أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!















المزيد.....

أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نَحنُ نعيش في عالم مُتعدد الديانات والعقائد. البعض يؤمن بِالإله الواحد مثل اليهودية والمسيحية والإسلام. والبعض يؤمن بِتَعدُد الآلهة والبعض لا يؤمن بوجود الله.
لسنا هُنا بصدد الحديث عن الديانات والعقائد ولسنا بِصدد دراستها. لسنا هُنا لنقول من الصح أو من الخطأ أو هل الله موجود أم لا. ولكنني هُنا أوجه كلامي بِصفة خاصة إلى المسيحيين الكثيرين مِنهُم وليس الكُلْ.

يُخيلْ إليّ أنني أسمع يسوع المسيح يوجه كلامهُ إليكُم قائلاً: أنا أرسلتكُمْ للعالم لا لِتُهينوا العالم!
يقوم البعض سواء على المستوى الفردى أو الجماعى أو القنوات الفضائية وفي بعض الأحيان خُدام بالكنائس ومُن مُنطلق الغيرة على المسيحية بالتَعرُض للديانات الأُخرى وإظهارها في شكل مُذرى. يقومون بِدراسة عقائدهُمْ والتركيز على بعض الأشياء التى قد تُسئ بصورة أو أُخرى لهذه العقائد والشئ المؤسف لهُ يقومون بعمل مُقارنات بين ديانتهُم والديانات أو العقائد الأُخرى.
بالتأكيد كُل واحد غيور على دينهُ كما أنتَ أيضاً.
بالتأكيد كُل واحد سيتألم لأنك بِتُهينهُ وبتحقر من ديانتهِ.
بالتأكيد أنتَ بِتستفِذهُم وستتصاعد الأمور وقد تصل إلى الإشتباكات الكلامية أو الدموية.
بالتأكيد لو فيه واحد بيفكر إنهُ حتى يقرأ عن المسيحية سوف يُغلِق الباب في وجهك ويقول إذا كانت المسيحية بِتُهين الآخرين ولا تحترمهُم يبقى ما تلزمنيش. أى أن أسلوبك سوف يُنفر الناس من الهدف الذى تُريد أن تحققه.
الأغرب من ذلك أن البعض قد يُهينون أشخاص ويُسيئون إليهم فقط لِمُجرد الإختلاف في العقيدة أو الديانة ولكن في الواقع هي وسيلة للأساءة بالشخص تحت سِتار الدين والغيرة الخاطئة على الدين وإن كانت في الواقع هي غيرة شخصية والمقصود بها الإساءة بالشخص وليس مُعتقدهُ.
بعض الناس بيحاولوا يتستروا وراء المسيح والمسيحية وهُمْ أبعد ما يكونوا عن ذاك أوتلك ولكنهم يبدأوا في الهجوم على الديانات الأُخرى فقط لمُجرد تحقيق شُهرة بأنهُم مسيحيين وعندهُم غيرة على المسيحية.
البعض سيقول لي ولكن توضيح وإظهار الموجود بالديانات الأُخرى أعطى إستنارة لكثيرين وقبلوا المسيح. أقول لهُمْ أن وجود الوسائل الإلكترونية المُتاحة حالياً مع التقدم العلمى أعطى فُرصاً كثيرة للعالم أن يقرأ ويبحث ويعرف الكثير عن كل شئ حتى الديانات والعقائد.
أقول لهُمْ أن المسيح قال لا يستطيع أحد أن يأتى إليّ إن لم يجتذبه الآب. يعنى أن الفضل في انك مسيحى هو الرب أولاً وليس أنت.
أقول لهُمْ أنهُ ليس لكُمْ الفضل في أنكُم مسيحيين بل هي نِعمة المسيح التى إختارتكُمْ فلا تحتقِروا أو تُهينوا غير المسيحيين. لا تعتبر نفسك أفضل مِنهُم لأنهُم يمتلكون عقلاً مِثلك وكل واحد بيُقدر عقله. قالوا في الأمثال: وَزَعوا الأرزاق مَاحَدِشْ عَجبُهُ رِزقَهُ ولما وَزَعوا العُقُول مَاحَدِش عَجَبهُ إلا عقله.
أما بالنسبةِ للأشخاص اللذين لديهُم معلومات ودراسات عن أى ديانة من الديانات الأخرى فليعرضها بطريقة مُهذبه أو يكتب ما قرأهُ مُستنداً على المراجع والكتب التى إستند إليها حتى لا يؤذى مشاعر أصحاب هذه العقائد. وأشدد هُنا أيضاً أن من يُريد أن يكرز بالمسيح فليفعل ما أمرنا به المسيح بالتركيز على كلمة الله وهي كفيلة بأن تأتى بِثمر.
يُزعجني ما أسمعهُ أن الناس على "البال توك" أى "Pal talk" بتتحول المناقشات والحوارات بينهم إلى مشادات كلامية والفاظ بذيئة لا تليق بأولاد المسيح. أولاً أريد أن أقول لك يامسيحى أنت بتهين إلهك لأنك أصبحت تعكس صوره أولاد العالم وليس صورة المسيح لإن لو المسيح بداخلك سيكون كلامك وألفاظك وتصرفاتك مثل المسيح. ثانياً أنت بِتجلِبْ اللعنة لإلهك بسبب فرض نفسك وديانتك بصورة خاطئة على الآخرين. وللأسف كثير جداً من الذين يدخلون في دائرة الخوض في الديانات الأخرى لكى يكرِزوا بالمسيحيةِ هُمْ أكثر ناس لا يعرِفوا شيئاً عن المسيحية وإذا تناقشت معهُم تكتشف أنهُم ليسوا بقارئين لكلمة الله وإذا حاورتهُم لا يعرفوا أن يردوا عليك.
