أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيدي أحمد فليل - مركز الدراسات الصحراوية السياق و الإستحقاقات















المزيد.....

مركز الدراسات الصحراوية السياق و الإستحقاقات


سيدي أحمد فليل

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر المعاهد البحثية ومراكز الدراسات منجزا حضاريا متميزا قبل أن تكون إنتاجا "ثقافيا ومعرفيا"، لذلك يشكل حدث خلق مركز للدراسات الصحراوية مبادرة حسنة وتجربة مثيرة ورائدة، على إعتبار أن الأقاليم الصحراوية في أمس الحاجة الى مثل هذا الورش. و يمكن مبدئيا إعتبار أن المركز هو استجابة لحاجة متنامية في المغرب تدعو لضرورة إحداث مؤسسة بحثية تختص بالشؤون الصحراوية، تعمل على الربط بين العمل الجامعي الأكاديمي وإحتياجات وتحديات التنمية بالصحراء. وبالتالي تطوير مؤسسات للتفكير والخبرة والرصد والتحليل على شاكلة ما يسمى باللغة الانجليزية (Think Tank) التي عرفها الغرب عموما وأمريكا خصوصا وكانت من اسباب تقدمه وتطوره، فمن اصل 5000 مركز بحث متقدم في العالم يوجد منها 3500 مركز ابحاث في الولايات المتحدة الامريكية لوحدها (إحصاء سنة 2009).
إن مبادرة خلق مركز الدراسات الصحراوية تعد إحدى الخطوات المهمة التي تروم حفظ وتثمين تراث المنطقة، وتمكن الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي في حقل الدراسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية حول الصحراء من التوفر على قاعدة بيانات يمكن الاشتغال عليها. فهل سيكتب النجاح لهذه المبادرة بالنظر الى تعثر نجاح مجموعة من مراكز الابحاث والدراسات التي تختص بشؤون الصحراء؟ ( كما هو الشأن بالنسبة للمراكز التابعة لكلية الحقوق وكلية العلوم-السملالية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أو لكلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير).
يعتبر البعض أن مشروع خلق مثل هذا المركز ضرب من المغامرة، ولاسيما بالنظر الى المشاكل و الإكراهات والتحديات الكبرى التي ستواجهه، والمتعلقة بشساعة وتنوع المجال الصحراوي، و حساسية المجال والمجتمع بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتعقد وغنى مجال واد نون بما يمثله من عمق ثقافي واجتماعي. إلا أن البعض يرى خلاف ذلك، أن المركز سيكون إضافة نوعية وقفزة متميزة في مجال التكوين والبحث والدراسة حول قضايا وشؤون الصحراء بالنظر الى كفاءة وتجربة الاستاذ رحال بوبريك إلا ان سيغلب عليه التوجه نحو البحث التاريخي بالاساس .
إننا معشر الصحراويون في حاجة ماسة الى مراكز أبحاث ودراسات، تجعلنا نكتب عن تاريخنا مجالا ومجتمعا وثقافة، ولانضطر الى معرفة أنفسنا عبر الآخر، مستحضرين ما قاله الكاتب الإيطالي أتيليو كوديو Attilo Gaudio : " إنني اشعر بالأسى عندما اجد نفسي كأوروبي أكتب مرة ثانية عن الصحراويين بدل ان يقوم صحراوي بذلك". فهل باستطاعة هذا المركز أن يجعل الصحراويين يكتبون عن انفسهم بموضوعية في أفق تحقيق تنمية ترابية حقيقية، على إعتبار أن " لا تنمية اجتماعية واقتصادية إلا ببحث علمي رصين".
سنعالج في مقالنا هذا مجموعة من التساؤلات المرتبطة بهذا الحدث المتميز. لماذا تم إحداث مركز متخصص في الشؤون الصحراوية؟ ماهو السياق المرجعي لهذا الحدث؟ ماهي رسالة ورؤية المركز؟ ماهي أهدافه ورهاناته؟ ماهي المشاكل والإكراهات والتحديات التي ستواجهه؟
1- على مستوى السياق المرجعي:
يعتبر حدث إنشاء مركز للدراسات الصحراوية ثمرة تعاون وشراكة بين أربعة شركاء، ممثلين في المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجامعة محمد الخامس أكدال-الرباط، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب والمكتب الشريف للفوسفاط. وتم إحتضان هذا المشروع من طرف كلية الإداب والعلوم الإنسانية –ملحقة العرفان-أكدال. حيث تم تكليف الأستاذ الباحث رحال بوبريك الباحث المتخصص في الأنثربولوجيا التاريخية بإدارته، لما يتميز به من كفاءة عالية وتجربة مشهود لها في مجال التكوين والتدريس فضلا عن اسهاماته البحثية ودراساته حول الصحراء.
