أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - رواية الفحل للحسن محمد سعيد..العلاج بالصدمة..















المزيد.....

رواية الفحل للحسن محمد سعيد..العلاج بالصدمة..


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


الاخطاء التاريخية تنجم دوما عندما نعجز عن مجابهة النفس بالحقائق

ف.نيتشة



صدر من مركز عبادي للدراسات والنشر الرواية الخامسة للكاتب والروائي السوداني المقيم في اليمن الحسن محمد سعيد
واتمنى ان تكون اضافة هامة في سجل الرواية السودانية المعاصرة....قام بتصميم الغلاف الرسومات الداخلية الفنان التشكيلي سليمان ابراهيم سعيد..

للكاتب رؤيته وللكتابة سطورها وللناقد البحث عن الجمالايات بحرفته الادبية ولكن في مجال الادب السياسي يظل الكاتب والسياسي يصطرعان داخل نفس الروائي الذى يتنفس عبر شخصيات روايته المتناقضة. عن رؤيته السياسية.وقد شخص الحسن سعيد الازمة السياسية التي تعاني منها المعارضة التقليدية من جهة التي يمثلها الرواي وعبر حديث النفس المقتبس ادناه....



اقتباس (1): شعرت بضآلة نفسي..احتقرت حماقتي وتكبري.. مرّ بي شريط سريع لعلاقتنا.. ظل دوماً، يتجاوز هفواتي وسقطاتي.. فلماذا لا أتجاوز وأصبح مثله؟!.. لكن خلافي معه، وغضبي منه كانا مسألة وطن!!.. وطن؟! عجبي!!.. ماذا فعلت أنت للوطن؟!.. تركته ونجوتَ بجلدك!!.. حتى وأنت في مأمن من سطوة النظام، في بلد الحريات والديمقراطية الراسخة، كالمملكة المتحدة، لم تفعل له شيئاً تكشف فيه انتهاكات حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني!!.. كنت وما زلت، في وضع تستطيع أن تعمل فيه الكثير، من مداخل ثقافتك القانونية، ومكتب المحاماة الرفيع الذي تنتمي إليه.. أصبحت الدنيا قرية صغيرة.. وكان ولا يزال بإمكانك تجميع قانونيي السودان في بلاد المهجر، لفضح ما يجري في السودان من ممارسات غير قانونية.. حتى أحكام القضاء في السودان، يمكن دراستها وتحليلها وإبراز عوراتها وعوارها. ا((لفصل12 صفحة129.))

تعقيب
وفعلا هذا هو نوع المعارضة السودانية في العالم الحر العاجزة عن القيام بعمل ثورة قضائية او دستورية لتعرية الاساس الزائف لنظام الاخوان المسلمين وبقيت الانقاذ حتى يومنا هذا سادرة في غيها..وازمة اهل القضاء والقضاة الاخلاقية مستمرة منذ قوانين 1983 وحتى الان وكانهم لم يستفيدو من الدروس التي قدمها لهم قضاة مصر و وظلت المحكمة الدستورية العليا التي تقبع فقط كديكور في دستور 2005 الانتقالي..واستمرت الانقاذ تقطع الناس من خلاف بدعاوي تطبيق الشريعة.. واستمر مسلسل الازلال..الذى تصدى له الراحل المفكر السوداني محمود محمد طه..
ولان هؤلاء المعارضين العاجزين لم يقدمو شيئا ملموسا خلاف الولولة في الاسافير والاسقاط السياسي العقيم،تخلى عنهم الشعب الذي يتحدثون باسمه منذ فراراهم من افضل استحقاق في اتفاقية نيفاشا وهو انتخابات 2010..و ظل كل قطيع بما لديهم فرحون...
اين الثورة الدستورية السودانية التي لطالما حلم بها الاستاذ الحسن وروج لها بين سطور روياته المتعددة (رواية ابو جنزير)يا اهل الاعلام و القانون في الخليج والعالم الحر,ام هو الاحساس بالضاءلة مع عدم التصالح مع النفس ؟؟الذى نوه له الكاتب اعلاه..