هل هذا يُرضى المسيح يا مسيحي؟
يسوع المسيح في فترة وجوده على الأرض كان بالتأكيد هُناك العديد من الديانات والعقائد والعبادات الوثنية ولم نسمع ولا قرأنا أنهُ أهانهُمْ أو إحتقرهُمْ.
يسوع المسيح كان ومازال وديعاً ومُتواضع القلب لا يؤذى مشاعر أحد ولا يُسئ إلى أحد ولا لِمُعتقدات أحد.
يسوع المسيح كانت مُهمتهُ واضحة ومُحددة وهي نفس المُهمة التى كلف بها كُل مسيحى.
يسوع المسيح كان يتنقل في القُرى والمُدن مُنادياً بِبشارة الملكوت ومُبشِراً بالأنجيل.
يسوع المسيح لم يُضيع وقته في البحث والتفسير فى الديانات الأُخرى لكى يُثبِتْ صحة رسالته ولكنه كان يعرض بضاعته وهي كفيلة بأن تُحقق المطلوب.
بولس الرسول بعد أن تغير وقبل المسيح بدأ يُبشر في المجامع بأن يسوع هو إبن الله ولم يُركِز على ما يُدين به الآخرين. والكتاب يقول "والذين تشتتوا كانوا يتنقلون من مكان إلى مكان مُبشرين بالكلمةِ فذهب فيلبس إلى مدينةِ في منطقة السامرة وأخذ يُبشر أهلها" (أعمال 4:8 – 5). لم يَقُلْ الكتاب أن فيلُبس بدأ يدرس ما يعتقده السامريون لكى يوبخهم على ما يعتقدونه.
بولس الرسول يقول "لسنا نكرز بأنفسنا" و "لكننا نكرز بالمسيح" ومراراً كثيرة يقول "أُبشر بالإنجيل بين الأُمم."
المسيح قال لتلاميذهِ "إذهبوا إلى العالم أجمع وبشروا الخليقة كلها بالانجيل" (مرقس 15:16). لم يَقُلْ لهُمْ إذهبوا إلى العالم واحتقروهم وأدبوهم على عدم قبولهم المسيحية. الرب خلق الكُل أحرار وخلق لكل واحد عقل يُفكر بهِ ويختار. لماذا تعتبر نفسك ياأخي أنك أفضل من الآخرين وأن عقلك أفضل من عقولهم؟ اترك الله يعمل وانت إعمل الذى طلبهُ منك الرب.
في البلاد التى يطلق عليهم البعض "بلاد الكفرة" (أعتذر لهذه البلاد بالنيابة عن من أساءوا إليهم!) هذه البلاد مُتقدمة يحترمون الإنسان وفكره وحريته وفي نفس الوقت لا يسمحون لأى شخص بأن يؤذى مشاعر الآخرين وخاصة بالنسبة لمعتقداتهمِ. لو حدث ذلك يكون مصير الشخص السجن أو سحب الجنسية منه ويرجعوه لبلدهِ.
أحبائي... المسيح قال عنكم أنتُم ملح الأرض ولم يَقُل شطه. الملح يجعل للأكل مذاق حيلو أما الشطه تولع الأكله. قال عنكُم أرسلتكُم كحملان بين ذئاب ولم يَقُلْ أسود بين ذئاب.
أحبائي... يجب أن تكونوا صورة المسيح الحية وكل من يراكُم يُمجد إلهكُم الذى في السموات وليس كُل من يراكم يلعن إلهكُم.
المسيح قال لتلاميذهُ وصية جديدة أُعطيها لكُمْ "أن تُحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكُمْ أنا تُحبون أنتُم بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكُم تلاميذي إن كان لكُم حُب بعض لبعض."
أختم كلامي بِقصةِ سمعتها وهي ليست قصة حقيقيه وليست مذكورة في الكتاب المقدس. يُقال أنها مُدونة فى التلمود اليهودي (التلمود اليهودى كتاب به قصص قد تكون خياليه ولكن ذات مغزى). تقول القصة أن أبونا إبراهيم أبو الآباء كان رجلاً مِضيافاً أى دائماً يُرحب بالزائرين ويستضيفهُم ويُقدم لهم الطعام. في يوم من الأيام نزل عِندهُ رجل غريب وقام أبونا إبراهيم بذح شاة لكى يُرحب بضيفهِ وعندما أوقد النار لكى يشوى الذبيحة وجد هذا الضيف بدأ يسجد للأرض ويقوم ويسجد ويقوم ويسجد. إستوقفه أبونا إبراهيم قائلاً ماذا تفعل ياأخى قال لهُ أسجُد لإلهى. أبونا إبراهيم فقد صوابه وطار وراء الرجل لكى يضربه ويطرده. وفي نفس اللحظه سمع صوت الرب يُناديه قائلاً إبراهيم إبراهيم ماذا تفعل؟ قال لهُ يارب إن هذا الرجل وثنى وبيعبُد النار وفى منزلي! رد عليه الرب قائلاُ: إبراهيم أنا أعلم وأنا إستحملتهُ سبعون عاماً وأنت لستُ قادراً أن تستحملهُ بِضع ساعات!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!