و يرى بعض المهتمين أن العمل على هذا المشروع إستغرق اكثر من ثلاث سنوات من التأمل والتفكير، وتحديد مؤشرات النجاح ميدانيا. إذ تم ذلك من خلال أجراة برنامج من الانشطة المتنوعة بدءا من لقاءات وجلسات نقاش مع الطلبة و الاساتذة الباحثين من أبناء الأقاليم الجنوبية توجت بالاعلان عن مشروع مركز للدراسات الصحراوية، ومن أبرز هذه الانشطة المنظمة من طرف المجلس الوطني لحقوق الانسان نجد :
-يوم دراسي بمدينة طانطان حول موضوع "التراث الحساني: الذاكرة، التاريخ والثقافة"، في يوم 25 مارس 2012، وقد تم خلال هذا اللقاء تقديم بحوث أنجزت في إطار أطروحات دكتوراه تناولت التراث الحساني من عدة زوايا تهم على الخصوص: "مدخل لدراسة الشعر الحساني"، "البعد الجمالي في الشعر الوطني الحساني عند الشعراء المقاومين أعضاء جيش التحرير"، "الإبداع النسائي في الأدب الحساني : التبراع نموذجا"، "البنيات الاجتماعية والاقتصادية بالصحراء"، "علاقات مجال البيضان الفكرية والروحية مع المغرب الأقصى والسودان 0الغربي خلال القرنين 18 و19م"، "الزوايا في بلاد البيظان وعلاقتها الفكرية والروحية مع الحجاز".
-يوم دراسي بمدينة العيون حول " البحث الجامعي حول الصحراء : حصيلة وأفاق" في14 أبريل 2012، حيت تمت دعوة 24 دكتور باحث صحراوي وتقديم عروض لخمسة أطروحات جامعية حول قضية من قضايا الصحراء.
- تنظيم ندوة دولية بمدينة الداخلة حول موضوع " التاريخ، الذاكرة والتراث الصحراوي" يومي 16 و‍7 دجنبر 2012، سعت إلى الإطلاع على وضعية البحث التاريخي حول منطقة الصحراء الأطلنتية واستكشاف مسارات جديدة للبحث من خلال تناول قضايا ذات صلة بالتاريخ والذاكرة والتراث. وذلك في إطار متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف، التاريخ والذاكرة.
- يوم دراسي بمدينة بوجدور حول "الصحراء: المجال، والثقافة وحقوق الإنسان" وذلك يومي 19 و20 يناير 2013، في إطار الملتقى الثالث للفكر بالصحراء بشراكة مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة توج بحفل توقيع كتابين: "زمن القبيلة: السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي" للدكتور رحال بوبريك و "سوسيولوجيا الأعيان وآليات إنتاج الوجاهة السياسية" للدكتور عبد الرحيم العطري.
-لقاء علمي بمدينة الرباط حول موضوع "الصحراء..أي إستراتيجية للنهوض بالبحث العلمي؟". ذلك يوم الخميس 28 يونيو 2012 بالرباط، تمثل الهدف منه في البحث عن أنجع السبل للنهوض بالبحث العلمي حول الصحراء وإشراك أبناء المنطقة والباحثين المحليين المؤهلين للقيام بهذا الدور، وتم الاعلان عن مشروع مركز الدراسات الصحراوية.
ترتيبا على ذلك، تم تدشين مركز الدراسات الصحراوية في يوم الخميس 06 فبراير2013 في سياق تحقيق ثلاث رهانات كبرى :
-الدفاع عن القضية الوطنية بشكل علمي (ولاسيما في ظل محدودية البحوث المنجزة محليا)
-الإستجابة لضرورة تشجيع البحث العلمي المتعلق بالصحراء بما يساهم في حفظ الذاكرة الجماعية والنهوض بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لساكنة المناطق الصحراوية، وكذا في سياق إسهام المجلس الوطني لحقوق الانسان في تفعيل مقتضيات الدستور الرامية إلى ترسيخ الهوية الثقافية المغربية المتعددة الروافد والمكونات، بما في ذلك المكون الحساني. هذا فضلا عن متابعة مسار إعمال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في شقها المتعلق بحفظ الأرشيف والذاكرة والتاريخ فضلا عن اثراء النقاش الفكر والحوار حول الديمقراطية وحقوق الانسان بالصحراء.
