي وسِياسِي وصَيدَلي وكِيميَائي وهكذا.

وُلِدَ يَسوع المَسيح في بيتِ لَحمْ اليهودية في أيام هِيرُودس الملك وكان مُزمِعاً أن يَقتُل الصبى فَظَهر مَلاك الرب لِيوسف النجار وقال له قُمْ خُذْ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر. لما مَات هيرودس ظهَر مَلاك الرب لِيوسف مَرة أُخرى قائِلاً قُمْ خُذْ الصَبى وأمهِ وإذهبْ إلى أرض إسرائيل لأنهُ قد مَات الذين كانوا يطلُبون نفس الصبى. ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يَملُك على اليهودية عِوضاً عن أبيهِ هِيرُودس خَافَ أن يذهب إلى هُناك. كَلِمة "الذين" كانوا يطلبون نفس الصبى تُشير إلى أنهُ لَيَسَ هِيرُودس فقط ولكن آخرين أيضاً مثل أرخِيلاوس كانوا يُدَبِرون لِقَتلْ الصبى. ثُمَ مَرةً ثالثة أوحىّ إليه الملاك بأن يَنصَرِفْ إلى نواحي الجليل فَأتى وسَكَنَ في مدينةٍ يُقَال لها "النَاصِرة."
النَاصِرة كانت حوالى 55 ميلاً شمال أورشليم في منطقة الجليل وكان يَسكُنها عددُ كبيرُ مِنْ السُكان إشتَهروا بالخشونةِ والعُنف.
كَلِمة "نَاصِرة" تَعنى "سُخرية" ولِذلك تُستَخدَمْ كَنوع مِنْ السُخرية في وَصفِ الإنسان الفَظْ والوَقِحْ والغير مُهذب. أما باللغة العِبرية فُهي تَعنِى "غُصنْ." المَسِيَا (أى المسيح) لم يُدعَى نَاصرياً في العهد القديم ولكن يقول أشعياء النبى (1:11) "وَيخرُجْ قَضيب مِنْ جِذع يَسَي ويَنبُتْ غُصنْ مِنْ أُصُوله وَيَحِلْ عليهِ روح الرب روح الحِكمة والفهم روح المَشورة والقوة روح المَعرِفة ومخافة الله."

مِنْ الأسماء التى تُطلَقْ على المَسِيحِيين كَلِمة نُصراني ؛ نَصَارى ؛ ونَاصِريين وهم نسبة إلى يسوع المسيح الناصري أى أخذوا لقب يسوع المسيح الذى مِنُ النَاصِرة. بعض المسيحيين قد يَعتبِرون من يدعونَهُمْ بأىٍ مِنْ هذة الكلمات نَوعً مِنْ الإهانة والتَقليل مِنْ شأنِهم ولكن هذا ليسَ صَحيحاً لإن هذة الكلمات صَحيحة كما سنرى الآن.
أولاً: من هو الناصري؟
يوسُف النَجَار أخذ الصبى وأمه وذَهَبَ إلى النَاصِرة ليسَ فقط لأن يوسف ومريم االعذراء مِنْ النَاصِرة ولكن أيضاً "لكى يتم ما قيل بالأنبياء أنه سَيُدعى نَاصِرياً" (متى 23:2).
النَاصِرة هَذة البلدة الوَضيعة المُحتقرة كانت مَوطِنْ صاحِب السِمو إبن الله وعائلتهِ لِمُدة حوالى 30 سنة. عَاشَ في النَاصِرة فَُدُعىّ إسمه يسوع النَاصِري وذلك لكى تَتَحققْ نِبوات كثيرة في العهد القديم التى صورت المسيا (أى المسيح) على أنهُ "مُحتَقر ومَخذُول من الناس" (أش 5:53). أيضاً الذين كتبوا الأناجيل وضَحَوا هذة الحقيقة وهى أنه كان مُحتَقَراً ومَكروهاً.

