أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسح هاوسبطر - الموت الموت لليهود !!














المزيد.....

الموت الموت لليهود !!


بسح هاوسبطر

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموت الموت لليهود ..!!

بقلم: بسح هاوسبطر *

"الموت الموت لليهود!" صرخت آلاف حناجر النساء والرجال والشيوخ والأطفال في صباح أحد أيام سنة 1895 في باريس. هذه الهتافات الفظيعة تركت أثرا لم يُمح في أعماق بنيامين زئيڤ هرتسل، مراسل صحيفة "نويا بريا برسا" في ذلك الوقت.
الضابط ألفرد درايفوس، يهودي اندماجي (أي أنه يؤمن باندماج اليهود ثقافيا واجتماعيا في محيطهم المعيشي)، كان السبب في انفجار موجة الغضب هذه من الجمهور المعادي للسامية، الذي ملأ الساحة التي تم فيها نزع رُتب درايفورس العسكرية على الملأ. لم يصيحوا هاتفين بالموت لدرايفوس ولم يصيحوا هاتفين بموت شخص واحد، لقد صاحت الجموع بهتاف الموت لجميع اليهود، كل اليهود دون أي استثناء.
ها نحن اليوم، بعد مرور مئة سنة تقريبا على هذا الحدث المركزي في تاريخ الشعب اليهودي، تصيح آلاف الحناجر في "عاصمتنا الأبدية" القدس، "الموت للعرب! الموت للعرب!" وماذا عن الأطفال العرب؟ والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم؟ هذا الأمر لا يهم آلاف المُشجعين. لقد تحول الهتاف بقتل العرب منذ مدة طويلة إلى هتاف تشجيعي شرعي ومقبول، تحول هذا الهتاف إلى جزء من المشهد الإسرائيلي العام فتحولت الصدمة إلى أمر مقبول من قبل الجميع. "هذا هو الموجود، ماذا بوسعنا أن نفعل..؟"، يقول حكمائنا.
سنوات طويلة تجاهل خلالها الجمهور الإسرائيلي بقياداته وأدبائه وشعرائه ورجال القانون فيه جميع أطياف الشعب، ان هذا الهتاف المتواصل المتنامي والصاعد والذي ينادي بقتل الأبرياء لم يولد صدفة، ولّد داخلنا مرض العنصرية والتي قد تتحول إلى مرض لا شفاء منه. عنجهية الشرطة "سنقضي على المُشجعين العنيفين"، تؤكد ليس على التواطؤ فحسب، بل أيضا على التعاون الخفي بين جميع الأطراف الواقفين بعيدا ويتفرجون على هذا المشهد المريض. أولئك الذين منحوا الشرعية لكتاب "توراة الملك" (كتاب عنصري يتحدث عن أصول قتل الأغيار في أوقات الحرب والسلم) ومن بينهم رئيس حكومة إسرائيل الذي شارك في احتفال مؤسسة دينية، حضر فيها "الحاخام" دوفلييئور وهو "الحاخام" الذي أفتى أنه بحسب الشريعة اليهودية يمكن قتل الجنين، فقط لأنه ليس يهوديا!!
نفس جهاز الشرطة الذي يتباهى بأنه يعالج المُشكلة الآن، وقف عشرات السنوات في ملاعب كرة القدم فيما كان المُشجعون يصرخون باصوات عالية "الموت الموت للعرب!" ولم يحرك ساكنا.
أخيرا وليس آخرا النيابة العامة التي لا تزال تصر على عدم تقديم أي من المتورطين في عمليات "دفع الثمن" (تاغ محير) للمحاكمة، ها هي تظهر فجأة وكأنها مصدومة من الأمر.
مع كل ذلك لا بد من التأكيد أن المُذنبين الحقيقيين هم نحن- الجمهور. جاء في كتاب التلمود البابلي: "من سمح لأهل بيته بالقيام بأمر لا يليق فهو المسؤول، ومن سمح لأهل بلده فهو المسؤول ومن سمح للعالم فهو المسؤول عن العالم بأسره... وأيضا- "إذا أذنب الوزراء- فما ذنب الحكماء؟ ذنب الحكماء أنهم لم يقوّموا الوزراء." (التلمود البابلي، شبات، نون دالت عاين بيت). لم نعد في المنفى، إنما في دولتنا اليهودية الديمقراطية وكل لحظة تمر دون أن نتحرك لوضع حد لهذا الهتاف الحقير، يصبح الأمر جريمة في رقابنا جميعا- رقاب جميع أجزاء الشعب. هناك من يقول أن اصلاح الأمر ما يزال ممكنا. لبرهنة هذه المقولة يجب القضاء على جرثومة العنصرية بكل الوسائل الروحية والثقافية والتربوية والجماهيرية، هذه الجرثومة تكبر وتتكاثر في مجتمعنا دون أي رادع، لا يتوجب علينا انتظار سلطات تطبيق القانون على مختلف أنواعها، فهي ستتبعنا. النضال الراسخ والمتواصل الذي يهدف إلى القضاء على هذه الآفة هو السبيل الوحيد لتحويل هتاف "الموت للعرب" بين الناس إلى جريمة نكراء توازي جريمة القتل، جريمة ينبذ صاحبها من كل طفل وطفلة ومن كل امرأة ورجل في إسرائيل حتى اختفاء العنصريين عن بكرة أبيهم فنُطهّر مجتمعنا من أشكالهم. إذا لم نتحرك سيكون ذلك عار على جبيننا- عار على جبين الشعب اليهودي بأسره- إلى أبد الآبدين.
*بسح هاوسبطر – هو الأمين العام لمنظمة الشبيبة العاملة والمتعلمة ، وهي منظمة يسارية- اشتراكية ديمقراطية- تنظم في صفوفها الشباب اليهود والعرب وتعتبر اكبر منظمة شبابية في اسرائيل.
[email protected]



#بسح_هاوسبطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت الموت لليهود !!


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسح هاوسبطر - الموت الموت لليهود !!