اقتباس : ظلت ذاكرتي حاضرة لكل ذلك النقاش الذي جرى بيننا.. أعيشه في كل سانحة.. وكانت السوانح كُثُر.. ندمت على قسوتي عليه.. هل سيتحول الفحل إلى مناكف شرس للمبادئ التي ذكرها، أم سيتوقف عند الحوار معي؟! هل سينجح؟!.. وهل سيذكره التاريخ كما يريد ويرغب؟!.. من يدري؟!.. فللدهر تصاريفه الخاصة وتقلباته المفاجئة التي لا يمكن التكهن بها.. فأبعد الظن قد يتحقق!!.. وهيِّن الطبع قد يأتي بمعجزات!!..
علمت فيما بعد أنه رفع شعارات التعامل مع الواقع بعقلانية وانفتاح.. وطرح بقوة مبادئ الحوار الوطني الجامع، وتشكيل حكومة وفاق وطني لمرحة انتقالية، تضع أسس سودان جديد، ينادي بـ (الكونفدرالية) مع جنوب السودان.. أحسست انه دخل مناطقَ خطرةً..
وذات مساء صقيعي في لندن، جاءني الخبر على حين غرّة، أن الفحل محمد عثمان، الشخصية السودانية الدولية، قد اختفت طائرته المتجهة إلى الفاشر، ولا يُعرف مصيرها حتى الآن ((الفصل 13 صفحة160!!))

وهذه ايضا خواطر الراوي التي ضمن فيها طريق ((ونفاج)) لاهل النظام ايضا..ويبدو ان الفحل الذى اختار التغيير على الطريقة الصينية(راجع تجربة الصين موضوع قديم منشور في موقع سوادنيز اون لاين) وهي ان يعمل تجديد updattingللحزب الحاكم من راسو لي ساسو كما شهدنا في معرض الرواية وان يضع برنامج جديد من مبدا(( الواقعية السياسية)) وهو اعادة الجنوب عبر الكونفدرالية حتى نتخطى وصمة الانفصال المقيت بازالة اسبابه التي لم تعد مجدية الان والعودة الي الديموقراطية الحقيقية عبر حوار جامع يضع دستور جديد ويقود حتما الى انتخابات حرة ونزيهة ، هذا يجعلك تتعاطف مع الفحل دون اي اسقاط لاواعي ناجم عن كراهية للحزب الحاكم..

ولكن النهاية الفاجعة للفحل والمعروفة لدى العديد من السودانيين..تجعل الكاتب..يضعنا في المصير الاسود الذى ينتظر النظام والسودان والذي يهيمن عليه الحرس القديم ويمنع تماما اي فرصة للاصلاح او التغيير..بوسائله الرخيصة والمعروفة ،اذا ما اصطدم بالمجتمع الدولي والامم المتحدة والعراق وليبيا ليس عنكم ببعيد..وتظل سفينة الانقاذ المثقوبة/تاتيتنك سادرة في غيها وحتى تحقق حتمية اصطدامها بجبل الجليد العائم وغرق من فيها سواء كانو ركاب الدرجة الاولى/مترفين المركز او الدرجة العامة ناس الاقاليم..المخدرين منذ عقود...

ونخلص من ذلك ان ان الكاتب اراد ان يوضح لنا بالضبط مكامن الازمة في المعارضة والنظام معا..وقد افلح في ذلك ولكنه فقط زاد من فرض رؤيته عن ازمة دارفور عبر بعدها الاقليمي والدولي..وايضا اسهب في شرح مشكلة الجنوب التي هي اصلا مشكلة الشمال/المركز وهذا يفيد في التعريف بقضايا السودان للقاريء غير السوداني ولكنه قد ياتي بسهام من من هم لهم راي غير ذلك في ازمة دارفور المفتعلة من 2003 ويتربصون الدوائر بكل من يكتب عنها دون هواهم..
وقدم جرعات مركزة من الوعي فيما يتعلق باسباب انفصال الجنوب،فمعظم النخب العربية التي تدعي الوعي والثقافة تعرف ان الجنوب انفصل ولكنها لا تريد ان تعرف(لماذا انفصل جنوب السودان) وعلاقة" السائس والحصان "المشوهة التي ذكرها العلامة د.منصور خالد في كتابة(تكاثر الزعازع وتناقص الاوتاد2010). المتمددة من 1947 -مؤتمر جوبا... ..سنعود الى تفصيلها في مقالات لاحقة ان دعا الامر او يمكن متابعتها فيما نكتبه هنا باستمرار-المكتبة-
وصدق المثل الاسباني الذي قال:عندما تغرق السفينة اول من يصعد على سطحها الجرذان"...وهذا ما سيحدث اذا مات المركز بالسكتة الدماغية دون خارطة طريق واضحة تنقلنا من دولة الريع وفلان وعلان الى دولة المؤسسات التي فارقناها من 1964 وشعار عقيم"هبي هبي يا اكتوبر "..فراق الطريفي لي جملو..