يسوع طَلَبَ مِنْ فِيلُبُس أن يَتبَعهُ فَتَبِعهُ ثم "فيلبس وجد نَثنائيل وقال لهُ وَجَدنَا الذى كَتَبَ عَنهُ مُوسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذى مِنْ النَاصِرة. فقال له نثنائيل أَمِنْ النَاصِرة يُمكن أن يكون شئُ صالح قال لهُ فيلبس تَعَال وأنظُرْ" (يوحنا 1: 45-46). نثنائيل هذا هُوَ الذى قَاَلَ عَنهُ المسيح "هوذا إسرائيلى حقاً لا غِشْ فيه." كَان مِنْ سُكان نَفس البَلدة وكَان لا يَقصُدْ أن يَنتَقِدْ أو يَحتَقِرْ جِيرانهُ ولَكِنهُ صُُدِمَ عندما عَرَفَ أن فِيُلُبسْ يَقصُد يسوع الذى كَتَبَ عنهُ مُوسى والأنبياء وانهُ ابن النجار الذى مِنْ النَاصِرة. ولِذلك نثنائيل سألَ ًبإستنكار "أَمِنْ النَاصِرة يُمكِن أن يكون شَئُ صَالِحْ" بِعنى هل مُمكِن أن يأتى المسيا الملك الذى كُنَا نَنتظِرْ مَجِيئه مِنْ مَدينة سَيئة السُمعة مِثل النَاصِرة؟
يسوع المسيح أخذ إسمهُ وصِيتهُ ولقبهُ مِنْ هذة البلدة الحقيرة. المُدن العظيمة قد يَسكُنها القتلة والمُجرمين والخُطاة والمُدن الحقيرة قد يَسكُنها العُظماء والعبَاقِرة والقديسين. ليس المُهِمْ المدينة ولكن المُهِمْ الشَخص بِسلوكِياتهِ وإمكانياتهِ. في يوم الدَينونة العَظيم سَيكُون الحِسابْ ليسَ على البلدة ولكِنهُ على الأشخاص.
ثانياً: من هم النصاري؟
كَلِمة "النَصَارى" هي أيضاًً نِسبة إلى يسوع المسيح النَاصِري وَمُنتَشِرة في الأوساط المسيحية. يمكِنْ لم يأتى ذِكرها بِنفس اللفظ في الكِتاب المُقدس ولكِنها مَوجودة بالقرآن حَيثُ يَصِفْ بها المسيحيين. فَحِينما تَحدَثْ عن أهل الكِتاب أى الذين يُؤمِنُون بالكُتبِ السَمَاوية قال اليهود والنَصَارى. النَصَارى أى أَتبَاع يسوع النَاصِري.
ثالثاً: من هم الناصريين؟
كَلِمة "النَاصَريين" ذُكِرتْ مَرَة واحدة في الكتاب المُقدس. عِند مُحاكمة بولس الرسول أمام فِيلِكسْ الوالي في قَيصرية عاصمة اليهودية في ذلك الوقت وإبتدأ تِرتِلس في الشِكاية على بولس أمام الوالى قائلاً في (أعمال 5:24) "فَإِننا إذْ وَجَدنا هذا الرجُل مُفسِداً وَمُهيج فِتنة بين جميع اليهود الذين في المَسكونة ومِقدام شِيعة النَاصِريين."
هُنا إِشتَكُوا على بولس بأنه مُفسِد ومُهيج فِتنة وذلك ما إعتاد المُقاومون للمسيحية والمسيح أن يقولونه في كل زمان ومكان. بل وإتهموه بأنه مقدام شيعة النَاصريين. كَلِمة "شيعة" أى أصحاب بِدعة او هَرطَقة وبالتالى إعتبروا بولس زَعيم بِدعة النَصَارى.

يامسيحي إذا كَان سَيدكْ مُحتَقَراً ومَكروهاً فََهَل أنتَ أفضل مِنهُ؟
يامسيحي لماذا تتضايق أو تَشعُر بالإهانةِ إذا دُعيتْ نُصرانياً أو ناصرياً؟
أليست هَذة حقيقة يجب أن نَفتَخِرْ بِها؟ انهُ أعظم شَرف أن نَأخُذ لقَب سَيدنا ومَلِكنا يسوع المسيح الناصري.
ألسنا نَحنُ مَعَهُ في نَفس الطريق على الحُلوة والمُرة؟ْ فإن لم نتألم معهُ لن نتمجد مَعهُ أيضاً. المسيح قال "إن كان العالم يُبغِضكُم فَأعلَمُوا أنهُ قد أبغَضَني قَبلَكُم" (يو 18:15).

نَحنُ نُؤمن أنه بقوة إسمْ يسوع المسيح الناصري تَرتَعِبْ الشياطين وتَخرُجْ الأرواح النَجِسة لِدرجة أن الشيطان نَطَقَ وقال "آه مَالَنا ولكَ يايسوع النَاصِري" (مرقس 24:1). وأيضاً الشَيطان صَرَخَ وأعترف بِألوهِية المسيح وقال "آه مَالنَا ولك يايسوع الناصري. أتيت لتُهلِكنا. أنا أعرِِفك مَنْ أنت قُدوس الله" (لوقا 34:4).
نَحنُ نُؤمِن أنهُ بِقوة إسم يسوع المسيح الناصري تَتِم مُعجِزات شِفاء وعَجَائب عَظيمة.
نَحنُ نؤمن أن يسوع المسيح الناصري الذى إحتقَروه وخَذَلوه "كان إنساناً نبياً مُقتَدِراً في الفِعل والقَول أمام الله وجميع الشعب" (لوقا 19:24).
نَحنُ نُؤمِنْ أن يسوع المسيح الناصري الذى صُلِبَ وَمَات وقَام هذا هو الحجر الذى إحتقره البناؤون هوالذى صار رأس الزاوية.

أنا شخصياً أرى أن هذة الكلمات "الناصري ؛ النصارى ؛ الناصريين ؛ النصراني" تاجُ مُمَجَدْ فَوقَ رأس كُل مَسيحي. هل تَتَذكرون مَعي عِندما صَلبوا المسيح وَضَعوا عِنواناً على الصليب وكان مَكتُوباً عليه "يسوع الناصري ملك اليهود."
يسوع المسيح الناصري هذا هو أصل النُصراني والنَصَارى والنَاصِريين.



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
- المرأة في مَحكَمِة الإنسانية
- هل هذا جوع جنسي ولا .......؟
- أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