- تفعيل مشروع "الجامعة المواطنة" الذي يجعل الجامعة تتفاعل مع القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني وترسيخ ثقافة المواطنة.لذلك، تم إحداث ماستر خاص ب "تاريخ الزمن الراهن" في إطار تطبيق توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ، وذلك بهدف تكوين جيل جديد من الباحثين على إعتبار أنه" لايمكن أن تتحقق أي تنمية أو مسار تنزيل مضامين الدستور الجديد إذا لم يتم النهوض بالبحث العلمي"، و في نفس المسار تم إحداث ماستر للدراسات الامازيغية وماستر للدراسات الصحراوية.
وقد كان من الممكن الإعلان عن هذا الحدث في شهر غشت 2012 حسب الاستاذ عبد الرحيم بنحادة(عميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية-أكدال )، إلا أنه تم تأجيل الإعلان عنه رسميا حتى يوم الخميس 06 فبراير2013. ليكون الحدث الثاني هذه السنة بعد حدث الورقة التأطيرية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
2-على مستوى دلالة الإسم:
لقد تم تسميت المركز "بمركز الدراسات الصحراوية"، والذي يحيلنا الى عنوان أفضل عمل أنثربولوجي حول "الصحراء الاسبانية" للأنثربولوجي الاسباني خوليو كارو باروخا، والذي الموسوم ب "دراسات صحراوية". وهو عبارة عن دراسة متكاملة لمجال الساقية الحمراء ووادي الذهب، بدءا من البنية الإجتماعية التقليدية، وإقتصاد الساحل،مرورا بالقانون العرفي حسب كل قبيلة، وقد خصص مبحثا لنموذج تحليل قبيلة –قبيلة أولاد تيدرارين نموذجا- فضلا عن عائلة الشيخ ماء العينين وإنتهاءا بالتأريخ الزمني لدى الصحراويين. وقد إستغرقت رحلة خوليو الرسمية الى الصحراء مدة سبع سنوات ( 1952-1957)، زار فيها أغلب أماكن توطن وامتداد القبائل الصحراوية بمجال الساقية الحمراء ووادي الذهب.
يعتبر خوليو كارو باروخا عالما من الصنف القدير وباحثا فريدا في إسبانيا مابعد الحرب الأهلية حيث قدم دراسات متميزة، ولعل قيمة بحوثه ومستواها الرفيع يرجع الى بحثين ميدانيين حاسمين حول أنثربولوجيا المنطقة المغاربية.ومع ذلك فإن إنخراطه في الاوساط الاكاديمية الاسبانية كان دائما صعبا، إما بسبب هشاشة التقليد الانثروبوالاسباني أو لأسباب شخصية. هكذا، عمل فترة طويلة من حياته على هامش الاوساط الجامعية، ولم تتح له فرصة تأسيس مدرسة رغم قيمة أعماله.
وبالمناسبة، سيقوم مركز الدراسات الصحراوية بنشر دراسات باللغة العربية لباحثين أجانب وفي مقدمتهم كتاب "دراسات صحراوية"(1955) للاسباني خوليو كارو باروخا الذي يتناول حياة البدو اثناء الاستعمار الاسباني .
3-على مستوى مجال الدراسة والبحث:
يهتم مركز الدراسات الصحراوية اساسا بالجهات الثلاثة مع الانفتاح على المجالات الصحراوية والشبه الصحراوية المجاورة للجنوب المغربي.وهوما يطرح مسألة تحديد المجال الصحراوي؟، فمن وجهة نظر سياسية، فالمجال الصحراوي هو مجال الساقية الحمراء ووادي الذهب. ومن من وجهة نظر سوسيوأنثربولوجية وإثنية، فالمجال الصحراوي يضم الجهات الجنوبية الثلاث. ومن وجهة نظر جغرافية، فالمجال الصحراوي هو ذلك المجال الشاسع الذي يعتبر مكون من المكونات الاساسية بالمغرب لاعتبارات عدة منها: جغرافيا وتاريخيا، يمثل 3/1 من مساحة التراب الوطني، وهو مجال عبور بين الجنوب والشمال. ثقافيا، يتميز بغنى التراث واللغات والتقاليد. طبيعيا وبيولوجيا، يتميز بالتنوع البيولوجي والاركيولوجي فضلا عن التغيرات المناخية.إجتماعيا يتميز بالتنوع والتعدد الانثربولوجي واللغوي وتقاليد السكان.
4-على مستوى الرؤية والرسالة:
يروم مشروع إحداث مركز الدراسات الصحراوية حفظ وتثمين تراث الصحراء، و التنقيب في التاريخ والعمق الثقافي، ، ويهتم خصوصا بجهات كلميم -السمارة والعيون –بوجدور-الساقية الحمراء ووادي الذهب-الكويرة في ظل عدم وجود مؤسسات جامعية بالأقاليم الجنوبية.و سيضطلع بالقيام بأبحاث متعددة التخصصات تشمل مجالات المعرفة التاريخية والاجتماعية والثقافية بمفهومها الواسع بالمغرب الصحراوي.ويهدف كذلك المركز الى تشجيع المعرفة العلمية بالأقاليم الجنوبية من خلال تفعيل انخراط أبناء الأقاليم الجنوبية في مشروع علمي طموح من خلال مشاركتهم الفعالة والفعلية في برامجه وأنشطته، ويساهم الباحثين الصحرويين في وضع برنامج وإستراتيجية للأبحاث حول الصحراء.وذلك إنطلاقا من قناعة مفادها " بأنه لا يمكن لأي مشروع أكان سياسيا، اقتصاديا ، تنمويا أو ثقافيا.. أن يحقق أهدافه بدون توفر المعرفة وتراكم في الأبحاث العلمية حتى قبل 1975".
وبالتالي، سيعمل المركز على سد الفراغ الموجود على مستوى الأبحاث العلمية التي تتناول الصحراء، ولاسيما على مستوى تاريخ المنطقة بالنظر الى الضعف الكبير في الابحاث ، وإنعدام التراكم العلمي على هذا المستوى حتى قبل سنة 1975، والتي تتناول البنية الاجتماعي والبنيات التراثية فضلا عن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع بالاقاليم الصحراوية بتحوله من مجتمع الترحال إلى مجتمع الاستقرار.الى جانب قضايا صحراوية أخرى مثل المدنية والتنوع البيئي وعلم الاثار وثقافة الرعي والموسيقى. وتقديم أجوبة لمختلف الأسئلة المطروحة من وجهة نظر صحراوية والتي لا ترتبط فقط بالجانب السياسي الذي مافتئ يهيمن على باقي الجوانب كلما تم ذكرت الأقاليم الجنوبية، بل كل تلك الأسئلة التي تمتد مما هو اقتصادي واجتماعي بوضع نوع من المسافة أي بشكل موضوعي مع ما يعتمل في الواقع مرورا بما هو ثقافي بتعدد أوجهه في أفق المساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية .و سيكون مفتوحا في وجه الباحثين في مختلف التخصصات والقادمين من مختلف مراكز البحث التابعة للجامعات المغربية الموزعة على مختلف مناطق المغرب، كما سيكون حريصا على تنظيم مختلف أنشطته من ندوات علمية وفكرية ودورات ميدانية بالمناطق الجنوبية، هذا علما أنه سيتم الانتقال في مرحلة لاحقة إلى إحداث فروع للمركز بالجهات الجنوبية.
5- أقطاب المركز:
أ -قطب التكوين والتأهيل:
بغية إنتاج أبحاث رصينة، سيسعى المركز الى تكوين وتأهيل من الباحثين المختصين في الشؤون الصحراوية بالاساس. وذلك من خلال إطلاق برامج الماستر المتعدد التخصصات، حيث تم في هذه السنة إطلاق ماستر "المجال والانسان بالصحراء". و إطلاق برامج بحث ميدانية من خلال طلب العروض.بالإضافة الى المشاركة وتنظيم تظاهرات علمية من مؤتمرات وورشات عمل وأيام دراسي حول الصحراء.
ب- قطب الدراسة والبحث:
إنجاز بحوث ودراسات حول الاقاليم الصحراوية تتناول جميع مواضيع وقضايا الصحراء بعيدا عن ماهو سياسي. وانجاز خبرات واستشارات وإعداد مشاريع بالتعاون والشراكة مع الفاعلين العمومين والخواص وجميع المهتمين بالصحراء سواء وطنيا او دوليا (في مجال التدبير والاقتصاد والاجتماع والبيئة والأرشيف وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، ...الخ).
ج-قطب النشر
نشر وطبع منشورات ورقية (مجلات، دوريات، أعمال ندوات...) مثل نشر وإعادة نشر كتب حول الصحراء والقيام بدراسات بشراكة مع الباحثين داخل وخارج جامعة محمد الخامس.علاوة على دعامات معلوماتية (أقراص مضغوطة، مواقع إلكترونية، أشرطة وثائقية..).ومن أهم المشاريع البرمجة لدى مركز الدراسات الصحراوية، إحداث قاعدة معلومات ومركز للتوثيق وإعادة نشر الأطروحات الجامعية التي تتناول المنطقة علاوة على انشاء مركز توثيقي وسمعي وبصري حول الاقاليم الصحراوية والتي ستوضع رهن إشارة أصحاب القرار والمختصين والمؤسسات العمومية والخاصة.
6-الاستحقاقات والتحديات المستقبلية:
ستواجه مركز الدراسات الصحراوية مجموعة من الرهانات والتحديات :
رهان التخصص والتنوع: بمعنى مسألة الوظيفة، هل مركز الدراسات الصحراوية سيكون رهين مجال تخصص معين-التاريخ- في ظل المشاريع الأولى المبرمجة أم سينفتح على جميع التخصصات في ظل اهتمام المركز بمجال ترابي محدد –الجهات الحنوبية-؟
رهان الواقعية: بمعنى يجب على المركز أن يكون واقعي في طموحاته بالنظر الى الإمكانات المادية فضلا عن تعقد وتنوع المجال الترابي محل الدراسة والبحث.
رهان الاستقلالية وتقاليد العمل المرن : الخوف من تحول مركز الدراسات الصحراوية الى مركز مقاولاتي حكومي وسيطرة عملية الأدلجة على العمل البحثي في ظل التقييد والارتباط بالدعم والتمويل المشروط وتكريس منطلقات فكرية معينة، ولاسيما أنه تابع إداريا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
رهان الجودة والثقة: أي وضع صاحب القرار والباحث و المحلل والمهتم والقارئ في حقيقة ما يعتمل في الشأن الصحراوي الداخلي بكل تشعباته عبر سبر عمق ماضيه وحاضر ه ومستقبله من خلال تقديم المعلومات والإحصاءات والبيانيان الصحيحة والدراسات والأبحاث الموثوق بها وفق معايير علمية وأكاديمية عاليه .
رهان الانفتاح على الداخل الصحراوي: الإسهام في الحوار بين النخب الصحراوية حول ماضي وحاضر ومستقبل الصحراء من خلال فتح ورشات عمل فكرية وعلمية (مؤتمرات، ندوات، محاضرات... ) ثمرة دراسات وأبحاث معمقة لقضايا وشؤون الصحراء.فالمثقف الصحراوي مازال بعيدا عن الواقع والمساهمة في التغيير والإصلاح، لمجموعة من الأسباب لايسمح المقام بسرها.فهل بإمكان مركز الدراسات الصحراوية كبنية مؤسسية بحثية أن تحتضن وتستوعب الكفاءات والطاقات الصحراوية الفكرية والعلمية بغض النظر عن مشاربهم العلمية والإيديولوجية والسياسية من خلال توفير الظروف والشروط المناسبة لممارسة التفكير الجماعي المؤسس لرؤية جديدة لمنطقة الصحراء تنطلق من الماضي وتستوعب الحاضر وتستشرف بالمستقبل الممكن؟
رهان الانفتاح على الخارج : أي مد جسور التواصل والتفاعل المتبادل مع إفريقيا ( بدءا من موريتانيا والجزائر ) وأوروبا ( بدءا من إسبانيا وفرنسا ) في ما يخص التاريخ المشترك فضل التعاون والشراكة مع مؤسسات وباحثين أشقاء وأجانب.علاوة على استضافة المهتمين بالشأن الصحراوي من مفكرين، وأدباء وسياسيين فضلا عن إقامة ندوات خاصة لهم تحت رعاية مركز الدراسات الصحراوية.
رهان الادماج : تشجيع طلبة الدراسات العليا من الصحراويين على اختيار مواضيع الابحاث المتصلة بقضايا وشؤون الصحراء، وتقديم منح سنوية تحت رعاية المركز لأطروحات الدكتوراه في الدراسات الصحراوية وتقديم الحوافز المالية لأفضل الدراسات وأطروحات الدكتوراه.
إلى جانب هذه الرهانات، نجد أن المركز سيواجه مجموعة من تحديات، أبرزها: مسألة استعادة أرشيف الصحراء بإسبانيا، مسألة جمع وتحقيق المخطوطات التاريخية، مسألة جمع الدراسات والأبحاث المنجزة حول الصحراويين بتندوف وترجمتها، إلى جانب مسألة تشكيل فروع جهوية لمركز الدراسات الصحراوية بالجهات الجنوبية.



#سيدي_أحمد_فليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز الدراسات الصحراوية السياق و الإستحقاقات


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيدي أحمد فليل - مركز الدراسات الصحراوية السياق و الإستحقاقات