*******


ختاما ما اراد الروائي الحسن محمد سعيد صياغته ادبا..صاغه النبي الكوشي محمد حسن سالم حميد شعرا..وكلاهما من احفاد زرقاء اليمامة التي قال عنها المعري :
سبحان من قسم الحظوظ ولا ملامة....اعمى واعشى وذو بصر وزرقاء اليمامة

المزمور الرابع لحميد*..

حكومات تجي وحكومات تغور

تحكم بالحجي بالدجل الكجور

مرة العسكري كسار الجبور

يوم قسم النبي تحكمك القبور

تعرف ياصبي مرة تلف تدور

ولا تقول بري او تحرق بخور

هم يالفنجري يالجرف الصبور

كل السقتو ما باقي على التمور

وارضك راقدة بور..

لا تيراب وصل ..

لا بابور يدور ..

والماهية اف عيشة هاك وكف

في هذا الزمن تف يا دنيا تف

يالعبد الشقي ما اتعودت شكي

لكن الكفاف فوقك منتكي

والسوق فيك يسوق حالاً ما بتسر

الا كمان في ناس فايتاك بالصبر

ساكنين بالايجار ... لا طين لا تمر

واحدين بالايجار ما لاقين جحر

سلعتهم الضراع والعرق اليخر

عمال المدن .. كلات المواني .. الغبش التعاني ..

بحارة السفن .. حشاشة القصوب .. الجالبة الحبال ..

الفطن الفرن .. الشغلانتو نار والجو كيف سخن ..

فرق شتى بين ...

ناساً عيشا دين ...

مجرورة وتجر

تقدح بالاجر ومرة بلا اجر

عيشهم كمهو وديشهم هان قدر

وناساً حالا زين ..

مصنع مصنعين

طين في طين وين

ما مرابا مر بارد همها

لا بعرق جبين ولا وشا يصر

عين والله عين .. كلها كمها وعزها هان قدر

دي الجنة ام نعيم دي الجنة ام قصر يا عبد الرحيم الا ورا القبر

لا تسرح كتر فتاح يا عليم

وان كان الفقر يا عبد الرحيم اشبه بالكفر...
.


هوامش :قصيدة عم عبدالرحيم لشاعر العامية الراحل محمد حسن سالم حميد



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايقونات يمنية
- هكذا تكلم المفكر السوداني محمود محمد طه
- ام احمد
- الاصر..!!
- السودان في متاهته
- رواية ظلمة يائيل...اتكاءة على الماضي واستشراف للمستقبل
- السودان اضحى رجل افريقيا المعاق
- الربيع المصري الى اين ؟!!
- سيرة مدينة:ملالا الباكستانية وسكينة السودانية
- انتخابات امريكا والطريق الطويل الى الامم الحرة
- التصالح مع الهوية السودانية هو مفتاح العبور للقرن21
- الاخوان المسلمين ومازق الشريعة في السودان
- احتضار الراسمالية الاحتكارية
- الازمة الفكرية للربيع العربي
- اذا كانت فضائية الجزيرة تحترم السودانيين حقا !!
- صدام ثيران البايسون
- السودان والطريق الطويل الى الديموقراطية
- هل ابتدا سباق المسافات الطويلة في مصر؟؟
- الحرب الباردة الجديدة
- الدكتور شاكر خصباك من رواد الليبرالية العربية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - رواية الفحل للحسن محمد سعيد..العلاج بالصدمة..