فنزويلا: بعد وفاة تشافيز

باتريك غييودا

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 08:49
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

باتريك غييودا Patrick Guillaudat



توفي بسرطان في 5 مارس 2013، ركز هوغو تشافيز على نفسه قدرا لا بأس به من الكراهية أكثر منه مشاعر شغف. مكروه من اليمين لأنه تجرأ على الطعن في تبعية فنزويلا للمصالح الأمريكية والاستيلاء على عائدات النفط من طرف الطبقات الاجتماعية المحظوظة. محبوب من قبل السكان الذين شاهدوا الحد من الفقر، والذين تمتعوا أخيرا بحصة كبيرة من عائدات النفط.





وعلى النقيض من العقيدة الليبرالية الجديدة التي تعامل الاقتصاد كظاهرة طبيعية وتنفي أي احتمال لتدخل سياسي للتحكم به، أحيى تشافيز أولوية السياسة على الاقتصاد. على الرغم من الإرث التاريخي الثقيل حيت تم قمع الحركة الاجتماعية بشدة خلال 40 عاما من تناوب الحكومات اليمينية والاشتراكية الديمقراطية، أراد تشافيز عكس الاتجاه بالقطع مع الماضي.

على الجبهة الداخلية، استعمل أرباح النفط للحد من الفقر الذي انخفض إلى النصف في أقل من 14 عاما في السلطة. أرسى حرية الولوج إلى الصحة والتعليم لسكان تم استبعادهم منها. في فترة حيث سياسات اليمين واليسار الاجتماعي الليبرالي لا تحكم سوى عبر التضحيات المفروضة على أشد الناس فقرا، والطبقات الشعبية، فإنه ليس من المستغرب أن يكره في وسائل الإعلام الفرنسية وجميع الحكومات تقريبا.

حكوماتنا قامت بتمديد سن التقاعد، وتشافيز قام برده إلى 60 عاما للرجال و 55 سنة للنساء بعد المساهمة 750 أسبوعا(حوالي 15 سنة). عندنا، يقومون بخصخصة الخدمات العامة وتفكيك قانون العمل، وتشافيز قام بتأميم العديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسية واعتمد قانون عمل جديد مع المزيد من الحماية للعاملين. ليس مستغربا نزول السكان الفنزويليين إلى الشوارع لتوديعه.

على الصعيد الدولي، وفاته ضربة للبلدان الأكثر قربا، أعضاء ALBA (بلدان التحالف البوليفاري) الذين يحصلون على سياسة تبادل مواتية، بالأخص كوبا، وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا. ولكن بشكل أوسع اهتزت أمريكا اللاتينية بسبب وفاة رئيس ساهم في إنشاء الاتحاد الجديد في أميركا اللاتينية، السيلاك CELAC (مجموعة بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي)، مما ساهم في تخفيف القبضة الخانقة التي يفرضها العملاق الأمريكي US.

بالإضافة إلى نجاحها السياسي والاجتماعي، ف "الثورة البوليفارية" لديها نصيبها من النواقص.

على الساحة الدولية، ضرب تشافيز الشعوب العربية من الخلف من خلال دعم الحكام المستبدين مثل القذافي والأسد وشركائهما.

وفي فنزويلا تطورت الحركات الاجتماعية بشكل قوي تحت رئاسة تشافيز، خصوصا الحركة العمالية، ولكن التشافيزيون لا يتخيلونها سوى ملحقة بالحكومة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، لا يوجد أي برنامج بديل للتنمية. تعلقت الإصلاحات بتصحيح الانحرافات الرأسمالية، على سبيل المثال حول الرقابة المصرفية، عبر خلق شركات الاقتصاد المختلط أو تأميم قطاعات اقتصادية، مثل المحروقات والكهرباء وإنتاج الاسمنت و...

بقيت اشتراكية القرن الحادي والعشرين شعارا دون تفعيل. وحتى مع أن الإصلاحات الاجتماعية أخرجت الملايين من الناس من الفقر، فإن مفهوم السلطة الشعبية محصور بين الحكم الذاتي والتبعية. وأخيرا، خنقت الرئاسية المفرطة لتشافيز النقاش النقدي داخل معسكره نفسه والمشاكل الرئيسية سوف تظهر بقوة مباشرة بعد فترة الحداد.

أولها يتعلق بالدور المستقبلي ل "bolibourgeoisie" الشريحة الاجتماعية التي اغتنت على ظهر العملية والتي سوف تقوم بكل شيء للحد من التعميق الثوري للسيرورة البوليفارية.

ويتعلق الجانب الثاني باستقلالية الحركات الاجتماعية وبناء سلطة بديلة للمؤسسات القائمة.

والثالث متعلق بالقطيعة مع الرأسمالية والتبعية للخارج.

لكن على الرغم من كل الانتقادات، سيظل تشافيز ذلك الرئيس الذي جعل ممكنا الأمل في التغيير السياسي والاجتماعي. من وجهة النظر هذه، فوفاته تحزن جميع الذين يشتركون المثل الأعلى التحرري والعدالة الاجتماعية.

* HTTP :/ / http://www.npa2009.org/content/aprè ...

* باتريك Guillaudat هو مؤلف بالاشتراك مع Pierre Mouterde كتاب "هوغو تتشافيز والثورة البوليفارية". « Hugo Chávez et la révolution bolivarienne ».

تعريب المناضل ـ ة

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل